1في الحلقة السابقة قلت إن لتقدم “سردية واحدة في كل كتابات جنجويدها الإعلامي وهو أنه إذا لم تقف الحرب الآن وبأي شكل وفوراً وبدون شروط فإن من شأن ذلك أن يقودنا لثلاثية كارثية مذكورة أعلاه وتناولت موضوع التقسيم وفندنا دعاويه التي لا تقف على ساقين.. اليوم ننظر قضية الحرب الأهلية التي يتعالى صراخهم محذرين منها الشعب إذا لم يذعن لشروط الجنجوي
2
كتب د.

بكري الجاك وكنت أظن أن هذا من عقلائهم لكن خاب ظني، كتب هذا الدكتور (لكم احترت في دكترة دكاترة آخر الزمن هذا) مقالا بعنوان (سيناريوهات الحرب المحتملة فى مقبل الأيام 16 يناير 2024) عدّد فيه السيناريوهات المحتملة فقال (السيناريو الأول هو توسع دائرة الحرب ووصولها إلى كل شبر وتحولها إلى حرب أهلية شاملة على أساس العرق والإثنية وربما دخول أطراف إقليمية ودولية فيها بشكل مباشر.
ولنسأل الدكتور.. لماذا تتحول حرب أنتجها الصراع على السلطة

(السياسية) إلى حرب أهلية شاملة على أساس العرق والإثنية.؟.. ما هي شواهد هذا الدكتور والأسباب التي دعته ليتوقع هذا السيناريو؟. مادام هو دكتور لابد أنه استند لأسباب منطقية وعلامات دالة وقراءة تستند على معلومات مؤكدة!!. ولا مش كده؟
إذن لنستمع لسعادة الدكتور وهو يعدد الأسباب إذ قال، أولها (قيادة الجيش والمؤتمر الوطني التى رفضت وساطة جدة ورفضت الايقاد).!!.

حين قرأت هذا الهراء تأكدت من ان هذا الدكتور نال درجته العملية تلك في تلفيق الأكاذيب !!. هل رفض الجيش منبر جدة ولم يلتزم بمخرجاته أم أن المليشيا هى التي فعلت ذلك.؟ .
هل رفض السودان منبر الإيغاد أم أن الإيغاد هي التي افترت عليه بدعوتها للمتمرد لقمة يحضرها رؤساء فقط ضد كل وثائقها وقبلها زاغ المتمرد من لقاء البرهان في جيبوتي لأسباب فنية كما قالت الإيغاد نفسها!!!..

تصوروا ان هذه المعلومات المظللة ضعها سعادة الدكتور ضمن الأسباب التي ستقود للحرب الأهلية.!!.
3
السبب الثاني يقول الجاك (عدم استجابة قيادة القوات المسلحة إلى دعوة تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) للحوار مباشرة).

بالله.. يعني عدم الحوار المباشر مع عويش (تقدم) سيؤدي إلى حرب أهلية.!!.. ماهي (تقدم) هل هي تكوين سياسي واجتماعي جهوي أم اثني وماذا تمثل؟.

يعرف بكري الجاك وهو أحد مؤسسي هذا الكيان (تقدم ) أنها صناعة مجمعة لثلة من الأفاكين الدوليين الذين أنشأوا منظمات خارج السودان يعتاشون بها من دول الغرب (العفيف نموذجا) وليس لها أي تمثيل أو وجود حقيقي بالداخل وهذه المنظمات التحقت بـ(قحت) او دخلت اخيراً تحت عباءتها لتكتسب شرعية تظن إن قحت تملكها وتملك العلاقات وسرعان ما استسلم تجمع منظمات نور الدين ساتي وبكري الجاك والباقر غير العفيف وبلدو إلى سيطرة القحاته ومموليهم من الجنجويد ورعاتهم الخارجيين.!!.

