جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-04@15:52:31 GMT

قضية ليست للنقاش

تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT

قضية ليست للنقاش

 

خليفة بن عبيد المشايخي

[email protected]

 

في العام الحالي استجدت واستحدثت لدينا في عمان أمور كثيرة بفضل النهج السامي الحكيم، فجاءت من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- توجيهات سامية منها بدء صرف منفعة الحماية الاجتماعية لكبار السن والأطفال دون الثامنة عشرة، فقد صرفت لهم وابتهجوا بها وسعدوا، وتغيرت نفسياتهم ومساراتهم بهذه الزيادات المالية التي حدثت معهم وجاءت في رواتبهم؛ لأن كثيرين منهم لم يكن لهم راتب ولا دخل.

ومن هذه المنفعة استفاد الآن كبار السن الذين كانوا يتقاضون سابقا راتب الضمان الاجتماعي وقدره ثمانون ريالا، فالآن ارتفعت رواتبهم إلى مائة وخمسة عشر ريالا. أما فيما يتعلق بالوجبة المدرسية التي كانت تعطى للطلاب في مدارسهم بما يعادل خمسمائة بيسة، فقد خصمت واستبعدت، والاتجاه الآن أن يأخذ الطالب معه للمدرسة بشكل يومي نصف ريال من العشرة ريالات التي صرفت له، ليأخذ به وجبة بسيطة من المدرسة. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه إن ذهبت العشرة ريالات للطفل كاملة فور نزولها في حسابه، في بعض التزاماته هو وأهله وديونهم وحاجاتهم، فمن أين سياتي بعدها الطالب بالخمسمائة بيسة، ليأخذ بها وجبة من المدرسة.

ثمة مشكلة أخرى ستظهر وسيتطلب معالجتها والوقوف عندها، وأن مجالس الآباء والأمهات في المدارس، سيواجهون مشاكل مختلفة، وسيكونون في مواقف محرجة، بسبب أن بعض الطلاب ربما يذهبون إلى المدارس دون وجبة مدرسية، وهذا الأمر سيغدوا في حد ذاته قضية جديدة، فهل ستكون قضية ليست للنقاش والحديث عنها، سيكون مصيرها الصمت؟

ثم إذا أتينا إلى مسألة ربات البيوت والبنات الكبار في البيوت واللاتي أنهى بعضهن الصف الثاني عشر ولم يتسن لهن الحصول على وظيفة أو عمل أو أي دخل، وكُن مشمولات براتب الضمان الاجتماعي مع رب الأسرة، بينما في ظل هذه الأوضاع الاقتصادية والظروف المعيشية الصعبة، يُصرف لهن مبلغ وقدره 30 ريالًا فقط، فكيف اقتنع المسؤول الذي حدد هذه القيمة بأنها كافية؟

منذ أيام ظهر نائب رئيس مجلس الدولة المكرم اللواء الركن متقاعد سالم بن مسلم قطن، في حديث أجرته معه إذاعة "هلا إف إم"، وقال إنه "إذا أردنا فعلاً أن نُحقق ما وجه به صاحب الجلالة بالاهتمام بالنشء والقيم المجتمعية، فعلينا أن نُعطي لربات البيوت الحق والمنفعة التي يستحققنها، لكي يتمكنَّ من تربية أبنائهن، فبحصولهن على حقوههن من المنفعة وبشكل كافٍ، سيتمكَّن من تربية أبنائهن والنشء والأجيال القادمة، وبدون ذلك، لن تستطيع ربات البيوت تربية الأبناء على النحو الأمثل، تربية صحيحة حسنة وسليمة".

وغياب دور المرأة في البيت والمجتمع، يتسبب في عدم اكتمال البناء وتراجع مستوى التربية؛ فالقادم في ظل هذه المؤشرات والمعطيات والمطالبات، أن الأمور لن تكون عند المستوى الذي نتطلع إليه. وهنا نتساءل: لماذ لا يُصرف لربات البيوت منفعة حماية اجتماعية؟ وعليه نطالب بالنظر في هذا الشأن لا سيما وأن جلالة السلطان يعلم بالأحوال.

