خبراء: الدولة تعمل على تنظيم وتنمية البيئة الداعمة للذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
أكد المهندس عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بعقد هذا الملتقى عن الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو ما يتوافق مع استراتيجية مصر الرقمية لتحقيق التنمية الشاملة.
وأوضح الوزير أن الدولة أطلقت عددا من المبادرات لتطوير البنية التحتية وحوكمة البيانات كما تتعاون مع الشركات العالمية في العديد من المشروعات لدعم الشركات الناشئة وبناء القدرات الرقمية في أنحاء الجمهورية.
وقال الدكتور أحمد طنطاوي، مستشار وزير الاتصالات ورئيس مركز الابتكار التطبيقي التابع لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عن مراحل تطور الذكاء الاصطناعي والذي بدأ منذ خمسينات القرن الماضي بدءاً من معالجة البيانات والتحول الذي تم على مدار العقود وصولاً إلى إمكانية استخدام البرمجيات للتنبؤ والتوقع ودعم متخذي القرار.
وأشار إلى أن التحدي في المرحلة الحالية يتمثل في تطوير لغات الذكاء الاصطناعي للحد من الأخطاء والوصول لاستخدامات موثوقة.
ومن جانبها أكدت مروة عباس مدير عام IBM مصر أنه على مدار تاريخ ساهمت وسائل الإعلام في التثقيف المجتمعي بكافة التطورات التكنولوجية التي قدمتها IBM للسوق المصري لمواكبة المتغيرات العالمية والاستفادة من التكنولوجيا للتحول الرقمي.
وأشارت إلى التعاون مع كافة قطاعات الدولة والقطاع المصرفي، وقطاعي البترول والاتصالات وغيرها الكثير، حيث تسعى الشركة لخدمة الوطن والمجتمع ورفع كفاءة الكوادر الشابة في مجال البرمجيات وخدمات التعهيد.
وأكدت عباس أننا نشهد حاليا لحظة تاريخية متمثلة في نمو حجم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي التوليدي في مختلف القطاعات بهدف تسريع وتيرة الأعمال بكفاء وميكنة الخدمات وزيادة العائد الاقتصادي، ودعم متخذي القرار بالبيانات الموثوقة.
وحسب دراسة أجرتها IBM مع عملائها فإن حوالي 42% من المؤسسات التي خضعت للدراسة تستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل فعّال في أعمالها.
وأشارت إلى أن IBM أطلقت في شهر مايو الماضي منصة IBM watsonx والتي تمثل كل الخبرات التكنولوجية للشركة لتعظيم الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وحاليا هناك أكثر من 100 مليون مستخدم للمنصة لدعم التحول الرقمي في الشركات والحكومات وتطوير منظومة الأعمال والخدمات.
ومن جانبه قال سعد توما مدير عام شركة IBM للشرق الأوسط وإفريقيا عن منصة watsonx المفتوحة للابتكار والعمل مع البيانات الموثوقة، وهي عبارة عن 3 منصات watsonx.ai و watsonx.data وwSatsonx.governance جميعها موجهة للاستخدامات التجارية، وتمكين كل المبتكرين في مجال الذكاء الاصطناعي. وقال ان حاليا هناك ما يقرب من 1000 برنامج تجريبي يعمل على watsonx من بينها برامج داعمة لقطاعات الموارد البشرية وإدارة علاقات العملاء وتحديث التطبيقات. كما استفادت من المنصة هيئات دولية كبرى مثل نادي إشبيلية لكرة القدم، بطولة ويمبلدون للتنس، بطولة أمريكا المفتوحة للتنس، والأكاديمية الأمريكية المنظمة لمسابقة الجراميز للموسيقى والغناء. إلى جانب ذلك، حرصت IBM على قيادة تحالف للذكاء الاصطناعي مع Meta وأكثر من 75 عضواً لخلق مجتمع من منشئي التكنولوجيا والمطورين، الذين يتعاونون لتطوير الذكاء الاصطناعي الآمن والمسؤول المعتمد على الابتكار المفتوح، مع وضع حواجز الحماية المناسبة.
