سواليف:
2025-06-30@11:17:33 GMT

مبتدأ وخبر

تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT

#مبتدأ_وخبر د. #هاشم_غرايبه

المبتدأ: في العام السابع للبعثة النبوية، تعاظم قلق زعماء قريش على مصالحهم وامتيازاتهم، بعد فشلهم في القضاء عليها بكل الوسائل، وتزايد أعداد الداخلين في الإسلام، قرروا قتل النبي صلى الله عليه وسلم، فانتصر له بنو هاشم وحموه، عندها قرر الزعماء الضغط على بني هاشم لكي يتخلوا عنه، فتعاهدوا على مقاطعتهم ومحاصرتهم الى أن يلبوا مطلبهم.


جمع أبوطالب آله وآل هاشم ولجأوا الى شعب له في مكة، ومكثوا فيه محاصرين لا يجرؤ أحد من قريش على كسر ذلك الحصار ثلاث سنين، ذاقوا خلالها الجوع والعنت حتى لم يبق لديهم ألا أوراق الشجر ولحاءها يأكلوه، وصبروا على ذلك، مع أنه كان بإمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله أن يمدهم بما أمد به أنبياءه من قبل بموائد وطعام، لكنه ادرك حكمة ذلك الابتلاء فصبر وصبّر معه من اتبعه، وأما غير المؤمنين من بني هاشم فقد صبّرتهم الحمية القبلية.
أثارت قيم النخوة العربية بعض المشركين، فلم يتقبلوا استمرار معاناة المحاصرين فبادر بعضهم الى تمزيق وثيقة المقاطعة، وبعدها كسرت وعاد المحاصرون الى بيوتهم، لكن بعزيمة أقوى، إذ بعد هذه التجربة القاسية لم يعد أمامهم صعاب لا تقهر.
الخبر: بعد أن جرت أول انتخابات تشريعية في مناطق السلطة بداية عام 2006 تبين أن خيار الفلسطينيين كان بعيدا جدا عما أراده الغرب، ومخالفا لأوهامهم في تمكنهم من فرض الرضوخ والقبول للواقع البئيس على الشعب الفلسطيني من خلال سلطة أوسلو، فقد كان النجاح ساحقا للمقاومة الاسلامية.
أثار ذلك سخط طرفي معاداة منهج الله، المستعمر الغربي وأتباعه من منافقي العرب، فجرت محاولة اسقاط الحكومة المنتخبة من قبل المأجورين في السلطة، لكنها فشلت، فلجأوا الى حل المجلس التشريعي المنتخب، الذي هو اجراء مخالف للقيم الديموقراطية التي يتبجح الغرب أنه يحميها، إلا أنه سكت عنه وأيده مثلما فعل لاحقا مع الانقلاب العسكري على السلطة الشرعية المنتخبة في مصر، مما يكشف حقيقة أن المبادئ العليا ليست قيما مقدسة في الغرب، بل المصالح والغايات.
ولم ينفع ذلك أيضا، فجرى فرض حصار قاسٍ على القطاع لرفضه سلطة أوسلو، ولم يشهد التاريخ مثيلا على معاقبة شعب جماعيا على انتهاجه معتقدا، أو رفضه تغيير معتقده، إلا في حالة وحيدة، هي حصار قريش لبني هاشم عقابا على عدم تسليم المطلوبين المسلمين لهم، وهؤلاء مطلوبون، ليس لقتلهم أحدا أو لارتكابهم جرما عظيما يستحق هدر دمهم، بل لأنهم انتهجوا معتقدا يساوي بين الفقير والغني، ويحرم الأقوياء من أكل حقوق الأضعف.
على أن الحصار المعاصر لشعب بأكمله محصور في القطاع أقسى، لأنه يتشارك فيه العدو الذي يريد اجتثاثه من أرضه، والجار الشقيق الناقم عليه من اختياره منهجا عنوانه أن العبودية لله وحده وليس لبشر مثلهم، ورفضه الخنوع مثله للقوة المستعمرة، لذلك فهو حصار مزدوج، أشد وأقسى من حصار كفار قريش للأسباب التالية:
1 – كانت احتياجات الإنسان قديما تنحصر في الطعام، لكنها في هذا الزمن متعددة ومنها الحصول على العلاج والوقود ومياه الشرب وخدمات الصرف الصحي والتعليم ووسائل النقل والإتصال والكهرباء والانترنت ..الخ، لذلك فقطعها جميعا أشد وطأة وإيلاما.
2 – حصار قريش استمر ثلاث سنوات، ومن كسره ليس المسلمون بل هم مشركون لكن تغلبت قيم النخوة والشهامة لديهم، فتحركت الإنسانية في النفوس، وعندما قويت وتمردت على الظلم انهار، فرضخ الصناديد العتاة.
أما حصار القطاع فما زال مستمرا منذ عشرين عاما، ولعله أصبح في الجانب الغربي، أقسى وأكثر صرامة مما هو من جهة العدو الشرقية، بعد أن بني جدار يعتبر الأكثر منعة في العالم، حيث يمتد ثمانية أمتار تحت الأرض وثمانية فوقها، إضافة الى قناة مائية مملوءة بماء البحر، ورقابة وتفتيش أدق مما يقوم به العدو.
الآن وبعد فشل القوة العسكرية الأشد فتكا ودمارا في إجبار شعب القطاع على ترك معتقدهم الجهادي والالتحاق بمعسكر الخانعين، وثبوت أنهم لن يتخلوا عن قيادتهم المناضلة، ولن يسلموهم للمشركين.
فهل هنالك من العربان من له نخوة تقارب نخوة المشركين.. فيكسر هذا الحصار الظالم!؟.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

