سواليف:
2025-05-10@11:55:27 GMT

مبتدأ وخبر

تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT

#مبتدأ_وخبر د. #هاشم_غرايبه

المبتدأ: في العام السابع للبعثة النبوية، تعاظم قلق زعماء قريش على مصالحهم وامتيازاتهم، بعد فشلهم في القضاء عليها بكل الوسائل، وتزايد أعداد الداخلين في الإسلام، قرروا قتل النبي صلى الله عليه وسلم، فانتصر له بنو هاشم وحموه، عندها قرر الزعماء الضغط على بني هاشم لكي يتخلوا عنه، فتعاهدوا على مقاطعتهم ومحاصرتهم الى أن يلبوا مطلبهم.


جمع أبوطالب آله وآل هاشم ولجأوا الى شعب له في مكة، ومكثوا فيه محاصرين لا يجرؤ أحد من قريش على كسر ذلك الحصار ثلاث سنين، ذاقوا خلالها الجوع والعنت حتى لم يبق لديهم ألا أوراق الشجر ولحاءها يأكلوه، وصبروا على ذلك، مع أنه كان بإمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله أن يمدهم بما أمد به أنبياءه من قبل بموائد وطعام، لكنه ادرك حكمة ذلك الابتلاء فصبر وصبّر معه من اتبعه، وأما غير المؤمنين من بني هاشم فقد صبّرتهم الحمية القبلية.
أثارت قيم النخوة العربية بعض المشركين، فلم يتقبلوا استمرار معاناة المحاصرين فبادر بعضهم الى تمزيق وثيقة المقاطعة، وبعدها كسرت وعاد المحاصرون الى بيوتهم، لكن بعزيمة أقوى، إذ بعد هذه التجربة القاسية لم يعد أمامهم صعاب لا تقهر.
الخبر: بعد أن جرت أول انتخابات تشريعية في مناطق السلطة بداية عام 2006 تبين أن خيار الفلسطينيين كان بعيدا جدا عما أراده الغرب، ومخالفا لأوهامهم في تمكنهم من فرض الرضوخ والقبول للواقع البئيس على الشعب الفلسطيني من خلال سلطة أوسلو، فقد كان النجاح ساحقا للمقاومة الاسلامية.
أثار ذلك سخط طرفي معاداة منهج الله، المستعمر الغربي وأتباعه من منافقي العرب، فجرت محاولة اسقاط الحكومة المنتخبة من قبل المأجورين في السلطة، لكنها فشلت، فلجأوا الى حل المجلس التشريعي المنتخب، الذي هو اجراء مخالف للقيم الديموقراطية التي يتبجح الغرب أنه يحميها، إلا أنه سكت عنه وأيده مثلما فعل لاحقا مع الانقلاب العسكري على السلطة الشرعية المنتخبة في مصر، مما يكشف حقيقة أن المبادئ العليا ليست قيما مقدسة في الغرب، بل المصالح والغايات.
ولم ينفع ذلك أيضا، فجرى فرض حصار قاسٍ على القطاع لرفضه سلطة أوسلو، ولم يشهد التاريخ مثيلا على معاقبة شعب جماعيا على انتهاجه معتقدا، أو رفضه تغيير معتقده، إلا في حالة وحيدة، هي حصار قريش لبني هاشم عقابا على عدم تسليم المطلوبين المسلمين لهم، وهؤلاء مطلوبون، ليس لقتلهم أحدا أو لارتكابهم جرما عظيما يستحق هدر دمهم، بل لأنهم انتهجوا معتقدا يساوي بين الفقير والغني، ويحرم الأقوياء من أكل حقوق الأضعف.
على أن الحصار المعاصر لشعب بأكمله محصور في القطاع أقسى، لأنه يتشارك فيه العدو الذي يريد اجتثاثه من أرضه، والجار الشقيق الناقم عليه من اختياره منهجا عنوانه أن العبودية لله وحده وليس لبشر مثلهم، ورفضه الخنوع مثله للقوة المستعمرة، لذلك فهو حصار مزدوج، أشد وأقسى من حصار كفار قريش للأسباب التالية:
1 – كانت احتياجات الإنسان قديما تنحصر في الطعام، لكنها في هذا الزمن متعددة ومنها الحصول على العلاج والوقود ومياه الشرب وخدمات الصرف الصحي والتعليم ووسائل النقل والإتصال والكهرباء والانترنت ..الخ، لذلك فقطعها جميعا أشد وطأة وإيلاما.
2 – حصار قريش استمر ثلاث سنوات، ومن كسره ليس المسلمون بل هم مشركون لكن تغلبت قيم النخوة والشهامة لديهم، فتحركت الإنسانية في النفوس، وعندما قويت وتمردت على الظلم انهار، فرضخ الصناديد العتاة.
أما حصار القطاع فما زال مستمرا منذ عشرين عاما، ولعله أصبح في الجانب الغربي، أقسى وأكثر صرامة مما هو من جهة العدو الشرقية، بعد أن بني جدار يعتبر الأكثر منعة في العالم، حيث يمتد ثمانية أمتار تحت الأرض وثمانية فوقها، إضافة الى قناة مائية مملوءة بماء البحر، ورقابة وتفتيش أدق مما يقوم به العدو.
الآن وبعد فشل القوة العسكرية الأشد فتكا ودمارا في إجبار شعب القطاع على ترك معتقدهم الجهادي والالتحاق بمعسكر الخانعين، وثبوت أنهم لن يتخلوا عن قيادتهم المناضلة، ولن يسلموهم للمشركين.
فهل هنالك من العربان من له نخوة تقارب نخوة المشركين.. فيكسر هذا الحصار الظالم!؟.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