هل عدم لقاء البرهان مع قحت يقود لحرب أهلية؟ اذن .. أبشر بطولة سلامة يادكتور.
ولكن هل فعلا رفض البرهان اللقاء أم كتب خطاب رسمي بالموافقة على اللقاء وأعلنت ذلك مريضة كزوفوبيا ( بحسب رباح الصادق) رشا عوض شفاها الله فى بيان رسمي لتقدم؟.. لماذا يحشو الدكتور مقالاته بالهراء والأكاذيب.ما أغناه عن ذلك.

4
أما الجلوس مع قيادة الدعم السريع فيعلم هذا الدكتور أن الذي رفض لقاء الرئيس البرهان هو قائد الجنجويد.. عجباً، يكذب وكأن الناس ماتوا أو فقدوا عقولهم.. ترى ما الفرق بين هذا الدكتور وصبية المليشيا الذين يكذبون صباح مساء فى الأسافير والفضاءات محاولين تبرئة الجنجويد من الانتهاكات وحتى من احتلال بيوتهم واغتصاب أخواتهم.!!. قال الدكتور عن تلك الانتهاكات
( انتهاكات الدعم السريع، التي لا ينكرها طوب الأرض). إذا كانت هي كذلك فلماذا تتحالف تقدم مع مرتكبيها متخصصو الإبادة.!؟.

5
السبب الثالث الذي سببا في اشتعال الحرب الأهلية كما قال الدكتور هو توجه البرهان للتحالف مع إيران وقطر وتركيا يجعل البلاد قبلة للداعشيين نسبة للتقاطعات الإقليمية والدولية، وبحسب فهم الدكتور إن هذا التحالف سيقود لحرب أهلية.!!. يا مثبت العقول.
يبدوا أن هذا الدكتور لم يقرأ كتاباً واحداً عن الحروب الأهلية. يادكتور إن كنت لازلت تقرأ سأهديك كتاباً من تأليف فليب روسلر PHILIP ROESSLER)
(ethnic politics and state of power/the logic of coup-civil war trap)
هذا الكتاب سيكون مفيداً لك في معرفة الكيفية التي تنشأ بها الحروب الأهلية في القارة الأفريقية، فلقد درس روسلر ميدانياً أكثر من 15 حرباً أهلية اشتعلت بالقارة. الكتاب صادر عن جامعة كمبردج 2016.

6
لنترك هذيان هذا الدكتور الذي لم يدلنا على أي شيء يمكن أن يشير إلى أننا مقبلون على حرب أهلية، فالمقاومة الشعبية المسلحة التي أخافت الدكتور اكثر ما يميزها هو حشدها لسكان المناطق للدفاع عن مناطقهم من دون فرز جهوي أو إثني، فالآن مثلاً تنخرط كل الإثنيات فى صفوف المقاومة الشعبية المسلحة في كل أقاليم الشمال والشرق والوسط وكردفان التي تسكن فيها كل أعراق السودانيين، مما يجعل المقاومة عنصر وحدة يغذي ويساهم في الترابط القومي وتقوية النسيج الاجتماعي.فإذا كانت كل جهات السودان بمكوناتها الاثنية والعرقية تنهض الآن للدفاع عن نفسها وهي متحدة فمن أين ستهب علينا رياح الحرب الأهلية.؟ ما يجري في التحليل السليم هو صراع سياسي لا اثنى ولا عرقى ولا سبب من الأسباب ظاهر الآن يمكن أن يؤدي لانحرافها فأهل دارفور وكردفان وأقاليم في السودان يقاتلون الجنجويد النهابين المغتصبين ولايقاتلون الماهرية أو العطاوة أو الرزيقات، وكل هؤلاء يعيشون الآن بسلام آمنين في كل أرجاء السودان الذي هو لهم وطن، بل إن الجيش الذي يدعى الدكتور أنه سينخرط في حرب أهلية يقاتل فيه الآن النوباوي بجانب المسيري والدنقلاوي والرزيقي والجعلي ضد الجنجويد. ألم يأتيك خبر قتال النوبة مع الجيش في الدلنج ؟!

