رام الله- (الأراضي الفلسطينية) «أ.ف.ب»: قدّمت الحكومة الفلسطينية استقالتها اليوم إلى الرئيس محمود عباس، في وقت تتكثف الاتصالات في الكواليس حول مسألة إجراء إصلاح في السلطة الفلسطينية مرتبط بمرحلة ما بعد الحرب في قطاع غزة.

وأعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في مستهل الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء «وضعت استقالة الحكومة تحت تصرّف الرئيس في 20 فبراير الجاري واليوم أتقدّم بها خطيا»، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تأتي «على ضوء المستجدات السياسية والأمنية والاقتصادية المتعلقة بالعدوان على قطاع غزة والتصعيد غير المسبوق في الضفة الغربية والقدس».

وأضاف: «أرى أن المرحلة القادمة وتحدياتها تحتاج إلى ترتيبات حكومية وسياسية جديدة تأخذ بالاعتبار الواقع المستجد في قطاع غزة ومحادثات الوحدة الوطنية والحاجة الملحة إلى توافق فلسطيني فلسطيني مستند إلى أساس وطني، ومشاركة واسعة، ووحدة الصف، وإلى بسط سلطة السلطة على كامل أرض فلسطين».

ولم يصدر تعليق فوري من عباس (88 عامًا) الذي تراجعت شعبيته كثيرًا منذ سنين في أوساط الفلسطينيين، ويتعرض لانتقادات بسبب «عجزه» إزاء الحرب الدائرة في قطاع غزة والتصعيد المستمر في الضفة الغربية المحتلة.

ورأى المحلل السياسي خليل الشقاقي أن الحكومة الفلسطينية «تعرضت لضغوط للإقدام على هذه الخطوة، يبدو أن عباس يريد أن يظهر للعالم أنه مستعد لإجراء بعض التغييرات... لكن الإصلاح الحقيقي الوحيد سيكون بتنحيه».

وأضاف لوكالة فرانس برس: «هذه أول خطوة يقوم بها منذ السابع من أكتوبر، فهو لم يحمِ شعبه في الضفة الغربية ولم يحرك ساكنًا من أجل غزة». وبحسب الشقاقي «سيحصل عباس على حكومة موالية له، هذا عرض رجل واحد».

أما المحلل السياسي غسان الخطيب فقال: إن استقالة حكومة اشتية لم تأت من باب التحدي لعباس بل هي وسيلة للسلطة الفلسطينية تدفعها نحو إجراء إصلاحات وخصوصا ما بعد الحرب في غزة، معتبرًا أنه يريد أن يظهر استعداده لتشكيل حكومة تكنوقراط «تعمل في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد الحرب».

خطط ما بعد الحرب

تأتي استقالة حكومة أشتية في وقت تتناول الاتصالات الدبلوماسية التي تشارك بها دول عدة حول مرحلة ما بعد الحرب مسألة «إصلاح السلطة الفلسطينية» التي يرأسها عباس منذ عام 2004.

ورأى الخطيب أن عباس «يريد أن يظهر للوسطاء أنه مستعد للمضي في هذا الطريق»، مقدرا أن الحكومة الفلسطينية الجديدة ستشمل وزراء من حركتي فتح وحماس. وأضاف لوكالة فرانس برس «إذا توصل عباس وحماس إلى اتفاق، فستكون هذه مرحلة جديدة في المشهد السياسي الفلسطيني، هذا مهم لأن الحركتين حاولتا مرارًا التقارب دون جدوى».

ولكن الخطيب لا يستبعد إمكان «فشل هذه الخطوة بشكل كامل؛ لأن هناك عدة أسئلة لم تجد إجابات مثل تركيبة حكومة التكنوقراط وحجم مسؤوليات حماس في غزة».

ورجحت وسائل إعلام محلية فلسطينية اسم وزير الاقتصاد السابق محمد مصطفى كمرشح لخلافة اشتية في تشكيل حكومة «التكنوقراط».

وشغل مصطفى أيضا منصب نائب رئيس حكومة التوافق الوطني الفلسطينية التي شكّلها رامي الحمدلله في يونيو من عام 2014. ويترأس مصطفى صندوق الاستثمار الفلسطيني منذ عام 2005.

وفي مقابلة له مع وكالة فرانس برس، دعا المعارض ناصر القدوة، ابن شقيقة الرئيس الراحل ياسر عرفات، الأسبوع الماضي، إلى «طلاق ودي» مع عباس وقيادة جديدة للسلطة الفلسطينية، طارحا احتمال أن يبقى عباس في منصبه كـ«رئيس فخري».

واقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأسبوع الماضي خطة «لمرحلة ما بعد الحرب» تنصّ على الحفاظ على «السيطرة الأمنية» الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهو ما رفضته السلطة الفلسطينية وحركة حماس.

وتعرضت الخطة التي لم تأت على ذكر إقامة دولة فلسطينية لانتقادات من الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل.

وعارض وزير الخارجية أنتوني بلينكن «إعادة احتلال» قطاع غزة الذي انسحب منه الجيش الإسرائيلي في العام 2005.

