واشنطن- منذ اللحظات الأولى لغزو روسيا للأراضي الأوكرانية، تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بدعم كييف إلى ما لا نهاية، واتبع إستراتيجية ثلاثية الأبعاد قوامها: تسليح أوكرانيا، وفرض عقوبات على روسيا، ودعم الوجود العسكري الأميركي في الدول المجاورة لكييف.

وبعد عامين على بدء الغزو، تعقد الموقف الأميركي الداعم لكييف مع بدء فصل انتخابي أميركي ساخن، ورفض أغلبية الجمهوريين بالكونغرس تقديم المزيد من المساعدات لأوكرانيا، بينما يؤمن خبراء عسكريون بصعوبة تحقيق الجيش الأوكراني أي انتصارات مستقبلية، واستحالة تحرير أراضيه.

ولإلقاء الضوء على موقف إدارة بايدن مع دخول الحرب في أوكرانيا عامها الثالث، وكيفية إدارة الصراع، حاورت الجزيرة نت، ألكسندر داونز، مدير معهد دراسات الأمن والصراع بجامعة جورج واشنطن، والخبير في الصراعات الدولية وحروب المدن.

وفيما يلي نص الحوار:

كيف تقيّمون رد فعل إدارة بايدن على الحرب الروسية على أوكرانيا على مدار السنتين الماضيتين؟

بدأت إدارة بايدن باتخاذ موقف حذر، ولكنه حازم. منذ البداية، كان الرئيس قلقا بشأن احتمال التصعيد، بما فيه التصعيد النووي. أراد بايدن أن يبعث برسالة قوية مفادها أن عدوان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أوكرانيا سيقاوَم، لكنه لم يكن لديه مصلحة في دخول الولايات المتحدة، أو حلف الناتو الصراع بصورة مباشرة.

كان نهج بايدن الحذر يعني الزيادة التدريجية في أنواع الأسلحة لأوكرانيا. أسلحة كثيرة في البداية كانت من المحظورات خوفا من تصعيد رأته واشنطن غير ضروري في مواجهة موسكو.

لكن وبمرور الوقت، حصلت كييف على قاذفات صواريخ HIMARS، ودبابات M1A1، وطائرات مقاتلة من طراز F-16، وتم ذلك بصورة تدريجية محسوبة بدقة. رغم أن بعض المتابعين قد ينظر إلى هذا النهج التدريجي على أنه متواضع في مواجهة خصم لديه أسلحة نووية، إلا أنه يبدو لي طريقة حكيمة ومناسبة للمضي قدما.

هل غيّرت واشنطن إستراتيجيتها تجاه أوكرانيا خلال السنتين الماضيتين؟

لا، ولكن قد تكون هناك تغييرات في المستقبل القريب. كانت إستراتيجية إدارة بايدن منذ البداية هي مساعدة أوكرانيا على الصمود وصد العدوان الروسي وهزيمته في نهاية المطاف، من خلال توفير المساعدات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية.

و"الهزيمة" هنا لا تعني العودة إلى الوضع الذي كان قائما من قبل؛ بل العودة إلى الوضع السابق بسيطرة كييف على كامل ترابها الوطني، بما في ذلك انسحاب القوات الروسية من جميع الأراضي الأوكرانية قبل 2014 (بما فيها شبه جزيرة القرم).

أعلن الرئيس بايدن -في قمة حلف الناتو في فيلنيوس- أن الولايات المتحدة ستدعم كييف "مهما استغرق الأمر"، وواصلت الإدارة القول علنا إنها لن تجبر أوكرانيا على التفاوض.

لكن الأمور تتغير. حتى مع المساعدات الضخمة، وتدريب الناتو للقوات الأوكرانية على حرب التكتيكات والأسلحة والدبابات الغربية المتقدمة، أخفق الهجوم الأوكراني المضاد في صيف 2023. وأعاد الروس تجميع صفوفهم وطردوا القوات الأوكرانية من باخموت وأفدييفكا.

وفي واشنطن امتنع الجمهوريون عن تقديم المزيد من المساعدات لأوكرانيا. لقد تغير خطاب الرئيس من دعم كييف ومن تكرار عبارة "طالما استغرق الأمر" إلى تكرار عبارة "طالما استطعنا"، وهذا فرق كبير؛ لأن "طالما نستطيع" قد يكون المقصود بها سنتين أو أكثر قليلا.

ولا توجد أي حظوظ لأوكرانيا في ساحة المعركة دون وصول السخاء الغربي سواء في التسليح أو التدريب أو الدعم المالي. ولذا، قد يتغير موقف إدارة بايدن إلى الطلب من كييف قبول التفاوض للوصول إلى أفضل صفقة ممكنة، في ظل الأوضاع على الأرض.

