«الدار» تستثمر 5 مليارات درهم لتطوير أصول مدرة للدخل المتكرر في أبوظبي
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
تعتزم شركة الدار العقارية، استثمار 5 مليارات درهم لتطوير مجموعة من الأصول المُدرّة للدخل ضمن وجهات رئيسية في أبوظبي. وسيتم تطوير الأصول، التي ستحتفظ بها الدار في المحفظة الاستثمارية للشركة، على عدة مراحل بين عامي 2025 و2027.
ويأتي نهج «التطوير والاحتفاظ» استكمالاً للاستحواذات المستمرة التي تنفذها «الدار» على أصول مدرة للدخل المتكرر، ويتيح للشركة الاستفادة من مخزونها الكبير من الأراضي من خلال تطوير مجموعة متنوعة من فئات الأصول العقارية.
وقال طلال الذيابي، الرئيس التنفيذي لمجموعة الدار العقارية، إن الشركة تعمل على تحقيق نموٍ متواصل وسريع في محفظة الأصول، من خلال اتباع نهج مدروس للاستحواذ والتطوير والاحتفاظ، بهدف تعزيز تدفقات الدخل المتكرر بشكل كبير وزيادة رأس المال على المدى البعيد. وأكد أن فريق الشركة يعمل على تحقيق قيمة كبيرة عبر مختلف فئات الأصول العقارية، والاستفادة من نقاط القوة المتنامية في استراتيجيات التخطيط والتطوير، وصولاً إلى التأجير وإدارة الأصول، مشيراً إلى أن هذا النموذج المتكامل للأعمال يساهم في تعزيز النمو عبر محفظة أعمال الشركة الأساسية في دولة الإمارات، مدفوعاً بالطلب القوي على العقارات المتميزة.
ونظراً للطلب القوي على قطاع المساحات المكتبية من الفئة الممتازة في أبوظبي، ستقوم الدار في إطار برنامجها الاستثماري بتطوير أصول تجارية جديدة في ثلاث وجهات رئيسية، هي جزيرة ياس وجزيرة السعديات وجزيرة المارية. وتشمل هذه الأصول برجاً مكتبياً جديداً مكوناً من 12 طابقاً يجري تطويره حالياً بجوار فنادق ياس بلازا في جزيرة ياس، ومن المتوقع تسليمه في عام 2025. ويضمُّ المشروع مساحة إجمالية قابلة للتأجير تبلغ 25.000 متر مربع، بما في ذلك مساحات تجزئة، ويتميز تصميمه بطابع معياري يتيح مرونةً في تقسيم المساحة المكتبية، بما يتناسب مع متطلبات المستأجرين.
وفي جزيرة السعديات، ستقوم الدار بتطوير مجمع أعمال بمساحة جديدة قابلة للتأجير تبلغ 26 ألف متر مربع تقريباً في مشروع السعديات جروف، وهو مشروع متكامل متعدد الاستخدامات يقع في قلب المنطقة الثقافية في أبوظبي. ومن المقرر الانتهاء من المشروع في عام 2027، ويضم أربعة مبانٍ مكونة من مكاتب تجارية من الفئة الممتازة تقع داخل مجمع أعمال يطبق مفاهيم الاستدامة والتواصل مع عموم المنطقة الثقافية.
أخبار ذات صلةوستوسع الدار نطاق شراكتها مع شركة مبادلة للاستثمار من خلال إضافة برج تجاري ثاني من الفئة الممتازة ضمن المركز المالي في جزيرة المارية بأبوظبي، بالإضافة إلى البرج المكتبي المؤلف من 37 طابقاً والذي تم الإعلان عنه في عام 2023. وسيسهم هذا المشروع المشترك بمجرد اكتماله في الربع الثالث من عام 2027، في توفير مساحة إجمالية قابلة للتأجير تبلغ 98 ألف متر مربع في الموقع، بالإضافة إلى تعزيز توافر المساحات المكتبية من الفئة الممتازة داخل سوق أبوظبي العالمي. ويأتي هذا التوسع بعد استحواذ الدار على الأبراج الأربعة في سوق أبوظبي العالمي وبرج المارية في عام 2022.
