نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا للصحفية أبورفا ماندافيلي قالت فيه "إن مرض الحصبة، بدأ بالعودة إلى الظهور في أجزاء من أوروبا، بما في ذلك بريطانيا، كما ظهر المرض في أجزاء متعددة من الولايات المتحدة".

وقالت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء الماضي، إن حالات الإصابة بالحصبة المبلغ عنها في أوروبا ارتفعت أكثر من 40 ضعفا العام الماضي مقارنة بعام 2022.

 

وكان ما يقرب من ثلث هذه الحالات في كازاخستان "التي تعتبرها الصحة العالمية ضمن المنطقة الأوروبية"، حيث يُعزى تفشي المرض إلى حد كبير إلى الأطفال الذين فاتتهم التطعيمات الروتينية، وكان يخشى الخبراء من انتشار الفيروس خارج كازاخستان.

ىتم ربط معظم الحالات في الولايات المتحدة بالسفر خارج البلاد. وكان عدد الحالات المبلغ عنها في العام الماضي أقل مما كان عليه في معظم السنوات قبل الوباء.



وقال الدكتور ديفيد شُغرمان، الذي يقود فريق الحصبة في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (C.D.C.)، إن بعض حالات الحصبة يمكن أن تكون خفيفة، لكن ما يصل إلى نصف الأطفال المصابين قد يحتاجون إلى رعاية طبية.

وقال الدكتور شُغرمان إن الأطفال المصابين بالحصبة قد يصابون بالإسهال والجفاف، والالتهاب الرئوي الذي يؤدي إلى صعوبات في التنفس على المدى الطويل، والتهاب الدماغ الذي يؤدي إلى مشاكل عصبية.

ومن بين كل 1000 حالة لدى الأطفال، قد يصاب طفل واحد بالصمم أو الإعاقة الذهنية، وقد يموت طفل إلى ثلاثة أطفال. 

وارتفعت الوفيات الناجمة عن الحصبة في جميع أنحاء العالم بنسبة 43 بالمئة، بين عامي 2021 و2022، وفقا لتقرير صدر في تشرين الثاني/ نوفمبر من منظمة الصحة العالمية. و مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

وتعد الحصبة من أشد الأمراض عدوى، ويمكن للفيروس أن يبقى في الهواء لمدة تصل إلى ساعتين. 

وقال الدكتور شُغرمان: "إنه مرض معدي للغاية، لدرجة أنه إذا أصيب به شخص واحد، فإن ما يصل إلى 90 بالمائة من الأشخاص المقربين منه سيصابون أيضا إذا لم يكونوا مطعمين".

ويتميز المرض بأعراض الجهاز التنفسي والحمى والتهاب الملتحمة والطفح الجلدي الذي يمكن الخلط بينه وبين الوردية أو الحمى القرمزية أو غيرها من الالتهابات الفيروسية.

وفي الولايات المتحدة، يُعطى لقاح الحصبة مرتين، في عمر 12 إلى 15 شهرا، وفي عمر 4 إلى 6 سنوات. وحتى جرعة واحدة تكون فعالة بنسبة 93 بالمئة، في الوقاية من المرض، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.



ودعا الدكتور شُغرمان العائلات التي تخطط للسفر، أو التي تشعر بالقلق بشأن التعرض، على تحصين الرضع الذين تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 11 شهرا، وإعادة النظر في تلك الخطط إذا كان الرضع أصغر من 6 أشهر.

وأدى ادعاء كاذب في التسعينيات بأن لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية يسبب مرض التوحد إلى انخفاض معدلات التحصين. 

وفي وقت لاحق، تقاطعت حملات الصحة العامة مع جزء كبير من هذا العجز، لكن المعدلات انخفضت مرة أخرى خلال جائحة كوفيد - 19، وخاصة في البلدان المنخفضة الدخل.

