يثير فضول العلماء تساؤلات غريبة، أبرزها سبب الاختلافات بين البشر والحيوانات، وكان آخرها سبب عدم وجود ذيل للبشر مقارنة بالحيوانات.

أجابت دراس علمية عن هذا السؤال، وتم نشر دراسة جديدة تكشف عن الصلة الجينية المحتملة بين فقدان الذيل للبشر ونوع من تشوهات الولادة.

في دراسة نشرت في مجلة "نيتشر"، اكتشف الباحثون تحورًا جينيًا فريدًا يعتبر مسئولًا على الأقل جزئيًا عن فقدان ذيول أسلافنا.

يوجد هذا التحور في جين يُعرف بـ TBXT، والذي يعرف بدوره بالتحكم في طول الذيل في الحيوانات ذات الذيول.

رابح صقر يحيي حفل جلسات الرياض.. 7 مارس المتهم بإنهاء حياة جواهرجي بولاق يرشد عن متورطين جدد في الحادث..تفاصيل

على مدى الملايين من السنين، تتيح التغيرات في الحمض النووي للحيوانات التطور. 

تشمل بعض التغيرات مستوى واحدا فقط في سلم الحمض النووي، ولكن البعض الآخر أكثر تعقيدًا. 

تعتبر عناصر Alu المتكررة في الحمض النووي تسلسلات متكررة يمكن أن تنتج قطعًا من الرنا، وهي صغيرة جدًا بالمقارنة مع الحمض النووي، ويمكن تحويلها مرة أخرى إلى حمض نووي ومن ثم إدراجها عشوائيًا في الجينوم. 

في هذه الدراسة الأخيرة، اكتشف الباحثون وجود عنصرين Alu في جين TBXT موجودين في القردة الكبيرة وليس في القردة العادية. هذه العناصر لا توجد في الجزء من الجين الذي يُشفر البروتين، ولكنها موجودة في introns، الذي يعتبر تسلسلات الحمض النووي المجاورة للـ exons وكان يعتقد تاريخيًا أنها لا تحمل وظيفة، يتم إزالتها أو "تجزيئها" من التسلسل قبل تحويل جزيء الـ RNA إلى بروتين.

هذه الطريقة لتكوين بروتينات مختلفة من نفس الجين تسمى "تجزيء بديل"، وهي واحدة من الأسباب التي تجعل فيزيولوجية الإنسان معقدة، ومع ذلك، هذه هي المرة الأولى التي يُظهر فيها أن عناصر Alu تسبب التجزيء البديل.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: البشر والحيوانات الحمض النووی

إقرأ أيضاً:

مثل البشر.. الزرازير الأفريقية تُكوّن صداقات طويلة الأمد

كشفت دراسة حديثة نشرت يوم 7 مايو/أيار في دورية "نيتشر" أن طيور الزرزور الأفريقي لا تكتفي بمساعدة أقاربها من أجل الحفاظ على الجينات، بل تبني علاقات تعاون طويلة الأمد مع طيور غير مرتبطة بها وراثيا، في سلوك اجتماعي يشبه إلى حد بعيد "الصداقات" التي ينسجها البشر مع غير ذوي القربى.

استندت الدراسة إلى بيانات سجلت على مدى عقدين من الزمن، من عام 2002 حتى 2021، في بيئة السافانا القاسية بشرق أفريقيا.

مجتمعات طيور الزرزور لا تقتصر على عائلات مترابطة جينيا بل تضم مزيجا من الأفراد المرتبطين وغير المرتبطين (بيكسابي) التشبه بمجتمعات البشر

يقول المؤلف المشرف على الدراسة داستن روبنشتاين أستاذ علم سلوك الحيوان في جامعة كولومبيا الأميركية في تصريحات للجزيرة نت "إن مجتمعات طيور الزرزور لا تقتصر على عائلات مترابطة جينيا، بل تضم مزيجا من الأفراد المرتبطين وغير المرتبطين، يعيشون معا على نحو يشبه المجتمعات البشرية".

