لحفظ ماء الوجه.. على بايدن النأي بنفسه عن نتانياهو واليمين الإسرائيلي
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
واشنطن «د. ب. أ»: يرى المحلل الأمريكي جرى بريدي أنه في ظل احتمال قيام إسرائيل بشن هجوم على رفح في غزة، يهدد مصير نحو مليون و300 ألف من اللاجئين الفلسطينيين، سيواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن كارثة إنسانية وأضرارا لا يمكن إصلاحها للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط ما لم يوضح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو واليمين الإسرائيلي أن دعم الولايات المتحدة للحرب الحالية مشروط بتصرفات إسرائيل.
وأضاف بريدي الزميل البارز لشؤون الشرق الأوسط في مركز ناشونال انتريست أن السياسة الأمريكية الحالية تعتبر أساسا تفويضا مطلقا حيث يبدي بايدن إحباطه تجاه نتانياهو ويطالب بالمزيد من إمدادات المساعدات الإنسانية، لكن مع التأكيد على أن الدعم الأمريكي الذي لا جدال فيه ليس مشروطا بأي تصرفات إسرائيلية محددة. ويتعين على إدارة بايدن إدراك أن الولايات المتحدة لها مصالحها الخاصة وأن يكون هناك التزام بمراعاة قانون الصراع المسلح المقبول.
وينبغي على إدارة بايدن التخلي تماما عن هذه السياسة ووضع حواجز للحماية، بما في ذلك وضع شروط بالنسبة لإمدادات الذخيرة المستمرة. وهذا ليس أمرا غير مسبوق. والوقت يمر الآن.
وأكد بريدي في تقرير نشرته مجلة ناشونال انتريست الأمريكية أن كبار المسؤولين الإسرائيليين يوضحون الآن أنهم يعتزمون التحرك عسكريا ضد رفح في المستقبل القريب. وهذه الخطوة ليست بدون مبرر عسكري، حيث أن هناك تشكيلات قتالية كبيرة تابعة لحماس في رفح، وهناك احتمال بوجود قادة كبار لحماس في الأنفاق هناك. ولكن الطريقة التي خاضت بها إسرائيل هجومها في غزة حتى الآن أدت إلى وضع متفجر محتمل.
وقامت إسرائيل في البداية بتشجيع المقيمين في شمال ووسط غزة على مواصلة التوجه جنوبا، إلى خان يونس ثم إلى رفح والمواسي. وأكثر من نصف سكان غزة حاليا موجودون في هذه المنطقة على الحدود المصرية، حيث يمكن لأي هجوم عسكري يتحرك جنوبا محاصرتهم ومن الممكن إرغامهم على الدخول إلى مصر.
وقد تحدث العديد من كبار المسؤولين الإسرائيليين بصراحة تامة عن فكرة «الهجرة الطوعية» للفلسطينيين من غزة، وهي فكرة أوضحت إدارة بايدن في وقت مبكر من الحرب أن الولايات المتحدة لن تدعمها. كما يبدو أن مستوى الأضرار التي لحقت بالمساكن في غزة مقصود لتصبح غير قابلة للإقامة فيها، حيث كانت هناك دلائل كثيرة على القيام بعمليات تفجير إسرائيلية محكومة لمنازل فارغة بعد أن هجرها سكانها.
ويضيف بريدي أن السياسات الإسرائيلية والتقاعس الإسرائيلي كانا وراء عرقلة وصول الإمدادات الغذائية وغيرها من الإمدادات الإنسانية إلى غزة، حيث أعلن برنامج الغذاء العالمي أن حوالي ربع سكان غزة يواجهون «جوعا كارثيا ومجاعة كارثية». وقد أثار بايدن مرارا وتكرارا في أحاديث هاتفية مع نتانياهو قضية انعدام الأمن الغذائي بالنسبة للفلسطينيين وأبدى شعوره بالإحباط إزاء ما يراه من عدم توفير إسرائيل التسهيل الملائم لتدفق المساعدات.