وقال الدكتور سعد عمر، عميد كلية أودونيل للصحة العامة بجامعة تكساس جنوب غرب دالاس، إن فيروس الحصبة ماهر بشكل خاص في العثور على جيوب الضعف، ولكن قد يتبع ذلك تفشي أمراض أخرى يمكن الوقاية منها باللقاحات.

وأضاف، "عادة ما تكون الحصبة بمثابة طائر الكناري في منجم الفحم".

وفي الولايات المتحدة هذا العام، سجلت فيلادلفيا تسع حالات إصابة بالحصبة، وسجلت ولاية واشنطن ثلاث حالات وتجري تحقيقات في ثلاث حالات أخرى، وكانت عدة ولايات تتعقب المخالطين لحالة واحدة في كل منها.

واعتبارا من كانون الثاني/ يناير، كان لدى 49 دولة ما تسميه منظمة الصحة العالمية "تفشيات كبيرة أو مزعجة"، وفقا للدكتورة ناتاشا كروكروفت، كبيرة مستشاري الحصبة والحصبة الألمانية في المنظمة.

وأكدت بريطانيا تسجيل 250 حالة إصابة بالحصبة عام 2023، معظمها لأطفال تقل أعمارهم عن 10 سنوات. 

وفي أوروبا العام الماضي، كانت واحدة من كل خمس حالات لشخص بالغ يبلغ من العمر 20 عاما أو أكثر، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

وأوضح الدكتور عمر، أن هذه الأرقام قد تبدو متواضعة، لكنها علامة على أن مسؤولي الصحة العامة يجب أن يكثفوا حملات التطعيم.

وتابع، "إذا كان الحريق قد بدأ للتو، فهذا هو الوقت المناسب لبذل كل ما في وسعنا وإخماده على الفور، بدلا من انتظار انتشاره".

ولكي تظل الحصبة تحت السيطرة، يجب تحصين ما لا يقل عن 95 بالمئة من السكان. وفي أوروبا، انخفضت نسبة الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الأولى من 96 بالمئة في عام 2019 إلى 93 بالمئة في عام 2022.



وفات أكثر من 1.8 مليون رضيع تطعيماتهم ضد الحصبة بين عامي 2020 و2022.

وقال الدكتور كروكروفت عن ارتفاع حالات الحصبة في أوروبا: "كنا نعلم بالفعل أن هذا سيحدث، لذا فهذا ليس خبرا جديدا بالنسبة لنا".

وأضاف: "هناك أوقات لا يوجد فيها أي متعة على الإطلاق في أن تكون مُحقا، وهذه واحدة من تلك الأوقات".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الحصبة أوروبا بريطانيا الولايات المتحدة الصحة العالمية التطعيمات بريطانيا الولايات المتحدة أوروبا تطعيم الصحة العالمية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الصحة العالمیة وقال الدکتور فی أوروبا

إقرأ أيضاً:

تقرير حقوقي: تيك توك يفشل في حماية الصحة العقلية للأطفال رغم التحذيرات السابقة

قالت منظمة العفو الدولية إن تطبيق تيك توك أخفق في معالجة المخاطر الجسيمة التي تُهدد الصحة النفسية والعقلية للمستخدمين الأطفال والشباب، وذلك بعد قرابة 18 شهرًا من تسليطها الضوء على هذه المخاطر في "تقرير رائد".

ووفق المنظمة، فإن رد تيك توك على تقريرها واستفساراتها اللاحقة تضمن "تدابير مألوفة تتعلق بالرفاهية، معظمها مُطبّق بالفعل".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2رايتس ووتش تدعو الولايات المتحدة للامتناع عن ترحيل المهاجرين قسرا لليبياlist 2 of 2منها بوليود.. اتهام الهند بارتكاب إبادة ثقافية ممنهجة بحق مسلمي كشميرend of list

ومن تلك المخاطر التي أشارت إليها المنظمة، الانزلاق السريع نحو محتوى محبط وخطير يهدد الصحة النفسية، إضافة إلى مخاوف مستمرة بشأن استغلال بيانات المستخدمين الصغار ومتابعة حالتهم النفسية من دون رقابة كافية.

