جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-27@22:57:07 GMT

مشعل الأحمد في مسقط

تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT

مشعل الأحمد في مسقط

 

يوسف عوض العازمي

@alzmi1969

 

"العلاقات الكويتية- العُمانية تسير بخطوات ثابتة وفقًا لمنهج واضح وبعزيمة لا تلين؛ إذ تجمعهما أواصر المحبة ووحدة المصير والأهداف المشتركة تحت ظل قيادتي البلدين الشقيقين" محمد ناصر الهاجري (1).

 

*********

يقوم الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت بزيارة دولة إلى سلطنة عُمان بدعوة رسمية من أخيه السلطان هيثم بن طارق آل سعيد سلطان عُمان، وهي الزيارة الخارجية الثانية لسمو أمير دولة الكويت منذ توليه مقاليد الحكم؛ حيث كانت الأولى إلى المملكة العربية السعودية.

وليس غريبًا تبادل الزيارات بين البلدين الشقيقين؛ إذ يرتبط البلدان بتاريخ عريق منذ قرون حيث كانت العلاقة بين الشعبين متجذرة حتى قبل قيام الدولة الحديثة. ولا شك أن الموقع الجغرافي للبلدين لعب دورًا مُهمًا في توطيد العلاقة منذ عدة قرون حيث إن الكويت تقع في الشمال الشرقي من الخليج العربي، وعُمان تقع في جنوبه مطلة على مضيق هرمز الحيوي، ووقتذاك كان البحارة الكويتيون يتوقفون في عدد من الموانئ العُمانية كميناء صحار ومسقط (السلطان قابوس حاليًا) وغيرها، وأصبحت العلاقات بين الشعبين من خلال تبادل المصالح التجارية علاقات قائمة على الأخوة والمودة والثقة المتبادلة، وبعد اكتشاف النفط وقيام الدولة الحديثة في الكويت وفد إليها كثير من أهل عُمان لقربها منهم اجتماعيًا وثقافيًا، وهناك من بقي في الكويت مددا طويلة وهناك أيضًا من استقر. وحتى في وقتنا الحاضر ما يزال التواصل الاجتماعي في نشاطه المعهود، حتى في المجال العلمي الأكاديمي؛ حيث أتذكر أن رسالة الدكتوراه للدكتور الكويتي خالد ناصر الوسمي كانت عن تاريخ عُمان (2).

وبناءً على الثقة المتبادلة بين البلدين والمحبة، قامت استثمارات مشتركة بين البلدين من أهمها الاستثمار الصناعي في ميناء الدقم ذلك الميناء المطل على مياه بحر العرب، والذي يعد جوهرة الاستثمارات الكويتية في عُمان العزيزة، وهذا الميناء بالذات سيشهد زيارة ميمونة لقائدي البلدين صباح اليوم التالي للزيارة لافتتاح عدد من المشروعات النفطية التي تعبر عن مدى التقارب والود والثقة بين البلدين الشقيقين.

وقامت كذلك سلطنة عُمان من خلال شركة عُمانتل للاتصالات باستثمار وشراء ملكية مهمة في شركة زين للإتصالات إحدى أكبر شركات الاتصالات في الكويت، ولها أعضاء في مجلس إدارة هذه الشركة الشهيرة.

وذكر المؤرخ الكويتي الدكتور يعقوب الغنيم أنه: "كانت علاقة الشيخ مبارك الصباح بعُمان قوية جدًا، وكان يستورد السلاح للكويت عن طريقها، إضافة إلى ذلك فإنَّه يقدر سلطان عُمان في وقته السيد برغش ولا يريد لأحد ربابنة السفن أن يتجاوز ما يقرره السلطان في بلده، ولذلك فإن الشيخ مبارك تلقى طلبًا من بعض الربابنة الكويتيين الذين قالوا له: إننا نلتمس السماح لنا بنقل أي حمولات تتاح من مسقط إلى الباطنة أو صحار ضمن عُمان، فقال لهم: «إنه لا مانع بشرط أن يكتب لكم السيد برغش (سلطان عُمان آنذاك) ورقة يرخص لكم فيها بذلك، وأن تقوموا بعملكم علانية لا سرًا". (3).

