د. مزمل أبو القاسم: أسماء جديدة في حياتنا (1)
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
* صدق زميلي وصديقي عادل الباز عندما أطلق في لحظة إلهام وتجلٍ نادرة لقب (الكاشفة) على الحرب الحالية، فبمثلما مايزت المواقف بين فرسان وطنيين أصحاب وجعة؛ وعملاء باعوا نفوسهم وبلادهم للشيطان، فقد قدمت لنا أسماء جديدة في حياتنا، لم تكن معروفةً ولا صيت لها قبل أن يحل بنا الكرب، بكريهةٍ أهلكت الحرث والنسل.
* كشفت لنا الحرب ركاماً من القاذورات، وأماطت اللثام عن خونةٍ لئام، يجاهرون بعمالتهم، ويتباهون بخيابتهم، ويديرون ظهورهم النتنة لأهلهم المنكوبين، ويتاجرون بآلامهم ومآسيهم وأوجاعهم، ثم يدعون الحياد زوراً، وهم يُظاهرون في حقيقة أمرهم بغاةً مجرمين، لم يغادروا جريمةً إلا ارتكبوها.
* بالمثل كشفت لنا الحرب درراً نفيسةً، وقدمت لنا أسماءً جديدة في حياتنا، دخلت قلوب أهل السودان بلا استئذان، أعدُّ منها ولا أعددها، وليعذرني قرائي إن أسقطت الذاكرة اسماً لشهيد أو بطل جديد، حمل روحه على كفه وجاد بنفسه دفاعاً عن الوطن الحبيب.
* عرفنا فيها وأحببنا شهيد الشعب (أيوب)، وقد جمعتني به مودةً جعلتنا نتواصل كل صباح حباً في الله والوطن، قبل أن يجود بروحه فداءً لأرضه وأهله.. وعرفنا قبله رفيقه عثمان مكاوي الذي بكاه أهل السودان بدموع الدم، ودفنوه في القلوب وخلدوه في الوجدان.
* عرفنا فيها شهداء أحياء فأحببناهم وصرنا نتقصى أخبارهم.. ومنهم العابد الساجد الفقيه المجاهد المجالد أحمد الشاكر، ورفيقا دربه سر الختم والكردفاني.. ومعهم خبرنا وأحببنا فرحات ود العمدة (ولكل امرئٍ من اسمه نصيب)، وعرفنا أسوداً بقيمة جودات ودرموت وعرديب وهيثم الخلا وصادق ود أم دُر ولقمان وممدوح محمد أمين ومحمد الفضل وياسر فضل الله وجعفر الطاهر.. وما أدراك ما ياسر وجعفر!
* عرفنا وأحببنا عرديب وقرنا الاسم بالنصر في أم دُر الحبيبة (كما يسميها أسد كرري ياسر العطا)، وعرفنا وأحببنا شهداء الحرس الرئاسي الذين فدوا وطنهم وبرهانهم بدمائهم وأرواحهم (أحمد النور الإمام ورفاقه الأبطال)، وعرفنا خلال الحرب أسد الدروع نصر الدين عبد الفتاح وعمر باشري والصول أشرف وفريد يوسف ومحمد الفضل ومحمد عبد العزيز والمبارك محمد المبارك وعبد الله مصطفى وعبد الحليم جاد الله باسبار وأحمد الشيخ أبو شلوق وأسد المهندسين الظافر، ونمر البقعة أنور الزبير.. وعرفنا اللبيب وصحبه وأحببناهم ورددنا معهم هتافهم الجميل (أمن يا جِن)، وعرفنا معهم دفعة الشهداء (43) التي قدمت حتى اللحظة (17) شهيداً برتبة عميد، وذلك لم يحدث حتى في حرب الجنوب التي عمَّرت نصف قرن!
* قضى بعضهم نحبه ومضوا إلى ربهم آمنين مطمئنين. شهداء بإذن الله مستقرهم جنة الرضوان، بعد أن خلدوا رسومهم وأسماءهم في وجدان شعب السودان الحر، ومنهم حراس الثغور ورفاق الخنادق.. القابضون على الزناد وجمر القضية (وما بدلوا تبديلا).. لهم المحبة كلها ولكل قادة وضباط وضباط صف وجنود قواتنا المسلحة الباسلة العصية على الانكسار.. (من القائد الجسور برهان وحتى أصغر ديدبان).. ورفاقهم في القوات النظامية الأخرى وجموع المستنفرين والمجاهدين حماهم الله وأبقاهم ذخراً للوطن وسيفاً صقيلاً مسلطاً على رقاب العِدا.
* (جنود الجيش يا سعاد نفخر بيهم).. حماة الأرض والعرض.. رجال الحارة.. لزَّامين التقيلة.. دراجين العاطلة.. أخوان البنات العلموا الجبل الثبات.. (وروهم العدو وأقعدوا فراجة).. (كلينق مباريهم يفتش الرِمَّة).. وما أكثر الرِمم التي أفرزتها معركة الكرامة!!
د. مزمل أبو القاسم
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
كوشنر وويتكوف يلتقيان بوتين اليوم وأوكرانيا تنفي خسارة بلدات جديدة بدونيتسك
يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الثلاثاء موفدين من نظيره الأميركي دونالد ترامب في إطار مساعي وقف الحرب في أوكرانيا. في حين نفت كييف أن تكون قواتها فقدت السيطرة على بلدات جديدة في منطقة دونيتسك.