ويوضح روبنشتاين أنه لطالما عرف العلماء أن الحيوانات تميل إلى مساعدة أقاربها؛ في سلوك يعرف باسم "اصطفاء القرابة"، لدعم انتشار جيناتهم. لكن السلوك الذي أظهرته طيور الزرزور يشير إلى درجة أعلى من التعقيد الاجتماعي، فهي تساعد طيورا لا تربطها بها صلة قرابة، على نحو منتظم وعلى مدى سنوات، وذلك يدل على وجود نوع من "التبادلية" أو المعاملة بالمثل.

إعلان

لكن إثبات أن الحيوانات تساعد غير أقاربها بدافع تبادلي كان مهمة شاقة للعلماء، نظرا لصعوبة جمع بيانات كافية على مدى فترات زمنية طويلة. وقد تغلب فريق روبنشتاين على هذا التحدي، إذ راقبوا آلاف التفاعلات بين مئات الطيور على مدى 40 موسما للتكاثر، وجمعوا بيانات وراثية لكل طائر لدراسة علاقاته الأسرية.

فهم السلوك الاجتماعي لدى الحيوانات

وبدمج هذه البيانات السلوكية والوراثية، تمكن الفريق من الإجابة عن أسئلة حاسمة: هل تفضل الطيور مساعدة أقاربها فقط؟ وهل تساعد غير الأقارب حتى في وجود أقارب يمكن مساعدتهم؟ وهل تتكرر هذه المساعدات بين نفس الأزواج من الطيور على مدى الزمن؟

"الإجابة كانت لافتة، فالطيور تفضل أقاربها، لكنها تساعد غير الأقارب أيضا وباستمرار"، وذلك يشير إلى وجود نوع من "الوفاء الاجتماعي" أو "الصداقات" بين بعض الأفراد، كما وصف روبنشتاين الذي أضاف أن "العديد من هذه الطيور تشكل صداقات مع مرور الوقت. وخطوتنا القادمة هي فهم كيف تتشكل هذه العلاقات، ومدى استمراريتها، ولماذا تدوم بعضها بينما تنهار أخرى".

تفتح هذه الدراسة آفاقا جديدة لفهم السلوك الاجتماعي في عالم الحيوان، وتدفع العلماء إلى إعادة النظر في النماذج التقليدية التي تفسر السلوك التعاوني بناء فقط على الروابط الوراثية.

ويعتقد روبنشتاين أن ما رُصد لدى الزرزور ربما يكون منتشرا بين أنواع حيوانية أخرى، لكن لم يوثق بعد بسبب نقص الدراسات الطويلة الأمد.

ويلفت روبنشتاين إلى أن مختبره انشغل بدراسة السلوك الاجتماعي في عدد من الأنواع عبر العالم، من الجمبري في الكاريبي، إلى الدبابير في أفريقيا، والخنافس في آسيا، والفئران والسحليات في أستراليا. ويشير إلى أن هذه الدراسة تضيف حجرا جديدا في هذا الصرح العلمي، مؤكدا أن التعقيد الاجتماعي ليس حكرا على الإنسان، بل ربما يشمل طيفا واسعا من الكائنات.

إعلان

مقالات مشابهة

  • مثل البشر.. الزرازير الأفريقية تُكوّن صداقات طويلة الأمد
  • أسوأ 5 مجاعات وقعت خلال الـ70 عاما الماضية (إنفوغراف)
  • مسؤولون أمريكيون لـNBC: نتنياهو لا يمتلك أوراق ضغط الآن لمواجهة ترامب
  • كريمة أبو العينين تكتب: سرقة السعادة
  • مكتوم بن محمد: تطوير القطاع الاقتصادي والمالي في دبي لمواكبة التغيرات وتجاوز الطموحات
  • تطور خطير .. باكستان تدعو لاجتماع هيئة النووي
  • بعد هزيمة تنزانيا.. أسامة نبيه: منتخب الشباب أصبح يمتلك دوافع قوية
  • مختار غباشي: عمرو موسى يمتلك أدوات التفسير العميق لقضايا فلسطين وسوريا
  • كلمات يستخدمها السياسيون لتجنب الإجابة عن سؤال ما
  • لماذا ينصح الأطباء اليوم بالحبة السوداء؟.. الإجابة ستدهشك