فضحت محكمة العدل الدولية الاحتلال الإسرائيلي أمام العالم كله، وأقرت اختصاصها بنظر الدعوى المقدمة من جنوب أفريقيا والتي تتهم إسرائيل بممارسة أعمال الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، لتكون إسرائيل ولأول مرة في التاريخ متهمة رسميًا وأمام محكمة دولية.
وعلى الرغم من أن التدابير المؤقتة التي أقرتها المحكمة لم تتضمن وقف إطلاق النار، إلّا أنَّ هذه التدابير لا يُمكن تنفيذها سوى بوقف إطلاق النَّار، وذلك لمنع أي أعمال تهدد حياة الفلسطينيين أو تهجيرهم أو قطع الكهرباء والماء عنهم، أو منع وعرقلة دخول شاحنات المساعدات الإنسانية والطبية.
ومن الضروري في هذا التوقيت، أن يتخذ المجتمع الدولي موقفا حاسما وعاجلا لضمان تنفيذ التدابير المؤقتة التي أقرتها المحكمة، وهي وفقًا للقانون ملزمة لطرفي النزاع، خاصة وأن هناك اجتماعا مرتقبا لمجلس الأمن خلال هذا الأسبوع.
لقد اعتمدت المحكمة في قراراتها على تصريحات أدلى بها قادة إسرائيليون تشجع على أعمال الإبادة الجماعية والقتل الممنهج دون تمييز، وهو ما يفتح الباب في الخطوات المُقبلة لمحاكمة قادة الاحتلال وملاحقتهم قضائياً ومحاسبتهم على ما قاموا به من أعمال إجرامية بحق الشعب الفلسطيني الذي يُعاني منذ عام 1948.
إنَّ هذه الحرب الغاشمة طال أمدها، وخلّفت آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من المصابين، وآن الأوان أن يتوقف نزيف الدم الذي كشف سوءة المجتمع الدولي الذي وقف يشاهد دون تدخل.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
حضرموت الجامع يدين حملات القمع ويطالب بالإفراج الفوري عن الصحفي باجابر
الجديد برس| أدان مؤتمر
حضرموت الجامع، بشدة، ما وصفه بـتصاعد حملات القمع والانتهاكات التي تستهدف الصحفيين ونشطاء الرأي في محافظة حضرموت، محمّلاً السلطات المحلية مسؤولية مباشرة عن تلك التجاوزات، ومطالبًا بالإفراج الفوري عن الصحفي مزاحم أبوبكر باجابر المعتقل منذ أكثر من أسبوع دون أي مسوغ قانوني. وفي بيان رسمي، أكد
المؤتمر أن الاعتقال التعسفي لباجابر على خلفية آرائه المنتقدة للفساد يمثل انتهاكاً صارخاً لحرية التعبير، ويقوّض أسس الشراكة الوطنية والتنمية، مشيرًا إلى أن باجابر لا يزال محتجزًا لدى قوة أمنية تابعة للمنطقة العسكرية الثانية منذ ١٨ يونيو الجاري. وحذّر المؤتمر من التمادي في نهج
الإقصاء والتهميش وتجاهل إرادة أبناء حضرموت، داعيًا إلى تصحيح المسار السياسي ووقف الممارسات الأحادية التي تُدار بها المحافظة، مؤكدًا أن الشراكة الوطنية ليست منّة بل حقٌّ أصيل لأبناء حضرموت. كما أعرب البيان عن قلق بالغ إزاء تدهور الأوضاع الخدمية والمعيشية في المحافظة، في ظل ما وصفه بـ”تجاهل مستمر” من قبل مجلس القيادة الرئاسي لتنفيذ القرارات الرئاسية المتعلقة بتحسين الوضع المعيشي والخدمي. وشدّد المؤتمر على أن استمرار تهميش دوره كشريك سياسي يمثل انتهاكاً صارخاً لتوافقات وطنية سابقة، محذّرًا من مغبة المضي في سياسات الإقصاء وتفرد السلطة بالقرار، وهو ما قد يؤدي، بحسب البيان، إلى نتائج كارثية على مستوى السلم المجتمعي والاستقرار المحلي. ويأتي هذا الموقف في وقت تشهد فيه المحافظات الجنوبية الخاضعة لحكومة عدن الموالية للتحالف انهيارًا واسعًا في مختلف الخدمات الأساسية، إلى جانب حالة من الانفلات الأمني وتصاعد في وتيرة الاعتقالات التعسفية والانتهاكات ضد الصحفيين والحقوقيين، وسط عجز حكومي متزايد في التعامل مع أزمات الكهرباء والمياه والصحة والتعليم.