بينما يعتبر انتشار السعال بين البشر خلال فصل الشتاء بسبب أمراض البرد والإنفلونزا أمرا عاديا، إلا أن معاناة بعض الأشخاص تتفاقم، مع استمرار الكحة لفترات طويلة، بحسب تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.

وقالت كاثي كونغر (60 عاماً)، من واشنطن، إنها تعاني من سعال مستمر لمدة شهر، مشيرة إلى أنها غالبًا ما تستيقظ وهي تسعل في منتصف الليل.

وفي نفس السياق، أوضح المراهق، آدم تامبيو، البالغ من العمر 16 عامًا، والذي يعيش بولاية فيرجينيا، أنه يعاني من “سعال شديد للغاية” منذ أن أصيب بنزلة برد في منتصف ديسمبر.

ولا يوجد تتبع رسمي لحالات السعال في الولايات المتحدة، وبالتالي من المستحيل إجراء مقارنة موسم السعال الحالي بالمواسم الماضية.

لكن بعض الأطباء أوضحوا أن ظاهرة السعال المستمر أصبحت منتشرة أكثر من المعتاد، لافتين إلى أن الكثير من المصابين به كانت اختبارات فحص فيروس كورونا لديهم سلبية.

وفي هذا الصدد، قالت المديرة الطبية بشركة “وان ميديكال” للرعاية الأولية، ناتاشا بهويان: “العديد من عملائنا أبلغوا عن السعال المستمر الذي لا يمكنهم التخلص منه”.

وأضافت: “في هذا الشتاء، بدا الأمر وكأن الكثير من هذه الأمراض المنتشرة بلغت ذروتها في نفس الوقت، ففي كل مكان نجد شخصا يعاني من السعال بسبب نزلة برد أو فيروس كورونا أو الأنفلونزا الموسمية”.

من جانبه، أوضح راسل بور، طبيب طب الرئة والرعاية الحرجة في جامعة كاليفورنيا للصحة بلوس أنجليس، أن “ما بين 20 إلى 40 بالمائة من البالغين الذين يصابون بعدوى فيروسية، يمكن أن يصابوا بسعال ما بعد العدوى، الذي يستمر لمدة تتراوح بين أسبوعين إلى 8 أسابيع”.

وفي نفس السياق، قال رئيس قسم النظام لطب الرئة والرعاية الحرجة وطب النوم في كلية إيكان للطب، تشارلز باول، إنه “من المحتمل جدًا أن يكون معدل الإصابة بالأمراض المسببة للسعال أعلى مما كان عليه الأمر قبل فيروس كورونا”.

وتابع: “مع انتشار أمراض الأنفلونزا وكوفيد-19، وفيروسات نزلات البرد في نفس الوقت تقريبًا، فإن أعراض السعال أصبحت شائعة جدا”.

وأوضح مدير مركز مونتيفيوري للسعال، بيتر ديكبينيجيتيس، سبب استمرار السعال لدى البعض قائلا إن “السعال هو رد فعل وقائي، يهدف إلى تنظيف الرئتين وإبقاء مجرى الهواء مفتوحا”.

وأوضح أنه عندما يعاني شخص ما من سعال طويل الأمد بسبب عدوى فيروسية، فإن ذلك العرض “لا يخدم أي غرض وقائي أو مفيد.. بل يصبح أمرا مزعجا للمريض”.

من جانبه، قال بور إن السعال المستمر بعد الإصابة بفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV) غالبا ما يكون “علامة على الاستجابة الالتهابية المستمرة لهذا المرض الأولي”، لافتا إلى أن المصاب بذلك الداء قد يسعل لمدة أسابيع.

وبحسب موقع “مايو كلينك” الطبي، فإن السعال المزمن هو الذي يستمر لثمانية أسابيع أو أكثر عند البالغين، أو أربعة أسابيع لدى الأطفال.