ومن نفس المصدر السابق تحدث عن الأديب الكويتي عبدالله العلي الصانع، وهو من أدباء الكويت الذين اهتموا بالكتابة عن عُمان تاريخًا وقبائل وجماعات، والذي أمضى فترة من حياته في عُمان وما جاورها، وكان محبًا لهذه المنطقة بأسرها، وكتب عدة مقالات عنها في مجلة "كاظمة" التي كان يصدرها الأستاذ أحمد السقاف، ومجلة "البعثة". وكانت معلوماته كما هو واضح لقارئها معلومات رجل خبير بالمنطقة وأهلها. ونستطيع القول إن وجوده هناك كان ضمن الأسباب التي أدت إلى تمتين الصلات بين أبناء المنطقة. (4)

لا شك أن الزيارة الميمونة لأمير الكويت إلى سلطنة عُمان، تُعبِّر عن عمق العلاقات بين البلدين، خاصة وهي الزيارة الثانية منذ تولي سمو الشيخ مشعل الأحمد سدة الحكم، ولا ننسى في هذه السطور الاعتزاز الكبير بمشاركة سلطنة عُمان بقوات عسكرية في عمليات تحرير دولة الكويت من الغزو العراقي الغاشم؛ حيث كان للمواقف العُمانية إبان فترة السلطان قابوس بن سعيد- رحمه الله- أطيب الأثر في نفوس أهل الكويت.

حفظ الله البلدين الشقيقين، وأدام الود والتآخي بين البلدين الشقيقين، بقيادة حكيمة من جلالة السلطان هيثم بن طارق، وسمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد حفظهما الله ورعاهما.

مصادر:

محمد ناصر ماضي الهاجري سفير دولة الكويت في سلطنة عُمان. د. خالد ناصر الوسمي، أكاديمي وسياسي كويتي مخضرم. مقال للدكتور يعقوب يوسف الغنيم في جريدة الوطن الكويتية في يوم 11/ 11/ 2009. نفس المصدر السابق. رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

جلالة السلطان والرئيس الإيراني يعقدان جلسة مباحثات رسمية تستعرض عُمق العلاقة التاريخية ومُستجدات المنطقة

 

جلسة ثنائية خاصة بين جلالة السلطان والرئيس مسعود بزشكيان

مراسم استقبال رسميّة تكريمًا للرئيس الإيراني بقصر العلم العامر

كوكبة من الخيالة السُّلطانية تصطف ترحيبًا بضيف البلاد الكبير

المدفعية تُطلق 21 طلقة تحية لفخامة الرئيس الإيراني

السيد شهاب في مقدمة مستقبلي الرئيس الإيراني بالمطار السلطاني الخاص

 

 

مسقط- العُمانية

 

عقد حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- وفخامةُ الرئيس الدكتور مسعود بزشكيان رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية جلسة مباحثات رسمية بضيافة قصر العلم العامر.

وفي مستهل الجلسة جدّد جلالته ترحيبه بفخامة الرئيس ووفده آملًا لهم طيب الإقامة، فيما عبّر فخامة الرئيس عن خالص شكره وتقديره لجلالةِ السُّلطان المعظّم على حفاوة الاستقبال وحسن الوفادة.


 

كما جرى خلال الجلسة استعراض عمق العلاقة التاريخية التي تجمع البلدين الصديقين، وتبادل وجهات النظر حول المستجدات الراهنة في المنطقة والسعي في تعزيز الشراكة العُمانية الإيرانية لاسيما في مجالات الصناعة والتجارة والتعليم، إضافة إلى تعزيز التعاون في الأنشطة اللوجستية والصحية بما يخدم مصلحة الشعبين الصديقين.

عقب ذلك عقد جلالة السُّلطان المعظّم وفخامة الرئيس الإيراني جلسة ثنائيّة خاصّة.


 

حضر جلسة المباحثات من الجانب العُماني، صاحب السّمو السّيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، وصاحب السّمو السّيد شهاب بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع، وصاحب السّمو السّيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب، ومعالي السّيد خالد بن هلال البوسعيدي وزير ديوان البلاط السُّلطاني، ومعالي الفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السُّلطاني، ومعالي السّيد حمود بن فيصل البوسعيدي وزير الداخلية، ومعالي السّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية (رئيس بعثة الشرف)، ومعالي سلطان بن سالم الحبسي وزير المالية، ومعالي الدكتور حمد بن سعيد العوفي رئيس المكتب الخاص، ومعالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار (رئيس الجانب العُماني في اللجنة العُمانية الإيرانية المشتركة)، وسعادة السفير إبراهيم بن أحمد المعيني سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

