شدد رئيس جامعة المنصورة، الدكتور شريف خاطر، على أن تطوير الدراسات القانونية لم يعد خيارًا، بل أصبح ضرورة تفرضها التغيرات المتلاحقة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي والجرائم المستحدثة والاقتصاد الرقمي.


جاء هذا خلال افتتاح شريف خاطر، اليوم/الأحد/ فعاليات مؤتمر «تطوير الدراسات القانونية في الجامعات المصرية والعربية: التحديات والرؤى المستقبلية»، الذي تنظمه كلية الحقوق جامعة المنصورة، بالتعاون مع لجنة قطاع الدراسات القانونية بالمجلس الأعلى للجامعات، تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي.

 


وحضر المؤتمر اللواء طارق مرزوق، محافظ الدقهلية، والدكتور مصطفى رفعت، أمين المجلس الأعلى للجامعات، والدكتور أحمد جمال الدين موسى، وزير التربية والتعليم والتعليم العالي الأسبق ورئيس لجنة قطاع الدراسات القانونية بالمجلس الأعلى للجامعات، والدكتور السيد أحمد عبد الخالق، وزير التعليم العالي الأسبق، والدكتور محمد أنس جعفر، محافظ بني سويف الأسبق ونائب رئيس المؤتمر، والدكتور أسامة الفولي محافظ الإسكندرية الأسبق، والدكتور محمد عطية، والدكتور محمد عبد العظيم، نواب رئيس جامعة المنصورة، والدكتور وليد الشناوي، عميد كلية الحقوق.


كما حضر المؤتمر نخبة رفيعة المستوى من القيادات الأكاديمية والقضائية، وأعضاء مجلسي الشيوخ والنواب، وعمداء كليات الحقوق، وأعضاء الهيئات القضائية، ورؤساء المحاكم، والخبراء القانونيون من مصر وعدد من الدول العربية.


وفي كلمته، رحب الدكتور شريف خاطر بالحضور، مؤكدًا أن تنظيم جامعة المنصورة لهذا المؤتمر العلمي المهم يعكس دورها الوطني والأكاديمي في دعم جهود تطوير منظومة التعليم العالي، ولا سيما الدراسات القانونية، في ظل ما يشهده العالم من تحولات تشريعية ورقمية متسارعة


كما وجَّه خالص الشكر والتقدير إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي، على ما تبذله الوزارة من جهود جادة لتطوير منظومة التعليم العالي، ولا سيما فيما يتعلق بتنفيذ الخطة الشاملة لتحديث دور لجان قطاعات التعليم الجامعي، واعتماد الأطر المرجعية الاسترشادية، وربطها بأهداف الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، بما يسهم في الارتقاء بجودة البرامج الدراسية، وتحقيق التكامل بين المخرجات التعليمية واحتياجات التنمية وسوق العمل


وأكد، أن التعليم القانوني الحديث يجب أن يتجاوز الإطار التقليدي ليصبح تعليمًا تفاعليًّا قادرًا على تخريج كوادر قانونية تمتلك المهارات المهنية والبحثية، وقادرة على خدمة الدولة وترسيخ سيادة القانون.


ومن جانبه، أكَّد اللواء طارق مرزوق، أن الدور التنفيذي للمحافظ يتمثل في رصد مشكلات المجتمع والقضايا التي يواجهها المواطنون على أرض الواقع، مشيرًا إلى أن القانون يضطلع بالدور الأهم في تنظيم العلاقات داخل الدولة، وتحقيق الانضباط، وحماية حقوق المواطنين، باعتباره خط الدفاع الأول والأخير ضد أي تجاوز أو تعسف.


وأوضح المحافظ أن هذا المؤتمر يأتي في توقيت بالغ الأهمية، لكونه يناقش سُبل تطوير المناهج القانونية بما يواكب المتغيرات المجتمعية، ويسهم في تخريج جيل من القانونيين القادرين على اتخاذ إجراءات قانونية استباقية لمواجهة المخاطر والتحديات التي تهدد المجتمع، وليس الاكتفاء بردود الأفعال بعد وقوع الأزمات، مؤكدًا أن القانون الواعي والمتطور يمثل ركيزة أساسية لاستقرار الدول.


وأوضح محافظ الدقهلية أهمية دمج خريجي كليات الحقوق في مؤسسات الدولة عبر برامج الخدمة العامة، بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعي، لما لذلك من دور فاعل في منحهم خبرة ميدانية داخل الجهاز الإداري للدولة ومرافقها المختلفة، وتأهيلهم للمنافسة في سوق العمل محليًا وإقليميًا.


