عربي21:
2025-05-10@12:19:13 GMT

بن غفير ينطق بلسان نتنياهو

تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT

لم يقم بنيامين نتنياهو بوصفه رئيس الحكومة الإسرائيلية، لا بتوبيخ ولا بزجر ولا حتى بمعاقبة الوزير المتطرف في حكومته إيتمار بن غفير، بعد أن هاجم الأخير الرئيس الأميركي جو بايدن، في أول لقاء له مع صحيفة أجنبية، وكانت من سوء حظه أميركية، بل وهو يقول كلاما يعتبر تدخلا في الشأن الداخلي الأميركي، ويؤثر حتى على انتخابات الرئاسة التي تستعد للإقلاع قريبا، وحيث يبدو أن المنافسة النهائية فيها ستكون «كلاكيت ثاني مرة» لتلك التي جرت في المرة السابقة، أي في العام 2020، وخسرها الرئيس الذي كان حينذاك يجلس في البيت الأبيض، دونالد ترامب، هذا الذي يفضله بن غفير على خصمه الرئيس الحالي جو بايدن.



وقد جاءت تصريحات بن غفير، في ظل احتدام الجدل الإسرائيلي الداخلي، إن كان في «الكابينت» أو المجلس الوزاري المصغر حول مقترح صفقة تبادل للأسرى الفلسطينيين مع وقف إطلاق للنار في غزة، مقابل المحتجزين الإسرائيليين لدى «حماس»، حيث معروف تماما وللجميع، بأن بن غفير هو أحد أكثر المعارضين لأي صفقة يتخللها أي وقف لإطلاق النار، في حين ترغب واشنطن بتلك الصفقة، حيث يريدها جو بايدن كورقة تعزز حظوظه الانتخابية، لذا يمكن اعتبار ما قاله الوزير المتطرف الإسرائيلي من مفاضلة لترامب على بايدن، بأنه تدخل واضح في الانتخابات الأميركية ومحاولة للتأثير على الناخبين اليهود الأميركيين.

أما نتنياهو، فهو لا يبتلع لسانه إزاء ما يثيره كل من بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، عبر تصريحاتهما المثيرة دائما للجدل، ليس الداخلي وليس مع الجانب الفلسطيني وحسب، بل ومع أطراف عديدة منها الأردن ومصر حتى الإمارات وصولا إلى الأوروبيين والأميركيين، ولا يعود ذلك لحسابات تتعلق بالتوازن داخل ائتلافه الحكومي، وليس تجنبا لانفراط عقد ذلك الائتلاف وسقوط الحكومة، كما يعتقد أو كما يقول الكثير من المراقبين، بل يعود أساسا إلى أن نتنياهو مقتنع تماما بما يقوله الوزيران المتطرفان، اللذان هما ـــ بالمناسبة ـــ لأول مرة يشاركان في التشكيل الحكومي، ومن يتابع تصريحات ومواقف نتنياهو ليس فقط منذ السابع من أكتوبر الماضي، أي على خلفية الحرب التي شنها على قطاع غزة، بل منذ أكثر من عام على تشكيل هذه الحكومة، يدرك تماما بأن نتنياهو لا يقل تطرفا عن الوزيرين المذكورين، لكن انشغال إسرائيل قبل 7 أكتوبر بالصراع الداخلي على «إصلاحات القضاء» كان يخفي موقفه الحقيقي من أي حقوق للشعب الفلسطيني، بدءا من رفض حقه في الدولة المستقلة، وانتهاء برفض حقه في الحياة على قدم المساواة مع غيرهم من اليهود الإسرائيليين، على وجه التحديد، ومرورا بالطبع برفض الانسحاب من الأرض الفلسطينية التي يحتلها منذ 57 سنة.

