نشطاء يحيون في نيويورك ذكرى بوشنل الذي أحرق نفسه تضامنا مع غزة
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
نظمت مجموعة مؤيدة لفلسطين في نيويورك فعالية لإحياء ذكرى الجندي الأميركي آرون بوشنل، الذي أضرم النار في نفسه تنديدا بالهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.
وتجمع المتظاهرون أمام مركز تسجيل الجيش في مانهاتن لإحياء ذكرى بوشنل، كما وضعوا أزهار القرنفل والشموع أمام صورة للجندي قرب علم أميركي عملاق في ميدان التايمز.
وحمل الناشطون لافتات كتبوا عليها عبارات مثل "تكريم آرون بوشنل" و"أوقفوا الدعم العسكري الأميركي للإبادة الجماعية في غزة".
كما بسطوا على الطريق لوحة كبيرة ملفوفة تضم أسماء المدنيين الفلسطينيين الذين استشهدوا بنيران الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
والاثنين، توجه بوشنل نحو السفارة الإسرائيلية في واشنطن، ولدى وصوله هناك سكب بنزينا على رأسه وأضرم النار في نفسه بينما كان يصرخ "الحرية لفلسطين"، وأعلنت شرطة واشنطن لاحقا مفارقته الحياة متأثرا بإصاباته.
وقبيل إضرامه النار بنفسه، قال بوشنل أمام السفارة "سأنظم احتجاجا عنيفا للغاية الآن، لكن احتجاجي ليس كبيرا مقارنة بما يعيشه الفلسطينيون على أيدي محتليهم".
ومنذ عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى -أغلبهم أطفال ونساء- وتسببت في أزمة إنسانية غير مسبوقة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
جرش:صورة حية من صور الأمن الوطني
صراحة نيوز-بقلم المحامي وليد حياصات
في لحظة إقليمية محتقنة، يطلّ مهرجان جرش كحالة سيادية، لا مجرد فعالية فنية. فحين تُضاء المسارح في المدينة الأثرية، لا تُضاء فقط للقصائد والموسيقى، بل يُضاء معها وجه الوطن الآمن.
أيمن سماوي، المدير التنفيذي لمهرجان جرش، أجاب في صالون عمّان الثقافي على سؤال من الصحفية لما شطارة: “كيف يعبّر المهرجان عن الأمن والأمان في الأردن؟” فأجاب ببساطة مذهلة: “بإقامة المهرجان نفسه.” هذه الجملة، تحمل في جوهرها فلسفة سياسية وثقافية عميقة، وتُترجم ببلاغة العلاقة العضوية بين الأمن والهوية، بين الفن والسيادة.
فالأردن لا يُقيم مهرجان جرش لأنه بلدٌ مستقرّ فحسب، بل ليُعلن بهذا الاستقرار نفسه. فكل دورة من دورات جرش، هي رسالة استراتيجية تُرسل إلى الداخل والخارج: نحن بلدٌ آمنٌ بما يكفي ، ونُعلن الحياة لا الطوارئ.
الفنانين الأردنيين يصعدون على مسارح جرش، لا يُقدّمون عرض فقط، بل يُشاركون في طقس جماعي يؤكّد معنى الانتماء. هم يُجسّدون قدرة الدولة على توفير مساحة حُرّة للتعبير، آمنة، مشرعة، ومفتوحة على الجمال لا الخوف.
وعندما أعلن سماوي عن مشاركة فرقٍ من أكثر من ثلاثين دول عربية وأجنبية، لم يكن يعلن فقط عن تنوّع البرنامج، بل عن عمق الثقة الدولية بالأردن: ثقة بأن هذا البلد، برغم ما يحيط به من حرائق، لا يزال يفتح أبوابه للفنّانين كما يفتح قلبه للضيوف. الأمن هنا ليس إجراءً، بل ثقافة.
في جرش، لا تُرفع لافتات الأمن كشعار، بل يُمارَس كحقيقة معيشة. يُمنح الفنّان كامل حريته، ويُقابل الإبداع بالتقدير، هذا هو الأمن الحقيقي: أن تؤمّن للمبدع خشبة، لا أن تحاصره بسياج.
جرش هو الأمن حين يُغنّى.