القدس المحتلة-سانا

كشف المكتب الإعلامي في غزة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 19 نوعاً من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين خلال عدوانه المتواصل على القطاع منذ السابع من تشرين الأول الماضي، مشيراً إلى أن هذه الجرائم التي تعد جرائم قائمة بذاتها وفق القانون الدولي تشكل أيضاً أركان جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال.

وقال المكتب في بيان: “إن هذه الجرائم تشمل 9 جرائم ضد الأشخاص من بينها القتل العمد، حيث قتل الاحتلال نحو 30 ألف فلسطيني، 72 بالمئة منهم أطفال ونساء سواء من خلال قصف الأحياء السكنية أو من خلال تنفيذ جرائم الإعدام الميداني، إضافة لجريمتي الإخفاء القسري والتعذيب والمعاملة غير الإنسانية، إذ اعتقل الاحتلال 2600 فلسطيني من القطاع تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي وسط رفضه إعطاء أي معلومات عن مصيرهم وعن أماكن وجودهم، فضلاً عن جريمة التهجير القسري عبر إجبار الاحتلال 2 مليون فلسطيني على النزوح من منازلهم ومناطق سكنهم”.

وأشار المكتب إلى أنه من بين جرائم الاحتلال ضد الأشخاص أيضاً أخذ رهائن، إذ اتخذ مئات الفلسطينيين رهائن واستخدمهم دروعاً بشرية خلال العدوان وخاصة في أحياء الزيتون والشيخ رضوان والنصر ومخيم المغازي ومنطقة غرب غزة، وجريمة الهجوم على المدنيين أو الأهداف المدنية، حيث نفذ الاحتلال مئات آلاف عمليات القصف ضد المدنيين والمستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس والجمعيات المدنية المختلفة ، إضافة لجريمة الاعتداء على كرامة الأشخاص التي ارتكبها الاحتلال آلاف المرات باعتدائه على الرجال والشيوخ والنساء والأطفال وتجريدهم من ملابسهم وتصويرهم ونقلهم بطريقة مهينة إلى معسكرات الاعتقال التي أقامها.

وبين المكتب أن الاحتلال ارتكب أيضاً جريمة التجويع، حيث استخدمه كأسلوب من أساليب الحرب من خلال فرض حصار مشدد على القطاع وحرمان أهله بشكل متواصل من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم وإطلاقه النار على حافلات حاولت إيصال الغذاء وقتله عشرات الفلسطينيين خلال محاولتهم الحصول على الغذاء والمساعدات وخاصة في غزة وشمالها.

ولفت المكتب إلى أن الجريمة التاسعة ضد الأشخاص هي الاستخدام غير المشروع للأسلحة، إذ ألقى الاحتلال 70 ألف طن من المتفجرات على البيوت الآمنة في القطاع ومسح مربعات سكنية بالكامل من خلال قصفها بالصواريخ ومختلف أنواع الأسلحة.

وأضاف المكتب: “إن الاحتلال ارتكب 4 جرائم ضد الأعيان المدنية المحمية، أولها التدمير العشوائي والمتعمد للمدن والقرى والمباني التعليمية والعلمية والدينية، إذ دمر أكثر من 360 ألف وحدة سكنية، وأكثر من 300 جامعة ومدرسة و31 مشفى وعشرات المراكز الحيوية المدنية وأكثر من 500 مسجد”.

وأشار المكتب إلى أن ثاني هذه الجرائم هو نهب الممتلكات العامة والخاصة، وثالثها استهداف وتدمير الممتلكات الثقافية والمعالم التاريخية، حيث دمر أكثر من 200 موقع ثقافي وتراثي وأثري عمرها أطول من عمر الاحتلال بقرون وعقود ممتدة، وبعضها يعود لما قبل 1400 عام، فيما الجريمة الرابعة هي استهداف المستشفيات والوحدات الطبية التي تعمد الاحتلال قصفها واقتحامها وتخريبها لحرمان الفلسطينيين من أي فرصة للنجاة.