وعمليا فإن نتنياهو يعتبر قائد اليمين الإسرائيلي بعد مؤسسه مناحيم بيغن، وعراب اليمين المتطرف، الذي أخرج من عباءته أكثر من حزب وجماعة وشخصية يمينية متطرفة، والأمثلة على ذلك كثيرة، من أفيغدور ليبرمان، إلى نفتالي بينيت، إلى العديد من قادة «الليكود»، كما أنه ليس بن غفير وسموتريتش وحدهما المتطرفين فقط في حكومة نتنياهو الحالية، بل يمكن القول، إن أغلبية واضحة وكبيرة من نخبة السياسة الإسرائيلية متنكرة تماما للحقوق الوطنية الفلسطينية، ليس فقط كل أعضاء الائتلاف الحالي، بل جزء كبير من المعارضة أيضا، ويمكننا أن نشير باختصار إلى ما قاله قبل أيام فقط جدعون ساعر الليكودي السابق، الذي سبق له أن نافس نتنياهو على زعامة «الليكود»، وهو، اليوم، ضمن حزب معسكر الدولة بزعامة بيني غانتس، من أن الدولة الفلسطينية خطر على إسرائيل.

أما الحديث عن استخدام القنبلة النووية ضد غزة، الذي قال به وزير التراث عميحاي إلياهو، العضو في حزب بن غفير «القوة اليهودية» فقد سبقته إليه النائبة عن «الليكود» تالي غوتليف بالدعوة لاستخدام سلاح يوم القيامة، وذلك بعد أيام قليلة من طوفان الأقصى، أما وزير الخارجية إسرائيل كاتس، فقد اقترح رسميا على الدول الأوروبية صناعة جزيرة صناعية لإسكان أهل غزة فيها في عرض البحر، فيما سارع وزير الحرب يوآف غالانت منذ اليوم الأول للحرب إلى ارتكاب جريمة الحرب بقطع الماء والدواء والطعام عن كل سكان قطاع غزة.

أما فيما يخص العلاقة مع الولايات المتحدة، ورغم أن الإسرائيليين يعرفون جيدا، أن بايدن ليس بيل كلينتون، ولا باراك أوباما، وهو يمثل يمين الحزب الديمقراطي، الذي عجز عن فرض العودة للاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني المعقود العام 2015، وذلك لأن إسرائيل وبنيامين نتنياهو بالتحديد، قد رفضا ذلك الاتفاق، وحقيقة الأمر أنه منذ وقت طويل، لا يظهر هناك فارق كبير بين اليمين والوسط، أي اليمين الذي يقوده نتنياهو والوسط الذي يقوده يائير لابيد، إلا في تفاصيل صغيرة، بالكاد استطاعت العام 2021، وبعد ضم ليبرمان وجدعون ساعر، وتنصيب نفتالي بينيت أن تقصي نتنياهو عن مقعد رئيس الحكومة، لعام ونصف العام فقط، وذلك بعد «دعم» بايدن، والآن وبعد كل ما قدمه بايدن منذ 7 أكتوبر، فإن اليمين الإسرائيلي، «يبخل» عليه بورقة صفقة تبادل الأسرى، وهو يعرف بأنها أقل كثيرا مما تطلبه «حماس»، ورغم الفشل العسكري الإسرائيلي وعدم وجود أهداف سياسية قابلة للتحقق، لكن لأن الفاشية الإسرائيلية  وجدت تغطية أميركية، رغم أنها بدت في البداية مشروطة، بالحرب على «حماس» فقط، أي تجنب استهداف المدنيين، وألا تؤدي لا إلى تهجير ولا لإعادة احتلال، وأنها محدودة بأسابيع، وها قد مرت الشهور، أربعة شهور، وهي تدفع للمضي بعيدا في الحرب، وتحقيق طرد كل الفلسطينيين من وطنهم المحتل.

أي أن إسرائيل هي التي خذلت وأخلت بعقد الشراكة مع بايدن، ونتنياهو نفسه يقول بالسيطرة العسكرية على غزة، وبرفض عودة السلطة الفلسطينية إليها، ويرفض حل الدولتين، ويرفض وحدة الضفة وغزة، ويشد على يد سموتريتش وهو يواصل قرصنته على الأموال الفلسطينية، ليعاقب جماعيا كل الشعب الفلسطيني، سواء كان في غزة أو القدس أو الضفة الفلسطينية، أما بايدن، فهو غير قادر حتى اللحظة على أن يضع حدا لاحتمال اندلاع حرب إقليمية ستجر إليها أميركا، وهذا هدف إسرائيلي واضح منذ سنوات، حيث تريد إسرائيل أن تدفع أميركا للحرب مع إيران، وذلك بتأييد وقف إطلاق النار فورا، وإنهاء حرب الإبادة، التي كانت سببا في التنديد بإسرائيل وأميركا في كل عواصم ومدن العالم، بما في ذلك واشنطن وبرلين ولندن وباريس.

