الذكاء الاصطناعي ميدان عالمي جديد لريادة دولة الإمارات
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
شهدت القمة العالمية للحكومات 2024 التي افتتحت في دبي اليوم وتستمر حتى 14 فبراير الجاري إطلاق مجلس الأعمال الأمريكي الإماراتي تقريراً شاملاً يسلط الضوء على طموحات دولة الإمارات لترسيخ موقعها كلاعب دولي رائد في مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي، ويعرض مجالات التعاون الإماراتي الأمريكي في الأعمال والقطاعات الاستراتيجية، من خلال الشراكات بين شركات إماراتية وأمريكية، وضمن البيئة الحيوية للتكنولوجيا والحلول الرقمية التي تستفيد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
ويعرض التقرير تفاصيل عن الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031 لدولة الإمارات، بالإضافة إلى التعريف بأبرز الجهات والمؤسسات الإماراتية المعنية بقطاع الذكاء الاصطناعي، وبرامج المشاريع الناشئة فيه، والشراكات التجارية الإماراتية الأمريكية في هذا التخصص المستقبلي. كما يركز التقرير بشكل خاص على دور الشركات الناشئة وصادرات الذكاء الاصطناعي.
وذكر التقرير ان مؤسسات مثل مكتب وزير الدولة للذكاء الاصطناعي و “جي 42” ومعهد الابتكار التكنولوجي وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تقود التطوير السريع للبيئة الحيوية للتكنولوجيا الرقمية المطلوبة لقطاع الذكاء الاصطناعي في دولة الامارات .
و لفت إلى ان الشركات الإماراتية الرئيسية اتخذت قرارات استراتيجية بتبني تقنيات أمريكية متقدمة بالاستفادة من الشراكات بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، وان التعاون بين الجانبين يعزز تبنّي الذكاء الاصطناعي في مجموعة من القطاعات ذات الأولوية .
وأشار التقرير إلى ان شركات التكنولوجيا الأمريكية زادت استثماراتها في دولة الإمارات وضاعفت التزامها بالسوق الإماراتي مما وفر فرصاً جديدة عديدة لها.
وأكد التقرير أن دولة الإمارات تسعى لتكون قوة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي وتواصل تحولها إلى اقتصاد قائم على المعرفة من خلال الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031.
استخدام مسؤول للذكاء الاصطناعي
وقال محمد الشرهان، مدير مؤسسة القمة العالمية للحكومات، في معرض تعليقه على التقرير: “العالم يواصل تبنّي الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي، لذلك فإن الاستراتيجية الوطنية الشاملة التي لدينا في هذا القطاع بالغة الأهمية. ونحن نعمل من خلال الشراكات والاستثمارات النوعية في البحوث والتعليم والبنية التحتية لهذا القطاع على إرساء دعائم النمو المستدام والتنمية الاجتماعية والاقتصادية المستقبلية. ويجسد هذا التقرير، الذي تم إطلاقه من منصة القمة العالمية للحكومات، التزامنا بتوفير بيئة حيوية مسؤولة لاستخدامات الذكاء الاصطناعي تمكّن الأفراد والمؤسسات والشركات والحكومات على حد سواء. ومعاً، نقود تحوّلات الذكاء الاصطناعي وفرصه، ونرسخ مبادئ المساواة والشفافية والتركيز على مصلحة الإنسان في تصميم مستقبل الذكاء الاصطناعي. وبالرؤية الاستشرافية والعزيمة، نحوّل تحديات هذا العصر الرقمي إلى فرص، ونرسخ مكانة دولة الإمارات كدولة رائدة عالمياً في تسخير إمكانات الذكاء الاصطناعي لصالح البشرية.”
بدوره، قال داني سيبرايت، رئيس مجلس الأعمال الإماراتي الأمريكي: “إن دولة قد حددت الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة كركيزة أساسية لتنميتها الاقتصادية، مما يوفر فرصًا لعمالقة التكنولوجيا في الولايات المتحدة والشركات الناشئة المبتكرة الرائدة في هذا المجال للاستفادة من الشراكات داخل نظام الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية في دولة الإمارات لتعزيز الابتكارات المتطورة.”