7
خيالاتهم المريضة دائماً واوهامهم لا تعبر عن الواقع إنما تعبر عن أمانيهم ولا تنهض تحليلاتهم على معلومات أو تقدير سليم للأمور كما كان ينبغي أن يتوفر للدكاترة الذين تعلموا في الغرب… ولكن اتضح أن القلوب والأبصار تعمى بالأحقاد والغبائن مضافا إليها بريق ذهب الجنجويد ودراهم الأسياد. الله غالب

✒️ عادل الباز

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الحرب الأهلیة هذا الدکتور حرب أهلیة

إقرأ أيضاً:

حضرموت تفضح المخطط السعودي-الإماراتي لفرض التقسيم

 

 

 

شهدت حضرموت الأسبوع الماضي مستجدات وتحولات متسارعة على المستوى السياسي والعسكري بين مليشيات وأدوات الاحتلال السعودي الإماراتي على نحو غير مسبوق. كشفت هذه التحولات في مجمل تفاصيلها عن فصل جديد في مخطط استراتيجي أوسع تقوده قوى الاحتلال الإقليمي لفرض وقائع ميدانية تهدف إلى تقويض الوحدة اليمنية، تماشياً مع الأجندة الأمريكية الهادفة لتمزيق المنطقة.
هذا المشهد يُعرّي زيف ما يُروّج له إعلامياً من انتصارات مزعومة أو خلافات بين مليشيات وأدوات المحتل، مؤكداً أن ذلك ما هو إلا ستار يخفي التنسيق المُحكم بين الرياض وأبوظبي، اللتين تتقاطع مصالحهما في إدارة الوكلاء المحليين لتحقيق هدف التقسيم.