أي أن أميركا تدفع ثمنا باهظا، من رصيد زعامتها للنظام العالمي الذي تتحداها عليه الصين وروسيا، وليس فقط بايدن هو من يدفع الثمن من رصيده الانتخابي، وبذلك فإن الحديث الأميركي عن حل الدولتين دون وقف الحرب، ما هو إلا كلام بلا رصيد، خاصة إذا ما سقط بايدن، وجاء ترامب، الذي ليس بالضرورة أن يكون صديقا لنتنياهو، الذي طعنه شخصيا حين هنأ بايدن لحظة إعلان النتائج العام 2020، لكنه كجمهوري يبقى أكثر يمينية ومحافظا أكثر من بايدن، وربما أنه يولي الكراهية الشخصية لنتنياهو اهتمامه، لو فاز وعاد للبيت الأبيض مطلع العام القادم، لكنه لن يحيد بالطبع عن تشجيع الطريق الفاشي لليمين الإسرائيلي الذي سيظل يحكم إسرائيل، وبه ستظل إسرائيل غير قابلة للتعايش مع كل شعوب الشرق الأوسط، ولن تنسى شعوب العالم بسرعة ما ارتكبته في قطاع غزة من حرب إبادة جماعية ولا من جرائم حرب، وسيظل ينظر إليها باعتبارها دولة منبوذة وشاذة في عالم يسعى لطي ملف الحروب والصراعات الساخنة بأسرع وقت، ذلك بعد أن ظن العالم بأن عصر الحروب الطاحنة قد ولى مع شروق شمس الألفية الثالثة.
(الأيام الفلسطينية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه نتنياهو بن غفير الفلسطينيين فلسطين نتنياهو بن غفير طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بن غفیر

إقرأ أيضاً:

بايدن ينتقد ترامب في أول مقابله له منذ ترك المنصب

مايو 7, 2025آخر تحديث: مايو 7, 2025

المستقلة/-  انتقد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن بشدة سياسة الرئيس ترامب الخارجية في أول مقابلة له منذ ترك منصبه، واصفًا تصرفات ترامب تجاه روسيا بـ”استرضاء العصر الحديث”، متسائلاً حول ما أسماه سياسة “المصادرة” التي ينتهجها ترامب فيما يتعلق بغرينلاند وكندا وقناة بنما وإعادة تسمية خليج المكسيك.

صرّح بايدن لشبكة سي بي إس نيوز الشريكة: “ما الذي يحدث هنا بحق الجحيم؟ أي رئيس يتحدث بهذه الطريقة؟ هذا ليس من طبيعتنا. نحن ندافع عن الحرية والديمقراطية والفرص، لا عن المصادرة”.

التقى ترامب يوم الثلاثاء برئيس الوزراء الكندي مارك كارني، الذي يبدو أن فوز حزبه الليبرالي في انتخابات أبريل قد تأثر بموقف ترامب من كندا. في اجتماع المكتب البيضاوي يوم الثلاثاء، قال كارني إن كندا “لن تكون للبيع أبدًا”، بينما رد ترامب: “لا تقل أبدًا”.

دأب ترامب على الإشارة إلى كندا باعتبارها الولاية رقم 51، مع أنه صرّح في مقابلة الأسبوع الماضي بأنه “لا يرى” استخدام القوة العسكرية في كندا.

لكنه صرّح في مقابلة مع برنامج “واجه الصحافة” على قناة إن بي سي نيوز بأنه “قد يحدث شيء ما مع غرينلاند، لأكون صريحًا”، مضيفًا “نحن بحاجة إلى ذلك للأمن الوطني والدولي”.

حتى قبل توليه منصبه في يناير، تحدث ترامب عن الاستحواذ على قناة بنما وغرينلاند، وقد صعّد من لهجته بشأن غرينلاند في الأسابيع الأخيرة، رافضًا استبعاد استخدام القوة العسكرية. غرينلاند دولة شبه مستقلة في مملكة الدنمارك، ورغم وجود قاعدة عسكرية أمريكية فيها، إلا أن تعليقات ترامب لم تلق استحسانًا هناك.

