العلماء يكتشفون مصدر طاقة بكتيرية قد يصل عمره إلى 2.5 مليار عام
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
نشر موقع "سايتك ديلي" تقريرا علميا من جامعة كونستانز الألمانية قالت فيه إن القصة تبدأ في نهاية الثمانينات بصفحة من الورق.
في هذه الورقة، قام أحد العلماء بحساب أن تحويل المركب الكيميائي الفوسفيت إلى الفوسفات من شأنه أن يطلق طاقة كافية لإنتاج حامل الطاقة في الخلية - جزيء أدينوسين ثلاثي الفوسفات (ATP) وبهذه الطريقة، يجب أن يكون من الممكن للكائن الحي الدقيق أن يزود نفسه بالطاقة.
وخلافا لمعظم الكائنات الحية على كوكبنا، فإن هذا الكائن لا يعتمد على إمدادات الطاقة من الضوء أو من تحلل المواد العضوية.
نجح العالم بالفعل في عزل مثل هذه الكائنات الحية الدقيقة عن البيئة. يعتمد استقلاب الطاقة فيها على أكسدة الفوسفيت إلى الفوسفات، تماما كما تنبأت الحسابات.
ولكن كيف تعمل الآلية البيوكيميائية بالضبط؟ لسوء الحظ أن الإنزيم الرئيسي اللازم لفهم الكيمياء الحيوية وراء هذه العملية ظل مخفيا ــ وبالتالي ظل اللغز دون حل لسنوات عديدة. وفي العقود الثلاثة التالية، بقيت الورقة في الدرج، وتم وضع البحث جانبا. ومع ذلك، لم يتمكن العالم من إخراج هذه الفكرة من رأسه.
والعالم هو بيرنهارد شينك، الأستاذ في معهد علم المسطحات المائية الداخلية بجامعة كونستانز. وبعد ثلاثة عقود من قيامه بالحسابات على الورق، أدى اكتشاف غير متوقع إلى إعادة الكرة إلى مسارها مرة أخرى.
ما كان يدور في ذهنه لسنوات عديدة تم العثور عليه أخيرا: من بين جميع الأماكن، في محطة للصرف الصحي في كونستانز، على بعد بضعة كيلومترات فقط من مختبر بيرنهارد شينك. قام تشوكينغ ماو، باحث الدكتوراه في علم الأحياء من كونستانز، بفحص عينة من رواسب الصرف الصحي واكتشف كائنا حيا دقيقا ثانيا يحصل أيضا على طاقته من الفوسفيت. قام علماء الأحياء في كونستانز بقيادة بيرنهارد شينك بوضع هذه البكتيريا في بيئة لا تحتوي إلا على الفوسفيت كمصدر للغذاء. وبالفعل: زاد عدد البكتيريا.
ويقول شينك: "تعيش هذه البكتيريا على أكسدة الفوسفيت، وعلى حد علمنا، تعتمد فقط على هذا التفاعل. إنها تغطي عملية التمثيل الغذائي للطاقة بهذه الطريقة، ويمكنها بناء المادة الخلوية من ثاني أكسيد الكربون في نفس الوقت. هذه البكتيريا هي كائن ذاتي التغذية، مثل النبات. ولكنها لا تحتاج للضوء مثل النبات، إذ تستمد طاقتها من أكسدة الفوسفيت". والمثير للدهشة أنه تبين أن هذه البكتيريا ليست مجرد نوع جديد، ولكنها في الواقع تشكل جنسا جديدا تماما من البكتيريا.
ومنذ تلك اللحظة، حدثت الأمور بسرعة كبيرة. كرست شبكة كاملة من الباحثين في كونستانز أنفسهم لكشف اللغز، بما في ذلك بيرنهارد شينك، ونيكولاي مولر، وديفيد شليهيك، وجنيفر فليمنغ، وأولغا ماينز. لقد أنتجوا مزرعة نقية لهذه السلالة البكتيرية الجديدة، حيث تمكنوا أخيرا من تحديد الإنزيم الرئيسي الذي يؤدي إلى أكسدة الفوسفيت إلى الفوسفات.