وقال المكتب: “إن الاحتلال ارتكب أيضاً جريمتين ضد العدالة، هما التغييرات غير القانونية في النظام الأساسي للبلد المحتل، وذلك بانتهاكه كل القوانين الفلسطينية وعمله على تغييرها، إضافة لجريمة الاعتداء على طواقم الإغاثة الإنسانية عبر استهدافه للطواقم الإنسانية الدولية والفلسطينية واعتدائه على العديد من القوافل الإغاثية”.

ولفت المكتب إلى أن الاحتلال ارتكب جرائم أخرى، منها الاعتقال التعسفي والتجسس وجريمة الغدر التي مارسها عشرات المرات ضد الفلسطينيين عبر إجبارهم على التوجه إلى ما يسميه مناطق آمنة وقصفهم وقتلهم عندما يتوجهون لهذه المناطق، فضلاً عن جريمة استخدام الأسلحة المحرمة دولياً وبينها القنابل الغبية والفوسفور الأبيض والأسلحة الحرارية والقذائف العنقودية والمسمارية.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: الاحتلال ارتکب المکتب إلى أن جرائم ضد من خلال

إقرأ أيضاً:

الحرب في غزة.. تاريخ من الهدن الإنسانية منذ 7 أكتوبر 2023 (تسلسل زمني)

على مدار نحو من 22 شهرا منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، شهد القطاع العديد من الأزمات الإنسانية، خلفت استشهاد وإصابة عشرات الألاف، مع فرض جيش الاحتلال الإسرائيلي حصارًا شاملاً على القطاع، وهو ما أدى إلى نقص كبير في الوقود والغذاء والأدوية والمياه والإمدادات الطبية الأساسية.

وعلى مدار هذه الفترات الطويلة، شهدت الحرب أكثر من هدنة إنسانية، كان الهدف منها توفير نافذة مؤقتة لتخفيف المعاناة الإنسانية، وتمكين إيصال المساعدات، وإجلاء المصابين والمدنيين من مناطق الاشتباك، حيث بدأت كوقف مؤقت لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، مع إمكانية التمديد، والسماح بدخول المساعدات عبر معبر رفح، خاصة الغذاء والدواء والوقود، إضافة إلى إطلاق سراح الأسرى، بين الطرفين ضمن شروط محددة للهدنة.

ولاقت الهدنة الإنسانية بين الطرفين دعما دوليا منذ البداية من جانب عدة دول ومنظمات إنسانية، خاصة الأمم المتحدة، والولايات المتحدة وقطر ومصر.

وفي الثاني والعشرين من نوفمبر عام 2023، ثمنت المملكة جهود الدول الثلاث بشأن تبادل أسرى، ودخول المساعدات الإنسانية، إلى قطاع غزة. كما جددت المملكة عبر وزارة الخارجية الدعوة للوقف الشامل للعمليات العسكرية، وحماية المدنيين.

لكن فور انتهاء الهدنة استأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه على قطاع غزة بالكامل، ودوت صافرات الإنذار في غلاف غزة، كما حلقت الطائرات الإسرائيلية في أجواء غزة وآليات جيش الاحتلال تطلق نيرانها شمال غرب القطاع لتقتل وقتها العشرات من المدنيين.

وجاءت بعد ذلك هدنة جزئية في مناطق معينة لم تكن شاملة أو طويلة الأمد كانت في 2024 و2025. ولعل الهدنة الأهم جاءت مع بداية العام الجاري، قررت حركة حماس الإفراج عن 33 رهينة إسرائيلية، بينهم جميع النساء (جنود ومدنيون)، والأطفال والرجال فوق سن الخمسين، والإناث والشباب تحت سن 19 سنة أولا ثم الرجال فوق سن الخمسين.

واتفق الطرفان وقتها أن تفرج إسرائيل عن 30 معتقلا فلسطينيا مقابل كل رهينة مدنية و50 معتقلا فلسطينيا لكل جندية إسرائيلية تُطلق حماس سراحها.

