ماهي النجاحات الاستراتيجية التي حققها الحوثيون؟
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
رغم أن صواريخ الحوثيين لم توقف الغزو الإسرائيلي لغزة لكنها حققت نجاحات استراتيجية. فماذا حققت هذه الصواريخ حتى الآن؟ مايكل أرمسترونغ – ناشيونال إنترست
أثارت رمزية مهاجمة المجتمعات الإسرائيلية والسفن الأمريكية إعجاب مؤيدي الحوثيين المحليين والأجانب. ودفع القصف البحري شركات الشحن إلى تجنب البحر الأحمر وإرسال شحنات أقل بنسبة 42% عبر قناة السويس.
لقد أثار الألم الاقتصادي ردود فعل بحرية، ليس فقط من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل. فقد نشرت فرنسا وبريطانيا سفنا حربية في البحر الأحمر، في حين نشرت الهند وباكستان سفنهما الحربية في بحر العرب. ورغم نجاح تلك المهام الدفاعية في اعتراض العديد من أسلحة الحوثيين، لكنها أنفقت ذخيرة بقيمة ملايين الدولارات للقيام بذلك.
وبعد ذلك جاءت الضربات الجوية، التي بدأتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في يناير. ولكن بما أن الحوثيين يواصلون إطلاق النار، فإن شركات الشحن لا تزال غير مطمئنة. وتريد واشنطن بشدة تجنب المزيد من التصعيد.
وبالتالي فإن هذه التحديات المتعددة الجنسيات مع صواريخ الحوثيين تشبه الصعوبات التي تواجهها إسرائيل مع صواريخ حماس؛ حيث استخدمت إسرائيل لسنوات أجهزة اعتراضية لمنع الصواريخ التي تحلق فوقها والغارات الجوية لتدميرها على الأرض. ولكن لم ينجح أي من الإجراءين في الحد من إطلاق الصواريخ؛ إذ أن تحقيق ذلك يتطلب عمليات برية دامية في غزة، مثل العملية الحالية.
إحدى النتائج المثيرة للاهتمام لهذا الوضع هي أن الاتحاد الأوروبي ينظم حملة بحرية إلى البحر الأحمر، منفصلة عن البعثة التي تقودها الولايات المتحدة هناك بالفعل. وقد تكون هذه الخبرة في مجال الاستقلال العملياتي ذات قيمة إذا أصبح دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة مرة أخرى.
وستمنح مهمة الاتحاد الأوروبي السفن الحربية الموجودة بالفعل فرصة للراحة وإعادة التحميل. ومع ذلك، وبما أنها دفاعية بحتة، فلا يمكنها إلا شراء الوقت لإيجاد حل آخر. وهي مخاطرة محسوبة لأن أسلحة الحوثيين لم تضرب أي سفن حربية حتى الآن، لكنها مسألة وقت فقط.
إن هذا الصراع في البحر الأحمر له أيضا آثار في بحر الصين، حيث تمتلك الصين ترسانة من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن. وقد تؤدي إمكاناتها "القاتلة لحاملات الطائرات" إلى ردع السفن الحربية الأمريكية عن التدخل في أي صراع مع تايوان.
ومع ذلك، فمن غير الواضح ما إذا كانت هذه الصواريخ قادرة على ضرب السفن الحربية التي تناور في البحر بشكل واقعي. ولكن بالمقابل من غير الواضح ما إذا كانت تلك السفن الحربية قادرة على اعتراض مثل هذه الصواريخ الباليستية على ارتفاعات عالية بدلاً من صواريخ كروز على مستوى سطح البحر.
لقد قدم الصراع الحوثي بعض الإجابات الأولية. وتبين أن الصواريخ الباليستية يمكنها بالفعل ضرب السفن المتحركة. لذلك فعلى الرغم من أن صواريخ الحوثيين كانت ذات أداء عسكري متواضع، إلا أنها أعطت طاقم البحرية في جميع أنحاء العالم الكثير للتفكير فيه.
المصدر: ناشيونال إنترست
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي البحر الأحمر الحوثيون دونالد ترامب صواريخ طوفان الأقصى قطاع غزة مؤشرات اقتصادية السفن الحربیة البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
إيران ترفع سقف التحدي.. التخصيب يصل 60% وبرنامج الصواريخ «خط أحمر»
أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن بلاده لن تتراجع عن حقها في تخصيب اليورانيوم بما يتوافق مع احتياجاتها الوطنية، مشددًا على أن البرنامج الصاروخي الإيراني جزء أساسي من القدرة الدفاعية والردعية ولا يمكن التنازل عنه.
وفي مقابلة مع صحيفة لوموند الفرنسية، أوضح عراقجي أن “التخصيب يتم ضمن حقوق إيران المنصوص عليها في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية”، وأن طهران رفعت نسبة التخصيب إلى 60%، “لإثبات أن التهديد والضغط ليسا حلا”.
وأضاف: “رغم الهجمات التي تعرضنا لها على منشآت نووية تخضع لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لم نتراجع عن سياستنا الرسمية التي تحظر إنتاج أو امتلاك أو استخدام الأسلحة النووية، استنادًا إلى فتوى دينية واضحة”.
وردًا على دعوات دولية تطالب إيران بالتخلي عن برنامجها الصاروخي، شدد عراقجي على أن “هذا البرنامج دفاعي بحت ويكتسب أهمية بالغة في ظل التهديدات المتكررة”، متسائلًا عن “ازدواجية المعايير” في الموقف الفرنسي تجاه بيع وتطوير صواريخ بعيدة المدى لدول أخرى.