وشكّل مجلس الأعمال؛ وعبر مجموعة عمل المجال الرقمي التابعة له، فريق عمل متخصص بالذكاء الاصطناعي ليوفر لدولة الإمارات منصة للتواصل مع شركات القطاع حول رؤيتهم لمستقبل الذكاء الاصطناعي. وتبحث مجموعة العمل مع رواد القطاع أفضل الممارسات الدولية والسياسات الداعمة للتنظيم المسؤول لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، مع استكشاف الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات وفي مقدمتها؛ التعليم، والرعاية الصحية، والطاقة.
حضر فعالية إطلاق التقرير طلال القيسي، نائب الرئيس التنفيذي والرئيس التنفيذي للمنتجات والشراكات العالمية في “كور42″، إلى جانب عدد من أعضاء مجلس الأعمال الأمريكي الإماراتي.
وتشهد القمة العالمية للحكومات 2024 حضور أكثر من 4000 مشارك من القطاعين الحكومي والخاص في 110 جلسات تفاعلية، وتستضيف 200 متحدث من 80 منظمة دولية وإقليمية وحكومية دولية؛ كالأمم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية للطاقة الذرية وجامعة الدول العربية. وترحب القمة بثمانية فائزين بجائزة نوبل، وتوفر منصة لـ 23 اجتماعًا وزاريًا بحضور أكثر من 300 وزير. كما تطلق القمة، بالشراكة مع نخبة من شركاء المعرفة، أكثر من 25 تقريراً استراتيجياً تركز على أهم الممارسات والتوجهات في قطاعات حيوية لمستقبل الحكومات والمجتمعات.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
تمكين الكفاءات السعودية في عصر الذكاء الاصطناعي
لقد باتت المملكة العربية السعودية، في ظل رؤيتها الطموحة 2030، تتقدم بخطى ثابتة نحو بناء اقتصاد مزدهر، يُركّز على إمكانات الذكاء الاصطناعي. وتطمح المملكة إلى تمكين موظفيها في سوق العمل المستقبلي، من خلال تعزيز بيئة عمل داعمة وتدريب الكفاءات المحلية. ولكن، ما متطلبات نجاح الكفاءات الوطنية في سوق العمل مستقبلًا؟
قوّة الذكاء الاصطناعي
تشير نتائج تقرير مؤشر علاقات العمل من HP إلى أنّ الذكاء الاصطناعي سيكون محفزًا رئيسياً لتوسعة الآفاق في مستقبل العمل. ومن خلال تسخير قوّة هذه التكنولوجيا يُمكننا ابتكار حلول وتجارب لا تقتصر على تعزيز نموّ الأعمال فحسب؛ بل تُمكّن الأفراد أيضاً من تحقيق الرّضا الشخصي والطموح المهني.
ومع وصول نسبة استخدام الذكاء الاصطناعي بين الموظفين إلى 66% في عام 2024 يجد أولئك الذين يستفيدون منه بالفعل في حياتهم المهنية فوائد متعدّدة. ومن بين المشاركين في تقرير مؤشر علاقات العمل من HP أكّدت نسبة 73% منهم أن الذكاء الاصطناعي يُسهّل عليهم أداء وظائفهم، في حين قال 68% منهم أن هذه التكنولوجيا تفتح أمامهم فرصاً جديدة للاستمتاع بالعمل، وذكرت نسبة 69% أنّ تخصيص استخدامهم للذكاء الاصطناعي يزيد من إنتاجيتهم.
وفي الوقت نفسه، يعتقد أكثر من نصف المشاركين في التقرير أنّ الذكاء الاصطناعي سيخلق بيئة عمل أفضل. وتلتزم HP بتحقيق هذا التفاؤل، مما يضمن للشركات في المملكة العربية السعودية الاستفادة الكاملة من إمكانات الذكاء الاصطناعي في مكان العمل، ليس فقط في المستقبل فحسب؛ بل في الوقت الحالي أيضاً.
اكتساب مهارات المستقبل
ولتحقيق ذلك، نعمل على إنشاء مركز جديد للتميز في أبحاث وتطوير الذكاء الاصطناعي على مستوى المنطقة، يتمثل أحد أهدافه الرئيسية في رفع مهارات الكفاءات الوطنية من خلال تقديم برامج وورش عمل للطلاب والمهنيين المهتمين بتطوير مهاراتهم في الذكاء الاصطناعي.
