أطفالي يرغبون في الصوم.. هل يجوز؟
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
يتساءل الكثير عن حكم جواز صيام الأطفال الصغار، ويأتي ذلك بالتزامن مع قرب حلول شهر رمضان المبارك 2024.
ويرصد موقع «الأسبوع» لمتابعيه وزواره خلال السطور التالية، رد دار الإفتاء المصرية على جواز صيام الأطفال وماهو السن الشرعي لصيامهم، وذلك ضمن خدمة مستمرة تقدمها لزوارها في مختلف المجالات ويمكنكم المتابعة من خلال الضغط هنا.
لا يجب الصيام على الطفل الصغير حتى يصل سن البلوغ، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ: عَنْ الْمَجْنُونِ الْمَغْلُوبِ عَلَى عَقْلِهِ حَتَّى يفِيقَ، وَعَنْ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنْ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ»، وعلى الرغم من ذلك فينبغي أمر الصبي بالصيام حتى يعتاده، ولأنه يكتب له الأعمال الصالحة التي يفعلها.
والسن الذي يبدأ الوالدان بتعليم أولادهما الصيام فيه هو سن الإطاقة للصيام، وهو يختلف حسب نية الولد، وقد حدَّده بعض العلماء بسن العاشرة.
قالت دار الإفتاء، إن الصيام ركن من أركان الإسلام الخمس لقوله صلى الله عليه وسلم: «بُنِىَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ» رواه البخاري.
وأضافت الإفتاء «المسلم مخاطب ومكلف من وقت بلوغه أن يلتزم بهذه الأركان التي منها صيام شهر رمضان ويكون البلوغ بالاحتلام أو بلوغ خمس عشرة سنة قمرية حتى لو لم يحتلم».
وكان مفتي الجمهورية السابق، شوقي علام، قال في فتوى سابقة، إنه من المحبَّب أن نعوِّد الأطفال قبل البلوغ على الصلاة والصيام، بل لا مانع من اصطحابهم في العمرة أو الحج دون إجبار أو إرهاق، ويحسب لهم حج نافلة، فعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لَقِيَ رَكبًا بالرَّوحاء، فقال: «مَنِ القَومُ؟» قالوا: المسلمون، فقالوا: مَن أنت؟ قال: «رسولُ اللهِ»، فرَفَعَت إليه امرأةٌ صَبِيًّا، فقالت: ألهذا حجٌّ؟ قال: «نَعَم، ولكِ أَجرٌ» رواه مسلم. وعلى ذلك يصحُّ حجُّ الصبي ما دام قد أكمل له والداه أركانَ حجِّه وواجباتِه، ويُحسَب لهما وَلَهُ حسناته كحج نافلة، ولا يُغنِي عن حج الفريضة، لأنَّ شرط العبادة المفروضة التكليف، والصبيُّ غير مكلَّف.
اقرأ أيضاًهل يجوز ترك العمل لصلاة التروايح والتفرغ للعبادة في رمضان؟.. رد حاسم من الإفتاء
الاستعدادات النهائية لمعارض أهلا رمضان بالمحافظات.. السلع المتوافرة ونسبة التخفيضات
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: شهر رمضان المبارك 2024 شهر رمضان
إقرأ أيضاً:
حكم من ترك صيام يوم عرفة متعمدا وهل له كفارة؟.. فضائله لا تعد ولا تحصى
مع اقتراب يوم عرفة، وازدياد حرص كثير من المسلمين على اغتنام فضائل العشر الأوائل من ذي الحجة، وتحديدًا اليوم التاسع منها، المعروف بيوم عرفة.
وتساءل البعض: هل يأثم من ترك صيام يوم عرفة متعمدًا؟ وهل يجب على من لم يصمه إخراج كفارة؟
الإجابة جاءت بشكل واضح وصريح من الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال ظهوره في برنامج «فتاوى الناس» مع الإعلامي مهند السادات على قناة الناس، حيث قال: "صيام يوم عرفة سنة مؤكدة، وليس فرضًا، وبالتالي لا إثم على من تركه عمدًا، ولا كفارة عليه، خاصة إذا كان معذورًا كالمريض".