حفظ الله بلادنا من كل سوء وشر ومكروه، وبلادنا بلد العدل والمساواة في الحقوق والواجبات والحريات، وعلينا أن لا نغفل هذا الجانب، ونسعى لأن نكون لحمة واحدة.

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

دفتر العائلة الحكومي… المناصب ليست وظائف بل إرث حكومي

صراحة نيوز- بقلم / المحامي حسام العجوري

عندما شُكّلت حكومة جعفر حسان، تفاجأ الأردنيون بأن ثلثي وزرائها هم أنفسهم من حكومة بشر الخصاونة—وكأننا لسنا أمام تغيير حكومي بل أمام نقل ملكية من فصل إلى فصل آخر في نفس “العائلة السياسية”.
وجاء هذا المشهد ليؤكد الفكرة التي يتحدث عنها الناس منذ سنوات: أن المناصب العليا تُمنح من خلال دفتر عائلة حكومي لا يُطبع في دائرة الأحوال، بل يُطبع في غرف مغلقة تُوزَّع فيها المقاعد على الوجوه ذاتها.

لم تعد المناصب العليا مجرد وظائف لخدمة الدولة، بل أصبحت إرثًا حكوميا يتناقله الأشخاص ذاتهم من حكومة إلى أخرى، وكأن الوزارات بيوت ورثوها عن الآباء والأجداد.

ولا يقف الأمر عند اختيار الوزير نفسه؛ فمع أداء القسم، تبدأ تعليمات أقارب الوزير بالظهور فورًا، وكأن الوزارة أصبحت “وقفًا عائليًا” يُدار بالمحبة والقرابة:
– ابن العم يبحث عن مديرية.
– ابن الخال يريد رتبة مستشار.
– و”نسيب” الوزير يطمح بكرسي يشبه “VIP حكومي”.
– وصديق العائلة يدخل من الباب الخلفي بعبارة: “إحنا إلنا عندك يا معاليك.”

وبذلك تتحول بعض الوزارات إلى مضافات عائلية، يتوزع فيها النفوذ وفقًا لصلات الدم لا صلات العمل.
أما الأردني الكفؤ الذي اجتهد ودرَس وامتلك الخبرة، فيُقال له بصيغة مؤدبة:
“نعتذر… اسمك مش موجود بدفتر العيلة الحكومي.”

والسخرية أن كل حكومة جديدة تعلن أنها تبحث عن الكفاءات، لكن ما يحدث فعليًا يثبت أن الكفاءة المطلوبة الأولى هي درجة القربى من صاحب المعالي أو فيتامين واو الذي تحدثنا عنه سابقا.

ويبقى السؤال الذي يطرحه الشعب كلما أعلنوا عن تشكيل جديد: أو عن وظائف عليا .
هل سنشهد يومًا تتغير فيه ثقافة “الإرث الوزاري”؟
أم ستبقى المناصب العليا صفحات محفوظة في دفتر العائلة الحكومي… لا يدخلها إلا أصحاب الحظ و القرابة؟

مقالات مشابهة

  • «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» تستعد لتجهيز 10 ملايين وجبة دعماً مباشراً لسكان غزة
  • حكم الصلاة في البيوت حال المطر.. مفتى الجمهورية يجيب
  • دفتر العائلة الحكومي… المناصب ليست وظائف بل إرث حكومي
  • تربية بني سويف تشارك في تحكيم مسابقة العلوم والهندسة الدولية"
  • بعد اتهامه بـ"خراب البيوت".. تصريح مفاجيء من جمال شعبان عن الطبيب الوسيم
  • وجبة خفيفة يوميا.. تؤدي إلى قوة الذاكرة لاحقا
  • تناولها يوميًا.. وجبة خفيفة شائعة تحسن الذاكرة خلال فترة قصيرة
  • ليست المرة الأولى.. مجهولون يسرقون آلاف الإطلاقات من الجيش الألماني
  • القوات المسلحة: الهدنة التي أعلنها المتمرد الكاذب حميدتي ليست سوى مناورة سياسية وإعلامية مضللة
  • دينا أبو الخير تحذر من إهمال تربية الصغار: عقوق الأبناء أشد من عقوق الآباء