وأعرب طارق مرزوق عن تطلعه إلى أن يخرج المؤتمر بتوصيات واضحة وقابلة للتنفيذ على أرض الواقع، تُسهم في معالجة القضايا المجتمعية ومواجهة الظواهر السلبية، وتربط بين الدراسة القانونية واحتياجات الدولة والمواطن، مؤكدًا أن ربط البحث العلمي القانوني بالتطبيق العملي هو المسار الصحيح لبناء منظومة عدالة أكثر كفاءة وإنصافًا، مشيرا إلى أن محافظة الدقهلية وجامعة المنصورة شريكان أساسيان في خدمة المجتمع.


وفي كلمته، استعرض الدكتور مصطفى رفعت، أمين المجلس الأعلى للجامعات، رؤية المجلس لقطاعات التعليم الجامعي، مشددًا على الاهتمام الكبير بإعادة صياغة المنظومة التعليمية وتطوير المناهج وطرائق التدريس وآليات التقييم، بما يعزز التفكير النقدي والتفاعل والتعلم الذاتي.


وأشار إلى خطوات المجلس في إجراء مراجعة شاملة للأطر المرجعية للمناهج الدراسية، وإعداد إطار استرشادي موحد للتعليم العالي في مصر، يحقق التكامل بين التخصصات ويراعي طبيعة الأجيال الجديدة واحتياجات سوق العمل ومتطلبات التنمية المستدامة.


وفيما يخص قطاع الدراسات القانونية، أكَّد رفعت، ضرورة تحقيق التوازن بين الجوانب النظرية والتطبيقية، وتعزيز الشراكة مع مؤسسات العدالة، وإدماج القضايا المعاصرة مثل التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والتشريعات الحديثة وحوكمة المؤسسات وحماية البيانات ضمن المقررات الدراسية، مع دعم مرونة اللوائح الدراسية وتشجيع التخصصات البينية وربط البرامج الأكاديمية بالتدريب العملي المنظم؛ لضمان تخريج كوادر قانونية متميزة.


فيما أشار الدكتور محمد أنس جعفر إلى أن تطوير كليات الحقوق لم يعد مسألة أكاديمية بحتة، بل غدا ضرورة وطنية ملحَّة، انطلاقًا من أن جودة التعليم القانوني تمثل الركيزة الأساسية التي تقوم عليها منظومة العدالة بمختلف مؤسساتها؛ إذ لا يمكن تحقيق عدالة حقيقية دون قانونيين مؤهلين، في إطار تعليم قانوني حديث متصل بواقع المجتمع ومنفتح على متغيرات المستقبل.


وفي كلمة مسجلة، أكَّد المستشار بولس إسكندر، رئيس المحكمة الدستورية العليا، أن تطوير الدراسات القانونية يتطلب اعتماد مسارات واضحة للتحديث، تشمل برامج تدريب إلزامية للطلاب في مكاتب المحاماة والمحاكم، وتكثيف المقررات التطبيقية المشتركة بين الأكاديميين والخبراء القضائيين والممارسين، مشددًا على أن مسؤولية تطوير التعليم القانوني هي مسؤولية مشتركة يشارك فيها القضاء ومؤسسات العدالة والمجتمع بأسره؛ لضمان إعداد أجيال قانونية قادرة على بناء بيئة قانونية عادلة ومستقرة ومواكبة لتحديات العصر.


وأكَّد الدكتور وليد الشناوي أن الدور المنوط بكليات الحقوق اليوم يتجاوز حدود تلقين النصوص القانونية، ليشمل إعداد عقل قانوني ناقدا قادرا على فهم القانون في سياقه الاجتماعي والاقتصادي والتكنولوجي، وربطه بقضايا العصر مثل الرقمنة والذكاء الاصطناعي وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والأمن الرقمي وسيادة الدول.


وأكَّد أن هذا المؤتمر لا يستهدف فقط تبادل الأوراق البحثية، بل يسعى إلى بلورة رؤية مشتركة وإرادة مؤسسية قادرة على تخريج أجيال جديدة من رجال القانون يدركون أن العدالة ليست شعارًا، بل التزامًا ومسؤوليةً، وأن سيادة القانون هي الركيزة الأساسية لأي مستقبل تنموي مستقر.


