يروي الدكتور محمد حسن الزيات، في كتابه «ما بعد الأيام» الصادر مؤخرا عن هيئة قصور الثقافة، تفاصيل لقاء جمع عمالقة الأدب والسياسة المصريين، واستقبالهم لشاعر الهند طاغور، وتفاصيل الحوار الذي دار بين العميد وضيف مصر.

وحسب كتاب «ما بعد الأيام»: تستقبل مصر شاعر الهند الكبير رابندرانات طاغور في شتاء عام 1926 بحفاوة كبيرة ويقيم له أمير الشعراء أحمد شوقي بك حفلا كبيرا في منزله على ضفة الميل بالجيزة، ويحضر الحفل سعد زغولو باشا وعدلي يكن باشا، وعدد كبير من المسؤولين وأعلام المفكرين، من بينهم الأستاذ مصطفى عبد الرازق وطه حسين.

مصر تستقبل طاغور 

ويتحدث طاغور مع طه حسين ومصطفى عبد الرازق ويتفق معهما على أن يزوراه في الصباح التالي بالفندق الذي ينزل فيه.. ويدور الحديث أثناء الزيارة حول ما كان طاغور يذهب إليه من ضرورة اهتمام الحركة الوطنية الهندية بالإصلاح الاجتماعي، وتقديم ذلك على الاهتمام بالصراع للتحرر والاستقلال، فيقول طه حسين: «إن الحرية السياسية هي التي ستهيىء الفرصة للتعليم الوطني، والتعليم الوطني هو الذي سيدفع المواطنين إلى الإصلاح الاجتماعي».

وطاغور يسمع ولا يعارض ومصطفى عبد الرازق يلاحظ أن الانجليز كانوا قد منحوا طاغور لقب «سير» في عام 1915، ولكنه أعاده إليهم- في عام 1919- احتجاجا على مسلكهم ضد الثائرين من أهل إقليمه البنغال فهو إذن يشارك في الصراع السيتسي إلى جانب مشاركته في الإصلاح الاجتماعي.

وطه حسين يقول إن إن قصيد «جايا هند» التي ألفها طاغور والتي ينشدها ثورا الهند هي عمل من أعمال الكفاح السياسي كذلك.

ويذكر الشيخ مصطفى تبرع طاغور بقيمة جائزة نوبل للأدب التي حصل عليها للمدرسة التي أنشأها قرب كلكتا ويتمنى أن ينهض الأغنياء في الهند وفي مصر وفي كل مكان بواجبهم في نشر التعليم وتشجيعه.

ويذكر المؤلف في هامش الكتاب إلى أن قصيدة جايا هند لطاغور والتي أشار إليها طه حسين، أنشدها المجتمعمون في المؤتمر الهندي في كلكتا لأول مرة عام 1911، ثم تقرر أن تصبح نشيد الهند القومي في عامن 1950.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: طه حسين وزارة الثقافة قصور الثقافة طاغور طه حسین

إقرأ أيضاً:

العشرية السوداء”.. كتاب جديد  يوثق عقدًا من الانهيار الاقتصادي

انضم إلى قناتنا على واتساب

شمسان بوست / متابعات /عبدالله العطار

أصدر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، مؤخرًا، كتابًا جديدًا للباحث والاقتصادي اليمني دبوان عبد القوي الصوفي بعنوان: “العشرية السوداء للاقتصاد اليمني: دراسة تحليلية لآثار الحرب على الاقتصاد خلال الفترة 2011–2021”

يوثّق الكتاب بالأرقام والتحليل العلمي عقدًا كاملًا من الانهيار الاقتصادي الذي شهدته اليمن تحت وطأة الحرب والانقسام المؤسسي ويمثل محاولة جادة لفهم طبيعة التحولات الاقتصادية العميقة التي طالت مختلف قطاعات الدولة، ويدخل في تفاصيل الانهيار الذي طال الاقتصاد الوطني منذ ما قبل اندلاع الحرب وحتى ذروتها

ويقع الكتاب في 211 صفحة من القطع المتوسط، ويتوزع على أربعة فصول رئيسية، تبدأ بتشخيص البيئة السياسية والمؤسسية الهشة التي سبقت الحرب، وتتبع بدايات تفكك الدولة وتصاعد الأزمات التي ساهمت في تفجير النزاع.