وتردد أن وزير المالية الإسرائيلي عرقل دخول شحنة كبيرة من الدقيق ممولة من أمريكا في ميناء أشدود في الوقت الحالي، رغم تأكيدات نتانياهو بأنه سيتم السماح بدخول المساعدات الأمريكية.
وأكد بريدي أنه في ظل هذا التركيز الكبير للاجئين قرب الحدود، بدون إمدادات غذائية كافية، من الممكن أن يمثل أي هجوم عسكري جنوبا ضغطا على الفلسطينيين للعبور إلى مصر. وقد أوضحت مصر أنها لن تقبل ذلك لكنها تأخذ التهديد على محمل الجد. ولا يعرف أحد نوايا حكومة نتانياهو بصورة مؤكدة، وقد نفى وزير الدفاع الإسرائيلي يواف جالانت أنه سيتم دفع الفلسطينيين إلى الخارج. ورغم ذلك، فإنهم أوجدوا الظروف التي يكمن فيها تصور عقلاني بإمكانية نقل الفلسطينيين.
وأضاف بريدي أنه رغم سلبية إدارة بايدن تجاه إسرائيل في المدى القصير، تتسم سياساتها الحالية بعدة أوجه إيجابية. فهناك إدراك للحاجة إلى منع انتشار الصراع وذلك «لحفظ ماء الوجه» للإدارة الأمريكية ، ومن الواضح أنه تم التحدث مع حكومة نتانياهو من أجل عدم خوض حملة استباقية متزامنة في لبنان ضد حزب الله، من شأنها أن تؤدي إلى احتمال المزيد من التصعيد. كما أن الإدارة الأمريكية ردت على الاستفزازات من جانب حلفاء إيران في المنطقة، بما في ذلك جماعة أنصار الله في اليمن وغيرها بطرق محسوبة لتجنب أي تصعيد مع إيران. والأهم من ذلك هو أن السياسات الأمريكية الحالية اعترفت بأن الاستراتيجية السابقة المتمثلة في تجاهل القضية الفلسطينية قد فشلت، وحددت السياسات هدفا واضحا للتحرك نحو إقامة دولة فلسطينية، لكن هناك انفصالا كبيرا بين تلك الطموحات الأطول أجلا وسياسة أمريكية قريبة الأجل أوضحت أن إسرائيل لن تواجه أي عواقب لتحديها للنصائح الأمريكية فيما يتعلق بمعاملة الفلسطينيين في غزة، رغم رغبة إدارة بايدن في أن يكون هناك وقف ممتد لإطلاق النار، يمكن أن يسهل التحرك نحو تلك الأهداف الأطول أجلا.
وأكد بريدي أنه يبدو حاليا أن حكومة نتانياهو سوف تتجاهل نصائح بايدن وتمضي قدما في تنفيذ هجوم رفح. وأي هجوم بدون الاستعدادات الملائمة يمكن أن يكون نقطة انحراف، ليس فقط ككارثة إنسانية لكن أيضا فيما يتعلق بالمصالح الأمريكية في المنطقة وفي أنحاء العالم.
وإذا ما حدث تحرك كبير للفلسطينيين إلى مصر نتيجة لذلك الهجوم، حتى لو كان غير مقصود، فإنه ينطوي على احتمال تعريض معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر للخطر، وتقويض العلاقات الأمريكية في أنحاء العالم العربي. كما أن مثل هذا الهجوم يمكن أن يؤدي إلى صراع إقليمي شامل مع إيران. وفي ختام تحليله قال بريدي: إن استمرار عدم فرض الرئيس بايدن أي عواقب بالنسبة للتصرفات الإسرائيلية - على خلاف ما قام به رؤساء أمريكيون سابقون- يمكن أن يشجع نتانياهو على تجاهل قانون الصراع المسلح والمصالح الأمريكية على السواء.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الأمریکیة فی إدارة بایدن بریدی أنه یمکن أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
لماذا فرض الله الحجاب على المرأة دون الرجل؟.. أمين الإفتاء يجيب
أجاب الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، عن سؤال فتاة تساءلت عن سبب إلزام النساء بارتداء الحجاب دون الرجال، رغم أنهن يحببن شعرهن ويشعرن أنه جزء من الزينة؟.
وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية له، اليوم الأربعاء، أن الحجاب فريضة شرعية على المرأة المسلمة، وهو أمر إلهي لا يرتبط بالسن أو شكل المرأة، بل هو التزام ديني قائم على طاعة الله.
أمين الإفتاء: المعيار الحقيقي للرجولة والإيمان هو أداء الأمانة
أمين الإفتاء يحذر الآباء من ظاهرة تتسبب في ضياع الأبناء
هل يجوز دخول الحمام بخاتم عليه آية قرآنية؟.. الإفتاء تجيب
حكم دفع أموال لشخص لأداء الحج لغير القادر صحيا.. الإفتاء توضح
وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن الحجاب لا يعني منع الزينة، بل هو شكل من أشكال الطاعة، مضيفًا: "الزينة لا تعني بالضرورة كشف العورة، فقد تكون المرأة المستترة أكثر زينة من غيرها".
وتابع أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن "الحجاب فُرض على النساء بأمر صريح، والله تعالى يقول: وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم، فالأحكام الشرعية لا تخضع للأهواء بل هي التزامات واجبة".
وأكد أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن مفهوم الحجاب ليس مقصورًا على المرأة فقط، بل يشمل الرجل أيضًا، موضحًا: "الرجل مأمور بالستر مثل المرأة، لكن لكل منهما حدود شرعية مختلفة، فكما أن على المرأة ستر بدنها كله ما عدا الوجه والكفين – وعند بعض الفقهاء القدمين – فإن على الرجل أيضًا ستر ما بين السرة والركبة على الأقل".
وأشار أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية إلى "الالتزام بالحجاب جزء من الالتزام بالشريعة، وليس قضية مظهر فقط، بل هو تعبير عن طاعة الله واحترام أوامره، وهو ما ينبغي أن يُغرس في قلوب الصغار قبل الكبار".
هل النقاب فرض؟أكّد الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن هناك خلطًا كبيرًا بين مفهومي الحجاب والنقاب، مشددًا على أن الحجاب فرض شرعي مؤكد، بينما النقاب ليس فرضًا ولا واجبًا، بل هو من العادات أو المباحات التي يمكن للمرأة أن تختارها، دون أن يكون ذلك إلزامًا دينيًا.
وأوضح أمين الفتوى، في فتوى له: "الحجاب الذي يشمل تغطية الجسد كله ما عدا الوجه والكفين هو الفرض، كما هو حال ما ترتديه أغلب النساء المسلمات اليوم، أما النقاب، وهو تغطية الوجه بالكامل، فليس فرضًا شرعيًا، والدليل على ذلك من حديث النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين".
وأضاف: "سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تنتقب المرأة المحرمة"، والحديث رواه الإمام البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وهذا دليل صريح على أن تغطية الوجه ليست فرضًا، لأن لو كان النقاب فريضة شرعية، لكان أَولى أن يُفرض في الحج، وهو أعظم عبادة، لكنه منهي عنه للمحرمة".
واستدل كذلك بحديث آخر، جاء فيه أن سيدنا الفضل بن عباس كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم، وجاءت امرأة تسأل النبي، وكانت مكشوفة الوجه، وكان الفضل ينظر إليها، فصرف النبي وجه الفضل عنها ولم يأمر المرأة بتغطية وجهها، ما يؤكد أن كشف الوجه لم يكن مخالفة شرعية.
وأشار إلى أن جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية – في غير قول – والحنابلة في رواية، قالوا إن النقاب ليس بفرض، وأن الوجه والكفين ليسا بعورة، وبالتالي لا يجب تغطيتهما.
وتابع: "الحجاب فرضٌ بإجماع العلماء، أما النقاب فهو اختيار شخصي، ومن اختارته من باب الاحتياط أو الورع فلهن أجرهن، ومن لم تلبسه فلا إثم عليها، بشرط الالتزام بالحجاب الشرعي الكامل".