فيما حضرها من الجانب الإيراني: معالي سيد عباس عراقجي وزير الشؤون الخارجية، ومعالي محسن حاجي ميرزابي رئيس مكتب فخامة الرئيس، ومعالي سيد محمد أتابك وزير الصناعة والمعادن والتجارة رئيس الجانب الإيراني للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي بين سلطنة عُمان والجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومعالي العميد الركن طيار عزيز نصيرزاده وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة، ومعالي أمين حسين رحيمي وزير العدل، ومعالي أحمد ميدري وزير التعاونيات والعمل والرعاية الاجتماعية، وسعادة غلام حسين زراعي نائب رئيس مجلس الشورى الإسلامي، ومعالي محمد رضا فرزين محافظ البنك المركزي الإيراني، وسعادة موسى فرهنك سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية المعتمد لدى سلطنة عُمان، وعدد من المسؤولين في الحكومة الإيرانية.

وفي وقت سابق من مساء أمس، أُجريت مراسمُ استقبال رسميّة تكريمًا لفخامة الرئيس الدكتور مسعود بزشكيان رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بقصر العلم العامر بمناسبة زيارة فخامته الرسمية إلى سلطنة عُمان.


 

ولدى وصول الموكب الرسمي لفخامة الرئيس رواق الترحيب بالساحة الخارجية لقصر العلم العامر اصطفت كوكبة من الخيالة السُّلطانية ترحيبًا بضيف البلاد الكبير، وبعد وصول السّيارة المُقلّة لفخامتِه إلى ساحة قصر العلم العامر، استقبل حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- فخامةَ الرئيس، مُرحّبًا به ضيفًا عزيزًا في سلطنة عُمان، متمنّيًا له ولوفده المُرافق زيارة طيبة مكللة بالنجاح. ثم اصطحب جلالته فخامة الضّيف إلى منصّة الشّرف، حيث عُزف السّلامُ الوطنيّ الإيراني، وأطلقت المدفعيّة 21 طلقةً تحيّةً لفخامتِه.


 

بعدها صافح جلالة السُّلطان المعظم الوفد الرسميّ المُرافق لفخامةِ الضيف، فيما صافح فخامة الرئيس مُستقْبلِيه من الجانب العُماني؛ حيث كان في الاستقبال عددٌ من أصحاب السُّموّ وأصحاب المعالي الوزراء وعددٌ من القادة العسكريين.





 

وكان فخامة الرئيس الدكتور مسعود بزشكيان رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد وصل إلى البلاد مساء أمس في زيارة رسميّة لسلطنة عُمان تستغرق يومين، وكان صاحب السّمو السّيد شهاب بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع في مقدّمة مستقبلي فخامة الضّيف والوفد المرافق له لدى وصولهم المطار السُّلطاني الخاصّ؛ حيث رحّب سموه بفخامة الرئيس متمنّيًا له ولوفده المرافق زيارة طيبة وموفقة.




 

كما كان في الاستقبال معالي السّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية (رئيس بعثة الشرف)، وسعادة السفير إبراهيم بن أحمد المعيني سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وسعادة السفير موسى فرهنك سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية المعتمد لدى سلطنة عُمان وأعضاء السفارة الإيرانية بمسقط وبعثة الشرف المرافقة لفخامة الضيف.




















 

مقالات مشابهة

  • بالصور.. جلالة السلطان والرئيس الإيراني يعقدان جلسة مباحثات رسمية تستعرض عُمق العلاقة التاريخية
  • جلالة السلطان والرئيس الإيراني يعقدان جلسة مباحثات رسمية تستعرض عُمق العلاقة التاريخية ومُستجدات المنطقة
  • نيابة عن جلالة السلطان.. السيد أسعد يترأس وفد سلطنة عُمان في قمتي "الخليج- آسيان" و"الخليج- آسيان- الصين" في ماليزيا
  • تزامنًا مع زيارة بزشكيان.. إصدار طابع بريدي مشترك بين عُمان وإيران
  • جلالة السلطان في مقدمة مستقبلي الرئيس الإيراني بقصر العلم العامر
  • بث مباشر.. جلالة السلطان في مقدمة مستقبلي الرئيس الإيراني بقصر العلم العامر
  • سلطنة عُمان تطرح إصدارًا جديدًا من الصكوك السيادية
  • الشيخ حمدان بن محمد يصل مسقط
  • الثلاثاء.. رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية يزور سلطنة عُمان
  • نيابة عن جلالة السلطان.. السيد أسعد يترأس وفد سلطنة عُمان في قمتي كوالالمبور