ثم ينتقل في الفصل الثاني إلى مراجعة المؤشرات الاقتصادية خلال الفترة 2001–2010، ويعرض كيف كان الاقتصاد هشًا وقائمًا على الريع النفطي دون تنويع حقيقي.

أما الفصل الثالث – وهو الأهم والأكثر تفصيلًا – فيحلل آثار الحرب المستمرة منذ عام 2011 وحتى 2021، مسلطًا الضوء على الانكماش الكبير في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تجاوزت 50%، وتراجع نصيب الفرد من الدخل القومي إلى أقل من النصف، وتدهور سعر صرف العملة بأكثر من 500%، وارتفاع معدلات الفقر إلى 82.7%، والبطالة إلى أكثر من 35%، مع توقف أكثر من 60% من المنشآت الصناعية عن العمل، وتراجع الإنتاج الزراعي بنسبة قاربت 45%.

 ويرصد الكتاب في هذا الفصل أيضا الآثار الاجتماعية والإنسانية المترتبة على الأزمة الاقتصادية، وفي مقدمتها موجات النزوح الداخلي التي بلغت أكثر من 4.3 ملايين نازح، غالبيتهم دون دخل ثابت، إلى جانب اتساع فجوة الدخل، وضعف شبكات الأمان الاجتماعي، وتآكل الطبقة الوسطى.

ويُختتم الكتاب بفصل رابع يطرح مجموعة من التوصيات والسياسات المقترحة للخروج من الوضع القائم، مع التمييز بين الإجراءات العاجلة التي تستجيب للاحتياجات الإنسانية والاقتصادية الفورية، والحلول الاستراتيجية التي تستهدف إعادة بناء المؤسسات الاقتصادية والمالية

مستعرضا أبرز تلك الحلول ويأت في مقدمتها توحيد البنك المركزي، وإعادة الثقة بالنظام المصرفي، وتوجيه الإنفاق العام نحو الخدمات والبنى التحتية، وتفعيل برامج الحماية الاجتماعية على أساس شفاف، وتعافي القطاعات الإنتاجية عبر دعم دولي فني وتمويلي ممنهج.

من جانبه أكد مؤلف الكتاب أن المشكلة الاقتصادية في اليمن ليست وليدة الحرب فقط، بل ناتجة عن تراكمات طويلة من غياب التخطيط، وانعدام الرؤية، وضعف مؤسسات الدولة، وتضارب المصالح السياسية والاقتصادية، وهو ما يجعل المعالجة تتطلب تفكيكًا علميًا دقيقًا، ورؤية إصلاحية متماسكة وشاملة.

مقالات مشابهة

  • قراءة في كتاب "القواسم في عُمان" للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • 3 قتلى في تبادل لإطلاق النار بالشطر الهندي من كشمير
  • لقاء سيدة الجبل: الازدواجية التي يعيشها لبنان باتت تعيق حياة كل لبناني
  • العشرية السوداء”.. كتاب جديد  يوثق عقدًا من الانهيار الاقتصادي
  • توتر أمني في عكار.. ما الذي حصل؟
  • الزهراني يحتفل بزواج تركي والوليد في الباحة
  • الشاي الهندي يخطف الأضواء في لقاء رئيسي الوزراء الهندي والبريطاني ..فيديو
  • ماذا طلب وزير الماليّة من كتاب العدل؟
  • باكستان والولايات المتحدة يقتربان من التوصل لاتفاق تجاري بينهما