ألقى الدكتور صلاح الباجوري، وكيل كلية الدعوة الإسلامية للدراسات العليا والبحوث، اليوم الثلاثاء، توصيات المؤتمر الثالث لكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة بعنوان (نحو شراكة أزهرية في صناعة وعي فكري آمن: رؤية واقعية استشرافية)، بعد جلسات علمية شارك فيها علماء الأزهر ومسؤولوه لعرض رؤى قطاعات الأزهر المختلفة لتعزيز الفكر المعتدل وحماية المجتمع من الأفكار المتطرفة بما يعكس تناغم الهيئات الأزهرية وتضافر جهودها لتحقيق هذه الغايات المهمة لنشر الأمن الفكري والمساهمة في استقرار المجتمع

وجاءت توصيات المؤتمر كما يلي:
إنه وبعد هذا الطرح القيم، والرؤى المستنيرة، التي قدمها المشاركون، نهدي إلى حضراتكم توصيات المؤتمر، والتي نسجها خبراؤه وعلماؤه المشاركون.

أولا: ضرورة التعاون بين قطاعات الأزهر الشريف، ومنابره العلمية، ومؤسساته الشرعية؛ حرصا على تكامل الجهود، ووحدة الصف، وتعظيم الإفادة من موارد الأزهر المعرفية والعلمية والبشرية لصالح الأمة، في مشارق الأرض ومغاربها.

ثانيا: التنسيق المتكامل بين مؤسسات الدولة الوطنية، دينية وغيرها؛ لإزالة صور التطرف والسلبية، وتأكيد السلم المجتمعي، وبث روح الأمل والتفاؤل في نفوس الشباب، ودعم الأطر المشتركة بين مكونات المجتمع المصري.

ثالثا: العمل على بناء داعية على قدر كبير من الوعي والثقافة، يمكنه من إدراك الواقع، وفهم أحداثه المتسارعة والجديدة، والقدرة على تحديد مشكلاته وقضاياه، وتقديم الحلول المناسبة لها.

رابعا: الانفتاح الفكري والعلمي؛ والإلمام الواعي بقضايا الوطن، والأخطار المحيطة به، والتحديات التي تواجهه، والسعي الدؤوب لخدمة خطط التنمية المستدامة، التي تضطلع بها الدولة، برؤية موحدة وجهود منسقة؛ تفعيلا لمشاركة الداعية في بناء وطنه وخدمة أمته.

خامسا: تضافر الجهود الأزهرية لتقديم رؤية إسلامية شاملة فيما يستجد للناس من أقضية، وفق المنهجية العلمية التي أرسى الأزهر الشريف دعائمها، مع ضرورة أن تلي المتابعة مرحلة أخرى، هي مرحلة الاستشراف، وفقه الافتراض، وطرح الحلول المناسبة لتلك القضايا والمشكلات؛ اعتمادا على تحليل الظواهر، والنظر في عواقب الأمور ومآلاتها، وهو ما يستلزم عناية المؤسسات الأزهرية بالدراسات المستقبلية وعلوم التخطيط عموما.

سادسا: العمل بشكل منظم على وضع خطة محكمة وشاملة، تعتمد على الإحصاءات والأبحاث الميدانية؛ لتشخيص التحديات التي تفرض نفسها على الأمة في مجال الوعي الفكري؛ حتى لا تقع فريسة لضلال المعلومات الزائفة، والإشاعات المغرضة.

سابعا: متابعة ما يثيره أصحاب المذاهب الهدامة والجماعات المتطرفة، من دعاوى ومغالطات دينية وفكرية، والعمل الجاد على تفكيكها، والرد عليها؛ قياما بواجب البلاغ عن الله تعالى.

ثامنا: تطوير المناهج الدراسية بصورة تواكب المستجدات المستمرة في الواقع، وتلبي حاجات الطلاب العلمية والنفسية، والجمع بين مناهج الفهم والتفكير، ومناهج الحفظ والتلقين؛ لتكون هذه المناهج حصنا منيعا أمام الأفكار المتطرفة والمناهج الهدامة.

تاسعا: الفهم المقاصدي للعلوم الإسلامية؛ الذي يرقى بالوعي الكامل بأهداف الإسلام وغاياته، ويعزز في النفوس الإيمان عن قناعة ودراسة، بديلا عن إيمان التقليد والوراثة.

عاشرا: تعزيز الدراسات البينية بين المؤسسات الأزهرية وسائر المؤسسات الأخرى؛ لشمولية المعرفة، واتساع ثقافة الداعية واكتمال وعيه، الأمر الذي ينعكس على بنائه الفكري بالشمول؛ تأكيدا ومشاركة في تجديد الخطاب الديني.

الحادي عشر: تضافر الهيئات الأزهرية في تحقق الطلاب الوافدين بالمنهج الأزهري الوسطي، وشحذ هممهم نحو التعلم؛ لتطوير مهاراتهم، وتذليل العقبات أمامهم؛ حتى تتشكل على أيديهم وألسنتهم معاني الأمان والاستقرار في المجتمعات، ويكونوا مشاعل العلم والبصيرة والحكمة والرحمة، وقوة ناعمة للدولة المصرية، وهو أثر مردود لجميل الصناعة الأزهرية في نفوسهم وعقولهم.

الثاني عشر: التوسع في عقد الدورات التدريبية النوعية لطلاب الكلية، بالشراكة مع مجمع البحوث الإسلامية، وأكاديمية الأزهر العالمية، ووزارة الأوقاف، ومرصد الأزهر، وغيرها من المؤسسات؛ لتعزيز الشراكة، وتبادل الخبرات، بما يسهم في زيادة الوعي الفكري، وتحقيق الأمن المجتمعي. وتفعيلا لما سبق قامت الكلية بتدشين (وحدة التوعية الفكرية) على هامش هذا المؤتمر؛ مساهمة منها في إبراز الشراكة الأزهرية، وتأكيدها على أرض الواقع.