وشهد ختام الجلسة الافتتاحية تكريم محافظ الدقهلية ورئيس جامعة المنصورة وأمين المجلس الأعلى للجامعات، إلى جانب عدد من الشخصيات القانونية والأكاديمية البارزة، تقديرًا لإسهاماتهم العلمية والمجتمعية، قبل إعلان بدء فعاليات الجلسات العلمية المتخصصة للمؤتمر.

طباعة شارك رئيس جامعة المنصورة الدكتور شريف خاطر تطوير الدراسات القانونية الذكاء الاصطناعي التحول الرقمي الجرائم المستحدثة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: رئيس جامعة المنصورة الدكتور شريف خاطر تطوير الدراسات القانونية الذكاء الاصطناعي التحول الرقمي الجرائم المستحدثة المجلس الأعلى للجامعات رئیس جامعة المنصورة التعلیم العالی الدکتور محمد شریف خاطر إلى أن

إقرأ أيضاً:

وزير التعليم العالي ومحافظ القاهرة يفتتحان المرحلة الأولى للمجمع الطبي بجامعة العاصمة

 شهدت جامعة  العاصمة (حلوان ) افتتاح المرحلة الإنشائية الأولى للمجمع الطبي الجامعي، والذي يُعد  أحد أضخم المشروعات الطبية والتعليمية الجاري تنفيذها لخدمة جنوب القاهرة، وقد شارك في الافتتاح الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة، والدكتور عمرو عزت سلامة الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، والدكتور السيد قنديل رئيس جامعة العاصمة (حلوان سابقاً)، إلى جانب الدكتور هابي حسني مستشار رئيس الجامعة، والدكتورة رشا رفاعي عميدة كلية الطب، والدكتور وائل عمر المدير التنفيذي للمستشفيات الجامعية، وحضور قيادات شركة وادي النيل ونخبة من رؤساء الجامعات العربية والروسية وقيادات الوزارة، وأعضاء البرلمان.

يأتي الافتتاح على هامش فعاليات المنتدى الخامس لاتحاد رؤساء الجامعات الروسية والعربية، الذي استضافته جامعة العاصمة (حلوان سابقاً) تحت شعار "جسور حضارات المعرفة: التعليم، الابتكار، والمستقبل المستدام".

إضافة استراتيجية محورية لمنظومة الرعاية الصحية والتعليم الطبي في مصر

وفي كلمته أكد الدكتور أيمن عاشور أن مشروع المجمع الطبي يمثل إضافة استراتيجية محورية لمنظومة الرعاية الصحية والتعليم الطبي في مصر، مشيراً إلى أن تنفيذه يعكس رؤية الدولة واستراتيجيتها بقيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي ترتكز على الاستثمار في الإنسان أولاً، منوها بأن وجوده داخل الحرم الجامعي يمثل نموذجًا متميزًا لتطوير البنية التحتية للقطاع الطبي الجامعي لضمان تعليم عصري يعتمد على أحدث النظم العالمية.

 وثمّن الوزير جهود الجامعة في ربط هذا التطوير باستضافة حدث دولي بحجم المنتدى، مما يؤكد دورها الريادي. 

وفي سياق متصل، أشاد الدكتور عمرو عزت سلامة، الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، بمستوى العمل، معتبرًا  المشروع نموذجًا فريدًا للتكامل بين التعليم والبحث العلمي والممارسات الصحية المتقدمة، ودور الجامعات الفعال في تحقيق التنمية المستدامة.

دعم محافظ القاهرة وتاريخ المشروع الطموح.

وفي خطوة لدعم هذا المشروع القومي، أعلن الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة عن تبرع المحافظة بمبلغ 50 مليون جنيه مصري لصالح المجمع الطبي، مؤكداً دعم المحافظة الكامل للمشروع وتوفير كافة التسهيلات لضمان نجاحه، داعيًا كافة الجهات للمساهمة في هذا الصرح الهام.

