كشفت دراسة حديثة أن ممارسة الرياضة قد تكون عاملا حاسما، للشعور بالتحسن عند الإصابة بالاكتئاب، وفق ما نشرته شبكة “سي إن إن” الإخبارية.
والأربعاء، أشارت دراسة نشرتها المجلة الطبية البريطانية “BMJ” إلى فوائد قوية لممارسة التمارين الرياضية بنفس كفاءة العلاج عندما يتعلق الأمر بعلاج الاكتئاب.
ومن تلك الرياضات “المشي والركض واليوجا والتاي تشي والتمارين الهوائية وتدريبات القوة”.


والاكتئاب هو اضطراب مزاجي يسبب شعورا دائما بالحزن وفقدان الاهتمام، ويسمى أيضا “اضطراب اكتئابي رئيسي أو اكتئاب سريري”.
وهو يؤثر على شعور وتفكير وسلوك المصاب ويمكن أن يؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشاكل العاطفية والجسدية، وفق موقع “مايو كلينك”.
قد يواجه المصاب بالاكتئاب صعوبة في القيام بالأنشطة اليومية العادية، وأحيانًا قد يشعر أن “الحياة لا تستحق العيش”.
يعتبر الاكتئاب أكثر من مجرد نوبة من الحالة المزاجية السيئة، فهو ليس نقطة ضعف ولا يمكن “الخروج” منه ببساطة.

ويعاني نحو 280 مليون شخص في العالم من الاكتئاب، بما يقدر بنحو 3.8 بالمئة من سكان العالم، وفق “منظمة الصحة العالمية”.
وقال مؤلف الدراسة الرئيسي الدكتور مايكل نويتل، وهو محاضر في كلية علم النفس بجامعة كوينزلاند في أستراليا، إن “الاكتئاب يضر الإنسان أكثر من الديون أو الطلاق أو مرض السكري”.
وأشار نويتيل إلى أن “التمارين الرياضية تساعد في علاج الاكتئاب”، مؤكدا أنها “تشكل خيار علاج قوي”
وقال الدكتور آدم شيكرود، الأستاذ المساعد في الطب النفسي في كلية الطب بجامعة ييل، إن نتائج الدراسة الحديثة تتوافق مع ما قالته العديد من الدراسات الأخرى حول فوائد التمارين الرياضية.
وعام 2018، أظهرت “دراسة” أن أكثر من 1.2 مليون أميركي ، يمارسون الرياضة أصبحوا بصحة جسدية وعقلية أفضل.
وأكد شيكرود أن “التمارين الرياضية هي أسلوب جيد لعلاج الاكتئاب إلى جانب الخيارات الأخرى، بما في ذلك العلاج والأدوية”.
ووجدت الدراسة أن المزيد من التمارين وزيادة كثافة التمارين كانت أفضل، لكنك لا تحتاج إلى بدء التدريب مثل رياضي محترف.
وقال نويتل: “لا يهم مقدار التمارين التي يمارسها الأشخاص، سواء من حيث الجلسات أو الدقائق في الأسبوع”.
وأكد أن شدة التمرين أحدثت الفارق الأكبر، ولكنه أشار إلى أن “حتى المشي كان له تأثير”.
يعاني العديد من الأشخاص من صعوبة العثور على الحافز لممارسة الرياضة، والإصابة بالاكتئاب يمكن أن يزيد من صعوبة ذلك.
وأكد نويتل أنه يمكن العثور على “الدوافع” من خلال الانضمام إلى مجموعة للياقة البدنية أو الحصول على مدرب أو مطالبة أحد أفراد أسرتك بالذهاب في نزهة على الأقدام معك.
وقال: “اتخاذ خطوات قليلة نحو الحصول على هذا الدعم يزيد من احتمالية استمرارك في العمل”.
وسواء كان الشيء الذي تفضله هو تدريب الأثقال أو المشي، فأنت بحاجة إلى جعل النشاط ممتعا للاستمرار فيه.
كلما استمتعت بتمرينك، زادت ثقتك في التغلب على عقبات التمرين، مما يعني أنه من المرجح أن تلتزم بنظام معين، وفقا لـ”دراسة نشرت عام 2015″.

الحرة

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: التمارین الریاضیة

إقرأ أيضاً:

وثائق مسربة تهز ميتا.. توقف فيسبوك يُخفف الاكتئاب والشركة أوقفت البحث

تواجه شركة ميتا موجة جديدة من الاتهامات الخطيرة بعد الكشف عن وثائق قضائية تشير إلى أنها علّقت بحثًا داخليًا يبيّن تحسنًا ملحوظًا في الصحة النفسية لدى المستخدمين الذين توقفوا عن استخدام فيسبوك. 

المعلومات، التي ظهرت ضمن ملفات غير منقّحة في دعوى جماعية رفعتها مئات المناطق التعليمية الأمريكية ضد شركات التواصل الاجتماعي، تفتح الباب أمام تساؤلات كبرى حول ما تعرفه ميتا عن تأثير منصاتها على المستخدمين، وما الذي قررت إخفاءه.

وتوضح الدعوى، وفقًا لوكالة رويترز، أن مشروع البحث الذي أطلقته ميتا في عام 2020 تحت اسم مشروع ميركوري، كان يهدف إلى دراسة تأثير "تعطيل" فيسبوك على الصحة النفسية للمستخدمين. 