ولا يقتصر السعال المزمن على الشعور بالضيق فحسب، إذ يمكن أن يؤدي إلى انقطاع في النوم وإصابة المريض بالإجهاد. ومن شأن الحالات الشديدة من السعال المزمن أن تتسبب في القيء والدوار وحتى كسور في أضلاع القفص الصدري.

وفي حال كان المصاب بالسعال يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة، أو ضيق أو صعوبة في التنفس، أو دوخة، أو علامات أخرى تشير إلى تفاقم الأعراض، فعليه مراجعة الطبيب على الفور، وفق بهويان.

وتابعت الطبيبة: “إذا كانت أعراضهم تزداد سوءًا، فإن المرضى قد يصابون بالتهاب رئوي أو عدوى بكتيرية، أو أنواع أخرى من العدوى”.

وإذا كان الشخص يعاني من السعال لأكثر من 8 أسابيع، “فمن المرجح جدًا” أن السعال ليس بسبب عدوى فيروسية فقط، وأن “السبب الأساسي القابل للعلاج” يحتاج إلى تشخيص، كما أوضح ديكبينيجيتيس، الذي قال إن بعض مرضاه يعانون من السعال المستمر منذ سنوات.

هل جعلنا فيروس كورونا أكثر عرضة للسعال؟

قال الأطباء إنه من الممكن أن تؤثر حالة الإصابة القوية بفيروس كورونا على مدى سرعة تعافي الشخص من نزلات البرد اللاحقة، أو فيروسات الجهاز التنفسي الأخرى.

وفي هذا الصدد، قال طبيب الرئة الأمريكي، مايكل ستيفن، إن “بعض المرضى يستغرقون وقتًا أطول للشفاء من عدوى فيروس كورونا، وعندما يتعافى شخص ما، فمن المحتمل أن يكون لدى الفيروسات الأخرى وصول أسهل إليه”.

وأضاف: “لقد غيّرت جائحة كوفيد الأمور حقًا.. وأعتقد أن ذلك المرض يسبب التهابًا كبيرًا في الشعب الهوائية لدى الكثير من الناس، مما يضعف مناعة الرئة لديهم”.

أما زياد العلي، رئيس قسم البحث والتطوير في نظام الرعاية الصحية في معهد “فيرجينيا سانت لويس”، عالم الأوبئة السريرية في جامعة واشنطن في سانت لويس، فقال: “لدينا تقدير جديد بأن الفيروسات التي قللنا من أهميتها، يمكن أن يكون لها في الواقع آثار خطيرة”.

وتابع: “الأنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي يمكن أن يؤديا إلى سعال طويل الأمد، ولا أعتقد أن هذا أمر جديد، لكن توثيقنا له بشكل أكبر هو الجديد”.

ويقول باول إنه لايوجد “حل سحري” لعلاج السعال المستمر، لافتا إلى أن أي شراب لزج وحلو المذاق قد يوقف السعال عن طريق تهدئة الأعصاب الموجودة في الجزء الخلفي من الحلق.

وشدد على أن بعض المرضى قد يحتاجون إلى علاجات أخرى لها “تأثير مباشر على السعال نفسه” إذا استمرت الحالة.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: السعال المستمر فیروس کورونا عدوى فیروس من السعال یعانی من یمکن أن فی نفس إلى أن

إقرأ أيضاً:

محافظ قنا:تشكيل لجان عاجلة لحصر الأضرار ومعالجة تداعيات انهيار تندات موقف قوص

في استجابة سريعة لتوجيهات الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، عُقدت اليوم اللجنة العليا للمواقف برئاسة اللواء حسام حمودة، السكرتير العام للمحافظة، لمناقشة تداعيات حادث انهيار تندات موقف قوص وما ترتب عليه من خسائر وأضرار للسائقين والمواطنين.

شهد الاجتماع حضور كل من نور محمود، مدير إدارة المواقف بالمحافظة، و حمدي حسين، مدير الشئون المالية والإدارية بالمحافظة، وعدد من القيادات التنفيذية المعنية، حيث تم استعراض تفاصيل الواقعة ومناقشة الإجراءات العاجلة التي سيتم اتخاذها لمعالجة الموقف وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.