ماذا قد يعني انتصار الرئيس السابق دونالد ترامب في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني 2024 القادمة على مستقبل الحرب في أوكرانيا؟

علينا أن نتذكر أن دونالد ترامب كونه رئيسا سابقا كان معجبا كبيرا ببوتين، ولا يزال يمتدحه حتى يومنا هذا. كما انتقد ترامب بشدة جهود الولايات المتحدة والناتو للدفاع عن أوكرانيا.

ويعارض ترامب اقتراح إدارة بايدن إرسال 60 مليار دولار إضافية من المساعدات إلى كييف، وهاجم حلفاء ترامب الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ الذين صوّتوا لصالح هذا الإجراء. كما قال ترامب إنه كان بإمكانه منع الحرب بإعطاء أجزاء من أوكرانيا لروسيا، وإنه إذا فاز بالرئاسة فيمكنه إنهاء الحرب في غضون 24 ساعة.

ومن الواضح أن ترامب يفضّل صفقة تنطوي -على الأقل- على قبول مكاسب روسيا الإقليمية بضمها بعض الأراضي في أوكرانيا، سيكون هذا تغييرا جذريا عن السياسة المعلنة الحالية لإدارة بايدن، رغم أنها ربما تكون أقل اختلافا عن الموقف الذي قد ينتهي إليه بايدن بالنظر إلى التطورات الأخيرة.

هل أنت متفائل بشأن إمكانية تقدم أوكرانيا عسكريا مع بدء السنة الثالثة من القتال؟ ولماذا؟

لا، فلم يتمكن هجوم أوكرانيا خلال الصيف الماضي إلا من كسب حوالي 10 أميال فقط. لقد تصوّر المراقبون أن بضع عشرات من الدبابات الألمانية والبريطانية والأميركية، وبضعة أشهر من التدريب على القتال بهذه الأسلحة، ستمكّن الجيش الأوكراني من شن حرب خاطفة وهزيمة الروس.

ولم يتقدم الأوكرانيون بسبب قوة الأحزمة الدفاعية الروسية العميقة التي تعجّ بالألغام وتغطيها الصواريخ المضادة للدبابات والمدفعية في هذه المناطق. والآن يتعثر تقديم المساعدات الغربية والأميركية العسكرية لأوكرانيا، ما يؤدي إلى نقص الذخيرة والإضرار بالروح المعنوية للقوات.

ومع إعاقة الجمهوريين للمساعدات الأميركية لأوكرانيا، يُرجح أن تكون رئاسة ترامب أسوأ بالنسبة لكييف.

يحدث كل هذا في الوقت الذي أعاد فيه الروس تجميع صفوفهم. من ناحية أخرى، تعدّ حرب الاستنزاف الجارية حاليا مكلفة للغاية للجانب الأوكراني. فقد سمحت هذه الحرب بتقدم روسيا تدريجيا، والسيطرة على مناطق ومدن نشب حولها القتال مؤخرا، مثل: باخموت وأفدييفكا. وهي تفيد الجانب الأقوى ماديا، وموسكو هي هذا الطرف في الوقت الراهن.

مع هذا الواقع الجديد، هل التسوية الدبلوماسية للحرب في أوكرانيا ممكنة، أو حتى مرغوبة من إدارة بايدن؟

تنتهي جميع الحروب تقريبا بتسويات متفاوض عليها. هناك بعض الاستثناءات في التاريخ، ولكن حتى الحروب من أجل تغيير النظام تنتهي قبل التدمير الكامل لقدرة العدو على المقاومة. هذه الحرب في أوكرانيا لن تكون مختلفة، ويبقى السؤال الوحيد هو ما هذه الشروط؟

وتقليديا تختلف أهداف الحرب للدول باختلاف حظوظها في ساحة المعركة: فالدول التي تقترب من الانتصار تريد المزيد، والدول التي تقترب من الهزيمة تستقر على قبول بعض الخسائر.

ويبدو أن أهداف الحرب الأوكرانية لم تتزعزع، إذ تصرّ كييف على أن روسيا يجب أن تنسحب عن جميع الأراضي الأوكرانية التي استولت عليها منذ 2014، بما فيها شبه جزيرة القرم. وكان أحد الأسباب التي جعلت أوكرانيا تحافظ على أهدافها العسكرية الواسعة هو الدعم الذي تلقته من أميركا وغرب أوروبا.

الآن بعد أن أصبح تدفق المساعدات عرضة للانخفاض إلى حدود ضئيلة، قد يضطر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تقليل أهدافه، وقبول فِقدان بعض الأراضي.

