#مبتدأ_وخبر د. #هاشم_غرايبه
المبتدأ: في العام السابع للبعثة النبوية، تعاظم قلق زعماء قريش على مصالحهم وامتيازاتهم، بعد فشلهم في القضاء عليها بكل الوسائل، وتزايد أعداد الداخلين في الإسلام، قرروا قتل النبي صلى الله عليه وسلم، فانتصر له بنو هاشم وحموه، عندها قرر الزعماء الضغط على بني هاشم لكي يتخلوا عنه، فتعاهدوا على مقاطعتهم ومحاصرتهم الى أن يلبوا مطلبهم.
جمع أبوطالب آله وآل هاشم ولجأوا الى شعب له في مكة، ومكثوا فيه محاصرين لا يجرؤ أحد من قريش على كسر ذلك الحصار ثلاث سنين، ذاقوا خلالها الجوع والعنت حتى لم يبق لديهم ألا أوراق الشجر ولحاءها يأكلوه، وصبروا على ذلك، مع أنه كان بإمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله أن يمدهم بما أمد به أنبياءه من قبل بموائد وطعام، لكنه ادرك حكمة ذلك الابتلاء فصبر وصبّر معه من اتبعه، وأما غير المؤمنين من بني هاشم فقد صبّرتهم الحمية القبلية.
أثارت قيم النخوة العربية بعض المشركين، فلم يتقبلوا استمرار معاناة المحاصرين فبادر بعضهم الى تمزيق وثيقة المقاطعة، وبعدها كسرت وعاد المحاصرون الى بيوتهم، لكن بعزيمة أقوى، إذ بعد هذه التجربة القاسية لم يعد أمامهم صعاب لا تقهر.
الخبر: بعد أن جرت أول انتخابات تشريعية في مناطق السلطة بداية عام 2006 تبين أن خيار الفلسطينيين كان بعيدا جدا عما أراده الغرب، ومخالفا لأوهامهم في تمكنهم من فرض الرضوخ والقبول للواقع البئيس على الشعب الفلسطيني من خلال سلطة أوسلو، فقد كان النجاح ساحقا للمقاومة الاسلامية.
أثار ذلك سخط طرفي معاداة منهج الله، المستعمر الغربي وأتباعه من منافقي العرب، فجرت محاولة اسقاط الحكومة المنتخبة من قبل المأجورين في السلطة، لكنها فشلت، فلجأوا الى حل المجلس التشريعي المنتخب، الذي هو اجراء مخالف للقيم الديموقراطية التي يتبجح الغرب أنه يحميها، إلا أنه سكت عنه وأيده مثلما فعل لاحقا مع الانقلاب العسكري على السلطة الشرعية المنتخبة في مصر، مما يكشف حقيقة أن المبادئ العليا ليست قيما مقدسة في الغرب، بل المصالح والغايات.
ولم ينفع ذلك أيضا، فجرى فرض حصار قاسٍ على القطاع لرفضه سلطة أوسلو، ولم يشهد التاريخ مثيلا على معاقبة شعب جماعيا على انتهاجه معتقدا، أو رفضه تغيير معتقده، إلا في حالة وحيدة، هي حصار قريش لبني هاشم عقابا على عدم تسليم المطلوبين المسلمين لهم، وهؤلاء مطلوبون، ليس لقتلهم أحدا أو لارتكابهم جرما عظيما يستحق هدر دمهم، بل لأنهم انتهجوا معتقدا يساوي بين الفقير والغني، ويحرم الأقوياء من أكل حقوق الأضعف.
على أن الحصار المعاصر لشعب بأكمله محصور في القطاع أقسى، لأنه يتشارك فيه العدو الذي يريد اجتثاثه من أرضه، والجار الشقيق الناقم عليه من اختياره منهجا عنوانه أن العبودية لله وحده وليس لبشر مثلهم، ورفضه الخنوع مثله للقوة المستعمرة، لذلك فهو حصار مزدوج، أشد وأقسى من حصار كفار قريش للأسباب التالية:
1 – كانت احتياجات الإنسان قديما تنحصر في الطعام، لكنها في هذا الزمن متعددة ومنها الحصول على العلاج والوقود ومياه الشرب وخدمات الصرف الصحي والتعليم ووسائل النقل والإتصال والكهرباء والانترنت ..الخ، لذلك فقطعها جميعا أشد وطأة وإيلاما.
2 – حصار قريش استمر ثلاث سنوات، ومن كسره ليس المسلمون بل هم مشركون لكن تغلبت قيم النخوة والشهامة لديهم، فتحركت الإنسانية في النفوس، وعندما قويت وتمردت على الظلم انهار، فرضخ الصناديد العتاة.
أما حصار القطاع فما زال مستمرا منذ عشرين عاما، ولعله أصبح في الجانب الغربي، أقسى وأكثر صرامة مما هو من جهة العدو الشرقية، بعد أن بني جدار يعتبر الأكثر منعة في العالم، حيث يمتد ثمانية أمتار تحت الأرض وثمانية فوقها، إضافة الى قناة مائية مملوءة بماء البحر، ورقابة وتفتيش أدق مما يقوم به العدو.
الآن وبعد فشل القوة العسكرية الأشد فتكا ودمارا في إجبار شعب القطاع على ترك معتقدهم الجهادي والالتحاق بمعسكر الخانعين، وثبوت أنهم لن يتخلوا عن قيادتهم المناضلة، ولن يسلموهم للمشركين.
فهل هنالك من العربان من له نخوة تقارب نخوة المشركين.. فيكسر هذا الحصار الظالم!؟.
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
رحيل الناشر محمد هاشم مؤسس دار ميريت
كتب- محمد شاكر:
رحل اليوم الناشر محمد هاشم، مؤسس دار ميريت وأحد أبرز وجوه النشر المستقل في مصر، بعد مسيرة طويلة ترك خلالها أثرا هاما في المشهد الثقافي المصري.
وأقيمت صلاة الجنازة على روح الناشر الراحل عقب صلاة الجمعة.
وأعلن الكاتب الصحفي سيد محمود عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، موعد العزاء، للناشر الراحل محمد هاشم، والذي توفي صباح اليوم الجمعة.
وكتب محمود: "صلاة الجنازة على روح الصديق الناشر محمد هاشم في مسجد عمر مكرم بالتحرير عقب صلاة الجمعة والعزاء الاثنين بعد صلاة المغرب."
ولد محمد هاشم عام 1958 في مدينة طنطا، وبدأ حياته المهنية صحفيا ومؤلفا. وفي عام 1998 أسس دار ميريت التي سرعان ما تحولت إلى واحدة من أهم دور النشر المستقلة في مصر والعالم العربي، بعدما تبنت أعمالا أدبية جريئة وقدمت جيلا من الكتاب الشباب، وارتبط اسمها بوسط البلد وبالكتابة المعاصرة التي كسرت القوالب التقليدية.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
وفاة الناشر محمد هاشم الناشر محمد هاشم دار ميريتفيديو قد يعجبك
محتوى مدفوع
أحدث الموضوعاتإعلان
أخبار
المزيدإعلان
رحيل الناشر محمد هاشم مؤسس دار ميريت
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
من نحن اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
21 14 الرطوبة: 42% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي من نحن إتصل بنا إحجز إعلانك سياسة الخصوصية