تحدث بايدن إلى بي بي سي نيوز قبيل الذكرى الثمانين ليوم النصر في أوروبا، أو يوم استسلام النازيين في أوروبا. أثناء توليه منصبه، تعهد بايدن بدعم أوكرانيا بعد الغزو الروسي، حتى أنه ربط بين الحرب العالمية الثانية وأوكرانيا.

لكن ترامب اتخذ نهجًا مختلفًا تجاه روسيا في هذا الصراع، وانتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشدة، واصفًا إياه بأنه جاحد للجميل، في حين وقّع أيضًا اتفاقية مع أوكرانيا للحصول على المعادن.

وصف بايدن سياسة إدارة ترامب بأنها “استرضاء عصري” للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال بايدن: “استمعوا إلى ما قاله بوتين عندما تحدث عن الانتقال من كييف إلى أوكرانيا، ولماذا لا يطيقه حقيقة أن الديكتاتورية الروسية التي يديرها، وأن الاتحاد السوفيتي قد انهار، وأن أي شخص يعتقد أنه سيتوقف، هو أمرٌ أحمق”.

وأضاف بايدن أنه “وجد الأمر أقل من أمريكا إلى حد ما بالطريقة التي حدث بها”، بالإضافة إلى تصرفات ترامب بإعادة تسمية خليج المكسيك إلى خليج أمريكا. وقّع ترامب أمرًا تنفيذيًا في أول يوم له في منصبه لإعادة تسمية الخليج، ومنذ ذلك الحين منع مراسلي وكالة أسوشيتد برس من تغطية بعض فعاليات المكتب البيضاوي لرفضهم الامتثال لهذا الأمر.

لطالما شكّك ترامب في التحالف مع أوروبا الذي شُكّل بعد الحرب العالمية الثانية، إذ قال في مارس/آذار إن القارة كانت “سيئة للغاية بالنسبة لنا”.

وقال بايدن إن تشكيل حلف شمال الأطلسي (الناتو) “من أذكى القرارات التي اتخذناها”، ووصفه بأنه “مصدر قلق بالغ” من احتمال انتهاء التحالف.

وقال بايدن: “أعتقد أن هذا سيُغيّر التاريخ الحديث للعالم. انظروا، لسنا الدولة الأساسية، لكننا الدولة الوحيدة القادرة على جمع الناس معًا، وقيادة العالم، وإلا فستنسحب الصين والاتحاد السوفيتي السابق وروسيا”.

ردًا على تعليقات بايدن، نشر المتحدث باسم البيت الأبيض، ستيفن تشيونغ، على وسائل التواصل الاجتماعي أن بايدن “عارٌ كامل على هذا البلد وعلى المنصب الذي شغله”.

وقال بايدن حول قرار أنسحابه من القرار السباق الرئاسي عام 2024: “لقد تطورت الأمور بسرعة كبيرة لدرجة جعلت الانسحاب أمرًا صعبًا، وكان قرارًا صعبًا”.

ولكن عندما سُئل عما إذا كان لديه أي ندم على الانسحاب من السباق، قال بايدن إنه كان “القرار الصائب”.

ابتعد بايدن إلى حد كبير عن الأنظار بعد تنصيب ترامب، وتحدث في مؤتمر بشيكاغو في أبريل وحضر جنازة البابا فرانسيس الأسبوع الماضي.

مقالات مشابهة

  • بن غفير: السماح بإدخال المساعدات إلى غزة قرار كارثي
  • بن غفير: السماح بإدخال المساعدات إلى غزة قرار الكارثي
  • بن غفير عن إدخال مساعدات لغزة: تصرف أحمق وخاطئ
  • خطة أمريكية لإنهاء حرب غزة دون التنسيق مع إسرائيل..ترامب قطع التواصل مع نتنياهو
  • الحبل الأميركي الذي قد يشنق نتنياهو
  • قرار لرئيس الأركان يشعل إسرائيل ويطلق تمردا على حكومة نتنياهو.. فيديو
  • السلطة الفلسطينية تدين انتهاك حق الأطفال في التعليم بعد إغلاق إسرائيل مدرستين للأونروا
  • بن غفير.. الطبعة الرديئة من القبح الإسرائيلي
  • مجددا.. نتنياهو يهدد الحوثيين بمواصلة هجمات إسرائيل في اليمن
  • بايدن ينتقد ترامب في أول مقابله له منذ ترك المنصب