ما رؤية إدارة بايدن لتسوية سلمية لحرب أوكرانيا؟

ليس من الواضح ما إذا كانت التسوية أمرا جيدا أو سيئا لواشنطن. على الجانب الإيجابي من أي تسوية مستقبلية، ستحتفظ أوكرانيا بمعظم أراضيها، وستنتهي حرب خطيرة بالوكالة مع خصم مسلح نوويا، وستضعف القوة العسكرية الروسية بسبب خسائرها الفادحة.

ومن ناحية أخرى، فإن حرب بوتين العدوانية قد تجعله أكثر جرأة لشن المزيد من الهجمات ضد شركاء واشنطن الأعضاء في الناتو. لكنه يدرك جيدا الفارق بين حلفاء واشنطن الأعضاء في الناتو، وحلفائها من خارجه، لذلك سيتردد في التفكير في أي مغامرة عسكرية مع أي عضو بالحلف.

ومن وجهة نظر إدارة بايدن، ليس من الواضح أن دعم تسوية سلمية تُظهره بمظهر الخاسر، خاصة أنه عادة ما يكون تقديم تنازلات للخصوم في عام الانتخابات انتحارا سياسيا.

ولكن نحن أمام حالة مختلفة، إذ يعارض الجمهوريون الترامبيون في الكونغرس تقديم مساعدات لأوكرانيا، ويؤيد 70 % من الرأي العام الأميركي في استطلاعات الرأي الأخيرة مسار المفاوضات لإنهاء الحرب.

ومن المحتمل أن يتلقى بايدن انتقادات من داخل حزبه، ومن الجمهوريين التقليديين، أكثر من الجمهوريين اليمنيين من أنصار ترامب وتيار ماغا (MAGA).

ومع ذلك، يهاجم ترامب بايدن في كل الحالات، وقد اتهمه في فعالية انتخابية بالتآمر لإعطاء أوكرانيا لروسيا، وقال إنه سيعمل على حماية كييف أكثر من بايدن. وبغض الطرف عن السياسة الداخلية الأميركية، فإن التوصل إلى تسوية تفاوضية للحرب أمر ممكن، ولكنه غير مرجح حتى الآن.

من المحتمل أن أهداف بوتين آخذة في الارتفاع ولم تسقط أهداف أوكرانيا بعد، مما يعني أنه لا يوجد مجال لإبرام صفقة في الأسابيع والأشهر المقبلة.

يدّعي الجمهوريون أن إدارة بايدن تمنح "شيكات" على بياض لأوكرانيا، هل تتفق معهم؟ ولماذا؟

صحيح أن واشنطن قدمت مساعدات كثيرة لأوكرانيا قُدرت بـ 50 مليار دولار، وفق تقرير صدر عن خدمة أبحاث الكونغرس. وصحيح أنه كان يمكن إنفاق هذه الأموال على أولويات كثيرة للمواطنين الأميركيين. ومع ذلك، ومن حيث سياسات القوى العظمى، فإن المساعدات لكييف هي أموال أُنفقت بشكل جيد.

وعندما يكون الخصم غبيا بما يكفي ليتورط في مستنقع، فإن دعم الجانب الآخر هو إستراتيجية ذكية لاستنزاف هذا الخصم. في فيتنام، مثلا، عندما دخلت الولايات المتحدة في حرب ذات مصالح وقيمة إستراتيجية ضئيلة، كانت الصين والاتحاد السوفياتي أكثر من سعداء بضخ الأموال والرجال والأسلحة إلى فيتنام لإضعاف عدوهم.

وردّت واشنطن الجميل بعد عقد من الزمان عندما غزا السوفيات أفغانستان، وقدمت الدعم للمجاهدين هناك، وهو ما كلّف موسكو غاليا، وأسهم في زوال الاتحاد السوفيتي. ولعبت إيران الدور نفسه خلال الاحتلال الأميركي للعراق. وبعبارة أخرى، قد يكون مبلغ الـ 50 مليار دولار استثمارا جيدا بالنظر إلى حجم الضرر الذي ألحقته الحرب بالقوة العسكرية الروسية.

قدمت واشنطن مساعدات عسكرية وغير عسكرية كثيرة لأوكرانيا، ولكن بعد سنتين من القتال، لا تزال روسيا تسيطر على حوالي 20% من أراضي كييف. كيف نحسب تأثير المساعدات الأميركية؟

من ناحية، أوقف الأوكرانيون الهجوم الروسي الأولي قبل أن تبدأ المساعدات العسكرية في التدفق. أعتقد أن الأسلحة والدعم الأميركي قدما إسهاما قابلا للقياس عبر ضمان استمرار نظام الحكم في أوكرانيا على البقاء. حتى الأشياء اليسيرة، مثل: صواريخ جافلين المضادة للدبابات، أحدثت فرقا في وقت مبكر.

وبالمثل، أبقت قذائف المدفعية عيار 155 ملم المدافع الأوكرانية تطلق النار بلا توقف، وساعدت أنظمة "سام" في الدفاع عن المدن الأوكرانية ضد وابل الصواريخ الروسية.