وإجمالاً، ستساهم مشاريع الدار التجارية الجديدة في جزيرة السعديات وجزيرة ياس وجزيرة المارية في زيادة المساحة الإجمالية التجارية القابلة للتأجير بنسبة 31% لتبلغ 549 ألف متر مربع. ويبلغ معدل الإشغال ضمن محفظة الدار من العقارات التجارية 95%، مع ارتفاع سريع في معدل الإشغال المسجل في الأبراج الأربعة في سوق أبوظبي العالمي، حيث بلغت 96% في نهاية عام 2023.
وعلى صعيد أصول التجزئة، تعمل الدار على تطوير 78 ألف متر مربع من إجمالي مساحات التجزئة التجريبية القابلة للتأجير في مشروع السعديات جروف، بما في ذلك وجهة تسوق مركزية، وشارعا تجزئة، ومساحات تجزئة مجتمعية.
وفي المجتمعات الرئيسية الأخرى في أبوظبي كمشروع «سعديات لاغونز»، و«نويا»، و«ياس غولف كوليكشن»، ستقوم الدار بتطوير أصول تجزئة مجتمعية سيتم تشغيلها وفق عمليات التسليم المرحلية لكل مشروع. ويأتي التوسع في محفظة التجزئة، والتي تستفيد من نسبة إشغال قوية تبلغ 91% حتى نهاية عام 2023، بعد استثمارات الدار الأخيرة التي تهدف إلى إعادة تصور تجربة التجزئة في «ياس مول»، و«الحمرا مول»، و«الجيمي مول».
وستقوم الدار، ضمن محفظتها من الأصول الفندقية، بمباشرة عمليات تطوير وإدارة فندق نوبو الجديد في جزيرة السعديات، على أن يتم الانتهاء منه في الربع الثاني من عام 2027. وسيضم الفندق المكون من 127 وحدة سكنية مجموعة من الغرف المميزة بالفخامة والاتساع، وأجنحة فاخرة، بالإضافة إلى مطعم نوبو، وردهة مشروبات على السطح.
وبمجرد الانتهاء من تطوير الأصول، ستكون جزءاً من محفظة شركة «الدار للاستثمار العقاري» التي تضم وحدة إدارة الأصول العقارية المدرة للإيرادات التابعة لمجموعة الدار وقيمتها 25 مليار درهم. وتتمتع شركة «الدار للاستثمار»، التي تعتبر «أبولو جلوبال مانجمنت» مساهم أقلية، بسجل حافل في التأجير وإدارة الأصول النشطة، مما يضمن أن المشاريع التي تم الاستحواذ عليها حديثاً ستحقق عائدات قوية بسرعة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الدار العقارية من الفئة الممتازة جزیرة السعدیات بالإضافة إلى ألف متر مربع فی أبوظبی فی جزیرة فی عام
إقرأ أيضاً:
أين تستثمر في الذكاء الاصطناعي خلال 2026؟
على وقع تسارع الذكاء الاصطناعي "بسرعة مذهلة"، تبدو المراهنة على مستقبله -كما تصفه وكالة بلومبيرغ- مزيجا من الإغراء والمخاطرة في آن واحد.
فالأثر على المحافظ الاستثمارية والاقتصاد والحياة اليومية يتضخم يوما بعد يوم، إلى حدّ أن شركات التكنولوجيا العملاقة المستفيدة من الطفرة باتت تشكّل نحو 36% من مؤشر ستاندرد آند بورز 500، في حين تستحوذ إنفيديا وحدها على قرابة 8% منه، وفق بلومبيرغ.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 210 حلول مالية تساعد رواد الأعمال على حماية شركاتهمlist 2 of 27 قواعد ذهبية للتعامل مع البنوك بذكاءend of listوفي المقابل، تشير الوكالة إلى أن موجة الإنفاق الرأسمالي على مراكز البيانات تمنح اقتصاد أميركا دفعة ملموسة، لكنها تثير في الوقت نفسه تساؤلات حول تآكل الوظائف المبتدئة والضغط المتزايد على الكهرباء والمياه.