يقول ديفيد شليهيك: "جاء الاختراق مع نيكولاي مولر وتجاربه الإنزيمية". نجح نيكولاي مولر في إظهار نشاط الإنزيم بوضوح، وبالتالي كشف الآلية الكيميائية الحيوية وراء الإنزيم الرئيسي. وابتكرت أولغا ماينز وجنيفر فليمنغ نموذجا ثلاثي الأبعاد لبنية الإنزيم ومركز النشاط لفهم مسار التفاعل.
ويوضح نيكولاي مولر مسار التفاعل قائلا: "ما كان مفاجئا للغاية هو أنه أثناء أكسدته، يبدو أن الفوسفيت يقترن مباشرة بالسلائف الحاملة للطاقة AMP، حيث يتم إنشاء حامل الطاقة ADP. وفي تفاعل لاحق، يتم تحويل اثنين من ADPs المتولدة إلى ATP واحد، والذي يعيش عليه الكائن الحي في النهاية".
أخيرا، اجتمعت المعلومات وأصبحت الورقة الأصلية كومة كاملة من الأوراق، مما أدى إلى نشرها في المجلة العلمية PNAS.
إن اكتشاف نوع جديد من استقلاب الطاقة يعد في حد ذاته نجاحا علميا كبيرا. ومع ذلك، يعتقد فريق البحث أن هذا النوع من التمثيل الغذائي ليس جديدا بأي حال من الأحوال، ولكنه قديم جدا، بل ضارب في القدم: يبلغ عمره حوالي 2.5 مليار سنة.
يقول بيرنهارد شينك: "من المفترض أنه في الأيام الأولى من التطور، عندما كانت الأرض تبرد، كان الفوسفور لا يزال موجودا إلى حد كبير في شكل مخفض جزئيا ولم يتأكسد تدريجيا إلا لاحقا. أن عملية التمثيل الغذائي التي اكتشفناها الآن تتلاءم بشكل جيد مع المرحلة المبكرة من تطور الكائنات الحية الدقيقة".
وبالتالي فإن الآلية الكيميائية الحيوية التي تستخدمها البكتيريا في عملية التمثيل الغذائي ليست جديدة، ولكنها على الأرجح محفوظة من العصور البدائية لكوكبنا: عندما بدأت الحياة على كوكبنا وكان على الكائنات الحية الدقيقة الأولى أن تتغذى على مركبات غير عضوية مثل الفوسفيت.
وفإن النتائج العلمية الجديدة توفر أدلة على التطور الكيميائي الحيوي المبكر على كوكبنا. بالإضافة إلى ذلك، فهي توفر المفتاح لآلية كيميائية حيوية تجعل الحياة ممكنة في أماكن معادية للغاية، وربما حتى على الكواكب الغريبة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي من هنا وهناك المرأة والأسرة حول العالم حول العالم الطاقة المواد العضوية البكتيريا بكتيريا الطاقة المواد العضوية حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التمثیل الغذائی الکائنات الحیة هذه البکتیریا
إقرأ أيضاً:
ترامب يأكل خروفين على العشاء!!
سمعت أن الملك ريتشارد (قلب الأسد)، ملك إنجلترا، يأكل خروفين على العشاء، هكذا كان الهمس يدور بين الجنود فى معسكر صلاح الدين، فى فيلم الناصر صلاح الدين!!.
وسمعت أن الرئيس دونالد ترامب يأكل اثنين من «بيج ماك»، واثنين من ساندويتشات فيليه السمك على العشاء.
يروى عن قلب الأسد فى الفيلم أنه كان نهمًا أكولًا، ويروى عن الرئيس، عن (قلب الفيل)، والفيل هنا رمزية الحزب الجمهورى الأمريكى الذى ينتسب إليه الرئيس ترامب، غالبًا ما يتخطى ترامب وجبة الإفطار ويشرب بدلًا من ذلك مشروب «دايت كوك» المفضل لديه، فطاره دايت.