بالنسبة للفلسطينية رولا أبو دحو فإن تغير الحكومة من عدمه سواء. وقالت: «هذه حكومة تأتي بقرار أمريكي وقرار احتلالي، الشخوص الموجودة فيها لا تعني شيئًا، هم يقومون بتبديل الأشخاص ولكن في المضمون هذه حكومة أوسلو وحكومة التنسيق الأمني». وأضافت: «هذه الحكومة تأتي ليس وفق ما يجري على الأرض والحاجة الفلسطينية».

أما باسل فراج فلا يؤمن بتغيير «حقيقي على أرض الوطن طالما أي حكومة فلسطينية لن تضع ضمن أهدافها الأساسية إعادة مركزية أهداف حركات التحرير».

وأضاف: «جربنا أنماط السلطة الفلسطينية المختلفة وهي لم تكن تحقق نتائج حقيقية بسبب الفساد وغياب الأمن وقمع الحريات وقمع المقاومة».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: السلطة الفلسطینیة فی الضفة الغربیة ما بعد الحرب قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

دعوات جديدة في إسرائيل لإسقاط حكومة نتنياهو

توعد زعيم حزب "الديمقراطيين" الإسرائيلي المعارض يائير غولان اليوم السبت بإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو، في حين نقل إعلام إسرائيلي عن زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" المعارض أفيغدور ليبرمان إعلانه الترشح لرئاسة الحكومة.

وقال غولان "سنسقط حكومة الفشل ونقيم قيادة أمنية شجاعة وديمقراطية"، متهما نتنياهو بتدمير "العلاقة الخاصة" مع الولايات المتحدة، قائلا إن "إسرائيل معزولة عالميا وتطبق رؤية اليمين".

وأضاف زعيم حزب "الديمقراطيين" أن الانشغال بالحوثيين في اليمن "يصرف الانتباه عن أكبر فشل أمني للحكومة".

واتهم غولان "حكومة نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش بإرسال الجيش لمستنقع غزة بدوافع سياسية وأوهام"، قائلا إن الحكومة تحارب في غزة دون أهداف عملياتية حقيقية ولا رؤية أو إنجازات.

من جهتها، نقلت القناة الـ12 عن زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" المعارض في إسرائيل أفيغدور ليبرمان قوله "أترشح لرئاسة الحكومة ونحن نخوض الانتخابات بمفردنا ونرحب بمن يريد الانضمام".

كما نقلت منصات عن ليبرمان قوله إن "مَن فشل في هزيمة حركة حماس خلال سنة و8 أشهر، لن يهزمها ولو في 17 سنة قادمة".

وزير حرب الاحتلال الأسبق "أفيغدور ليبرمان": مَن فشل في هزيمة حــــماس خلال سنة و8 أشهر، لن يهزمها ولو في 17 سنة قادمة. pic.twitter.com/jwqylnzkah

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) May 10, 2025

إعلان

وأمس الجمعة، عبّر ليبرمان عن صدمته إزاء قدرة جماعة الحوثي على الاستمرار في قصف تل أبيب، في حين دعا زعيم المعارضة يائير لبيد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى الكف عن الجبن والتسويف، وحثه على توسيع الهجمات على اليمن.

وتتصاعد الاتهامات الإسرائيلية لحكومة نتنياهو بالفشل في إدارة الحرب، في ظل تجدد المظاهرات الإسرائيلية، لا سيما من عائلات الأسرى، للضغط على الحكومة لإنهاء الحرب وإعادة المحتجزين في غزة.

وتواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة بغزة خلفت 52 ألفا و810 شهداء علاوة على 119 ألفا و473 مصابا وسط مجاعة متفاقمة تخيم على القطاع المحاصر.

مقالات مشابهة

  • حاورته الجزيرة نت.. طبيب فلسطيني ضمن أكثر 100 شخصية مؤثرة بالعالم
  • بعد تسليم آخر رهينة أمريكية.. سمير فرج يكشف ملامح المرحلة القادمة ومصير المفاوضات في غزة
  • ترتيبات لإعادة تشغيل مدينة المعلم الطبية
  • تفاصيل اجتماع الحكومة الفلسطينية في طولكرم وأبرز قراراتها
  • ترحيب فلسطيني بالجهود الأميركية والوسطاء العرب لوقف الحرب في قطاع غزة
  • حزب عزم يعقد خلوة سياسية لتقييم الأداء ورسم ملامح المرحلة المقبلة
  • الإفراج عن الجندي الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر.. بادرة انفراجة سياسية في ظل وساطة مصرية قطرية
  • بن بريك يبلغ الحكومة الفرنسية: الحكومة اليمنية تحتاج دعم دولي وهذه أبرز أولويات الحكومة
  • بن بريك: الحكومة اليمنية تحتاج دعما دوليا لتجاوز المرحلة الحالية
  • دعوات جديدة في إسرائيل لإسقاط حكومة نتنياهو