ولكن هناك حدود لما يمكن أن تفعله المساعدات العسكرية، وفي هذه الحالة لم تمكّن المساعدات الأميركية أوكرانيا من شن هجمات واستعادة مساحات كبيرة من الأراضي. التقنية المتقدمة لا تكسب الحروب من تلقاء نفسها. يجب تدريب الجنود على استخدام الأسلحة، وأن يكونوا قادرين على تشغيلها في ظروف الحرب.

كان من السذاجة الاعتقاد بأن أعدادا صغيرة من الدبابات الأميركية والأوروبية ستحدث فرقا كبيرا. من الصعب للغاية تدريب الأفراد على تكتيكات وعمليات الأسلحة المشتركة الحديثة.

ولم يتمكن مدرّبو حلف الناتو من نقل خبراتهم في حرب المناورة إلى أعداد كافية من الجنود الأوكرانيين؛ نظرا للوقت المحدود المتاح قبل هجوم كييف الصيفي. تحت الضغط وظروف القتال، عاد الأوكرانيون إلى أساليبهم السابقة، وتبع ذلك الوصول لطريق مسدود في التقدم عسكريا.

باختصار، أبقت المساعدات العسكرية الأميركية والغربية أوكرانيا في المعركة ويمكن أن تبقيها، لكنها لم ولن تُمكّن أوكرانيا من طرد القوات الروسية من أراضيها.

إستراتيجيا، كيف يؤثر العدوان الإسرائيلي في غزة على الحرب في أوكرانيا؟

تؤثر بعدة طرق. أولا، خلقت الحرب على غزة منافسة على المساعدات العسكرية الأميركية، وتقديمها لأوكرانيا أو لإسرائيل.

ثانيا، تشتت الانتباه على المستوى الدبلوماسي، حيث تعرضت واشنطن للسخرية بسبب استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرارات عدة دعت إلى وقف إطلاق النار في مجلس الأمن، في حين أنها غير قادرة على التأثير في أهداف إسرائيل وإدارتها للحرب على الأرض.

ثالثا، تعكر حرب غزة صفو السياسة الداخلية الأميركية، حيث يفضل الجمهوريون المؤيدون لترامب في مجلس النواب تقديم المساعدات لإسرائيل؛ لكنهم يعارضون تقديمها لأوكرانيا، وانتهى بهم الأمر إلى عرقلة المساعدات للطرفين.

ما أهم العواقب الجيوستراتيجية الرئيسة للحرب الأوكرانية حتى الآن بعد سنتين على اندلاعها؟

كانت إحدى النتائج الجيوستراتيجية المفاجئة للحرب في بدايتها، هي التأثير الموحّد والمحفّز الذي أحدثته على حلف الناتو.

كان بوتين يراهن على أن الدول الأوروبية، مثل: ألمانيا التي تعتمد على الغاز الروسي، ستكون مترددة في معارضة هجومه على أوكرانيا. لكنه كان مخطئا، إذ اجتمع الناتو وظل متماسكا إلى حد كبير، مع بعض السقطات، مثل: معارضة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انضمام السويد إلى الحلف.

ولكن حتى الآن، لم تؤدّ هذه الوحدة إلى زيادات كبيرة في القدرات العسكرية الأوروبية والإنتاج الدفاعي. لا يزال إنتاج قذيفة 155 ملم ضعيفا وسيظل كذلك لسنوات. اعتقدت هذه الدول أن الحرب في أوروبا كانت شيئا من الماضي، وراهنوا بشكل خاطئ على ذلك.

كما قد تتأثر كثيرا وحدة الناتو بشكل صارخ إذا فاز ترامب في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني 2024. سيكون ذلك كارثيا بالنسبة لأوكرانيا، وربما بالنسبة لبعض دول الناتو بالنظر إلى تصريحات ترامب بأنه سيشجع روسيا على فعل ما تريد لأعضاء الحلف، الذين لا ينفقون ما يكفي على الدفاع.

أما النتيجة الثانية فهي العلاقات المزدهرة التي عزّزتها الحرب بين روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية.

