جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-10@19:13:18 GMT

"الأونروا" والبديل الحضاري

تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT

'الأونروا' والبديل الحضاري

 

علي حبيب اللواتي

تأسست الأونروا بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 302 في ديسمبر 1949 "لتنفيذ برامج إغاثة وتشغيل مباشرة" للاجئي الشعب الفلسطيني، وقد بدأت الوكالة عملياتها في الأول من مايو 1950.

ولدى الأونروا تفويض إنساني وتنموي لتقديم المساعدة والحماية للاجئي الشعب فلسطيني ريثما يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لمحنتهم، وتتلخص خدماتها في التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والبنية التحتية والدعم المجتمعي والإقراض الصغير والاستجابة الطارئة بما يشمل ذلك أوقات النزاع المُسلح.

ويقع المقران الرئيسان للأونروا في الأردن وغزة، وكذلك تحتفظ الوكالة بمكتب ميداني في مناطق عملياتها: الأردن، ولبنان، وسوريا، والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وقطاع غزة، ولها مكاتب اتصال في نيويورك وواشنطن وبروكسل والقاهرة، وتساهم دول العالم في تمويل الوكالة لتقوم بواجباتها.

ويقوم الاحتلال باستمرار بإعاقة الوكالة عن تنفيذ واجباتها نحو الشعب الفلسطيني بكافة الطرق، ومن أحدثها أنه ادعى أن الوكالة تساند المقاومة في غزة وهي بذلك تعتبر شريكًا في أعمالها مما اضطر الوكالة للقبول بالتحقيق في أعمالها، فما كان من بعض الدول الغربية إلا أن أوقفت دعمها للوكالة حتى قبل اكتمال التحقيقات لتشكل بذلك مع المحتل قبضة حديدية لسحق الشعب الفلسطيني الذي بات يعيش بالعراء من دون ماء ولا طعام ولا سكن ولا مقومات لحياة طبيعية.

اعترض الاحتلال على الوكالة ليعطل عملها بعد صدور قرارات محكمة العدل الدولية ضده، على الرغم من أن تلك القرارات لم تطالب المحتل بالوقف الفوري للقتال مثلما صدرت قرارتها ضد روسيا بالوقف الفوري للقتال في أوكرانيا وتوفير مقومات الحياة للسكان، ليشاهد العالم الاختلاف في قرارات محكمة العدل عند تطبيق المعايير، رغم وضوح الأدلة بأن الاحتلال يقوم بأعمال عسكرية مدمرة ضد سكان غزة المدنيين وتنفيذ ممنهج  لتطهير عرقي بغيض وتشريدهم من مناطقهم بعد تدمير مساكنهم وذلك لدفعهم إلى النزوح الإجباري خارج غزة إلى الشتات ليُعيد تكرار النكبة!

وتماشيا مع اعتراض الاحتلال امتنعت بعض الدول الغربية وعلقت مساهماتها لتمويل الوكالة، وتأتي على رأسهم أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والنمسا وكندا وهولندا وأستراليا واليابان وفلندا، وهؤلاء في اليد الأخرى لم يوقفوا دعمهم العسكري والدبلوماسي والمالي للعد والمحتل رغم إدانة محكمة العدل للاحتلال، هذا يوضح للعالم عمق مشاركتهم للمحتل المغتصب في اضطهاد الشعب الفلسطيني الصامد.

ولم يكتفِ الاحتلال بتعطيل الوكالة إنما بدأ بالمطالبة بإلغاء تام للوكالة  ليمهد لتصفية قضية اللاجئين وشطب قرار حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم المحتل رقم 194 الذي يقرر فيه "وجوب السماح بالعودة، في أقرب وقت ممكن للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم، ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلى ديارهم وكذلك عن كل فقدان أو خسارة أو ضرر للممتلكات بحيث يعود الشيء إلى أصله".

وبذلك الشطب سيتم تحويل أعمال الوكالة كملف عادي لدى لجنة الأمم المتحدة التي باتت أجنحتها مقصوصة أمام  التحيز والفيتوالأمريكي في مجلس الأمن.

وفي محاولة لتخفيف وطأت ما أقدمت عليه تلك الدول المتماشية مع موقف الاحتلال من الوكالة الدولية، قالت الخارجية الألمانية بأن الأونروا "ليست المصدر الوحيد الذي يقدم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين"، في إشارة إلى وجود منظمات دولية أخرى قد تقوم بالدور ذاته لتؤيد طلب الاحتلال وهذا يدعم طلب المحتل.

