مواجهات بين الشرطة الكينية ومحتجين على ارتفاع الأسعار والضرائب مع بدء 3 أيام من المظاهرات للمعارضة
تاريخ النشر: 19th, July 2023 GMT
اندلعت مواجهات في العاصمة الكينية نيروبي بين الشرطة ومتظاهرين رافضين ارتفاع الأسعار وزيادة الضرائب الجديدة التي طبقتها حكومة الرئيس وليام روتو الشهر الماضي.
وأغلقت الحكومة الكينية المدارس في العاصمة ومنطقتين أخريين تزامنا مع دعوات المعارضة لمظاهرات لمدة 3 أيام، احتجاجا على مساعي الحكومة لجمع قرابة 1.
وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع على مجموعات صغيرة من المتظاهرين، خصوصا في مدينة الصفيح في نيروبي، وفي مدن كيسومو وهوما باي وكيسي وميغوري، التي تعد معاقل أنصار الزعيم المعارض أودينغا.
واعتقلت الشرطة عددا من المتظاهرين وأغلقت الشوارع المؤدية إلى مراكز صنع القرار.
وكانت أيام تعبئة سابقة دعت لها المعارضة -في مارس/آذار وأبريل/نيسان ويوليو/تموز- أدت إلى أعمال عنف ونهب سقط خلالها 20 قتيلا على الأقل.
وهذه المرة، دعا تحالف "أزيميو" بقيادة المعارض المخضرم رايلا أودينغا إلى تعبئة لمدة 3 أيام (الأربعاء والخميس والجمعة) ضد سياسات الرئيس وليام روتو الذي يتهمه أودينغا بسرقة الانتخابات الرئاسية في أغسطس/آب 2022، وبالتسبب في تفاقم غلاء المعيشة في هذا البلد الواقع شرقي أفريقيا.
وقال أزيميو -في بيان أمس الثلاثاء- "ندعو الكينيين إلى استعادة بلدهم قبل أن تترسخ هذه الدكتاتورية".
رواية الحكومةفي المقابل، ترى الحكومة أن هذه التظاهرات تشكل "تهديدا للأمن القومي".
وتقول الحكومة إن الضرائب على الوقود والإسكان، التي من المقرر أن تجمع 200 مليار شلن (1.4 مليار دولار) إضافية سنويا، ضرورية للمساهمة في سداد الديون المتزايدة ولتمويل مبادرات خلق فرص عمل.
وأكد وزير الداخلية كيثور كنديكي -أمس الثلاثاء- أن السلطات نشرت "كل الموارد المتاحة" لضمان عدم تكرار أعمال العنف مرة أخرى.
بدورها، حثت منظمة هيومن رايتس ووتش السلطات الكينية على حماية حق المواطنين في التظاهر السلمي.
وانتُخب وليام روتو رئيسا للبلاد أغسطس/آب 2022 بوعد بدعم الفئات الأكثر فقرا، وتعرض لانتقادات متزايدة، لا سيما منذ أن أصدر قانونًا أوائل يوليو/تموز الجاري يفرض ضرائب جديدة مما ضاعف الصعوبات اليومية التي يواجهها الكينيون بسبب التضخم.
وأعربت 13 دولة غربية، من بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، في بيان مشترك الثلاثاء عن قلقها من "مستويات العنف المرتفعة" خلال التظاهرات الأخيرة، وحثت مختلف الأطراف على "حل خلافاتها سلميا".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ارتفاع أسعار اللحوم يصدم الأمريكيين مع تراجع أعداد الماشية وارتفاع تكاليف الإنتاج
بدأ الأمريكيون في الشعور بصدمة الأسعار عند شراء اللحوم البقرية، والتي ارتفعت بنسبة 14.7%، ضمن زيادة أسعار الغذاء بشكل عام بنسبة 3.1% خلال الفترة من سبتمبر 2024 إلى سبتمبر 2025، وفقا لأحدث بيانات مؤشر أسعار المستهلكين.
ويأتي ذلك الارتفاع على خلفية زيادة نفقات المزارعين في الولايات المتحدة بشكل حاد، إذ زادت تكاليف مدخلات الإنتاج لمربي الماشية بأكثر من 50% خلال السنوات الخمس الماضية، بحسب الاتحاد الأمريكي للمزارع.
وقال تايلون لينمان، المالك المشارك لمزرعة "لينيتكس" بولاية نبراسكا: "من الصعب على منتج اللحوم البقرية أن يقول إن الأسعار مرتفعة للغاية.. إذا كان الناس يدفعون 6 دولارات مقابل قهوة لاتيه في ستاربكس، ثم يدفعون 6 دولارات مقابل رطل من اللحم البقري، فإنهم قادرون على إطعام أسرة من 3 أفراد بهذا الرطل".