وأوضح المهندس مصطفى ظافر، نائب رئيس IBM لحلول الذكاء الاصطناعي والبيانات والميكنة لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، إن الطفرة الكبيرة التي تحققت مؤخراً في الذكاء الاصطناعي التوليدي سببها هو توافر البيانات المميكنة والأجهزة الرقمية لمعالجة البيانات وبرمجيات تعلم الآلة.
و أكد المهندس خالد العطار، نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتنمية الإدارية والتحول الرقمي، أن الدولة، ممثلة في وزارة الاتصالات، تعمل حالياً على تنظيم وتنمية البيئة الداعمة للذكاء الاصطناعي وضمان حماية الأطراف وتحقيق الحوكمة. ولتنفيذ ذلك، يتم حالياً العمل على قانون تنظيم واستخدام البيانات والاستثمار في الكوادر البشرية وزيادة مشاركة المصريين في صناعة التعهيد، إضافةً إلى وضع الكود الأخلاقي للذكاء الاصطناعي وإجراء عدد من النماذج الأولية لتطبيق الذكاء الاصطناعي في القضاء وغيرها من القطاعات الخدمية بالدولة
وفي جلسة خاصة عن التكنولوجيا في صناعة الإعلام تحدث إسلام الحريري، رئيس قطاع التكنولوجيا بشبكة DMC، عن اعتمادهم على برنامج Aspera من IBM وذلك لنقل وتداول البرامج والمسلسلات والمحتوى الرقمي الدرامي والإخباري بشكل سريع وآمن ودرجة عالية من الكفاءة وهو أمر بالغ الأهمية خاصةً في ظل سرعة وتيرة الأعمال في القنوات الإخبارية والتلفزيونية والحاجة المستمرة للاعتماد على حلول تكنولوجية مميزة مثل التي تتيحها IBM.
وأشار إيهاب حمزة، المدير التقني لشركة Systems Design أحد شركاء أعمال IBM، إن التسابق الدولي في بث الأخبار والمحتوى الرقمي دفع القنوات الإعلامية للبحث عن حلول تكنولوجية آمنة تسهم في تسريع وتيرة الأعمال. إضافةً لذلك، فإن هذه التقنيات تساعد بدرجة كبيرة في تنفيذ عقود القنوات في نقل وتداول المحتوى الدرامي ما بين القنوات العربية وهو ما يتم بكفاءة عالية خلال شهر رمضان على سبيل المثال.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
لماذا فشل Copilot+؟ مايكروسوفت تعيد صياغة استراتيجيتها للذكاء الاصطناعي
في العام الماضي، أطلقت مايكروسوفت مبادرة Copilot+ وسط ضجة كبيرة، باعتبارها الجيل الجديد من الحواسيب المحمولة فائقة الأداء المخصصة لعصر الذكاء الاصطناعي، لكن، ومع مرور الوقت، بدأت الحقائق تتكشف: الخطة لم تكن واضحة بما يكفي، والمستهلكون لم يبدوا الحماس الذي كانت تتوقعه الشركة، وبين ميزات غير مقنعة، وأجهزة مرتفعة الثمن، ومخاوف خصوصية، وجدت مايكروسوفت نفسها مضطرة لتغيير الاتجاه.
منذ اللحظة الأولى، كان هدف مايكروسوفت من مبادرة Copilot+ افتراض أن جميع المستخدمين يتطلعون بشغف إلى ميزات الذكاء الاصطناعي، لكن الواقع كان مختلفًا. فالمستهلك العادي لا يهتم بميزات الذكاء الصناعي بقدر الشركات نفسها، كما أن أبرز ميزة كانت الشركة تروج لها، وهي ميزة "Recall"، أثارت موجة انتقادات واسعة بسبب قدرتها على تسجيل كل ما يظهر على شاشة المستخدم لإنشاء قاعدة بيانات قابلة للبحث، ما وصفه كثيرون بأنه كابوس خصوصي، حتى على مستوى الفعالية، لم يجد المستخدمون أن تذكر الملفات وزيارات الويب ميزة جوهرية تستحق الاستثمار.
هذه الفجوة بين توقعات مايكروسوفت والسوق انعكست بسرعة على المبيعات. فبحسب تقارير Mercury Research، شكلت أجهزة Copilot+ أقل من 10% من إجمالي مبيعات الحواسيب المحمولة خلال الربع الثالث من 2024.