وجددت المنظمة انتقاداتها لإجراءات المنصة رغم وعودها المتكررة بتعديل السياسات.

وأظهر التحقيق الذي أجرته منظمة العفو أن الأطفال في سن الـ13 يمكن أن يتعرضوا في غضون 20 دقيقة فقط من استخدام صفحة "لك" (For You) على تيك توك لسيل من الفيديوهات المرتبطة بالاكتئاب والمعاناة النفسية وحتى الانتحار.

وأشارت المنظمة إلى أن كثيرا من إجراءات "الرفاهية" التي تستشهد بها الشركة كانت بالفعل مطبقة، ولم تمنع وصول هذا النوع من المحتوى للأطفال والشباب.

وأوضحت المنظمة أن التصميم الإدماني للمنصة يسهم في تعميق المشكلة، إذ يترك عبء المواجهة على كاهل المستخدمين وأسرهم بدلًا من التصدي المؤسسي الحقيقي لهذه الظواهر.

إعلان

وفي جانب متصل، سلّط تقرير المنظمة الضوء على أن نموذج عمل تيك توك "يستند إلى تتبّع كل ما يفعله المستخدم للتنبؤ باهتماماته وحالته العاطفية"، معتبرة أن ذلك يتم تحت غطاء خيارات الخصوصية الظاهرية التي لا تمنح الصغار سيطرة حقيقية على بياناتهم. وتؤكد شهادات جمعها باحثو منظمة العفو الدولية أن كثيرا من الأطفال والمراهقين "لا يفهمون حجم البيانات التي تُجمع عنهم أو كيف تُستخدم".

وفي رد رسمي أرسلته الشركة إلى منظمة العفو الدولية مطلع مايو/أيار الجاري، شددت تيك توك على أنها "تمنح المستخدمين سيطرة واضحة على الخصوصية"، وأكدت أن حسابات المراهقين دون 16 تكون خاصة تلقائيا، مع تعطيل بعض الميزات الحساسة.

وأوضحت أن "مشاهدة فيديو لا تعني بالضرورة معرفة هوية أو حالة المستخدم"، كما أكدت اعتمادها على نماذج تعلُّم آلي للتقليل من تكرار المحتوى "الحساس أو الإشكالي".

وأضافت الشركة أنها "تواصل تطوير أدوات للحد من الوقت الذي يقضيه المستخدمون الشباب على المنصة"، وأنها تعتزم نشر ملخص لتقييم أثر المنصة على حقوق الطفل لاحقا هذا العام.

ودعت المنظمة الحكومات لتحمّل مسؤوليتها في سنّ القوانين الصارمة التي تضمن حماية حقوق الأطفال والشباب على منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما مع الانتشار الواسع للتطبيق في العالمين العربي والدولي.

مقالات مشابهة

  • بسبب الخطة الأمريكية.. تسريح 5 مدراء في الصحة العالمية
  • نائب وزير الصحة: 43% من الأطفال المصريين مصابون بالأنيميا
  • هولندا تتصدر دول العالم في الاهتمام بصحة الأطفال النفسية والجسدية
  • الصحة العالمية توصي بتدابير للوقاية من متلازمة الشرق الأوسط التنفسية بعد ظهور 9 حالات جديدة
  • «الصحة العالمية»: 71 ألف طفل مهددون بسوء التغذية في غزة
  • %75 من أسر غزة لا تحصل على مياه كافية
  • نتنياهو: الجيش سيدخل غزة بكل قوته.. الصحة العالمية تحذر من الجوع
  • القاهرة الإخبارية: غزة تواجه كارثة إنسانية بانهيار المنظومة الصحية واستمرار الحصار
  • غزة اليوم| الجوع والموت يطاردان السكان.. والصحة العالمية تدق ناقوس الخطر: كارثة إنسانية متفاقمة تواجه القطاع
  • تقرير حقوقي: تيك توك يفشل في حماية الصحة العقلية للأطفال رغم التحذيرات السابقة