العالم يواصل سياسة العدالة العرجاء فى غزة
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
أمريكا تطلق رصاصات «الفيتو» الرابع فى مجلس الأمن بإعدام الشعب الفلسطينى
مئات الشهداء والمصابين فى سلسلة محارق صهيونية بالقطاع والضفة المحتلة
واصلت اليوم إسرائيل حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين فيما اقتحمت قواتها عدة مناطق بالضفة المحتلة وشنت غارات وحشية على سوريا وجنوب لبنان أسفرت عن ارتقاء العشرات فى الوقت الذى فشل فيه مجلس الأمن الدولى فى ردع حكومة الاحتلال ووقف الحرب الموسعة وتهدد السلام فى المنطقة باستخدام الولايات المتحدة حق الفيتو للمرة الرابعة منذ بدء العدوان فى أكتوبر الماضي.
أكد الدكتور أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة فى غزة ارتكاب قوات الاحتلال الصهيونى خلال الساعات الـ24 الماضية فى قطاع غزة، 11 مجزرة راح ضحيتها مئات الشهداء والمصابين، فى عمليات قصف مكثفة تركزت على المنطقة الوسطى ومخيماتها، كما تعرضت أحياء مدينة غزة لأحزمة نارية، وكذلك منطقة رفح جنوبًا حيث استهدف الاحتلال منازل مدنية، إضافة إلى ملجأ تابع لمنظمة أطباء بلا حدود. وبلغ العدد الكلى للشهداء منذ بد حرب الإبادة على القطاع، 29313 شهيدًا و69333، فيما تزال أعداد كبيرة من الضحايا تحت الأنقاض، وفى الطرقات، يمنع الاحتلال الوصول إليها.
وأعلن القدرة أن عدد الأطفال الأيتام فى قطاع غزة يتخطى 17 ألفًا منذ بداية الحرب فى ظل انعدام القدرة على توثيق كل الحالات، وكان للمنطقة الوسطى فى قطاع غزة النصيب الأكبر من جرائم الاحتلال حيث ارتقى 70 شهيدًا، معظمهم فى مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين، وفى منطقة دير البلح المكتظة بالنازحين. واستشهد 30 فلسطينيًا، وأصيب العشرات فى استهداف الاحتلال منزلًا يؤوى نازحين فى مخيم النصيرات، كما دمر عددا من المنازل المكتظة المجاورة له، فيما تزال فرق الإنقاذ تحاول انتشال ضحايا ومصابين من تحت الأنقاض.
وفجر الاحتلال فى دير البلح، عددًا من المنازل، ما أدى إلى ارتقاء العشرات على الأقل، فضلا عن عشرات الجرحى، جرى نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى فى المدينة، كما ارتقى 15 شهيدا فى استهداف الاحتلال لسيارة مدنية فى المدينة.
ونفذ الاحتلال عددًا من الأحزمة النارية فى حى الزيتون غرب المدينة، وسط معارك ضارية سجلت بين المقاومين الفلسطينيين والاحتلال الذى يحاول التوغل فى الحى منذ أيام.
وأكد الزملاء الصحفيون فى المنطقة فشل محاولات الاحتلال بالتوغل فى حى الزيتون تحت غطاء نارى كثيف، جراء التصدى العنف من قبل المقاومين الفلسطينيين، فيما اعترف الاحتلال بتعرض قواته لعدة حوادث خطيرة فى حى الزيتون، أسفرت عن وقوع خسائر بشرية.
وقصف الاحتلال حى الزيتون أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى، وسط صعوبة دخول فرق الإسعاف إلى الحى، حيث دمر الاحتلال منازل لعائلات شملخ، ونعيم، وأبو زور، وشنيورة، وياسين، وشعفوط، وما يزال هناك ضحاياها تحت الأنقاض.
واستهدف الاحتلال منطقة المواصى المكتظة بخيام النازحين، فى خان يونس جنوب القطاع، ما أدى إلى ارتقاء العشرات، جرى نقلهم إلى مستشفى أبويوسف النجار فى مدينة رفح. كما قصف ملجأ تابعًا لمنظمة أطباء بلا حدود فى مدينة خان يونس يضم بعض موظفى المنظمة وعائلاتهم، ما أدى إلى ارتقاء اثنين من أفراد عائلات موظفين وإصابة آخرين.
كما انتشلت أطقم الدفاع المدنى عدد من الشهداء، وأسعفت عددا من الجرحى، من منزل عائلة «أبو النور» بحى الجنينة شرق رفح، نتيجة استهداف طائرات الاحتلال المنزل الليلة الماضية. وأعلن الهلال الأحمر الفلسطينى فى غزة أن إسرائيل» تستهدف قافلات المساعدات وتضع العراقيل أمام دخولها عبر معبر رفح نحو 400 ألف شخص مهددون بالموت جوعا فى شمال القطاع مجاعة حقيقية فى قطاع غزة وندعو إلى تدخل دولى عاجل وناشد المؤسسات الأممية تكثيف مساعداتها خاصة إلى مناطق الشمال.
