وقعت هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا) وثيقة مشروع مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بهدف تعزيز نمو ونضج مناخ ريادة الأعمال والإبداع في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر، وذلك بمقر الهيئة بالقرية الذكية.

أخبار متعلقة

لتمكين الشباب والمرأة.. «تنمية المشروعات» يضخ 100 مليون جنيه للقطاع متناهي الصغر (تفاصيل)

«التنمية الصناعية»: حل 98% من مشكلات المستثمرين عبر «الإلكترونية للشكاوى»

«التخطيط»: مصر من أوائل الدول التى تضع أجندة وطنية للتنمية المستدامة

وقال فراكاسيتي إن المشروع الجديد، والذي تبلغ مدته خمس سنوات، سيساهم في زيادة التمويلات ورعاية الإبداع التكنولوجي في مصر وتوفير فرص جديدة للنمو والتطور.

وأضاف أن توقيع الاتفاقية يمثل بدء مرحلة جديدة لتعزيز مشهد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مصر. كما أوضح فراكاسيتي أن إطلاق مشروع التعاون الجديد بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا) سيساهم في سد الطلب وتسريع عمليات التحول الرقمي في مصر، الأمر الذي يمكن أن يكون له تأثير مضاعف على تحقيق أهداف التنمية متمثلة في تحسن وازدهار الوضع الاقتصادي، والتخفيف من التغيرات المناخية، وتحقيق التمكين الاقتصادي للمرأة.

وأضاف أن مصر لديها إمكانات وطاقات غير مستغلة فيما يتعلق بالمهارات والمواهب وما تستطيع أن تقدمه من أفكار مبتكرة من شأنها أن تعزز نمو قطاع الإبداع وريادة الأعمال التكنولوجي في مصر، الأمر الذي تعكسه قيمة مناخ الشركات الناشئة في مصر والتي تقدر بحوالي 8.3 مليار دولار.

وكانت شركة الأبحاث وسياسات الإبداع Startup Genome قد قامت بتقييم العائد الاقتصادي لبيئة أعمال الشركات الناشئة في مصر من خلال تقييم الشركات الناشئة علاوة على قيمة صفقات التخارج، حيث قُدرت بحوالي 8.3 مليار دولار خلال الفترة من النصف الثاني من 2020 وحتى نهاية 2022.

وقال المهندس أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، إن المشروع يهدف إلى الحفاظ على ريادة مصر في قطاع ريادة الأعمال والابتكار الرقمي والسعي نحو تحقيق معدلات نمو غير مسبوقة.

وأضاف: «هدفنا هو تعزيز بيئة الأعمال المصرية لتشجيع الابتكار وتمكين رواد الأعمال بما يساهم في تحقيق النمو الاقتصادي للبلاد، ولذا نؤمن بأن هذه الشراكة ستُسرع من إطلاق الإمكانات الكاملة لقطاع الشركات الناشئة المصرية المزدهر بالفعل، فضلًا عن خلق فرص للتنمية المستدامة ورسم مستقبل قائم على الابتكار وريادة الأعمال للجميع.»

ويهدف مشروع «نُضج مناخ ريادة الأعمال القائمة على الابتكار في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والخدمات القائمة عليها» إلى تحفيز نمو ونجاح رواد الأعمال في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مصر، حيث يركز المشروع الجديد على بناء بيئة مرنة وموثوقة ومواكبة للتطورات، بهدف تعزيز الابتكار وتسهيل الوصول إلى تدفقات التمويل للشركات الناشئة والمبتكرين، وكذلك إنشاء شبكات للمبتكرين والموجهين من أصحاب الخبرة في المراحل المختلفة من تطوير الشركات الناشئة.

جدير بالذكر أن مشروع التعاون السابق بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال (TIEC) التابع لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا)، والذي انتهى عام 2021، نتج عنه خلق 31 ألف فرصة عمل وتدريب وتطوير مهارات 1550 رائد أعمال، ودعم 1800 شركة ناشئة في مصر.

تكنولوجيا المعلومات تدريب الشباب مراكز الابداع الرقمي

المصدر: المصري اليوم

كلمات دلالية: شكاوى المواطنين تكنولوجيا المعلومات تدريب الشباب الشرکات الناشئة ریادة الأعمال فی مصر

إقرأ أيضاً:

ريادة الأعمال من وجهة نظر سلوكية

تتسابق الدول لإنشاء منظومات متكاملة لرعاية ريادة الأعمال، يضمن سلاسة دخول الأفراد والمؤسسات داخل السوق، وحركة الانتاج، ويوفر لهم فرص النمو والتوسع، ويأتي ذلك لثلاثة أسباب رئيسية: أولها أنه بقدر ما تنمو الأعمال الريادية في اقتصاد ما بقدر ما يتوسع ذلك الاقتصاد في حركته ومنتجاته ومؤشراته وخدماته، وثانيها أن هذا التوسع في هذا القطاع يعني تخفيف ضغوطات البطالة وإتاحة فرص أكبر لاتجاه الخريجين الجدد لإنشاء أعمالهم الريادية، أو الالتحاق بأعمال ريادية ناشئة، وثالثها أن قطاع ريادة الأعمال يعمل في الاقتصاد بمثابة مغذي الابتكار بالنسبة للاقتصادات في شكلها الأكبر.