وزير التعليم العالي يفتتح منتدى اتحاد رؤساء الجامعات الروسي بجامعة العاصمةوزير التعليم العالي يهنئ جامعة الإسكندرية لحصولها على لقب الجامعة الأكثر استدامة في أفريقيا لعام 2025وزير التعليم العالي يهنئ المجلس الأعلى للجامعات لحصوله على شهادات المطابقة الدولية (الأيزو)وزير التعليم العالى يستقبل مفوض التعليم والعلوم والابتكار بالاتحاد الإفريقي لبحث مجالات التعاون المشترك

من جانبه استعرض الدكتور السيد قنديل، رئيس الجامعة، التطور التاريخي للخدمات الطبية بالجامعة، والتي بدأت بمستشفى الطلبة الصغيرة، مرورًا بتطوير مستشفى بدر، وصولاً إلى المشروع الحالي. وأكد أن المجمع الطبي يُعد أكبر مشروع طبي تعليمي في تاريخ الجامعة، وسيتم تنفيذه على أربع مراحل وفقاً لمعايير الجودة والاعتماد الدولي، مشيراً إلى أن المرحلة الأولى تشمل العيادات الخارجية التي ستبدأ في تقديم خدماتها قريباً، مع الوعد بالافتتاح الكامل للمرحلة الأولى خلال عام واحد، بالاعتماد على استشاريين مصريين وبالتعاون مع شركة وادي النيل.

ويصل المجمع بعد اكتماله إلى طاقة استيعابية قدرها 1600 سرير، ليخدم أكثر من 8 ملايين مواطن في مناطق جنوب القاهرة وشمال الصعيد وشرق الجيزة، وسيقوم بإحداث نقلة نوعية في الخدمات العلاجية بالمنطقة، خاصة في التخصصات التي تفتقدها مثل الإشعاع والأورام. كما سيوفر المجمع بيئة عملية متكاملة لتدريب طلاب كليات القطاع الصحي بالجامعة والجامعة الأهلية، بما يشمل الطب والتمريض وطب الأسنان والعلاج الطبيعي والصيدلة والعلوم. 

وقد قدم الدكتور هابي حسني، مستشار رئيس الجامعة، عرضًا ً تقديميًا أوضح فيه المكونات التفصيلية للمجمع، مشيراً إلى أن الموقع تم اختياره ليكون على محاور الطرق الرئيسية، وأن المبنى يتكون من دور أرضي يضم العيادات ووحدة العلاج الإشعاعي، ودور أرضي علوي للطوارئ (بما فيها طوارئ النساء) ووحدات الغسيل الكلوي والمعامل، ودور أول يشمل أقسام النساء والولادة والعمليات والرعاية المركزة والحضانات، بالإضافة إلى أدوار متكررة للوحدات العلاجية ومراكز الخدمات التعليمية.

من جهتها، أشادت الدكتورة رشا رفاعي، عميدة كلية الطب، بأهمية المشروع في توفير بيئة تعليمية متقدمة، مؤكدة أن افتتاح المجمع يحقق تحولاً جذرياً في تدريب الكوادر الطبية ودعم الخطط البحثية للكلية، بما يواكب معايير التعليم الطبي الحديثة. وفي إطار دعوة المجتمع لدعم هذا الصرح القومي وضمان سرعة استكماله.

تجدر الإشارة إلى أن الجامعة أطلقت خدمة التبرع للمجمع الطبي عبر تطبيق InstaPay، ويمكن للراغبين في دعم المشروع التبرع بسهولة باتباع الخطوات التالية: الدخول إلى خيار "التبرعات" في التطبيق، ثم اختيار "جامعة حلوان الحكومية"، وإدخال المبلغ المراد التبرع به، والضغط على "تأكيد".

طباعة شارك وزارة التعليم العالي التعليم العالي البحث العلمي جامعة العاصمة

مقالات مشابهة

  • أمين المجلس الأعلى للجامعات يشهد افتتاح مؤتمر تطوير الدراسات القانونية
  • لجنة الدراسات القانونية بالمجلس الأعلى للجامعات تعقد اجتماعها الدوري بحقوق المنصورة
  • رئيس جامعة المنصورة يفتتح مؤتمر «تطوير الدراسات القانونية في الجامعات المصرية والعربية»
  • رئيس جامعة المنصورة يفتتح مؤتمر «تطوير الدراسات القانونية بالجامعات المصرية والعربية»
  • وزير التعليم العالي: تطوير منصات تعليم رقمية مشتركة مع الجامعات الروسية
  • وزير التعليم العالي ومحافظ القاهرة يفتتحان المرحلة الأولى للمجمع الطبي بجامعة العاصمة
  • وزير التعليم العالي يفتتح منتدى اتحاد رؤساء الجامعات الروسي بجامعة العاصمة
  • غدًا… انطلاق مؤتمر �تطوير الدراسات القانونية في الجامعات المصرية والعربية� بجامعة المنصورة
  • رئيس جامعة طنطا يستقبل وفد من جمعية خريجي الهيئة اليابانية لتطوير التعليم