وقد نقلت شبكة "سي بي إس نيوز" عن مصدر في البيت الأبيض أن صهر ترامب جاريد كوشنر، ومبعوثه الخاص ستيف وويتكوف سيجتمعان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو اليوم الثلاثاء.
من جهته، أكد الكرملين أن بوتين سيلتقي ويتكوف الثلاثاء في موسكو. وأشار إلى أن روسيا تريد إنجاح المفاوضات بشأن أوكرانيا، لذلك لن تجريها عبر وسائل الإعلام.
وكان موقع "أكسيوس" الأميركي أفاد بأن ويتكوف وكوشنر سيعرضان على بوتين الوثيقة الجديدة بشأن مفاوضات السلام مع أوكرانيا.
وفي وقت سابق، أبدى البيت الأبيض "تفاؤلا كبيرا" بإمكان التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقالت الناطقة باسم الرئاسة الأميركية كارولين ليفيت أمس الاثنين "أعتقد أن الإدارة متفائلة جدا"، مضيفة أن الرئيس دونالد ترامب وفريقه "عملوا بجد من أجل هذه المساعي ويريدون جميعا أن تنتهي هذه الحرب".
وأضافت "أمس فقط، أجروا محادثات جيدة جدا مع الأوكرانيين في فلوريدا والآن بالطبع، المبعوث الخاص ويتكوف في طريقه إلى روسيا" حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس الروسي.
من جهته، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن أمله في البحث في "قضايا رئيسية" وصفها بأنها "صعبة للغاية"، متّصلة بخطة واشنطن، بعدما أفاد المفاوض الأوكراني رستم عمروف الاثنين بتسجيل "تقدم كبير" بشأن مسودة الخطة، مع أنه أشار إلى أن "تعديلات" لا تزال ضرورية.
وشدّد زيلينسكي على أن إرساء "أمن حقيقي" يقتضي الحرص على عدم نيل روسيا "أي مكافأة" عن هذه الحرب.
وتلقى زيلينسكي -الذي يواجه ضغوطا سياسية وعسكرية متزايدة- جرعة دعم قوية الاثنين من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي جدد تأكيد استنفار الأوروبيين لضمان "سلام عادل ودائم" لكييف.
إعلانورحّب ماكرون بجهود الوساطة الأميركية، لكنه أوضح أن "لا خطة مُنجَزَة اليوم بالمعنى الدقيق للكلمة". وأضاف أنه "لا يمكن إنجاز (هذه الخطة) إلا بحضور الأوروبيين حول الطاولة. وبالتالي، ما زلنا في مرحلة تمهيدية".
وعقب المحادثات، أجرى الرئيس الفرنسي اتصالا هاتفيا بنظيره الأميركي تطرّق إلى "شروط إرساء سلام قوي ودائم" وإلى "البعد المركزي للضمانات الأمنية اللازمة لأوكرانيا"، وفق الإليزيه.
ووصل زيلينسكي مساء إلى أيرلندا حيث استقبله رئيس الوزراء مايكل مارتن الذي أكّد في منشور على إكس "دعم أيرلندا الثابت" لأوكرانيا.
يذكر أن الولايات المتحدة طرحت قبل 10 أيام خطة مؤلفة من 28 بندا لإنهاء الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ فبراير/شباط 2022، صيغت من دون أي تدخل من حلفاء أوكرانيا الأوروبيين. و"أخذت الخطة في الاعتبار العديد من المطالب الروسية".
ولاحقا، عدّلت واشنطن في المسودة الأصلية مع الأوكرانيين والأوروبيين، قبل أن تنكب على درسها مجددا بصورة ثنائية مع الأوكرانيين في فلوريدا.
وأبدى ترامب تفاؤلا بعد مباحثات فلوريدا، معربا عن اعتقاده أن روسيا وأوكرانيا تريدان إنهاء الصراع، لكنه شدد على أن كييف ليست في موقف قوة بسبب فضيحة الفساد الأخيرة التي أثيرت حول مدير مكتب زيلينسكي.
العمليات القتالية
ميدانيا، نفت هيئة الأركان الأوكرانية ما سمته المزاعم الروسية بالسيطرة على بلدات في دونيتسك شرقي البلاد.
وقالت إن العمليات القتالية تتواصل في بوكروفسك حيث تصدّ القوات الأوكرانية هجمات متتالية.
وكانت روسيا أعلنت الاثنين أنها سيطرت على مدينة بوكروفسك في شرق أوكرانيا، والتي تُعدّ خط إمداد إستراتيجيا للقوات الأوكرانية، إضافة إلى بلدة فوفشانسك في شمال شرق البلاد.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الاثنين إن القادة العسكريين الروس أبلغوا الرئيس فلاديمير بوتين مساء الأحد بأن القوات فرضت سيطرتها على مدينتي بوكروفسك وفوفشانسك الواقعتين على خط المواجهة بأوكرانيا.
في المقابل، قلل زيلينسكي من شأن هذه المعطيات، مشيرا إلى الطبيعة المتغيرة للمكاسب في حالة الحرب.
لكن بيانات صادرة عن معهد دراسة الحرب الذي يعمل مع "مشروع التهديدات الحرجة" تظهر أن الجيش الروسي حقق في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أكبر تقدم له على الجبهة في أوكرانيا منذ عام.
ففي شهر واحد، سيطرت روسيا على 701 كيلومتر مربعة في أوكرانيا، وهو ثاني أكبر تقدم لها بعد التقدم الذي أحرزته في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 والبالغ 725 كيلومترا مربعة، وذلك باستثناء الأشهر الأولى من الحرب في ربيع 2022.