الثورة/ مصطفى المنتصر

مشهد التحول السريع في السيطرة على وادي حضرموت من قِبل المليشيات الإماراتية، وما تبعه من تفكيك لمراكز النفوذ والسيطرة للمليشيات الموالية لحزب الإصلاح في ما يُسمى المنطقة العسكرية الأولى، لم يكن سوى لعبة سياسية عسكرية متفق عليها مسبقاً.
وتهدف هذه التحولات المتسارعة إلى إزاحة طرف (كان بمثابة عنصر جوهري لنظام فقد بوصلته وقيمته ومكانته السياسية) ليحل محله طرف آخر مُصنّع خصيصاً لتنفيذ مشروع فصل الشمال عن الجنوب.
الانهيار غير المقاوم وتأكيد التبعية
لا يمكن النظر إلى الانهيار غير المقاوم للمليشيات الموالية لحزب الإصلاح على أنه هزيمة عسكرية، بل هو صفقة مُبرمجة صنعتها ووضعت لمساتها قوى الاستكبار العالمي (أمريكا وإسرائيل) وقواهما الإقليمية (الممثلة بالسعودية والإمارات).
يؤكد هذا الانهيار أن كل المليشيات الموجودة على الأرض في المناطق المحتلة، بما فيها تلك التي ترفع شعارات مختلفة التوجهات والسياسات، هي مجرد مرتزقة ومليشيات تتحرك بأوامر من الرياض وأبوظبي، وتخدم في نهاية المطاف المشروع الأمريكي الهادف إلى تجزئة اليمن إلى “سلطنات وكنتونات” صغيرة ومتناحرة، خدمةً لمشروع الكيان الصهيوني والمخطط الدولي تجاه اليمن.
تأمين الثروات وفرض السيطرة
إن الهدف من السيطرة على حضرموت أو تسليمها بهذه السرعة المثيرة للريبة والشك هو إعادة ترتيب المشهد الأمني في الوادي من خلال تأمين خطوط إنتاج وتصدير النفط وضمان استمرار تدفقه تحت إشراف قوى الاحتلال.
حيث أصبح واضحاً أن الصراع الدائر ليس صراعاً على الأمن أو الاستقرار، بل هو صراع على إيرادات المحافظة وثرواتها. يُستغل العامل الأمني لتثبيت اليد الخفية للمشروع الخارجي الذي يسعى إلى فرض السيطرة الأمنية والسياسية على المحافظة الغنية بالنفط والثروات، بعد تثبيت السيطرة، ينتقل المخطط إلى تطبيق ورقة الانفصال، والتي ستكون سهلة المنال بعد إزاحة القوى والمكونات الحضرمية من إدارة شؤونهم والتحكم بمواردهم.
خلق واقع جديد قبل المفاوضات
إن توقيت هذه التطورات في حضرموت يحمل دلالات استراتيجية عميقة. فبعد أن وصلت جهود السلام إلى طريق مسدود نسبياً، يهدف الاحتلال السعودي الإماراتي إلى خلق واقع جديد على الأرض قبل أي جولة مفاوضات قادمة مع سلطة صنعاء.
الهدف من تمكين المليشيات الانفصالية وسيطرتها على محافظة بهذه الأهمية الجغرافية والثرواتية هو تحويل مساعي دول الاحتلال لـ “فصل الشمال” إلى ورقة ضغط قوية.
ابتزاز صنعاء بورقة التقسيم
تسعى دول الاحتلال من خلال هذه الورقة إلى تقديم التقسيم ليس كمجرد مطلب سياسي، بل كـ أمر واقع يُفرض ضمن أي تسوية شاملة، واستخدام هذا الواقع لابتزاز صنعاء ومحاولة الدفع بها نحو التنازل عن مبدأ السيادة والوحدة. وهو ما يعكس نوايا دول تحالف العدوان والاحتلال إلى تأزيم المشهد وتصعيده، بدلاً من الانخراط بجدية في مسار الحل السياسي الشامل.
الموقف الوطني الثابت
في المقابل، يظل الموقف الوطني الذي تقوده صنعاء حاسماً وثابتاً. وهو ما أكده أكثر من مصدر مسؤول من أن أي محاولات لشرعنة التقسيم أو فرض أجندة فصل الشمال هي محاولات فاشلة لن تؤدي إلا إلى تأجيج الصراع وتقويض أي مساعٍ لتحقيق المطالب الوطنية وإلزام دول العدوان والاحتلال بالقيام بواجباتها والتزاماتها تجاه اليمن.
إن أي اتفاقات قادمة يجب أن تكون مبنية على أساس الإقرار بوحدة اليمن واستقلاله التام، ورفض الوصاية والتدخل الأجنبي.

مقالات مشابهة

  • شيرى عادل : «فن الحرب» تحدٍّ جديد مع يوسف الشريف
  • ورقة تحذر من مخاطر استغلال التدخل الدولي في غزة وتدعو لقيادة فلسطينية مدعومة لإدارة المرحلة الانتقالية
  • ورقة تحليلة تحذر من مخاطر استغلال التدخل الدولي في غزة وتدعو لقيادة فلسطينية لإدارة الإعمار
  • حضرموت تفضح المخطط السعودي-الإماراتي لفرض التقسيم
  • زيلينسكي: أوكرانيا وأمريكا ناقشتا القضايا الرئيسية التي قد تضمن إنهاء الحرب
  • واشنطن تكشف عن تقدم في محادثات السلام العادل لوقف الحرب بأوكرانيا
  • الوفد الأوكراني المفاوض بشأن الحرب الروسية: اجتماعاتنا ركزت على تحقيق سلام عادل
  • جولة تفقدية لنائب رئيس الجامعة للشئون الأكاديمية بجامعة الإسماعيلية الجديدة الأهلية للتعريف بالخدمات الطبية ودعم سير العملية التعليمية
  • محللون وخبراء لـ«الاتحاد»: تغلغل «الإخوان» داخل الجيش يهدد وحدة السودان ويفاقم الحرب الأهلية
  • تكريم 83 طالبا وطالبة بحفل ختام الأنشطة الطلابية بجامعة القاهرة الأهلية والفرع الدولي