كانت الصين مقيدة بشكل ملحوظ على أحد المستويات، وامتنعت عن تزويد روسيا بالأسلحة. لكنها أسهمت بطرق أخرى، مثل: شراء النفط الروسي، ومن ثم ملء خزانة حرب بوتين، كما حصلت موسكو على قذائف المدفعية والصواريخ من كوريا الشمالية، وعلى طائرات دون طيار من إيران.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المساعدات العسکریة الحرب فی أوکرانیا الولایات المتحدة أوکرانیا على إدارة بایدن ن المساعدات حلف الناتو ن أوکرانیا ت واشنطن بما فی

إقرأ أيضاً:

السفير الروسي في مصر: الغرب يستخدم أوكرانيا لضرب روسيا و”المنطقة العازلة” تحمي أمننا القومي

السفير جيورجي بوريسينكو:

 القيادة الأوكرانية الحالية غير شرعية المنطقة العازلة تحمي الأمن القومي الروسي هدف الغرب استمرار الحرب، وهدف روسيا السلام كنا نأمل أن تكون أوكرانيا دولة جارة مسالمة لا نؤيد فكرة وقف إطلاق النار المؤقت الرئيس بوتين لا يُعير اهتمامًا لتصريحات ترامب الانتخابية الغرب يستخدم أوكرانيا كمنصة لضرب روسيا نعترف باستقلال أوكرانيا منذ عام 1991 وقف الدعم العسكري لأوكرانيا يوقف الحرب نُقدّر دور الرئيس ترامب لحل الأزمة في أوكرانيا الاقتصاد الروسي يتطور بشكل أسرع مما كان عليه قبل العقوبات  الأوروبيين يعانون من العقوبات أكثر من روسيا واشنطن تريد الحفاظ على تفوق إسرائيل العسكري في المنطقة 

 

حوار/ محمد أبو سبحة
 القاهرة (زمان التركية)ــ يرى السفير الروسي في القاهرة جيورجي بوريسينكو أن دعم الغرب لأوكرانيا بالسلاح أجج الحرب الدائرة منذ أكثر من ثلاث سنوات وأن سعي أوكرانيا منذ القدم للاقتراب من الناتو تسبب في وقوع الأزمة الحالية، معتبرًا في حوار مطول مع  جريدة (زمان التركية) أن العقوبات الاقتصادية الغربية، انعكست سلبًا على أوروبا أكثر من روسيا التي طورت اقتصادها، ودافع  عن مخطط إقامة “المنطقة العازلة” على حدود أوكرانيا، من أجل “حماية الأمن القومي الروسي”، ووصف القيادة الأوكرانية الحالية بأنها “غير شرعية”.

 كيف تنظرون إلى تطور الدور الأمريكي في الأزمة الروسية الأوكرانية بعد فوز ترامب؟ وهل تعهد ترامب يحاول فرض موقفه؟

نحن نُقدّر الرئيس دونالد ترامب وإدارته على الجهود التي يبذلونها لحل هذه الأزمة والتغلب على النزاع في أوكرانيا. إنهم يحاولون منع المزيد من تدمير البنى التحتية وسفك الدماء، ونحن نُدرك في الوقت ذاته أهمية ضمان أمننا القومي، ولهذا السبب لدينا مطالب محددة لضمان هذا الأمن.

نحن لا نؤمن بفكرة وقف إطلاق النار المؤقت لبضعة أسابيع كما تطرح بعض الدول الغربية مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية. الأمر لا يتعلق بمجرد هدنة قصيرة، بل نحن بحاجة إلى وقف دائم لإطلاق النار بشروط واضحة ومضمونة. ما نراه حاليًا هو أن الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، تزود أوكرانيا بالمعدات العسكرية، مثل صواريخ “تاوروس” الألمانية ومكونات أخرى أمريكية الصنع.

السبيل الحقيقي الوحيد لإنهاء هذا الصراع، سواء بالنسبة للولايات المتحدة أو باقي الدول الغربية، هو التوقف عن دعم القوات الأوكرانية. إذا توقفت الدول الغربية عن تزويد أوكرانيا بالمعلومات الاستخباراتية والمعدات العسكرية، فإن الحرب ستنتهي خلال بضعة أشهر. فالحرب الأوكرانية تعتمد بشكل شبه كامل على الدعم الغربي، في حين أن روسيا تقاتل باستخدام أسلحتها الخاصة، دون أن تطلب دعماً من أحد.

الأوكرانيون يعتمدون بالكامل على الدعم العسكري واللوجستي من الغرب، وإن توقف هذا الدعم، فإن الحرب ستتوقف. لكن الحقيقة هي أن الغرب لا يريد انتهاء هذه الحرب، بل يريدون استمرارها واستنزاف روسيا، كما حاولوا في الماضي.

ما نراه اليوم ليس جديدًا، إنه يشبه ما حدث في القرن التاسع عشر، عندما غزا نابليون روسيا، ولم تكن جيوشه فرنسية فقط، بل ضمت جنودًا من دول أوروبية عديدة. ثم في القرن العشرين، قامت دول مثل فنلندا، وإسبانيا، ودول أوروبية أخرى، بالانضمام إلى هتلر في حربه ضد روسيا.