ولفهم "أين تُترجم الوعود إلى أرباح"، استطلعت بلومبيرغ آراء 4 خبراء استثمار، لكل منهم زاوية مختلفة في قراءة التحول الجاري:
كاثي وود، الرئيسة التنفيذية لشركة "أرك إنفست"، المعروفة بتركيزها على التقنيات التحولية. دِني فيش، رئيس أبحاث التكنولوجيا ومدير محافظ في "جانوس هندرسن"، والمتخصص في بناء إستراتيجيات استثمارية طويلة الأجل لقطاع التقنية. تاوشا وانغ، مديرة المحافظ في "فيديلتي إنترناشونال"، التي تركز على الربط بين الذكاء الاصطناعي والدورات الكلية والسلع. مايكل سميث، رئيس فريق أسهم النمو في "أولسبرينغ غلوبال إنفستمنتس"، المتخصص في الاستثمار في البنية التحتية والطاقة والرعاية الصحية.وتُظهر قراءاتهم، كما تنقلها بلومبيرغ، أن الفرص لا تقتصر على النماذج اللغوية الكبيرة، بل تمتد إلى تقاطع البيانات مع البنية التحتية والطاقة والموارد الطبيعية والرعاية الصحية.
روبوتاكسي.. سوق بعشرات التريليوناتوتضع كاثي وود، الرئيسة التنفيذية لـ"أرك إنفست"، ما تسميه بلومبيرغ "الذكاء المتجسّد" في صدارة فرص 2026، وتحديدا النقل ذاتي القيادة.
وتنقل بلومبيرغ عن وود تقديرها أن منظومة سيارات الأجرة ذاتية القيادة عالميا قد تتوسع لتبلغ 8 إلى 10 تريليونات دولار خلال 5 إلى 10 سنوات، معتبرة أن تسلا في "موقع الصدارة" داخل أميركا وخارجها.
كما تورد بلومبيرغ رقما لافتا في أطروحة وود: هدف سعري لسهم تسلا عند 2,600 دولار خلال 4 سنوات مقارنة بنطاق 400 إلى 450 دولارا "حاليا"، مع زعم أن 90% من هذا السيناريو مرتبط بـ"الروبوتاكسي".
إعلانوتُفصّل وود -وفق بلومبيرغ- منطق "البيانات التشغيلية" ملايين المركبات على الطرق تجمع "بيانات الحالات الحدّية" (حوادث، تعطّل، ظروف نادرة)، مما قد يصنع فارقا في سوق "يميل إلى فائز يأخذ معظم الحصة".
وفي المقابل، تشير بلومبيرغ إلى أن "وايمو" التابعة لـ"غوغل" تعمل تجاريا منذ 2018 لكنها تحركت ببطء، قبل أن تبدأ في التسارع، جزئيا لأن تسلا دخلت سوق أوستن في يونيو/حزيران بخدمات روبوتاكسي.
قطاع الرعاية الصحيةتُبرز بلومبيرغ محورا ثانيا متقدما متمثلا في الرعاية الصحية بوصفها ساحة "عائد/أثر" يمكن أن يتجاوز الضجيج التقليدي حول الشرائح والبرمجيات.
وتنقل بلومبيرغ عن وود إشارتها إلى قفزات في تقنيات "تسلسل الجينات" وظهور ما تسميه "تسلسل الخلية الواحدة" المستخدم على نطاق واسع في تعريف السرطان وتطوير الإستراتيجيات العلاجية.
وفي هذا السياق تذكر وود شركتين مفضلتين لديها هما "تن إكس جينوميكس" و"تمبس إيه آي".
وبحسب بلومبيرغ، تُقدَّم "تمبس إيه آي" كمنصة تحلل كمّا كبيرا من بيانات المرضى لاستخراج مؤشرات قد تُحسّن التشخيص وقرارات العلاج، مع طرح احتمال أن تصبح "إحدى أهم الدعائم المعلوماتية" للرعاية الصحية في أميركا.