وفي الربع الأول من عام 2025، لم تتجاوز حصة أجهزة Copilot+ نسبة 2.3% من أجهزة ويندوز الجديدة وفق IDC، بينما شكلت 1.9% فقط من إجمالي سوق الحواسيب عالميًا. الأرقام واضحة: المبادرة لم تُقنع الجمهور.
أمام هذا الواقع، بدأت مايكروسوفت تعديل بوصلتها. فبدلًا من مواصلة الترويج لأجهزة Copilot+ كفئة منفصلة وفاخرة، اتجهت الشركة نحو مفهوم مختلف: جعل كل جهاز يعمل بنظام Windows 11 جهازًا ذكيًا، بغض النظر عن وجود معالج ذكاء اصطناعي داخلي من عدمه.
وقدمت الشركة ميزات تعتمد على السحابة مثل الأوامر الصوتية الجديدة "Hey Copilot" وميزة Copilot Vision التي تتيح للمساعد رؤية ما على الشاشة، هذه الميزات لا تحتاج إلى وحدات NPU بقوة 40 TOPS كما هو الحال في أجهزة Copilot+، مما يجعل الذكاء الاصطناعي متاحًا على نطاق أوسع.
وعلى الرغم من التراجع الواضح، إلا أن مبادرة Copilot+ لم تكن بلا فوائد، فقد فرضت مايكروسوفت لأول مرة معايير أكثر تطورًا لمواصفات الأجهزة الجديدة، مثل ذاكرة RAM بسعة 16 جيجابايت ومساحة تخزين 256 جيجابايت، إلى جانب تحسين كبير لدعم نظام ويندوز على معالجات ARM، وخاصة جهاز Surface الذي جاء بمعالج Snapdragon، وقد لاقى هذا التغيير قبولًا أفضل من المتوقع، كذلك، كانت مبادرة Copilot+ سببًا في تسريع تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي على ويندوز، حتى إن لم ينتهِ الأمر بتحقيق النجاح التجاري المطلوب.
لكن المشكلة الجوهرية ظلت كما هي: المستخدمون لا يزالون يرون أن خدمات الذكاء الاصطناعي المفيدة فعليًا مثل ChatGPT وSora وCopilot نفسه تعمل بالأساس عبر السحابة، ما يجعل وحدات المعالجة العصبية الداخلية غير ضرورية لمعظم الاستخدامات اليومية.
صحيح أن معالجة الذكاء الاصطناعي محليًا قد تكون مستقبلية من حيث الأمان والسرعة وتجنب إرسال البيانات الحساسة للخوادم، لكنها لم تصل بعد إلى مرحلة تُغري الجمهور بشراء أجهزة جديدة.
مع ذلك، فإن التوقعات المستقبلية تروي قصة أكثر طموحًا. فبحسب تقارير Omdia، من المتوقع أن تمثل أجهزة الكمبيوتر المدعومة بالذكاء الاصطناعي 55% من إجمالي الشحنات العالمية بحلول 2026، لترتفع إلى 75% بحلول 2029، مع سيطرة واضحة لنظام ويندوز، هذا يعني أن التحول آتٍ لا محالة، لكن بوتيرة غير التي توقعتها مايكروسوفت عند إطلاق Copilot+.
وفي النهاية، تبدو قصة Copilot+ مثالًا حيًا على الطريقة التي تتعلم بها الشركات الكبرى من أخطائها: طموح زائد، تطبيق متعجل، ثم مراجعة شاملة، ورغم تراجع المبيعات، فإن مايكروسوفت لا تزال تصر على أن الأجهزة المدعمة بالذكاء الاصطناعي هي مستقبل الحوسبة.
أما الطريق نحو هذا المستقبل، فسيكون أقرب إلى سباق طويل المدى، وليس انطلاقة خاطفة كما كان مخططًا لها.
بهذا المشهد المتغير، يبدو أن معركة الذكاء الاصطناعي على الحواسيب الشخصية ما زالت في بدايتها، وأن مايكروسوفت تحاول إعادة بناء مكانتها خطوة بخطوة، بعد درس كبير اسمه Copilot+.