ليلة النصف من شعبان.. تعتبر ليلة النصف من شعبان من الليالي المباركة، وحسب دار الإفتاء المصرية ورد فيها قوله تعالى ﴿فيها كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ "الدخان: 4". 

وأكدت دار الإفتاء أن المقصود بها أنها ليلة النصف من شهر شعبان، واستندت الدار لحديث شريف يقول في ليلة النصف من شعبان، يبرم فيه أمر السنة، وتنسخ الأحياء من الأموات، ويكتب الحاج فلا يزاد فيهم أحد، ولا ينقص منهم أحد.

دعاء ليلة 9 من شهر شعبان.. 8 كلمات تبدل همومك لسعادة وضيقك بفرج دعاء شهر شعبان للمتوفى .. تحول قبره من الضيق إلى روضة الجنان

واستشهدت دار الإفتاء بحديث آخر قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «تُقْطَعُ الآجالُ مِنْ شَعْبان إلى شَعْبانَ، حتى إن الرَّجُلَ لَيَنْكِحُ وَيُولَدُ لَهْ، وَقَدْ خَرَجَ اسمُهُ فِي المَوْتَى، ومما ورد فيها حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: فَقَدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَخَرَجْتُ أَطْلُبُهُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ، أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ، فقُلْتُ: وَمَا بِي ذَلِكَ، وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ -وهو اسم قبيلة رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد واللفظ لابن ماجة.

وحديث معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: يَطَّلِعُ الله إِلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ رواه الطبراني وصححه ابن حبان.
وحديث علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا، أَلَا كَذَا..؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ» رواه ابن ماجه، وعن أبي موسى الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن " . رواه ابن ماجه.

ونزول الله تعالى إلى السماء الدنيا ليس خاصاً بليلة النصف من شعبان، بل ثبت في الصحيحين وغيرهما نزوله تعالى إلى السماء الدنيا في كل ليلة في الثلث الآخر من الليل ، وليلة النصف من شعبان داخلة في هذا العموم .

دعاء ليلة النصف من شعبان
دعاء ليلة النصف من شعبان، ورد في دعاء ليلة النصف من شهر شعبان عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية دعاء منتشر بين الناس يقولونه في ليلة النصف من شعبان وهو اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ. لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَيَّ فِي الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِي وَحِرْمَانِي وَطَرْدِي وَإِقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيدًا مَرْزُوقًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرَاتِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ: ﴿يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾، إِلهِي بِالتَّجَلِّي الْأَعْظَمِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ الْمُكَرَّمِ، الَّتِي يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ وَيُبْرَمُ، أَنْ تَكْشِفَ عَنَّا مِنَ الْبَلَاءِ مَا نَعْلَمُ وَمَا لَا نَعْلَمُ وَمَا أَنْتَ بِهِ أَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ".

اللّهم إن ذنوبي لم يبق لها إلا رجاء عفوك، وقد قدمت آلة الحرمان بين يدي ، فأنا أسألك ما لا أستحقّه، وأدعوك ما لا أستوجبه، وأتضرّع إليك بما لا أستأهله ولم يخفَ عليك حالي وإن خفي على النّاس كُنه معرفة أمري، اللّهم إن كان رزقي في السّماء فأهبطه، وإن كان في الأرض فأظهره، وإن كان بعيداً فقرّبه، وإن كان قريباً فيسّره وإن كان قليلاً فكثّره وبارك لنا فيه . اللّهم ربّ السّموات السّبع ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا وربّ كلّ شيءٍ فالق الحَبّ والنّوى ومنزّل التّوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شرّ كلّ شيء أنت آخذ بناصيته.

اللهم إنا نسألك زيادة في الإيمان وبركة في العمر وصحة في الجسد وسعة في الرزق وتوبة قبل الموت وشهادة عند الموت ومغفرة بعد الموت وعفواً عند الحساب وأماناً من العذاب ونصيباً من الجنة وارزقنا النظر إلى وجهك الكريم.

- اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين واشفِ مرضانا ومرضا المسلمين، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات. 