تعاون باحثو ميتا مع شركة نيلسن للاستطلاعات من أجل قياس ما إذا كان تقليل أو إيقاف استخدام المنصة قد ينعكس على معدلات القلق والاكتئاب والشعور بالوحدة، وبحسب الادعاءات، فإن النتائج الأولية جاءت غير متوقعة بالنسبة للشركة: فقد أظهر المشاركون الذين توقفوا عن استخدام فيسبوك انخفاضًا في المشاعر السلبية وتحسنًا في مؤشرات الصحة النفسية.

وبدلًا من نشر النتائج أو البناء عليها، تقول الدعوى إن الشركة اختارت إيقاف المشروع تمامًا، معتبرة أن مخرجاته تأثرت بما وصفته بـ"الرواية الإعلامية السائدة" التي تنتقد فيسبوك باستمرار، لكن اللافت في الوثائق أن الباحثين داخل الشركة أنفسهم أقروا بصحة هذه النتائج، وكتب أحدهم أن بيانات نيلسن تُظهر "تأثيرًا سببيًا حقيقيًا" مرتبطًا بالمقارنة الاجتماعية التي يعززها استخدام المنصة، وذهب آخر إلى مقارنة ما يحدث مع ممارسات شركات التبغ التي كانت تعلم بأضرار السجائر لكنها أخفت الأدلة لعقود.

ومع اتساع الجدل، أصدرت ميتا بيانًا حصلت عليه رويترز، أكدت فيه أنها عملت لأكثر من عقد على تحسين أدوات الحماية للمراهقين، وأنها تستثمر بشكل واسع في تطوير ميزات الأمان وتقليل المخاطر على منصاتها. 

ورفضت الشركة الاتهامات، معتبرة أنها تعتمد على اقتباسات "منتقاة بعناية" تُظهر الصورة بشكل مضلل، مؤكدة أن حسابات المراهقين على إنستجرام باتت أكثر أمانًا من أي وقت مضى، وتطالب الشركة حاليًا بحذف الوثائق التي تستند إليها الدعوى، بحجة أن نطاق ما يطالب به المدعون واسع وغير محدد.

الدعاوى الحالية ليست مجرد قضية عابرة، بل جزء من معركة قانونية ضخمة تضم مئات المناطق التعليمية في الولايات المتحدة. وقد جرى دمج جميع القضايا في المنطقة الشمالية من كاليفورنيا، حيث يُنتظر عقد جلسة استماع مهمة في 26 يناير، قد تحدد مستقبل القضية.

 وتشير التقارير إلى أن هذه المناطق التعليمية ترى أن منصات التواصل الاجتماعي، ومنها فيسبوك وإنستجرام، لعبت دورًا كبيرًا في زيادة مشكلات الصحة النفسية بين الطلاب، خاصة القلق والاكتئاب واضطرابات الصورة الذاتية.

وتعد هذه الحادثة امتدادًا لسلسلة من الاتهامات التي لاحقت ميتا خلال الأعوام الأخيرة. ففي عام 2023، واجهت الشركة دعوى ضخمة من 41 ولاية أمريكية ومنطقة كولومبيا، اتهمتها فيها بإلحاق الضرر بالمراهقين عبر تصميم منصات تُسبب الإدمان وتُفاقم المشكلات النفسية.

 وكشفت تلك القضية أن محامي ميتا حاولوا منع نشر أبحاث داخلية تثبت وجود آثار سلبية حقيقية على المستخدمين الشباب.

ويأتي هذا الجدل في وقت يتزايد فيه الضغط الدولي لتنظيم وسائل التواصل الاجتماعي ووضع ضوابط صارمة لحماية الأطفال والمراهقين. فقد أعلنت ماليزيا مؤخرًا، على خطى الدنمارك وأستراليا، خطتها لحظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمن هم دون سن الـ16، بعد ارتفاع التحذيرات العالمية بشأن تأثير المنصات على الصحة النفسية والانتباه والنوم.

ومع تراكم الأدلة والدعاوى، يبدو أن المرحلة المقبلة قد تشهد إعادة تقييم شاملة لدور شركات التكنولوجيا العملاقة في تشكيل السلوك والصحة النفسية لملايين المستخدمين حول العالم. وبينما تواصل ميتا دفاعها، يبقى السؤال الأهم مطروحًا: هل تكشف جلسة يناير القادمة حقائق جديدة قد تغيّر طريقة تعامل العالم مع منصات التواصل الاجتماعي؟

مقالات مشابهة

  • دراسة: غاز الضحك مفيد لعلاج الاكتئاب
  • غاز الضحك قد يساعد في علاج الاكتئاب
  • دراسة حديثة: غاز الضحك يمكن أن يخفف الاكتئاب الحاد بسرعة
  • دراسة: غاز الضحك قد يوفر تخفيفا سريعا من الاكتئاب الشديد
  • وثائق مسربة تهز ميتا.. توقف فيسبوك يُخفف الاكتئاب والشركة أوقفت البحث
  • هيئة الدواء تبحث مع فارما أوفرسيز تعزيز كفاءة منظومة توزيع الدواء وسلاسل الامداد بالسوق
  • هيئة الدواء تبحث مع فارما أوفرسيز تعزيز كفاءة منظومة توزيع الدواء
  • فوائد عصير البرتقال أكثر مما تعتقد.. دراسة تكشف تغير الجينات
  • قافلة «جزيرة السعادة» تعالج آلاف الأهالي بالشرقية
  • إخصائية: يجب التعامل مع الأمراض النفسية بنفس القدر من الاهتمام مع العضوية