الطريف أن الفيل لا يصوم، ولكن الرئيس ترامب عادةً ما يصوم من ١٤ إلى ١٦ ساعة فى اليوم، وفقًا لكتاب كتبه «كورى ليفاندوفسكى»، مدير حملته الانتخابية السابق.
تحتاج إلى مراجعة نظام ترامب الغذائى لتفسير كل هذه الطاقة والحيوية التى يبدو عليها فى المحافل السياسية. ترامب قطع المسافة من واشنطن إلى تل أبيب، ومنها إلى شرم الشيخ، وخطب فى الكنيست، وخطب فى شرم الشيخ، وعقد لقاءات ثنائية وجماعية، وأخرى صحفية، تقريبًا ٢٤ ساعة من الأعمال السياسية الشاقة فى واحد من أعقد الملفات المفعمة بالتفاصيل التى تستهلك الطاقة الإنسانية.
طاقة ترامب وحيويته مثيرة للخيال لرجل فى عمره المتقدم، عمره ٧٩ وماشى فى الثمانين، يفكرك بالفنان «عمرو دياب» كل ما يكبر يصغر.
هكذا ترامب يتحدى عمره، ولا يزال قادرًا على تأدية رقصته الشهيرة على أنغام أغنيته الرسمية لحملته الانتخابية Y.M.C.A بكفاءة شاب فى العشرين. يذكرنى ترامب برباعية طيب الذكر «صلاح جاهين» غمض عينيك وامشى بخفة ودلع / الدنيا هى الشابة وأنت الجدع / تشوف رشاقة خطوتك تعبدك/ لكن أنت لو بصيت لرجليك تقع.. عجبى. تشير الدراسات إلى أن الشاى الأخضر والقهوة من المشروبات التى قد تساهم فى إطالة العمر، ولكن ترامب لا يقرب الشاى ولا القهوة، يفضل «دايت كوك»، يعب منها دزينة (١٢ عبوة) طوال اليوم.
حار المراقبون فى سر صحة ترامب وشبابه، رغم التقارير غير المؤكدة عن اعتلال صحته، يقال إن ترامب مصاب بقصور وريدى مزمن، وهى حالة شائعة خاصة لدى من تخطت أعمارهم السبعين.
ورغم أن صحة الرئيس الأمريكى ضمن الحدود الطبيعية، لم يُعثر على أى دليل على وجود جلطة وريدية عميقة أو مرض شريانى ولم تُرصد أى علامات لقصور القلب أو اختلال كلوى أو أمراض جهازية.. «صحته زى البمب».
وفى التفاصيل، يتكون نظام ترامب الغذائى، (الإفطار) لحم الخنزير المقدد والبيض، (الغداء) شريحة لحم مطبوخة جيدًا مع الكاتشب، (العشاء) اثنان من «بيج ماك»، واثنان من ساندويتشات فيليه السمك، فضلًا عن (الوجبات الخفيفة) كيس «دوريتوس»، (المشروبات) ١٢ علبة من «دايت كوك» طوال اليوم. يبلغ إجمالى السعرات الحرارية المستهلكة من الأطعمة والمشروبات اليومية المذكورة فى وجبات ترامب اليومية ٤٦٥٣ سعرًا حراريًا، هذا الرقم يجاوز التوصيات الغذائية المقدرة للرجال الذين تبلغ أعمارهم ٧٦ عامًا أو أكثر يحتاجون إلى حوالى ٢٠٠٠-٢٤٠٠ سعر حرارى يوميًا، اعتمادًا على مستوى نشاطهم البدنى.
ومن المفارقات الترامبية، يستهلك ترامب حوالى ١٩ ملعقة صغيرة (٧٩ جرامًا) من السكر المضاف يوميًا، وهو ما يتجاوز بشكل كبير الحدود اليومية المسموح بها، ما لا يزيد على ١٠ بالمئة من إجمالى السعرات الحرارية اليومية.. لكن ترامب يقال إنه مثل قلب الأسد يأكل خروفين على العشاء!!.
حمدي رزق – الشرق القطرية