وأسفرت مناقشات اللجنة عن اتخاذ عدة قرارات مهمة، أبرزها تكليف السيد فراج الوحش، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة قوص، منذ لحظة وقوع الحادث بحصر كافة التلفيات والخسائر التي لحقت بالسائقين المتضررين من انهيار التندات، مع سرعة إعداد ملفات التعويضات اللازمة لضمان حقوقهم ودعمهم في تجاوز هذه الأزمة.

كما تم توجيه الإدارة الهندسية ولجنة المنشآت الآيلة للسقوط بالنزول الفوري إلى موقع الحادث، للوقوف على أسباب الانهيار بشكل دقيق، وإعداد تقرير فني مفصل يتضمن الأسباب الفنية وراء الحادث والإجراءات القانونية التي سيتم اتخاذها، مع التأكيد على إصدار تقرير نهائي من لجنة الإنشاءات الآيلة للسقوط بالتعاون مع الإدارات الهندسية المختصة.

وفي إطار الحرص على سلامة وأمن المواطنين والسائقين بمختلف مواقف المحافظة، قررت اللجنة تكليف الإدارات الهندسية بكافة الوحدات المحلية بالمرور الميداني على جميع المواقف الواقعة ضمن نطاق كل مجلس مدينة، وإعداد تقارير فنية بالحالة الإنشائية لهذه المواقف، تمهيداً لرفعها إلى سكرتير عام المحافظة، والعرض لاحقاً على الدكتور خالد عبد الحليم محافظ قنا لاتخاذ القرارات اللازمة بشأن صيانة أو إعادة تأهيل أي منشآت مهددة بالانهيار.

ومن جانبه أكد السكرتير العام لمحافظة قنا، خلال الاجتماع على أهمية سرعة تنفيذ التكليفات الصادرة ومتابعة العمل ميدانيًا لضمان تحقيق أعلى معايير الأمان والسلامة، مشددًا على أن المحافظة لن تتهاون مع أي تقصير في هذا الملف الذي يمس سلامة أرواح المواطنين بشكل مباشر.

هذا وقد وجه محافظ قنا، بضرورة الالتزام برفع التقارير الفنية في أسرع وقت ممكن، وتحديد أولويات التدخل في المواقع التي تحتاج إلى دعم عاجل أو تدخل فوري، بما يضمن استمرار تقديم الخدمات للمواطنين بشكل آمن ومنظم.

ومن المقرر أن تواصل اللجنة العليا للمواقف اجتماعاتها خلال الأيام القادمة لمتابعة مستجدات هذا الملف الحيوي ومراجعة التقارير الميدانية أولا بأول، وسط تأكيدات محافظ قنا، على وضع سلامة المواطن على رأس الأولويات.

مقالات مشابهة

  • مختص: «الرجفة» تمثل استجابة الجسم للشعور بالبرد في فصل الشتاء
  • مظاهرة في إسبانيا تنديدا بالحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة
  • مكتوم بن محمد: تطوير القطاع الاقتصادي والمالي في دبي لمواكبة التغيرات وتجاوز الطموحات
  • 3 عيادات متكاملة و46 مسعفاً في نهائي كأس رئيس الدولة لكرة القدم
  • لجان عاجلة لحصر الأضرار ومعالجة تداعيات انهيار تندات موقف قوص
  • محافظ قنا:تشكيل لجان عاجلة لحصر الأضرار ومعالجة تداعيات انهيار تندات موقف قوص
  • حكومة التغيير والبناء.. جهود كبيرة للتغلب على تداعيات العدوان
  • الصحة العالمية تحذر من تفشي جدري القرود في سيراليون
  • إسطنبول تستعد للعودة إلى أيام الشتاء: درجات الحرارة ستنخفض بشكل حاد خلال الأيام القادمة
  • التربح زمن كورونا.. هذا ما كشفت عنه تقارير الفساد في بريطانيا