الثقافة: ثورة 30 يونيو أنقذت الثقافة الوطنية وأعادت الاعتبار للهوية المصرية

أكدت رضوى هاشم، المتحدث باسم وزارة الثقافة، أن الوزارة منذ اللحظة الأولى ترفع شعار الحفاظ على الهوية الوطنية، وتعزيز الانتماء من خلال العديد من البرامج والمشروعات التي انطلقت منذ اللحظة الأولى لثورة 30 يونيو حتى الأن.

وقالت رضوى هاشم، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج الخلاصة، عبر فضائية المحور، أنه شهدت وزارة الثقافة خلال الأيام الماضية افتتاح 3 مواقع ثقافية في قلب سيناء، منهم أحد المواقع كان قد دمر في مرحلة الإرهاب السود على مصر، ولكن الثقافة نجحت في عودة هذا المكان من جديد وأن يصبح منبر ثقافي متميز.

وتابعت المتحدث باسم وزارة الثقافة، أن هناك الكثير من المواقع الثقافية التي تتم افتتاحها منها قصور الثقافة في المحافظات والنجوع والتي استطاعت أن تكمل دورها في العديد من المواقع، وهناك المبادرات التي تعزز الهوية الوطنية خاصة في المحافظات الحدودية .

وأشارت رضوى هاشم إلى أن ثورة 30 يونيو أنقذت الثقافة الوطنية وأعادت الاعتبار للهوية المصرية.
 

طباعة شارك رضوى هاشم وزارة الثقافة ثورة 30 يونيو سيناء

مقالات مشابهة

  • غزة.. 14 ألف مريض وجريح يواجهون الموت جراء حصار المعابر الإسرائيلي
  • كريم هاشم يكتب: أحمد غزي.. الغرور مقبرة الموهوبين ولك في كريم عبد العزيز وأحمد عز أسوة حسنة
  • الثقافة: ثورة 30 يونيو أنقذت الثقافة الوطنية وأعادت الاعتبار للهوية المصرية
  • حصار المهاجرين في عقر ديارهم آخر تكتيكات أوروبا لمكافحة الهجرة
  • نائب إطاري:إخراج القوات الأمريكية واجباً حشدوياً إطارياً
  • حصارٌ مزدوج… من يجرّ لبنان نحو الانفجار؟
  • لا أخفيكم سرا أنا جائع.. أزمة طاحنة تمر بها غزة في ظل حصار إسرائيلي وصمت دولي
  • «لا أخفيكم سرا أنا جائع».. أزمة طاحنة تمر بها غزة في ظل حصار إسرائيلي وصمت دولي
  • 280 فعالية.. تفاصيل احتفال وزارة الثقافة بذكرى ثورة 30 يونيو
  • بعد الاعتداء الذي تعرّضت له النبطية... تعليق من هاشم