- اللهم من اعتز بك فلن يذل ومن اهتدى بك فلن يضل ومن استكثر بك فلن يقل ومن استقوى بك فلن يضعف ومن استغنى بك فلن يفتقر ومن استنصر بك فلن يخذل ومن استعان بك فلن يغلب ومن توكل عليك فلن يخيب ومن جعلك ملاذه فلن يضيع ومن اعتصم بك فقد هدي إلى صراط مستقيم اللهم فكن لنا وليا ونصيرا وكن لنا معينا ومجيرا إنك كنت بنا بصيرا.

- اللهمّ أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظّاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدَّين واغننا من الفقر. اللّهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع المُلك ممن تشاء وتعزّ من تشاء وتذلّ من تشاء، بيدك الخير إنّك على كل شيء قدير، تولج اللّيل في النّهار وتولج النّهار في اللّيل، وتخرج الحيّ من الميّت، وتخرج الميّت من الحيّ، وترزق من تشاء بغير حساب، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما تعطي من تشاء منهما وتمنع من تشاء ارحمني رحمة تُغنني بها عن رحمة من سواك.

 

ليلة النصف من شعبان
ليلة النصف من شعبان، سميت هذه الليلة المباركة بليلة الغفران، وورد فيها قوله تعالى" فيها يفرق كل أمر حكيم -سورة الدخان، وسميت أيضا بليلة البراءة، ويقدر في ليلة النصف من شعبان الخير والرزق وكلما زاد  المسلم من الاستغفار غفر الله له ذنبه،  ورد حديث شريف عن السيدة عائشة فَقَدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَخَرَجْتُ أَطْلُبُهُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ!»، فقُلْتُ: وَمَا بِي ذَلِكَ، وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ -وهو اسم قبيلة-» رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد.

وعن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا، أَلَا كَذَا..؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ» رواه ابن ماجه.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ليلة النصف من شعبان دار الإفتاء شهر شعبان دعاء ليلة النصف من شعبان صلى الله علیه وآله وسلم فی لیلة النصف من شعبان شهر شعبان دعاء لیلة إ ل ى الس وسلم قال ى الله ع من تشاء وإن کان ش ع ب ان إن کان ورد فی الل هم

إقرأ أيضاً:

الولاء الإلهي أم التبعية للطاغوت؟ تقرير في ميزان القرآن

تعيش الأمة الإسلامية اليوم حالة غير مسبوقة من التحديات السياسية والثقافية والعقائدية، حيث تسعى قوى الاستكبار العالمي إلى تفكيك الوعي الإسلامي، وإفراغ الدين من مضمونه العملي، وفرض مشاريع الهيمنة تحت شعارات مضللة كالسلام والتعايش والانفتاح،  في ظل هذا الواقع، تبرز الحاجة إلى إحياء المفاهيم القرآنية الأصيلة، التي تشكّل العمود الفقري لبناء الأمة القوية، الواعية، والمستقلة ، ومن أهم هذه المفاهيم: الموالاة لأولياء الله، والتي تعد من المفاهيم القرآنية الجوهرية التي تم تحريفها أو تمييعها عبر التاريخ، إما عبر الخطاب الديني الرسمي التابع للسلطة، أو من خلال محاولات إفراغ الولاء من مضمونه السياسي والجهادي، وتحويله إلى مجرد مشاعر داخلية أو عبارات سطحية

يمانيون / تقرير / طارق الحمامي

 

في هذا السياق، يسلّط هذا التقرير باختصار الضوء على رؤية المسيرة القرآنية ،  لمفهوم الموالاة، انطلاقًا من القرآن الكريم كمصدر للفهم والتشريع، وكمرجعية في تحديد المواقف والمفاهيم، ويُبرز التقرير كيف تتعامل هذه الرؤية مع الموالاة كـموقف إيماني عملي في وجه قوى الظلم، وليس كمجرد تصور نظري.