وقال لينمان: "عندما تكون في حالة جفاف، فإنك تنتج كميات محدودة من الأعلاف أو التبن أو البرسيم.. وفي الوقت نفسه تظل أعداد الماشية كما هي وتظل بحاجة إلى الغذاء".
ويعود أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع أسعار لحم البقر إلى التراجع القياسي في إمدادات الماشية بالولايات المتحدة، إذ شهد مطلع عام 2025 أصغر قطيع وطني منذ عام 1951، بحسب ما نقلته شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية.
وأشارت الشبكة إلى أن دورة الماشية في الولايات المتحدة تتخذ نمط التوسع والانكماش الطبيعي في قطيع الماشية، وهو ما يرتبط بالعرض والطلب، وتحدث هذه الدورة عادة كل 8 إلى 12 عشرة عاما.
وعندما يحصل المنتجون على أسعار أعلى لماشيتهم، فإنهم غالبا ما يحتفظون بعدد أكبر من الإناث من أجل التكاثر، وعندما ترتفع إمدادات الماشية، تنخفض الأسعار لاحقا وينكمش القطيع مرة أخرى، كما يمكن أن يؤثر الجفاف الشديد على قرار المربي بالاحتفاظ بالماشية لأغراض التكاثر.
وقال آدم ويجنر، مدير التسويق في مجلس لحوم نبراسكا: "هذا هو السؤال الكبير أمام المنتجين حاليا.. لديهم حاليا قرار تتساوى فيه معدلات الخطأ والصحة، هل نبيع هذه الماشية إلى نظام الإمداد أم نحتفظ بها؟ وعندما تكون الأموال مطروحة على الطاولة، يكون هناك حافز للبيع، خاصة مع ارتفاع الطلب من المستهلك".
وخلال فترات الجفاف، غالبا ما يلجأ مربو الماشية إلى تدعيم العلف بالحبوب الغذائية.. ورغم أن أسعار الحبوب تراجعت بشكل ملحوظ منذ عام 2022، فإنها تظل تكلفة غير متوقعة على المنتجين.
وقال نيت ريمبي، الرئيس التنفيذي لشركة "أوماها ستيكس" للحوم: "ما نعيشه الآن هو خليط من الجفاف وارتفاع الطلب وانخفاض الاحتفاظ بإناث البقر، وهو ما يشكل مشكلة حجم القطيع التي نعاني منها اليوم في الولايات المتحدة.. نحن بحاجة إلى إعادة بناء القطيع، بلا شك".
وأضاف ريمبي: "تكلفة لحم البقر ارتفعت بشكل كبير لدرجة أنها بدأت تؤثر فعلا على هامش أرباحنا.. نحن نبحث داخليا باستمرار عن سبل لرفع الكفاءة وزيادة حجم الإنتاج بتكلفة أقل، لكن هناك نقطة معينة سنضطر عندها إلى تمرير جزء من هذه التكاليف إلى المستهلك".
وعلى الرغم من انخفاض أعداد القطيع، فإن إنتاج لحم البقر ارتفع بشكل عام لأن الولايات المتحدة أصبحت تنتج ماشية أكبر حجما، كما تأتي إمدادات إضافية، خاصة للحم المفروم، من واردات لحوم البقر التي ظلت في زيادة مطردة على مدار العقد الماضي.
لكن تسارع تطورات الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على البرازيل والإصابات الطفيلية في الماشية بالمكسيك يسهمان حاليا في دفع الأسعار لمزيد من الارتفاع أمام المستهلكين، ومع ذلك، يقول الخبراء إن القطيع المحلي يظل العامل الأهم لتحقيق انفراجة على المدى الطويل.
وقال أندرو جريفيث، أستاذ الاقتصاد الزراعي واقتصاد الموارد في جامعة تينيسي: "على المدى القصير، إذا بدأنا فعلا في الاحتفاظ بإناث البقر لإدخالها في قطيع التكاثر، فإن ذلك سيؤدي إلى خفض إجمالي إنتاج لحم البقر المحلي لأن عددا أقل من الحيوانات سيتجه إلى حظائر التسمين".
وأضاف قائلا: "هذا سيدعم الأسعار على المدى القصير، لكن خلال فترة الثلاث سنوات التي نتحدث عنها، سنبدأ في رؤية زيادة الإنتاج تدخل إلى النظام، وهو ما من شأنه أن يخفف أسعار لحم البقر وأسعار الماشية معا".