ويلتزم مركز التميز بدفع عجلة النموّ الاقتصادي، وإيجاد وظائف عالية القيمة، وتعزيز ريادة المملكة في قطاع الذكاء الاصطناعي. وسيجذب المركز أفضل المواهب من جميع أنحاء العالم، كما سيقدم برامج تدريبية وورش عمل وفرصاً لتبادل المواهب مع مراكز HP الأخرى للذكاء الاصطناعي. ويطمح مركز التميز إلى رعاية المواهب المحلية في مجال الذكاء الاصطناعي والمساعدة في تمكين الجيل الجديد من خبراء وعلماء وقادة قطاع الذكاء الاصطناعي في المملكة، بالاستفادة من الأبحاث المتقدّمة في هذ المجال والتعاون مع خبراء الذكاء الاصطناعي في المراكز العالمية.
التعلّم أثناء العمل
يعتبر البدء باستخدام الذكاء الاصطناعي، أفضل طريقة لصقل مهارات الموظفين المكتسبة حديثًا في هذه التكنولوجيا. وتُوفر مجموعة منتجات HP المدعومة بالذكاء الاصطناعي فرصة لتمكين المهنيين من العمل بذكاء وسرعة وكفاءة أعلى. إننا نضع الذكاء الاصطناعي اليوم في متناول الشركات، من خلال حلول مصمّمة لتحسين وتبسيط سير العمل.
ويمكن لأجهزة الكمبيوتر المدعومة بالذكاء الاصطناعي؛ مثل HP Elitebook Ultra و HP Elitebook X، إطلاق العنان أمام قدرات التركيز على عمل أكثر جدوى، بسرعة وأمان وتكلفة أفضل. في حين تساعد تجارب الطباعة المدعومة بالذكاء الاصطناعي على تقليص المسافة بين ما يُمكنك تخيّله وبين ما يُمكنك ابتكاره. وباستخدام البرامج والحلول المخصّصة للموظفين، يمكن لفرق العمل التعاون بسهولة وحلّ المشكلات قبل حدوثها أينما كانت مواقعها.
اقرأ أيضاًالمجتمعنائب أمير الشرقية يستقبل مسؤولي مجموعة برجيل الطبية ويطلع على مشاريعها في المنطقة
تلبية توقعات الموظفين
يمتلك الموظفون الذين يعتمدون على أنماط عمل مرنة اليوم توقّعات عالية عن التكنولوجيا في مواقع عملهم، وغالباً ما يصابون بخيبة الأمل. وفي الواقع، يحظى 28% فقط من الموظفين بعلاقة صحية مع أماكن عملهم، بحسب تقرير مؤشر علاقات العمل من HP، في حين يشعر عدد أقلّ بأن شركاتهم تُوفر لهم التكنولوجيا المناسبة للنجاح.
وبحكم أدوارنا القيادية، تقع على عاتقنا مسؤولية تدريب الموظفين حالياً، بالإضافة إلى تأهيل الجيل القادم لمتطلبات العمل في مستقبل الذكاء الاصطناعي. ولهذا السبب أطلقنا برنامج HP LIFE، وهو منصّة تدريب مجانية عبر الإنترنت مُصمّمة لتزويد الأفراد بالمهارات التي يحتاجونها للنجاح في عالم الاقتصاد الرقمي. ومنذ العام 2016 حتى الآن، التحق ببرنامجنا 1.2 مليون شخص، منهم أكثر من 180 ألف شخص من الشرق الأوسط.
ويُعدّ هذا البرنامج واحداً ضمن مجموعة واسعة من برامج التعليم عالية التأثير، والتي تهدف إلى رفع مهارات التكنولوجيا لدى الشباب في المملكة العربية السعودية. وتشمل البرامج الأخرى برنامج زمالة كامبريدج في تكنولوجيا التعليم HP Cambridge EdTech وبرنامج HP IDEA، اللذين يتوقع أن يستفيد منهما أكثر من 6 ملايين طالب ومعلم في جميع أنحاء المملكة بحلول العام 2027.
ويتميز الذكاء الاصطناعي بقدرة استثنائية على تجديد مفاهيم نموّ القطاعات المختلفة، وتغيير الطريقة التي يكتسب بها الأفراد خبراتهم العملية، إذ يفتح أمام الموظفين آفاقاً جديدة أكثر اتساعاً وفائدة. وعندما تتلاقى عزيمة الإنسان مع إمكانيات الذكاء الاصطناعي المتطوّرة، يتسارع التحوّل الرقمي بخطى واثقة، وتتجّسد طموحات السعودية في تحقيق أثر إيجابي ملموس، ينبض بالإنجاز، ويعكس رؤيتها الطموحة نحو مستقبل أكثر ازدهاراً وتطوراً.