وبعد، فيسعدني في نهاية هذه التوصيات أن أعلن عن المؤتمر الرابع لكلية الدعوة الإسلامية، وعنوانه: (الدعوة الإسلامية والحوار الحضاري: رؤية واقعية استشرافية).
وفي الختام نشكر الله –تعالى- على توفيقه لعقد هذا المؤتمر، الذي نرجو أن يكون حلقة وصل بين الهيئات الأزهرية. سائلين الله –تعالى- أن ينعم على مصرنا الحبيبة بالأمن والأمان، وأن يكتب لأزهرنا الشريف دوام الرفعة والارتقاء. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: كلية الدعوة الإسلامية توصيات المؤتمر الثالث الأزهر الدعوة الإسلامیة توصیات المؤتمر

إقرأ أيضاً:

عضو بمركز الأزهر: الوضوء عبادة عظيمة ذات أثر نفسي وروحي ومادي

أكدت هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الوضوء ليس مجرد طهارة مادية، بل هو عبادة عظيمة وشرط أساسي لصحة الصلاة، كما أنه يحمل أبعادًا نفسية وروحية راقية.

وقالت عضو الأزهر للفتوى في تصريحات تلفزيونية،  اليوم الاثنين: "نحن نتوضأ في المقام الأول لأننا مقدمون على عبادة عظيمة كالصلاة، ولا صلاة لمن لا وضوء له، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، والوضوء شطر الإيمان".

الأزهر للفتوى: الوضوء له بعدان مهمان

وأوضحت عضو الأزهر للفتوى أن الوضوء له بعدان مهمان: الأول روحي يتعلق بتزكية النفس وتطهير الجوارح، إذ أن الإنسان يغسل في الوضوء أعضاءً يستخدمها في الخير أو الشر؛ مثل العين التي قد تنظر إلى ما حرم الله، واللسان الذي قد ينطق بما لا يرضي الله، واليدين والقدمين اللتين تتحركان في أفعال الخير أو الشر. فالوضوء يعيد الإنسان إلى نقاء الجوارح ونظافة الروح، بل ويمحو الخطايا، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.

وتابعت عضو الأزهر للفتوى "أما البعد الثاني، فهو البعد النفسي، حيث بيّنت أن من فوائد الوضوء تهدئة النفس والسيطرة على الغضب، مستشهدة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا غضب أحدكم فليتوضأ، فإن الغضب من الشيطان، والشيطان خلق من نار، وإنما تطفئ النار بالماء".

متي يجب الاستنجاء وما شروط الوضوء والصلاة؟.. عضو مركز الأزهر تجيبهل يفسد الوضوء لشخص مصاب بجروح؟.. الإفتاء توضحكيفية إسباغ الوضوء على المكاره؟ .. دار الإفتاء تجيبما المقصود بإسباغ الوضوء على المكاره؟ .. دار الإفتاء توضح

وأكدت أن "الوضوء كذلك طهارة مادية ملموسة، فهو يغسل الأوساخ الظاهرة ويحقق النظافة الجسدية، وهو من جمال الإسلام الذي جمع بين الطهارة الحسية والمعنوية في آنٍ واحد. ومن أحسن الوضوء خرجت خطاياه مع الماء، حتى من تحت أظافره، كما جاء في الحديث الشريف".

أما عن أركان الوضوء الأساسية، فأوضحت عضو الفتوى بالأزهر أن القرآن الكريم حددها في قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ، وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ، وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ، وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ"، وهذه الأركان الأربعة هي: غسل الوجه، وغسل اليدين إلى المرفقين، ومسح الرأس، وغسل الرجلين إلى الكعبين.

وأضافت عضو الأزهر للفتوى أن بعض الفقهاء أضافوا النية كركن خامس للوضوء، بل وزاد بعضهم أيضًا الترتيب والموالاة، أي التتابع الزمني بين غسل الأعضاء، مشيرة إلى أن الأخذ بالأحوط في الوضوء يضمن تمام العبادة وصحتها وخروج المسلم من الخلاف الفقهي.

وتابعت: "الوضوء عبادة عظيمة ينبغي أن نقبل عليها بوعي وبحُسن نية، وأن نحسِّن أداءها، لما فيها من أثر على صحة العبادة وعلى صفاء النفس ونقاء الجسد".

طباعة شارك الأزهر العالمي للفتوى الأزهر هبة إبراهيم الوضوء الصلاة

مقالات مشابهة

  • أمين البحوث الإسلامية: استدعاء القيم الأخلاقية أساس نهضة المجتمعات المعاصرة
  • هل 15 يوليو 2025 عطلة رسمية في تركيا؟ إليك المؤسسات التي ستُغلق أبوابها
  • اليوم.. طلاب الثانوية الأزهرية يؤدون امتحان مادة التوحيد
  • عضو بمركز الأزهر: الوضوء عبادة عظيمة ذات أثر نفسي وروحي ومادي
  • افتتاح المؤتمر الطبي الـ21 لكلية الطب في جامعة اللاذقية
  • "الشؤون الإسلامية" بالمدينة المنورة تنفّذ أكثر من 32 ألف جولة تفقدية على المساجد
  • “الشؤون الإسلامية” تنفذ جولات تفقدية على المساجد
  • أمير تبوك يطلع على التقرير السنوي لأعمال فرع وزارة الشؤون الإسلامية بالمنطقة
  • هل ينقطع بر الوالدَيْنِ بوفاتهما؟.. الأزهر يجيب
  • اليوم.. طلاب الثانوية الأزهرية يؤدون امتحان مادة التاريخ