اليوم، تحاول أوروبا مجددًا الانتقام من روسيا على هزائمها السابقة، ويبدو أن هناك محاولة ثالثة لإلحاق الهزيمة بنا. شخصيات مثل بوريس جونسون، ومسؤولين فرنسيين وألمان، أعلنوا صراحة أن هدفهم هو “إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا في ساحة المعركة”، وهذا هو هدفهم المعلن.

لهذا السبب، نحن نصر على ضرورة ضمان أمننا القومي. نعم، نرى أن الإدارة الأمريكية الحالية تحاول الآن البحث عن طرق لفرض وقف إطلاق النار، لكن وقف إطلاق النار لا يكفي. ما نحتاجه هو سلام دائم ومستقر، ويجب أن يكون هذا السلام مشروطًا بعدة أمور، من بينها: وقف كامل لإرسال الأسلحة إلى أوكرانيا، وعدم وجود أي تدريبات أو عمليات عسكرية مشتركة على الأراضي الأوكرانية، بجانب انسحاب القوات الأوكرانية من جميع الأراضي الروسية، لأن بعض المناطق التي يدور فيها القتال الآن هي جزء من الأراضي الروسية وقد تم ضمها رسميًا. نحن نبحث عن سلام حقيقي، وليس هدنة مؤقتة تخدم الغرب لإعادة تسليح أوكرانيا.

ما تعليقكم على على قول الرئيس ترامب إن الرئيس الروسي “يلعب بالنار” ولا يريد السلام؟

الرئيس بوتين لا يُعير اهتمامًا لتصريحات الرئيس الأمريكي، فمن مسؤولية الإدارة الأمريكية أن تفسر وتوضح مقاصد كلمات رئيسها. أستطيع أن أتفهم أن مثل هذه التصريحات قد تكون لها دوافع داخلية تتعلق بالسياسة الأمريكية المحلية، خاصةً في ظل الأجواء الانتخابية.

ولكن، كما قلت سابقًا، من الضروري معالجة الأسباب الجذرية للأزمة، والتي تبدأ من توسع حلف الناتو المستمر شرقًا. حتى بعض المسؤولين الأمريكيين اعترفوا مؤخرًا بأنهم يدركون موقف روسيا، وأن هذا النزاع ما هو إلا حرب بالوكالة يشنّها الناتو ضد روسيا.

الناتو يستخدم أوكرانيا، ويستخدم الأوكرانيين أنفسهم، كأداة لمهاجمة روسيا. للأسف، الغرب لا يهتم بمصير الشعب الأوكراني. هم على استعداد للتضحية بكل الأوكرانيين في سبيل إضعاف روسيا. وعندما يُستنزف الشعب الأوكراني تمامًا، سيبدأون باستخدام دول أخرى مثل بولندا لتنفيذ نفس الدور.

الهدف الغربي واضح: إضعاف روسيا. لأن روسيا دولة كبيرة وقوية، وتشكل عائقًا أمام الهيمنة الغربية العالمية. لذلك، يحاولون بشتى الطرق إضعافها — تمامًا كما فعلوا في القرن التاسع عشر مع نابليون، وفي القرن العشرين مع هتلر، والآن يحاولون مجددًا.

ونحن نقدّر رغبة الرئيس ترامب في وقف هذه السياسات العدوانية، ونُثمّن موقفه في السعي إلى التهدئة. بالطبع لدينا مصالح قومية، وهذه المصالح قد تتوافق مع مصالح الأمريكيين في حال وجود نية صادقة للسلام. نحن بلد ذو سيادة، ولا نعطي أهمية لما يُقال عنا في الإعلام أو في الأروقة السياسية الغربية، وأولويتنا الأولى هي ضمان أمن روسيا القومي، وهذه هي القاعدة التي نبني عليها كل مواقفنا.

 كيف استطاعت روسيا الصمود أمام العقوبات الغربية واسعة النطاق؟ 

فرضت العديد من الدول الغربية  -مثل الولايات المتحدة وأوروبا الغربية واليابان ودول أخرى من المعسكر الغربي- عقوبات اقتصادية صارمة على روسيا. نعم، هذه العقوبات سبّبت بعض الأضرار في البداية، وواجهنا تحديات اقتصادية، لكن على المدى الطويل، استطاع الاقتصاد الروسي أن يتعافى ويتطور بشكل أسرع مما كان عليه قبل العقوبات.

بعد انسحاب العديد من الشركات الغربية من السوق الروسية، سارعت الشركات المحلية الروسية لملء هذا الفراغ، وبدأنا في تطوير تقنياتنا الخاصة، والاعتماد على مصادر بديلة من دول أخرى في آسيا، إفريقيا، وأمريكا اللاتينية. في الواقع، العقوبات الغربية لم تعزل روسيا، بل عزلت الغرب نفسه عن روسيا.