وعلى مدار هذه الفترة منذ بداية الحرب في غزة في 7 أكتوبر 2023، كانت المملكة تولي جل اهتمامها بالقضية الفلسطينية، وبذلت جميع الجهود لاحتواء الأزمة القائمة في قطاع غزة، ومعالجة الوضع الإنساني الحرج، والسعي نحو إنهاء الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، وتوحيد الموقف العربي والإسلامي تجاه الأزمة، والتأكيد على حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود عام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية، وهو موقف راسخ وثابت لا يتزعزع.

رغم تعثر مفاوضات هدنة غزة، الأخيرة فإن إسرائيل أعلنت تعليقا تكتيكيا مؤقتا ومحدودا للعمليات العسكرية في بعض مناطق القطاع، وهو ما طرح تساؤلات حول الأسباب.

وبدا التعليق التكتيكي المؤقت للعمليات العسكرية الذي أعلنه الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، محاولة لامتصاص الغضب العالمي على الصور المفزعة القادمة من غزة.

ومع تفاقم معاناة سكان الخيام النازحين بمدينة غزة، يعيش النازحون في مدينة غزة على وقع انتشار الأمراض بين خيامهم نتيجة تكدس النفايات، وسياسة التجويع الإسرائيلية التي دفعتهم للبحث عن بقايا الطعام لإعالة أنفسهم وأطفالهم.

ومع استمرار الحرب في قطاع غزة لم تتوان المملكة في الوصول إلى وقف نهائي للحرب، حيث أعربت وزارة الخارجية عن ترحيبها للبيان الأخير الصادر منذ أيام عن 26 دولة بشأن المساعدات الإنسانية لقطاع غزة وإنهاء الحرب على القطاع. 

وقالت في بيان عبر وزارة الخارجية: "ترحب المملكة العربية السعودية بالبيان الصادر عن 26 من الشركاء الدوليين، طالبوا بإنهاء الحرب على قطاع غزة بشكل فوري ورفع كافة القيود عن المساعدات الإنسانية وسرعة إيصالها بشكل آمن لسكان القطاع، وعبروا فيه عن رفض تغيير التركيبة السكانية في الأراضي المحتلة وتوسيع الاستيطان". 

ومع الإعلان عن ما يسمي بـ"الهدنة الإنسانية" الأخيرة"، التي تم الإعلان عنها الساعات الماضية، اعتبرت وزارة الصحة في قطاع غزة أنها لن تعني شيئا إن لم تتحول إلى فرصة حقيقية لإنقاذ الأرواح، وسط "استغاثة الجرحى وتضور الأطفال جوعا".

وقال المدير العام بوزارة الصحة منير البرش في بيان إنه "في ظل هدنة مؤقتة يخنقها التردد والصمت الدولي، يستغيث الجرحى، ويتضور الأطفال جوعًا، وتنهار الأمهات على أطلال ما تبقّى من الحياة". وطالب البرش بالإجلاء الطبي العاجل للحالات الحرجة بإصابات في الدماغ والعمود الفقري، والجرحى الذين هم بحاجة لعمليات معقدة.

قطاع غزةالحرب فى غزةالحرب الإسرائيليةالمملكة وفلسطينقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: المجاعة مستمرة وتزداد توحشا
  • بريطانيا: هدن إسرائيل الإنسانية لا تكفي لتخفيف معاناة الفلسطينيين
  • وزير خارجية بريطانيا: هدن إسرائيل الإنسانية لا تكفي لتخفيف معاناة الفلسطينيين في غزة
  • الحرب في غزة.. تاريخ من الهدن الإنسانية منذ 7 أكتوبر 2023 (تسلسل زمني)
  • آلاف الفلسطينيين يتدافعون للحصول على المساعدات.. وجيش الاحتلال يستهدف العشرات منهم
  • المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: القطاع يحتاج إلى 600 شاحنة إغاثية يوميا
  • مؤسسة حقوقية تطالب قبرص الرومية باعتقال جندي إسرائيلي ارتكب جرائم حرب بغزة
  • مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: مشاهد الحشود اليمنية تؤكد أننا لسنا وحدنا
  • أبو ريدة يترأس اجتماع المكتب التنفيذي لاتحاد شمال أفريقيا (صور)
  • أبو ريدة يترأس اجتماع المكتب التنفيذي لاتحاد شمال أفريقيا