مراكز البياناتويقدّم دِني فيش من "جانوس هندرسن" إطارا أقرب إلى "هندسة محفظة" بدل الرهان على اسم واحد. ووفق بلومبيرغ، يقسّم فيش دورة تبنّي الذكاء الاصطناعي خلال العقد القادم إلى 3 سلال:
المُمكِّنون (البنية التحتية والشرائح ومراكز البيانات والطاقة) المُعزِّزون (برمجيات تستفيد من الذكاء الاصطناعي أو تتعرض لاضطرابه) والمستخدمون النهائيون (شركات توظف الذكاء الاصطناعي لتحقيق ميزة تنافسية).وتنقل بلومبيرغ عن دِني فيش أن سوق الذكاء الاصطناعي لا يزال في "مرحلة التمكين"، حيث تقود دورات التدريب وبناء القدرة الحاسوبية إنفاقا رأسماليا قويا، مع استثمارات من شركات كبرى مثل "مايكروسوفت" عبر "كوبايلوت" و"ألفابت" عبر "جيميناي"، إلى جانب حكومات تطور "سحابات سيادية" ومؤسسات تطبق الذكاء الاصطناعي على بياناتها الداخلية.
وفي فئة "المُعزِّزين"، تحذر بلومبيرغ من اضطراب تنافسي داخل البرمجيات، ناقلة عن فيش التحذير من "مفاجأة شبيهة بأدوبي" مع تراجع مضاعفات التقييم، مقابل فرص محتملة لشركات مثل "إنتويت" و"داتادوغ" و"سنو فليك".
أما "المستخدمون النهائيون"، فتشير بلومبيرغ إلى شركات مثل "دير" و"إنتويتف سيرجيكال" و"بلاكستون" التي توظف الذكاء الاصطناعي لتعزيز الكفاءة والاستثمار في البنية التحتية للبيانات والطاقة.
النحاس والطاقةترى تاوشا وانغ من "فيديلتي إنترناشونال" -وفق بلومبيرغ- أن الذكاء الاصطناعي قوة اقتصادية قد تولّد ضغوطا تضخمية بسبب الإنفاق الرأسمالي على مراكز البيانات، مما يجعل السلع، ولا سيما النحاس، أداة تحوّط مهمَلة نسبيا في ظل نمو الطلب بوتيرة أُسّية مقابل تدهور المعروض.
وتضيف بلومبيرغ أن تباطؤ التوظيف مقابل الإنفاق على الآلات قد يدفع إلى تيسير نقدي رغم استمرار الضغوط التضخمية. وفي البعد الجغرافي، تشير الوكالة إلى أن "لحظة ديب سيك" أعادت تقييم الصين كمصدر لتقنية تنافسية بأسعار جذابة.
وعند نقطة الاختناق، تنقل بلومبيرغ عن مايكل سميث من شركة إدارة الأصول "أولسبرينغ" أن الطاقة تمثل القيد الأكبر أمام توسع الذكاء الاصطناعي، مما يفتح فرصا في البنية التحتية للطاقة عبر شركات مثل "كوانتا سيرفيسز" ومرافق غير خاضعة لتنظيم صارم مثل شركة "تالِن إنرجي"، إضافة إلى مكاسب أسرع في الصحة الرقمية والتصوير الطبي عبر شركة "راد نت"، والتأمين القائم على البيانات مثل شركة التأمين"بروغريسيف إنشورنس".
الحياة اليوميةوتختتم بلومبيرغ المشهد بلمسة أكثر إنسانية، إذ تعرض كيف يوظّف خبراء الذكاء الاصطناعي هذه الأدوات في حياتهم اليومية، من الاستعانة بالنماذج لشرح مسائل رياضية لأبنائهم، إلى توليد قصص عن حيوان أليف لأطفال بعيدين، وصولا إلى المساعدة على فهم الموسيقى الكلاسيكية المعقّدة.
إعلانغير أن هذه اللمسات الشخصية لا تحجب التحذير الذي ينقله التقرير عن مايكل سميث، إذ يشير إلى أن الهوامش الآمنة في التسعير محدودة، وأن عددا كبيرا من الأسهم بات مسعّرا على مجموعة ضيقة من الافتراضات، فيما قد تكون الأخطار غير المرئية أو غير القابلة للتسمية هي الأكثر تأثيرا.
ومن هنا، تخلص بلومبيرغ عبر آراء خبرائها إلى نتيجة عملية واضحة، تتمثل في ضرورة تنويع الانكشاف على الذكاء الاصطناعي وعدم حصر الاستثمارات في مسار واحد، لأن الفرص الكبرى قد تنشأ أيضا في القطاعات التي أغفلها السوق خلال ذروة الطفرة.