إذا نظرت إلى خريطة العالم، سترى أن الجزء الوحيد الذي لا يريد التعاون مع روسيا هو أوروبا الغربية، بينما بقية دول العالم تتعاون معنا بشكل طبيعي. ومن المفارقات أن الأوروبيين الذين فرضوا هذه العقوبات هم أنفسهم يعانون منها الآن أكثر منّا.

على سبيل المثال، ألمانيا كانت تشتري الغاز الروسي عبر الأنابيب بأسعار معقولة، لكنها الآن مضطرة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة بأسعار تزيد عن الضعف. وهذا الأمر رفع تكلفة الإنتاج على الشركات الألمانية، وأضعف قدرتها التنافسية أمام نظيراتها الأمريكية. حتى المواطن العادي في أوروبا أصبح يدفع أكثر للحصول على الكهرباء والتدفئة.

النتيجة؟ شركات كبرى مثل “فولكس فاجن” أصبحت تجد صعوبة في مواصلة الإنتاج داخل ألمانيا بسبب ارتفاع التكاليف. أما الولايات المتحدة فقد ربحت مرتين: مرة ببيع الطاقة لأوروبا بأسعار مرتفعة، ومرة أخرى بإضعاف الاقتصاد الأوروبي لصالح الاقتصاد الأمريكي.

حتى بعض الصناعيين والمزارعين الروس يعارضون رفع العقوبات، لأنهم استفادوا من غياب المنافسة الغربية. السوق الروسية الآن مليئة بالمنتجات المحلية، والعديد منها يتم تصديره إلى الخارج. لذلك هم لا يرغبون بعودة الشركات الغربية، ولا برفع العقوبات.

 

إعلان الرئيس بوتين إنشاء “منطقة عازلة” على الحدود مع أوكرانيا، ألا يشكل عقبة أمام جهود السلام؟

الهدف من إنشاء المنطقة العازلة ليس تعطيل عملية السلام، بل حماية الأمن القومي الروسي. وكما ذكرتُ سابقًا، هناك قذائف تطلق من الأراضي الأوكرانية نحو الأراضي الروسية، إضافة إلى محاولات تسلل من قبل مجموعات تخريبية تستهدف منشآت داخل روسيا. لذلك، نرى أنه من الضروري إنشاء منطقة عازلة تبعد القوات الأوكرانية والأسلحة الغربية عن حدودنا.

هذه المنطقة ستكون بمثابة حزام أمني لمنع تسلل العناصر العدائية ووقف تدفق الأسلحة والمعدات الغربية التي تصل إلى أوكرانيا، والتي تُستخدم لاحقًا في الهجوم على أراضينا. نحن لا نرفض فكرة السلام، لكن لا يمكن أن يكون هناك سلام حقيقي ومستقر دون وجود مسافة آمنة تفصل بين القوات المعادية وحدود روسيا السيادية.

وإذا تم تحقيق الشروط الأمنية، يمكننا مناقشة تفاصيل شكل هذه المنطقة العازلة، حجمها، وآليات مراقبتها لاحقًا. لكن في الوضع الراهن، إنشاء هذه المنطقة هو شرط مسبق لا يمكن التنازل عنه إذا كنا نتحدث عن سلام دائم وشامل.

 

ما تعليقكم على تصريح السفير الأوكراني في مصر بأن بلاده لن تقدم أي تنازلات إلا إذا قدمت روسيا تنازلات مماثلة؟

كما ذكرتُ سابقًا، فإن الأولوية القصوى بالنسبة لروسيا هي ضمان أمنها القومي، وكذلك الحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها. مناطق مثل دونيتسك، لوغانسك، خيرسون، وزابوروجيا أصبحت الآن جزءًا من الأراضي الروسية، ولا يمكن التفاوض بشأنها. لذلك فإن على القوات الأوكرانية الانسحاب الكامل من هذه المناطق.

علاوة على ذلك، ونظرًا للتهديدات المستمرة من الجانب الأوكراني، نرى أن هناك حاجة حتمية لإنشاء منطقة عازلة داخل الأراضي الأوكرانية، تفصل بين الحدود الروسية ومواقع الانتشار العسكري الأوكراني. هذه المنطقة العازلة ضرورية لحماية أراضينا ومنع تسلل المجموعات التخريبية أو إطلاق القذائف باتجاه الأراضي الروسية.

روسيا مستعدة لوقف القتال، لكن بشروط واضحة تشمل: نزع سلاح أوكرانيا، إنهاء النزعة القومية المتطرفة، وانسحاب كامل للقوات الأوكرانية من الأراضي الروسية.

أما من الناحية السياسية، فنحن نواجه مشكلة تتعلق بشرعية القيادة الأوكرانية الحالية. فترة رئاسة فلوديمير زيلينسكي قد انتهت في عام 2024، ووفقًا للقانون الأوكراني، لم يتم تمديدها عبر انتخابات شرعية. وبالتالي، يعتبر الرئيس زيلينسكي الآن شخصية فاقدة للشرعية القانونية، ولا يمكن التعامل معه بصفته رئيسًا رسميًا.