وأشار الشيخ إلى أن ما ورد في فضل صيام هذا اليوم من أحاديث نبوية شريفة، مثل قول النبي ﷺ: «صيام يوم عرفة يكفر السنة الماضية والباقية»، يُظهر عظمة الأجر والثواب، لكنه لا يفيد الوجوب، لأن الأصل في العبادات أن الفرض يحدده نص شرعي صريح، وهذا لم يرد في صيام عرفة.
وفي سياق متصل، ورد سؤال من مواطنة تُدعى فاطمة من محافظة الجيزة قالت فيه: «أنا مريضة ولا أستطيع صيام رمضان وأُخرج كفارة، فهل يجب أن أخرج كفارة عن يوم عرفة إذا لم أصمه؟»، فجاء رد الشيخ عثمان قاطعًا: "لا كفارة في صيام التطوع، ومن لم يستطع صيامه فلا شيء عليه، فالله لا يُكلف نفسًا إلا وسعها".
كما أوضح أن صيام يوم عرفة يُستحب للمقيم القادر، أما الحاج فلا يُندب له الصيام في هذا اليوم، بل يُستحب له الفطر ليقوى على الوقوف بعرفة والدعاء والتضرع، لأن ذلك من أعظم شعائر الحج، وهو الأصل في ذلك اليوم.
واختتم الشيخ حديثه، قائلاً: "من نوى الخير ولم يستطع فعله لعذر، كتب الله له أجر النية، وهذا من رحمة الإسلام وسعته".
حكم صيام يوم عرفة
ومن جانبها، أكدت دار الإفتاء المصرية في فتوى منشورة على موقعها الرسمي، أن صيام يوم عرفة مستحب لغير الحاج، ويُكره للحاج إن كان الصيام يضعفه عن أعمال ذلك اليوم، مستشهدة بما رواه مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده».
وأضافت الدار أن النبي ﷺ كان يصوم التسع الأوائل من ذي الحجة، واستشهدت بعدد من الروايات التي توضح حرص الرسول على هذه الأيام، ومنها ما رواه أبو داود عن بعض أزواج النبي ﷺ أنه كان يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر، كما روى النسائي عن حفصة رضي الله عنها قولها: "أربع لم يكن يدعهن النبي ﷺ: صيام عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، وركعتين قبل الغداة".
فضل يوم عرفة
ويوم عرفة هو اليوم الذي أتم الله فيه دين الإسلام وأتم فيه النعمة، وهو اليوم التاسع من ذي الحج وهو أكثر يوم يعتق الله فيه عباده من النار، وفيه يباهي الله الملائكة بأهل عرفات فيقول تعالى «انظروا إلى عبادي أتونى شعئا غبرا.»
ومن فضائل يوم عرفة أن الدعاء فيه مستجاب ففي يوم عرفة قال رسول الله ﷺ: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله عز وجل فيه عبدا من النار، من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة» رواه مسلم.
واتفق الفقهاء على استحباب صيام يوم عرفة إلا للحاج لما ثبت عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة فقال: «يكفر السنة الماضية والباقية» أخرجه مسلم، وفى الحديث: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة».
ومعنى تكفير ذنوب السنة الماضية والمستقبلة كما فسره بعض الفقهاء، فإن الله سبحانه يغفر للصائم ذنوب سنتين وقال آخرون: يغفر له ذنوب السنة الماضية، ويعصمه عن الذنوب في السنة المستقبلة.
أما فيما يغفر من الذنوب في صيام يوم عرفة فقال جمهور الفقهاء: المراد صغائر الذنوب دون الكبائر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن من الذنوب إذا اجتنب الكبائر» أخرجه مسلم (1 / 209) من حديث أبي هريرة،، وقال آخرون: إن هذا لفظ عام وفضل الله واسع لا يحجر فيرجى أن يغفر الله له ذنوبه صغيرها وكبيرها.