فنماذج المشروعات القائمة على المعرفة أو التكنولوجيا المتقدمة، أو الأنماط الابتكارية، تجرب غالبًا عبر هذه المشروعات الريادية لتتحول لاحقًا إلى التبني والتوسع عبر الوحدات الأكبر في الاقتصاد.

وبقدر ما تعمل الدول على تصميم النظم المتكاملة لرعاية ريادة الأعمال واحتضانها من خلال التشريعات، وتسهيل الإجراءات، وتطوير البنى المؤسسية الراعية، وتعديد مصادر التمويل، وحشد أشكال مختلفة من الدعم الحكومي والمؤسسي لنجاح رحلة رائد العمل، بقدر ما تبرز الحاجة للانتباه في كل دولة إلى سياق متكامل من التهيئة المجتمعية لنجاح ريادة الأعمال؛ بما في ذلك تهيئة قابلية الأفكار للاتجاه نحو هذه الفكرة، وتهيئة قبول المجتمع لطبيعة الأشخاص المنخرطين فيها، ونتاجات النجاح والفشل التي تفرزها، وتهيئة الأفراد المنخرطين فيها للتعامل الدقيق بعقلية رائد عمل (Entrepreneur mindset).

هذه العقلية في سياق العلوم السلوكية غالبًا تكون محاطة بمجموعة مما يُعرف بالتحيزات المعرفية (Cognitive biases)؛ وهي أنماط معينة توجه تفكير الأفراد بطريقة غالبًا غير موضوعية، ويكون أساسها السياق الاجتماعي والثقافي الذي يعيشه الفرد.

ولعل أهمها شيوعًا فيما يتعلق بريادة الأعمال تحيز النفور من المخاطرة (Risk aversion bias).

في الغالب فإن هذا التحدي يظهر في صورة تفضيل الوظيفة الثابتة ذات الضمانات المالية الواضحة، وغالبًا ما تكون في القطاع الحكومي؛ حيث يكون الفرد مدفوعًا بالاعتقاد أن أي اتجاه آخر بما في ذلك ريادة الأعمال، وإنشاء المشروع الذاتي، أو العمل الحر يعتبر مخاطرة تدخله إلى منطقة شبه مبهمة، الدخل فيها غير ثابت أو مضمون، وقد أتعرض فيها لمخاطر وخسارات غير متوقعة؛ وبالتالي، فإنني لا قد لا أستطيع تحقيق التوقعات الاجتماعية التي تلقى عليها ككائن في سياق مجتمعي من ناحية، كما أنه ليس لدي ضمانات بتحقيق صورة ذاتي (ما أطمح له على المستوى المادي والعملي).

هذا أحد أبرز التحيزات شيوعًا خصوصًا في تركيب مجتمعاتنا، وينطلق في الأساس من اعتقاد مجتمعي يميل لترجيح كفة الدخل الثابت، وتفضيل مكانة الوظيفة المستقرة، لتقليل مستويات النفور من المخاطرة والخسارة.

ومن التحيزات المعرفية المرتبطة بممارسة ريادة الأعمال كذلك ثلاثة تحديات تأتي متضافرة فيما بينها، وهي: تعظيم الكفاءة الذاتية، الإيجابية المفرطة، ونقص النماذج المفاهيمية.

وفي هذه التحيزات يميل الفرد إلى المبالغة في تعظيم معرفته ومهاراته وقدراته الفردية في مجال ما؛ قد يكون بناء على تجربة محدودة، أو اطلاع محدود، فيراهن على تلك التجربة في تصور القدرة الفائقة على نجاح عمله أو مشروعه.

وفي المقابل يفشل النظام المتكامل لريادة الأعمال في تقديم المفاهيم الصحيحة المتكاملة الخاصة بذلك المشروع قد يكون نتيجة لحداثته وعدم وجود ممارسات أو خبرات سابقة في ذات المجال.

هنا قد يندفع الفرد نحو الشروع في مجال تكتنفه العديد من المصاعب الحقيقية؛ ليست المرتبطة بوضعه في السوق وتنافسيته؛ ولكن بمدى فهم وقدرة الفرد على إدارته وتحريكه.

مثل هذه التحيزات وغيرها تظهر في سياقات اجتماعية عديدة وتواجه بشكل مستمر رحلة رواد الأعمال، وقد يكون ـ دون وعي عام ـ لكنها تقوض الجهود المؤسسية والبنيوية لنجاح هذا الاتجاه اقتصاديًا بشكل عام.