وتكمن أهمية هذا التقرير في أنه لا يكتفي بتناول الموضوع من زاوية دينية تقليدية، بل يربطه بالواقع المعاصر وبالصراع القائم عالميًا بين قوى الاستكبار وقوى الحق، كما يقدّم رؤية متكاملة تنطلق من القرآن كمنهج، ومن أولياء الله كقيادة، ومن الولاء كفعل تحرري يعيد للأمة بوصلتها في زمن الفتن والانحراف.

 

 المنهج القرآني في مفهوم الموالاة

يركّز المنهج القرآني على أن الموالاة لله ولرسوله وللمؤمنين ليست خيارًا شخصيًا، بل مبدأ إيماني أصيل: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا} (المائدة: 55) ،، وتمثّل هذه الآية قاعدة أساسية في تحديد الانتماء الإيماني، إذ ترسم حدود الولاء والبراء، وتُظهر أن المؤمن لا يمكن أن يوالي أعداء الله، بل يلتف حول أوليائه في كل زمان ومكان.

 

 أولياء الله في فكر المسيرة القرآنية 

يرى فكر المسيرة القرآنية أن أولياء الله هم ، المؤمنون الصادقون ، القائمون بالقسط ، المناهضون للظلم ، المجاهدون في سبيل الله من آل بيت النبوة عليهم السلام ، ويُستلهم ذلك من قوله تعالى:  {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}
(يونس: 62–63) ، هؤلاء الأولياء هم قادة مشروع الهداية، وقدوات للأمة في طريق العودة إلى الله، بعيدًا عن الزيف الديني والتبعية السياسية.

 

الموالاة لأولياء الله في مواجهة مشروع الموالاة لليهود والنصارى

تحذر المسيرة القرآنية من مشروع الموالاة لليهود والنصارى، الذي يُعد أداة لاستعباد الأمة وتمزيقها، انطلاقًا من قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ} (المائدة: 51) ، وتقدم الموالاة لأولياء الله كـجبهة مقاومة شاملة لهذا المشروع، تدعو إلى ، التصدي للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية ، ومناصرة المقاومة والمستضعفين، ورفض التطبيع والخضوع السياسي والاقتصادي، وحماية الهوية القرآنية للأمة

 

الخلفية التاريخية لانحراف الأمة عن منهج الموالاة

ترى المسيرة القرآنية أن الانحراف عن منهج الموالاة بدأ بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، حين تم تغييب أهل البيت كمصدر للهداية، وتحولت الخلافة إلى ملك وراثي ، وتحالف بعض العلماء مع السلطة ثم سادت فتاوى تبرّر الظلم وتُسقط فريضة البراءة من الطغاة ، ونتج عن ذلك تمزيق وحدة الأمة ، وسيطرة الطغيان ، وتغريب الدين عن الواقع ، وتؤكد المسيرة القرآنية أن تصحيح المسار يبدأ بإحياء الولاء لأولياء الله وفق المنهج القرآني.

 

الموالاة لأولياء الله ومفهوم القيادة القرآنية الجامعة

ترى المسيرة القرآنية أن الموالاة لأولياء الله ليست فقط ارتباطًا عاطفيًا أو فرديًا بالمؤمنين، بل هي في جوهرها انتماء إلى قيادة ربانية قرآنية، تتمثل في من اختارهم الله ليقودوا الأمة على نهج كتابه، وليكونوا صلة الوصل بين الأرض والسماء، ومنارة الهداية في زمن الفتن والتبعية ، حيث أن القيادة في القرآن، اختيار إلهي لا صراع سلطوي ، والقرآن الكريم يؤسس لمفهوم القيادة على أسس إيمانية وروحية وعلمية، وليس على أساس العصبية أو الانتماء السياسي، كما في قوله تعالى: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} (البقرة: 124) ،، {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} (السجدة: 24)

فالقيادة الحقة في التصور القرآني هي امتداد للهداية، ومشروع مرتبط بالله وحده، لا يخضع لإرادة الطغاة أو لتوافقات القوى الدولية.