“فايننشال تايمز” :صمت الغرب عن معاناة غزة مُخز

الثورة نت/..
ألقت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية الضوء على الصمت الغربي حيال ما يجري في غزة ، ووصفته بـ”الصمت المخزي”، قائلة إن الغرب يجب أن يخجل ويكف عن تمكين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من التصرف دون عقاب.

وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها إلى أن الولايات المتحدة وأوروبا، بوصفهما الحليفتين الأقرب لإسرائيل، لم تبذلا الجهد الكافي للضغط على حكومة نتنياهو للحد من ارتكاب الجرائم.

وقالت إن نتنياهو، وبعد قرابة 19 شهرا من الخرب التي خلّفت عشرات الآلاف من القتلى الفلسطينيين وأثارت اتهامات بارتكاب جرائم حرب، يستعد لشن هجوم جديد قد ينتهي باحتلال غزة بشكل كامل ودفع سكانها إلى مناطق محاصرة بشكل دائم.

وتشير الصحيفة إلى أن الخطة الإسرائيلية الحالية ستؤدي إلى تفريغ غزة من سكانها تدريجيا، عبر التهجير والقصف المتواصل وتدمير البنية التحتية، مما يزيد من حدة المأساة التي يعاني منها سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.

وتقول الصحيفة إن الوضع الإنساني يتدهور بسرعة، والمساعدات الإنسانية تُمنع من الدخول، ومعدلات سوء التغذية بين الأطفال في ازدياد، والمستشفيات تعاني من نقص حاد في الأدوية، وسط تحذيرات من مجاعة وشيكة.

وعلى الرغم من ذلك، تؤكد فايننشال تايمز أن الغرب، وخصوصا الولايات المتحدة، لم يظهر سوى ردود فعل خجولة، بل إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، لم يتخذ خطوات جادة سوى تصريحات مقتضبة أشار فيها إلى الجوع في غزة، دون أن يمنع نتنياهو من المضي قدما في حملته.

كما تُحمّل الصحيفة ترامب مسؤولية إضافية عن استمرار الحرب، مشيرة إلى أن زيارته المقبلة إلى الخليج ستشهد محاولات تحميل حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) كامل المسؤولية، في وقت يجب فيه على القادة العرب الضغط عليه لكبح جماح نتنياهو.

وفي الختام، تحذّر فايننشال تايمز من أن استمرار التواطؤ الدولي، إما بالصمت أو بالخوف من مواجهة إسرائيل ، لا يؤدي إلا إلى تعميق الكارثة الإنسانية، داعية إلى تحرك حقيقي لوقف الحرب ورفع الحصار واستئناف المفاوضات.

مقالات مشابهة

  • أوتشا: الفلسطينيون يموتون بغزة وسط حصار إسرائيلي للشهر الثالث
  • مظاهرات في مدن اليمن والمغرب تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة (شاهد)
  • إخماد حريق بمصنع كتان في سمنود.. والدفع بـ 7 سيارات مطافئ
  • ادعى أنه المهدي والبابا الشرعي للكاثوليكية.. من هو عبد الله هاشم؟
  • تفاصيل عن أحدث تلسكوب فضائي في مرصد حلوان بحلقة بصراحة مع رانيا هاشم
  • الولايات المتحدة توافق على مبادرة قطرية لتمويل القطاع العام السوري
  • بعد 19 شهرا من الدمار.. صحيفة تكشف دعم الغرب لجرائم إسرائيل بغزة
  • “فايننشال تايمز” :صمت الغرب عن معاناة غزة مُخز
  • فايننشال تايمز: صمت الغرب عن غزة مخز