واقتحم الاحتلال مدينة جنين ومخيمها، بالضفة المحتلة بقوة كبيرة ووحدات خاصة من المستعربين وحاصرت منزلين وسط المخيم وسط اندلاع مواجهات عنيفة، ما أدى ذلك إلى ارتقاء شهيد وإصابة 4 آخرين بجراح، إحداها خطيرة، إضافة إلى تدمير البنى التحتية واستهداف منازل. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، استشهاد الشاب عارف مروان عارف على، (26 عامًا) وهو من أبناء كفر قدوم فى قلقيلة، خلال اشتباك بين مقاومين والاحتلال خلال اقتحام جنين. وخاض المقاومون معارك ضارية، حيث أصيب الشاب عارف بجراح بالغة، وترك ينزف لست ساعات، وسط منع الاحتلال دخول سيارات الإسعاف إلى المكان، حتى ارتقى شهيدًا.
واستهدف قصف إسرائيلي منطقة كفر سوسة السكنية فى العاصمة السورية دمشق فيما هزت عدة انفجارات الحى الواقع على الأطراف الجنوبية لدمشق، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المنطقة. وأطلقت طائرات إسرائيلية عددا من الصواريخ من فوق أراضى الجولان السورى المحتل، وحاولت استهداف بعض المواقع فى محيط العاصمة دمشق مما أسفر عن ارتقاء وإصابة عدد من الأشخاص، كما قصفت عددا من مناطق الجنوب اللبنانى ورد حزب الله بعشرات الصواريخ.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العالم ى غزة م الشعب الفلسطينى والضفة المحتلة
إقرأ أيضاً:
حرب أم مشروع انقلاب؟ قراءة فيما وراء دخان المعركة
«في الحروب لا تنتصر الحقيقة، بل تنتصر الرواية التي تصمد أطول في ساحة الوعي».
من دفتر ملاحظات كاتب في زمن التحولات.
حين سكت صوت المدافع وأُعلن وقف إطلاق النار، لم تهدأ الأسئلة، بل بدأت، وبينما انشغلت بعض الصالونات السياسية والمنصات الإعلامية في تكرار المعزوفة القديمة: «من ربح ومن خسر.. .؟»، كان المشهد الحقيقي يتشكل في الظلال، بعيدًا عن الشاشات والتعليقات السطحية، في العمق، كانت هناك حرب أخرى، أشد خطورة من تبادل الضربات: حرب على الوعي، وصراع على طبيعة ما جرى، ومن الذي خطط، ومن الذي أفشل.
السؤال الجوهري لم يكن عن النتيجة، بل عن النوايا: هل كانت هذه حربًا تقليدية، أم مشروعًا انقلابيًا مكتمل الأركان أُجهض في لحظاته الأولى؟ الرد الإيراني، السريع والدقيق، لم يأتِ من فراغ، بدا واضحًا أن طهران كانت تستعد منذ وقت طويل لمثل هذا السيناريو، وتملك «خطة طوارئ» كاملة تشمل نقل القيادة، وتفعيل منظومات كشف وتفكيك خلايا تجسس نائمة، بعض أفرادها داخل المؤسسات العليا، وقد أشارت تقارير مسرّبة إلى كشف أكثر من 700 عنصر في شبكة تجسس منظمة، وتوقعات بأن العدد قد يصل إلى الضعف، وهو ما يؤكد أن ما جرى لم يكن مجرد رد على قصف، بل إحباط لانقلاب ناعم ــ صلب ــ مخطط له بدقة.
ما يدعو للتأمل، أن بعض التحليلات العربية ــ للأسف ــ تعاملت مع الحدث بعقلية «المسرحية»، مدفوعة بتاريخ طويل من التلاعب بعقول الجماهير، ثقافة الشك الدائم، التي ترى في كل مواجهة كبرى «صفقة بين الأطراف»، ساهمت في تعميق الفجوة بين الواقع والتحليل، وكأن العقل العربي قد فقد القدرة على التمييز بين المعركة الحقيقية والاستعراض الدعائي، ربما تعود هذه الذهنية إلى تجارب مؤلمة من التضليل، لكنها باتت تُستخدم اليوم كوسيلة للهروب من مسؤولية الفهم، وتحولت إلى استقالة جماعية من التفكير النقدي.
وهنا، تسلل إلى ذهني سؤال لم يفارقني، عندما شاهدت القواعد الأمريكية تتعرض لضربات مباشرة من الجانب الإيراني: هل كانت الولايات المتحدة تبحث عن ذريعة.. .؟ هل كانت تخطط لتكرار سيناريو أزمة كوبا، عبر افتعال مذبحة صغيرة لجنودها أو ضرب منشآت تابعة لها، لتُقدمها للعالم كتبرير أخلاقي لتدخل شامل وإسقاط النظام.. .. ؟ لم يكن هذا السيناريو غريبًا على من يقرأ عقل المؤسسة الأمريكية، فالسوابق كثيرة، والذاكرة الاستراتيجية مليئة بحالات مشابهة، لكن يبدو أن الرد الإيراني كان أسرع من التوقع، وأقوى من أن يُحوّل إلى سبب للحرب الشاملة، بل ربما كسر ميزان المبادرة لدى الطرف الآخر، وأغلق نافذة الذريعة قبل أن تُفتح.
وفي خضم تلك الأحداث، كان واضحًا أن المشروع لم يكن إيرانيًا فحسب، العراق كان على القائمة التالية، وربما لبنان وبعض الدول الخليجية وتركيا، ضمن خطة متدرجة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط بملامح جديدة، الرئيس التركي نفسه لمح إلى «سايكس ـ بيكو جديدة» تلوح في الأفق، لم يكن مجرد تحليل سياسي، بل إشارة مباشرة إلى معلومات استخباراتية تؤكد أن ما يحدث أكبر من مجرد تصعيد بين عدوين تقليديين.
أما الرواية الأمريكية الرسمية، فقد تصدعت سريعًا، صحف أمريكية مرموقة، ومراكز أبحاث مستقلة، كشفت أن المواقع المستهدفة لم تكن مأهولة، وأن «الضربة الكبرى» التي هلل لها الخطاب السياسي، كانت أشبه بفقاعة إعلامية أكثر منها عملية عسكرية نوعية، لكن البعد الإعلامي لم يكن تفصيلًا ثانويًا، الولايات المتحدة خاضت حربًا إعلامية موازية، تهدف لتشكيل وعي عالمي مؤيد، بينما كانت وسائل إعلامها الاستقصائية ــ مثل «سي إن إن» و«نيويورك تايمز» ــ تقوّض هذه السردية من الداخل، مدفوعة بحرية صحفية لا تزال، رغم كل شيء، تصر على كشف ما يُخفى.
وفي هذه الحرب النفسية المركبة، حاولت واشنطن بناء صورة المنتصر، بينما كانت طهران تمارس سياسة ضبط النفس المدروس، وتلعب أوراقها بالتدريج، وتفرض إيقاعها على الأرض وفي الإعلام على حد سواء. وهو ما أربك إسرائيل، التي وجدت نفسها في لحظة ما تطلب التدخل الأمريكي لوقف استنزاف غير متوقع.
بالتوازي، ساد القلق في عواصم عربية وإقليمية، خاصة الخليجية، من أن تكون الأحداث تمهيدًا لفوضى عابرة للحدود.فإسقاط النظام الإيراني، إن حدث، لن يكون نصرًا لأحد، بل بداية لفصل من الفوضى والفراغ، لا يعرف أحد من سيملأه، لذا بدا الترقب حذرًا، والمواقف الرسمية مشوبة ببرود متعمد، يُخفي خشية حقيقية من أن تمتد النيران.
وفي إسرائيل، لم يُخفِ نتنياهو أن الهدف كان إسقاط النظام، وليس مجرد توجيه ضربة تكتيكية. وقد دعا علنًا الإيرانيين إلى الثورة، لكنها دعوة سقطت في فراغ، بعدما أظهرت المعارضة الإيرانية، رغم خلافها مع النظام، تماسكًا وطنيًا غير مسبوق في رفض التدخل الأجنبي.
في المحصلة، فإن السؤال عن «من ربح ومن خسر؟» ليس فقط سطحيًا، بل خطيرا أيضًا، لأنه يختزل تعقيد المشهد في ثنائية لا تُنتج فهمًا، القضية ليست في عدد الصواريخ، بل في من قرأ النية مبكرًا، وفكك الشبكات، وأفشل الخطة، وفرض معادلة جديدة، لا تُقاس بالدمار بل بالبقاء في موقع الفعل. الإجابة واضحة لمن يقرأ تحت الدخان، لا فوقه، أما بقية التفاصيل، فستتكفل بها الأيام، والتسريبات القادمة من العقول التي لا تنام.. .!!
مجلس الشيوخ الأمريكي يرفض تقييد صلاحيات ترامب في الحرب مع إيران
وكالة الطاقة الذرية تؤكد ضرورة أن يواصل مفتشوها أنشطتهم للتحقق في إيران
«ترامب» يهدد وسائل إعلام أمريكية بدعاوى قضائية بسبب تقارير عن تدمير المنشآت النووية الإيرانية