وكان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قد دعا في العام 2018 إلى وضع اللاجئين تحت مفوضية شؤون اللاجئين في الأمم المتحدة وإنهاء وجود وكالة الأونروا.

إن تجميد مساعدات الأونروا يمثل تعطيلًا لقرار (المحكمة العدل الدولية)، الرامي لتسريع وزيادة إدخال المساعدات الإغاثية لقطاع غزة، وستكون له آثار مدمرة على حياة السكان المحاصرين.

وقد دفع موقف تلك الدول، وكالة الأونروا للتحذير من أن وقف التمويل سيؤدي إلى عدم تمكّن المنظمة "من مواصلة خدماتها في قطاع غزة وبقية مخيمات اللجوء الفلسطيني في الشتات بعد نهاية فبراير".

أمام هذا الوضع المأساوى وتسييس أعمال الأونروا، فماذا يجب على العالم الإسلامي والدول المعترفة بالحقوق الفلسطينية أن تفعله لإنقاذ الشعب الفلسطيني؟

الشعب الفلسطيني يعاني منذ 75 سنة الآن مثلما بدت مخالب الغرب واضحة في المشاركة في تجويع ومضاعفة مصاعب حياة الشعب الفلسطيني الصابر فأصبح من الأهمية القصوى ومصلحة الأمة الإسلامية في الإبقاء على روح هذا الشعب الصابر وموازرته ومساعدته، وبات من المنطق أن تبادر بالتعاون والاشتراك مع بقية الدول الحرة التي تناصر الحقوق الفلسطينية بأن تؤسس "وكالة الغوث الإنسانية الإسلامية"؛ لتقوم بالواجب الإنساني نحو الشعب الفلسطيني اللاجئ في عدة دول، وكذلك مساعدة بقية الدول التي تعاني شعوبها من ويلات الحروب والنزاعات الداخلية، وبالتأكيد أن تلك الدول قادرة مجتمعة على تحقيق ذلك، متى ما وُجِدَت الإرادة الفاعلة، وهذه الوكالة الجديدة ستكون المظهر الحضاري المُشرق الذي سيُعيد رسم حياة الشعوب المقهورة ونقلها إلى مرحلة الاستقرار وإعادة دوران عجلة الحياة فيها.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يغلق مدارس للأونروا في القدس

مع انتهاء المهلة التي حددها الاحتلال الإسرائيلي لإغلاق مدارس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الست في شرقي القدس اليوم، اقتحمت شرطة الاحتلال رفقة عناصر من البلدية ووزارة المعارف الإسرائيلية المدارس بعد محاصرتها، لتنفيذ أوامر الإغلاق بالقوة.

وقالت مديرة مكتب إعلام الوكالة عبير إسماعيل إن القوات المقتحمة "اعترضت موظفا يعمل في إحدى المدارس، وطلبوا إبراز الهويات الشخصية وسجلوا أرقام الموظفين، وطلبوا منهم إنهاء دوام الطلاب فوراً".

وأضافت إسماعيل في حديثها للجزيرة أن أكثر من 550 طالباً تتراوح أعمارهم بين 6 و15 عاماً ومعلميهم كانوا في المدارس لحظة اقتحامها، مشيرة إلى أن ذلك يشكل انتهاكا خطيرا لامتيازات وحصانات الأمم المتحدة.

كما أضافت أن هذه "تجربة صادمة للأطفال الصغار الذين يواجهون خطر فقدان حقهم في التعليم بشكل فوري، خاصة وأن العام الدراسي الحالي مستمر حتى 20 يونيو 2025″

وختمت حديثها للجزيرة نت بالقول إن الوكالة أخلت طلبتها من المدارس الستّ جميعها حفاظا على سلامتهم.

وقال مدير شؤون الأونروا في الضفة الغربية رونالد فريدريك إن " قوات الأمن الإسرائيلية المدججة بالسلاحقامت  بالتعاون مع مسؤولي وزارة التربية والتعليم وبلدية القدس، بمحاصرة المدارس الثلاث لوكالة الأونروا في شعفاط واقتحامها بالقوة بنية تنفيذ أمر الإغلاق".