ما يمكن قوله: إن الجيل القادم في العالم هو جيل ريادي بامتياز؛ فقضية الاتجاه نحو الأعمال الريادية من القضايا التي تجمع عليها مختلف الدراسات والاستطلاعات العالمية التي تناقش خصائص الجيل الجديد؛ في تحقيق لفوربس على سبيل المثال بعنوان: «Why Gen Z Is Thriving In The Entrepreneur Life» يناقش نتائج مجموعة من هذه الاستطلاعات؛ حيث يشير إلى أن استطلاعًا أجرته شركة WP Engine عام 2020 وجد أن 62% من أفراد جيل Z لديهم خططٌ لبدء أو ربما بدء أعمالهم التجارية الخاصة يومًا ما.

وتشير دراسة حديثة أجرتها شركة Square إلى أن النسبة تصل إلى 84% من أفراد جيل Z الذين يرغبون في امتلاك شركاتهم الخاصة في المستقبل.

وتشير التقارير إلى أن الفئة العمرية التي هيمنت في السنوات الأخيرة على الأعمال الريادية هي بين (18-34) عامًا، هذه الفئة مدفوعة بهوس الجيل الجديد في الريادة والابتكار والإنشاء؛ حيث تشير دراسات لشركة ZenBusiness أن 84% من جيل Z يرون أن مهنة «المُـنشئ/الـ Creator (صانع محتوى، يوتيوبر، ستريمر...) هي أكثر مهنة ممكنة الوصول لهم.

في مقابل ذلك، فإن ضمان معالجة بعض التحديات السلوكية التي قد تواجه هذه الرحلة يتطلب في تقديرنا خسمة تدخلات أساسية: التوسع في تقديم تجربة التعليم القائم على تفكيك الفشل ومعالجة أسبابه ونقده، أكثر من نمط التعليم الذي يجعل النجاح هو الوضع الافتراضي لأي فرد في سياقه الاقتصادي والعملي.

كذلك التوسع في دور القطاع الخاص في إنشاء حاضنات ريادة الأعمال؛ حيث إنها تشكل مساحات للتجربة وتعلم النجاح والفشل وبناء الجهاز المفاهيمي المتكامل لرحلة رائد العمل، دون الانغماس المباشر في تجربة السوق.

كذلك من المهم العناية بنوعية النماذج الريادية التي يتم تصديرها، وعدم التمحور بين ثنائيات (بدأت من الصفر/ حققت ما لم يُكن متوقعًا).

فريادة الأعمال رحلة دروسها تكمن في التفاصيل البسيطة غير المرئية للآخر، وغير المحسوسة لغير صاحب التجربة. كما أن من الضروري تقديم فكرة ريادة الأعمال بطريقة متوازنة وخاصة للأجيال الشابة، وليس بطريقة احتفائية تصورها أنها ملاذ الثراء والنجاح المطلق وتحقيق الذات المنشودة.

ونعتقد كذلك بضرورة توسيع المنصات، الملتقيات، والمساحات التي تجمع بين رواد الأعمال الفعليين والمقبلين على ريادة الأعمال؛ فالتوجيه والإرشاد الذي يعطى ثقة أكبر وأهمية أقصى هو النابع من التجربة ذاتها ومن شخص المجرب.

مبارك الحمداني مهتم بقضايا علم الاجتماع، والتحولات المجتمعية فـي سلطنة عُمان

مقالات مشابهة

  • "مصر الخير" تكرم الفائزين بجائزة الابتكار من أجل الإنسانية لتعزيز التنمية المستدامة
  • تقرير دولي يستعرض تطور قطاع الابتكار التكنولوجي في ليبيا ويبرز فرص النمو رغم التحديات التنظيمية
  • تامر المهدي: المصرية للاتصالات فخورة بدعم مبادرة Digitopia تحت رعاية وزارة الاتصالات ونواصل تمكين الابتكار وريادة الأعمال لتعزيز الاقتصاد المعرفي
  • برنامج تعاون بين "جامعة التقنية" و"الخدمات المالية" لتعزيز الشراكة
  • القومي لذوي الإعاقة يختتم المرحلة المرحلة الأولى من مشروع ريادة الأعمال الخضراء
  • القومي لحقوق الإنسان يشارك في منتدى الأمم المتحدة حول الحقوق التجارية بجنيف
  • القومي لحقوق الإنسان يشارك بمنتدي الأمم المتحدة حول الحقوق التجارية بجنيف
  • "القومي للإعاقة" و"البيئة" يختتمان المرحلة الأولى من مشروع "ريادة الأعمال الخضراء"
  • ريادة الأعمال من وجهة نظر سلوكية
  • القدس تحتضن منتدى رقميا لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال