يوسف عيسى عبدالكريم

مدخل : موسم الهجرة للشمال .
هذه الرواية بمثابة محطة ومعلم من معالم المثقف السوداني الافندي . قراتها وانا طالب في الثانوية في بداية السعي نحو المعرفة و يومها كانت تزحم عقلي ومخيلتي صور متناقضة تماما للماضي والحاضر تأرجحت فيها يمينا بين أحلام الخلافة الراشدة ويسارا الى صراع الطبقة العملة واحلام الطيور الما بتعرف ليها خرطة ولا في ايدها جواز سفر و عشق البت الحديقة التي رحلت واندفنت برحيل الفنان ذو الشارب الكث .


قراءتها مرة أخرى وانا في الجامعة .كانت تلك أيام ثرة بالفكر والعمل والعطاء اللامحدود في وطن تتكسر فيه مقاديف الرجال بضحكة ساخرة من ...و كلمة عابرة من .
تلك القراءة الثانية كان فيها من العمق ما دفعني لطرح عدة أسئلة. من منا ليس في حياته جزء من هذا الغامض مصطفى سعيد ؟
من منا لم يكن في حياته او تفاصيلها شيء منه ؟ لا احسب ان احد من السودانيين الذين في المهجر او من تراودهم أحلام الهجرة و مغادرة هذه الأرض الطيبة قد ينجو من لعنته . هكذا ارادت لنا الحياة كسودانيين ان نكون في كل مرحلة من مراحل حياتنا مظهرا او انعكاسا لشخص مصطفى سعيد .
لذا عندما كتب الطيب صالح رائعته موسم الهجرة للشمال كان بكل ببساطة يتحدث عن الشخصية السودانية و قد وفق للغوص في اعماقها سبر اغوارها و استخراج هذا الكائن المعروف بمصطفى سعيد بكل تعقيداته وتقاطعاته مع الماضي والحاضر والمستقبل .
من منا لم يحلم مع استاذنا محمد عبدالحي بالعودة الى سنار والطرق على أبواب المدينة القديمة . حافي حالق متجردا من آثام الماضي متلحفا بالبداوة والاساطير الافريقية القديمة .
من منا من لم يحلم بالرحيل يوما ما مع الطيور المهاجرة بحثا عن شمالا يحوي فسحة لأحلام تحطمت على جدار الانتظار وصخور الإمكانيات .
مصطفى سعيد ذلك السوداني القح في بلاد الفرنجة يظل سؤلا لم تسنح الظروف بالإجابة عنه .
هل كان رحيله وهجرته – في موسم الهجرة للشمال – من عجز هنا – السودان - الى افاق الشمال الأوربي الناضح بالحياة الارستقراطية والنساء الشقراوات .
ام كانت هجرته من هناك – الشمال الأوربي - حيث المادية المترعة وجفاء الروح الى هنا - شمال السودان - المفعم بدفيء العشيرة وحنين الأرض وعبق التصوف .
لذا ها انا اشرع قاربي في رحلة عبر نيلنا العظيم ونهرنا الثالث الطيب صالح علي اجد جوابا يطفئ ظمأ النفس التواقة للمعرفة . واحسب ان جوهر – جراز يلدا الطيب قد حاولت ان تضع مقدمة للإجابة عن هذه الأسئلة .
يوسف عيسى عبدالكريم

yousufeissa79@gmail.com
////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: من منا

إقرأ أيضاً:

تجمع الأحزاب الليبية لـ«عين ليبيا» رداً على تيتيه: ليبيا لن تُدار من قرية النخيل والانتخابات قادمة بإرادة الليبيين

في تصريح خاص لشبكة “عين ليبيا”، ردّ رئيس تجمع الأحزاب الليبية، فتحي الشبلي، على تصريحات رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، هانا سيروا تيتيه، والتي قالت فيها إن “ليبيا ليست جاهزة لإجراء الانتخابات”، معتبرًا أن هذا التصريح يمثل استمرارًا لما وصفه بـ”نهج الوصاية وتعطيل المسار الديمقراطي في البلاد”.

وأكد الشبلي، متحدثًا باسم حزب صوت الشعب وتجمع الأحزاب الليبية، أن “ليبيا لم تكن يومًا أقرب إلى الانعتاق والتحرر من التبعية والوصاية كما هي اليوم”، مشددًا على أن الشعب الليبي قادر على تحديد مصيره بنفسه عبر صناديق الاقتراع، دون وصاية خارجية أو تدخلات دولية.

وأشار إلى أن بعثة الأمم المتحدة، وعلى رأسها تيتيه، “دأبت على اتخاذ مواقف تتعارض مع تطلعات الليبيين، وتسهم في تعطيل المسارات السياسية عبر تبريرات تتجاهل الإرادة الوطنية”، واصفًا تلك المواقف بأنها “تخدم أجندات دولية تهدف إلى إبقاء ليبيا رهينة للانقسام والتدخل الأجنبي”.

وفي رده على مزاعم عدم الجاهزية، شدد الشبلي، على أن الحل يكمن في “خارطة الطريق الوطنية لإنهاء الانقسام واستعادة الشرعية”، والتي تشمل أربع مراحل:

1. إنهاء شرعية الأجسام السياسية المنتهية الولاية وتوحيد السلطة التنفيذية عبر تكليف جهة قضائية محايدة.

2. إجراء استفتاء شعبي على شكل الدولة وهويتها لأول مرة في تاريخ ليبيا.

3. صياغة دستور وطني جامع يُعرض على استفتاء عام.

4. تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية نزيهة بإشراف قضائي وطني مستقل.

ودعا الليبيين إلى الالتفاف حول هذه الخارطة باعتبارها مشروعًا وطنيًا جامعًا، كما طالب المجتمع الدولي بـ”الانحياز لإرادة الليبيين الحقيقية، لا لخطط التسويف والمماطلة”.

وفي ختام البيان، وجّه الحزب رسالة مباشرة إلى تيتيه قائلاً: “كفى عبثًا بمستقبل الليبيين، ارفعي يدك عن ليبيا إن لم يكن لديكِ سوى العرقلة، ليبيا لن تنتظر إذنًا من أحد، وإرادة الشعب ستنتصر.”

مقالات مشابهة

  • الطيب يعلن دعم الأزهر غير المحدود للشعب اللبناني
  • «توكلت عليك فأعنّي».. أذكار الصباح اليوم الثلاثاء 27 مايو 2025
  • جهز سيارتك .. أشياء عليك فعلها قبل السفر لأداء إجازة الصيف
  • رحلة شفاء مريض أمريكي من إصابة عضلية خطيرة في مستشفى دلّه النخيل
  • الثعلب الطيب وارن بافيت
  • توقعات الأبراج حظك اليوم برج الجدي: لا تسمح للضغوط أن تسيطر عليك
  • تجمع الأحزاب الليبية لـ«عين ليبيا» رداً على تيتيه: ليبيا لن تُدار من قرية النخيل والانتخابات قادمة بإرادة الليبيين
  • آداب الحج ومستحباته.. أمور عليك فعلها وأخرى احذر منها
  • لو عليك ديون ومهموم.. دعاء واحد يأتيك بالرزق من حيث لا تحتسب بشرط
  • غموض يكتنف أسباب الحرائق المتواصلة لأشجار النخيل بـ وادي حضرموت