 

القيادة المتحررة من التبعية

في ظل تحالف الأنظمة الحاكمة مع قوى الاستكبار العالمي، أصبح العالم الإسلامي في معظمه فاقدًا للقيادة القرآنية المستقلة، وتحولت “الشرعيات” السياسية إلى أدوات لخدمة أعداء الأمة ، ومن هنا، فإن الموالاة لأولياء الله هي الولاء للقيادة المتحررة من التبعية لأعداء الله، التي تستمد قوتها من الإيمان، وتنهض بمسؤولية الهداية لا الجباية.

والقيادة التي يطرحها هذا المفهوم القرآني هي قيادة ترتبط بالله لا بالغرب ولا بالصهاينة ، وتأخذ توجيهاتها من القرآن لا من البيت الأبيض ، وتجمع الأمة على القيم لا على الحدود والولاءات القُطرية ، وترفع راية المستضعفين لا رايات الاستسلام والتطبيع

 

القائد وليّ من أولياء الله لا موظف سياسي

القائد  في فكر المسيرة القرآنية  ليس رمزًا شكليًا أو موظفًا للسلطة، بل ولي من أولياء الله، يتحرك وفق البصيرة، ويتحمل أعباء المسؤولية، ويتقدم الصفوف في معركة التحرر والوعي ، ويقود الأمة نحو العزة والكرامة والنصر ، ولهذا فإن الولاء له لا يكون ولاءً شخصيًا، بل ولاء لمنهج الله الذي يحمله،  ومن يخالف هذا المنهج، لا يُتبع ولو لبس عباءة الدين، ولذا فإن الموالاة لأولياء الله تعني الانخراط الواعي في مشروع قيادة قرآنية جامعة، تستعيد موقع الأمة بين الأمم، وتحررها من الهيمنة، وتعيد توجيهها نحو غايتها الإلهية الكبرى .

 

 

الموالاة لأولياء الله مشروع عالمي لإنقاذ البشرية

بعيدًا عن التبعية والطائفية، ترى المسيرة القرآنية أن الموالاة لأولياء الله هي مشروع إنقاذ عالمي ، تُقدَّم كبديل عن الحضارة المادية الظالمة، تستند إلى مبادئ العدل، والرحمة، والحرية، كما تخاطب البشرية كافة للخروج من عبودية الطاغوت، وتنقذ الإنسان من التيه الروحي والاستعباد السياسي ،وفي مواجهة نظام عالمي فاسد، تصبح الموالاة لأولياء الله خيارًا إنسانيًا شاملًا، يبني وعيًا عالميًا مقاومًا، ويقدم نموذجًا عادلًا للحكم والقيادة.

 

الخاتمة

الموالاة لأولياء الله، في فكر المسيرة القرآنية، ليست مسألة هامشية أو نظرية، بل جوهر العقيدة ومفتاح الهداية والتحرر، هي انحياز واعٍ إلى خط الله في الأرض، وإعلان موقف واضح من قوى الطغيان في كل عصر ، وفي زمن تكالب فيه الأعداء، وضاعت فيه البوصلة، تمثل هذه الموالاة طريق النجاة للأمة، ومشروع خلاص للبشرية.

مقالات مشابهة

  • الجامع الأزهر يطلق الدورة الثانية لتأهيل الخريجين للعمل بالرواق
  • الولاء الإلهي أم التبعية للطاغوت؟ تقرير في ميزان القرآن
  • الأوقاف تعلن فتح باب التقديم لمراكز إعداد محفظي القرآن الكريم.. رابط التسجيل
  • الأوقاف: فتح باب التقديم لمراكز إعداد محفظي القرآن الكريم
  • هل السحر يمكن أن يؤدي إلى تعطيل الزواج؟.. أستاذ بالأزهر يجيب
  • أذكار المساء كاملة .. حصن المسلم من كل سوء في كل ليلة
  • 170 متسابقة في تلاوة وحفظ القرآن الكريم بيوم الهمة في حلب
  • احذر| فعل يقع فيه كثيرون عند قراءة القرآن.. الشعراوي يكشف عنه
  • ما المقصود بـمكر الله في القرآن؟.. دار الإفتاء تجيب
  • وكيل الأزهر يتفقد رواق القرآن الكريم بالجامع الأزهر