إعلان

وأوضح فريدريك إن ذلك تم في وقت كان فيه "أكثر من 550 تلميذا تراوح اعمارهم بين 6 و 15 عاما ومعلموهم متواجدين" في المدارس.

ووصف مدير شؤون الأونروا الخطوة بأنها "انتهاك خطر لامتيازات وحصانات الأمم المتحدة، هذه تجربة صادمة للأطفال الصغار الذين يواجهون خطر فقدان حقهم في التعليم بشكل فوري".

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، رفقة عناصر من البلدية ووزارة المعارف الإسرائيلية، مدارس تابعة لوكالة الأونروا في مخيم شعفاط بالقدس المحتلة، وأمرت بإغلاقها بعد انتهاء المهلة التي حددها الاحتلال لإغلاق تلك المدارس.
وقالت مديرة مكتب إعلام الوكالة عبير إسماعيل للجزيرة… pic.twitter.com/dcm0z717MD

— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) May 8, 2025

إدانة فلسطينية

من جانبها، دانت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، الخطوة الإسرائيلية التي تعتبر انتهاكا لحق الأطفال في التعليم.

وطالب المتحدث باسم الوزارة صادق خضور "المؤسسات الدولية الحقوقية والتعليم ممارسة الضغط على اسرائيل للتراجع عن هذا القرار"، مشيرا إلى أن الاطفال المستفيدين من التعليم في هذه المدارس "هم في المرحلة الأساسية".

يذكر أن طواقم وزارة المعارف الإسرائيلية رفقة عناصر من شرطة الاحتلال، اقتحمت في الثامن من شهر أبريل/نيسان المنصرم، 6 مدارس تقع ضمن حدود بلدية الاحتلال بالقدس‏ وتتبع لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا‏)، وأخطرتها بالإغلاق.

ووزعت طواقم وزارة المعارف آنذاك إعلانات خاطبت فيها أولياء أمور طلبة مدارس أونروا تقول في مقدمتها إن هذه المدارس تعمل من "دون ترخيص وبخلاف ما ينص عليه القانون"، وحثّت الأهالي على نقل أبنائهم لمدارس تعمل تحت مظلة بلدية الاحتلال في المدينة.

وتستهدف طواقم وزارة المعارف الإسرائيلية 1100 طالب وطالبة يتلقون تعليمهم على مقاعد مدارس أونروا في كل من مخيم شعفاط وسلوان وصور باهر ووادي الجوز، في مسعى إلى زيادة عدد الطلبة المنتسبين لمدارسها، وتخفيض عدد الطلبة الذين يدرسون المنهاج الفلسطيني، بالإضافة إلى تعزيز سيطرة الوزارة على النظام التعليمي في القدس.

إعلان

يذكر أنه بعد أيام من احتلال شرقي القدس عام 1967 تم توقيع اتفاقية لازمة بين دولة الاحتلال وأونروا سميت باتفاقية "كوماي-مكليمور"، وحُدد من خلالها دور أونروا ومهامها، ورُسِخت امتيازاتها وحصانتها الدبلوماسية.

وقبل ذلك، في أعقاب حرب عام 1948، أُسست أونروا بموجب القرار رقم 302 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 1949 بهدف تقديم برامج الإغاثة المباشرة والتشغيل للاجئي فلسطين، وبدأت الوكالة عملياتها في الأول من مايو/أيار 1950.

مقالات مشابهة

  • الهيئة النسائية في حجة تنظم وقفات تضامنية مع الشعب الفلسطيني
  • اللجنة الإسلامية للهلال الدولي تُدين انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني
  • وقفة تضامنية للهيئة النسائية في الحديدة مع الشعب الفلسطيني
  • السيد فضل الله يشيد بمواقف الشعب اليمني ومقاومته تجاه الشعب الفلسطيني
  • “الديمقراطية”: المطروح حول حكم أمريكي لغزة احتلال يرفضه الشعب الفلسطيني
  • الاحتلال يغلق مدارس الأونروا بالقدس
  • مصطفى بكري: فلينتفض الشرفاء بكل مكان للتضامن مع الشعب الفلسطيني
  • الاحتلال يغلق مدارس للأونروا في القدس
  • شؤون اللاجئين: خطة إسرائيل لإيصال المساعدات لغزة خطوة لتكريس احتلالها
  • شرطة الاحتلال تنتشر في مدارس شعفاط مع بدء سريان قرار إغلاق مدارس الأونروا