قاليباف يكشف: خامنئي قاد المعركة ضد إسرائيل من غرفة العمليات وتوجيهاته قلبت الموازين
قال رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، إن المرشد الأعلى علي خامنئي تولى قيادة العمليات العسكرية بشكل مباشر خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل في يونيو الماضي، مؤكداً أنه “كان حاضراً في غرفة القيادة، وأصدر توجيهاته الميدانية للقادة الجدد، مما ساهم في إخراج القوات المسلحة من حالة الصدمة خلال ساعات قليلة”.
وفي مقابلة مطوّلة نقلتها وكالة مهر الإيرانية، أوضح قاليباف أن مشاركة خامنئي الميدانية “كان لها تأثير حاسم في تنظيم الصفوف وتحديث الخطط العسكرية”، مشيراً إلى أن “90% من الهجمات الصاروخية الإيرانية في النصف الثاني من الحرب كانت ناجحة، وتسببت في إصابة 3520 إسرائيلياً، وسط تقديرات تشير إلى سقوط أكثر من 500 قتيل”.
ولفت رئيس البرلمان الإيراني إلى أن القيادة العسكرية الجديدة تحركت بسرعة فور بدء العدوان الإسرائيلي، وأطلقت 150 صاروخاً في غضون 17 ساعة، مؤكداً أن الحرب شكّلت اختباراً عملياً لقدرات إيران الصاروخية، وأسفرت عن “تدمير مراكز عسكرية حساسة في إسرائيل، وفشل واضح في أداء منظومات الدفاع الجوي للعدو”.
وأضاف قاليباف أن “الرد الإيراني لم يقتصر على إسرائيل، بل شمل أيضاً قواعد أمريكية في قطر والعراق، رداً على الغارات الأميركية التي استهدفت منشآت نطنز وفوردو وأصفهان”، دون تسجيل إصابات بشرية.
إيران تندد أمام الأمم المتحدة بـ”جرائم الحرب” الإسرائيلية وتكشف حصيلة ثقيلة للمدنيين
بعث المندوب الإيراني الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، رسالة عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس مجلس الأمن الدولي، اتهم فيها إسرائيل بارتكاب “جرائم حرب وعدوان وجرائم ضد الإنسانية”، على خلفية الحرب الأخيرة التي اندلعت في 13 يونيو واستمرت 12 يوماً بين طهران وتل أبيب.
وقال إيرواني إن “الهجمات الإسرائيلية المتعمدة ضد المناطق السكنية، والمستشفيات، والبنى التحتية للطاقة، والعلماء، والمنشآت النووية السلمية، تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، واتفاقيات جنيف”، مؤكداً أن هذه الاعتداءات طالت سيادة وسلامة أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وأرفق المندوب الإيراني رسالته بتقرير مفصل أعدته وزارة الخارجية الإيرانية، يوثق الخسائر البشرية والمادية جراء العمليات الإسرائيلية، إذ بلغ عدد القتلى المدنيين 1100 شخص، بينهم 132 امرأة و45 طفلاً، إضافة إلى أكثر من 5700 مصاب.
وتأتي هذه الرسالة في وقت كشفت فيه طهران المزيد من التفاصيل حول أداء القيادة الإيرانية أثناء الحرب، فقد أكد رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، أن المرشد الأعلى علي خامنئي كان حاضراً في غرفة العمليات العسكرية، وأصدر توجيهات مباشرة إلى القادة الجدد، مما ساهم في “استعادة زمام المبادرة خلال ساعات قليلة”، وفق تعبيره.
وفي مقابلة مطوّلة نقلتها وكالة مهر الإيرانية، أشار قاليباف إلى أن “90% من الهجمات الصاروخية الإيرانية في النصف الثاني من الحرب كانت ناجحة، وأدت إلى إصابة 3520 شخصاً في إسرائيل، ما يُرجح سقوط أكثر من 500 قتيل”، كما تم إطلاق 150 صاروخاً خلال أول 17 ساعة من الهجوم الإسرائيلي.
إيران تندد باستهداف المدنيين وتكشف عن دمار واسع جراء الحرب مع إسرائيل
كشف رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني، بير حسين كوليوند، اليوم الجمعة، أن أكثر من 70% من جرحى العدوان الإسرائيلي الأخير على إيران هم من المدنيين، مؤكداً أن الهجمات أسفرت عن إصابة أكثر من 5000 شخص وتدمير نحو 8000 منزل.
وخلال زيارة ميدانية أجراها كوليوند برفقة مدير مكتب بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إيران، فنسان كاسارد، إلى مركز الإغاثة والإنقاذ بمدينة همدان غرب البلاد، أشار إلى أن العدوان الإسرائيلي طال المستشفيات ومخازن الأغذية ومراكز العلاج والأحياء السكنية والوحدات الإنتاجية وحتى الحقول الزراعية، معتبراً أن ما جرى “يمثل انتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي والإنساني”.
وأشاد كوليوند بدور فرق الهلال الأحمر خلال “ملحمة الدفاع المقدس” التي استمرت 12 يوماً، قائلاً إن “الفرق الإغاثية أثبتت كفاءتها ونالت التقدير المحلي والدولي”.
في السياق نفسه، واصلت إيران تحركاتها الدبلوماسية عبر رسالة بعث بها مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس مجلس الأمن الدولي، للتنديد بـ”الهجمات المتعمدة” التي شنتها إسرائيل على المدنيين والمنشآت النووية والبنى التحتية.
وأرفقت البعثة الإيرانية تقريراً مفصلاً أعدته وزارة الخارجية، يوثق مقتل 1100 مدني، بينهم 132 امرأة و45 طفلاً، إضافة إلى إصابة أكثر من 5700 شخص، مؤكدة أن هذه الهجمات تمثل “انتهاكاً جسيماً” للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وترقى إلى “جرائم حرب وعدوان وجرائم ضد الإنسانية”.