البرلمان الأوكراني، المعروف بـ”المجلس الأعلى”، ما يزال يُعتبر مؤسسة شرعية، ولكن الرئيس نفسه بات بمثابة شخص عادي أو “رئيس فعلي لجماعة حاكمة” وليست له صفة قانونية لتوقيع معاهدات أو اتفاقيات دولية.

وهنا يكمن التحدي: من سيوقع الاتفاق مع روسيا إذا كانت القيادة الأوكرانية الحالية غير شرعية؟ هذا الوضع يجعل من الصعب التوصل إلى أي تسوية سياسية دائمة ما لم يُحل موضوع الشرعية أولًا.

   بعد المناورات العسكرية المشتركة بين روسيا ومصر في شرق المتوسط، هل أبدت القاهرة اهتمامًا بالحصول على منظومات تسليح روسية متطورة؟

إن مصر وروسيا، التي كانت تُعرف سابقًا بالاتحاد السوفييتي، تفخران بعلاقاتهما التاريخية. ويوجد متحف في قلعة صلاح الدين بالقاهرة يعرض أسلحة سوفييتية وروسية استُخدمت في حرب أكتوبر، من بينها الجسور العائمة والدبابات وغيرها من المعدات. وأشهر صورة من حرب أكتوبر هي لجندي مصري على الضفة الشرقية لقناة السويس، يرفع بندقية كلاشنيكوف – وهي أشهر سلاح روسي – فوق رأسه تعبيرًا عن النصر.

أصدقاؤنا المصريون يعرفون الأسلحة الروسية جيدًا، ولديهم معرفة ممتازة بالضباط العسكريين الروس. وخلال تلك الحرب، وُجد ما يصل إلى 30 ألف جندي سوفييتي على الأراضي المصرية، قاتلوا إلى جانب الجنود المصريين ضد إسرائيل. كما كان هناك مستشارون عسكريون سوفييت في صفوف الجيش المصري، وساهموا في تحقيق النصر.

واليوم، لا يزال هناك تعاون مكثف بيننا في المجالين العسكري والفني العسكري. ونحن فخورون بأن القوات المسلحة المصرية تستخدم الآن معدات روسية حديثة ومتطورة.

وكما تعلمون، فإن الولايات المتحدة لا تبيع بعض الأسلحة لمصر لأنها تريد الحفاظ على تفوق إسرائيل العسكري في المنطقة. لكن مصر دائمًا ما تملك بدائل، ويمكنها شراء أسلحة متقدمة من دول أخرى، ومنها روسيا. كما أننا نجري تدريبات عسكرية مشتركة، حيث تتدرب قوات المظلات والدفاع الجوي معًا، وبالتالي فإن عناصرنا العسكرية يعرفون بعضهم جيدًا، ويفهمون بعضهم جيدًا. وهذا يمثل أساسًا قويًا للتعاون بيننا.

Tags: أوكرانيا وروسياأوكرانيا ومصرالحرب الروسية الأوكرانيةالدعم العسكري لأوكرانيا يالسفير الأوكراني في مصرالسفير جيورجي بوريسينكوالمنطقة العازلةتفوق إسرائيل العسكريجيورجي بوريسينكوحدود أوكرانياسفير روسيا في مصرشروط روسيا للسلام مع أوكرانياشروط روسيا لوقف الحرب

مقالات مشابهة

  • وزير الداخلية الأوكراني: روسيا استهدفت 27 مكانا بالعاصمة كييف
  • هل تنخرط أميركا بشكل مباشر في الحرب بين إسرائيل وإيران؟ خبراء يجيبون
  • روسيا تفتح باب الوساطة بين إيران وإسرائيل وسط تصعيد عسكري خطير وتحركات دولية لاحتواء الأزمة
  • عاجل | ترامب يعطي الضوء الأخضر لانخراط أميركا في الحرب ضد إيران
  • روسيا تعيد 1245 جثة إلى أوكرانيا وتكمل عملية أرجاع 6057 جثة
  • رئيس النمسا يعترف بعجز بلاده عن تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا
  • السفير الروسي في مصر: الغرب يستخدم أوكرانيا لضرب روسيا و”المنطقة العازلة” تحمي أمننا القومي
  • روسيا تسلم أوكرانيا جثث 1200 من قتلى الحرب
  • في عيد ميلاد «ترامب» الـ 79.. عرض عسكري أمريكي ضخم يتحول لمسرح للسخرية
  • ضمن اتفاق سابق بين البلدين.. أوكرانيا تتسلم 1200 جثة من روسيا