أستاذ علوم سياسية: خطاب بوتين الأخير ليس هدفه التهديد ولكن التوجه نحو العقلانية
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
قال الدكتور عمار قناة، أستاذ العلوم السياسية، إن خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم يعد خطابا سنويا ويسبق الانتخابات الرئاسية بأيام معدودة، وبالتالي الخطاب موجه بداية للداخل الروسي، للحديث عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي، وتعزيز مفهوم القيم التقليدية.
وأضاف "قناة"، خلال مداخلة على قناة "القاهرة الإخبارية"، أنه فيما يتعلق بالرسائل الموجهة للغرب فهي مزدوجة، ليست ترهيبا لكن التوجه نحو العقلانية، بأن روسيا تكفي من الأسلحة والموارد للدفاع عن مصالحها الأمنية والقومية، بجانب رسائل طمأنة للداخل الروسي على الوضع الاقتصادي والأمني.
وأشار إلى أن كل ذلك يجري في خضم المتغيرات الجيوسياسية والأمور العسكرية من العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، وبالتالي خطاب "بوتين" موجه على أكثر من مستوى، للمستوى العادي للمواطن الروسي، وأيضا للنخب السياسية الغربية.
وأوضح أن طاولة المفاوضات ومفهوم الاستقرار الاستراتيجي لم ينته بعد، ولا يمكن الحديث عن الاستقرار الاستراتيجي دون التوافقات الدولية خاصة بين روسيا والولايات المتحدة، وبوتين يعلم ذلك، وبالتالي موسكو لم تغلق قنوات التواصل، لكن مع تعنت واشنطن يوجد توجه عالمي للتعددية القطبية، وهذا ما لا تريد الاعتراف به الولايات المتحدة والمنظومة الغربية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الانتخابات الرئاسية روسيا الاستقرار
إقرأ أيضاً:
هل المقترح الأوكراني الأخير يهدف إلى السلام مع روسيا وإيقاف الحرب؟
قال الدكتور آصف ملحم، مدير مركز جي إس إم للأبحاث والدراسات في موسكو، إن العرض الأوكراني الأخير يهدف ظاهريًا إلى تحقيق السلام والاستقرار في منطقة دونباس، من خلال تحويل المنطقة إلى منطقة فاصلة خالية من السلاح، مع انسحاب القوات الأوكرانية والاحتفاظ بالإشراف الأمريكي المباشر.
وأوضح خلال اتصال هاتفي على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن الكرملين يرفض هذا المقترح، مشيرًا إلى أن روسيا لا ترغب بالاعتراف بسيطرتها على الأراضي المتبقية دون صبغة قانونية، وأن الأمر يتعلق بضرورة حماية مصالحها الاستراتيجية في المنطقة، وعدم قبول أي صيغة قد تُضعف سيادتها الفعلية على هذه الأراضي.
وأضاف ملحم أن ما يميز هذا العرض هو تعديلات أوكرانيا على خطة ترامب الأصلية، حيث لا تتطلب الانسحاب الكامل من دونباس، بل الانسحاب الجزئي للقوات الأوكرانية من حوالي 30% من مقاطعة دونيتسك، على أن تُترك المنطقة منزوع السلاح تحت إشراف أمريكي.
وأشار إلى أن الخطة لا تقدم أي تنازلات لروسيا بشكل ملزم، وأن الجميع—الولايات المتحدة وأوروبا وأوكرانيا وروسيا—يسعى لتحقيق نوع من "الاستراحة" في الحرب دون تقديم حلول نهائية أو الاعتراف بالسيطرة بشكل قانوني، ما يجعل التسوية مرهونة بالاعتراف بسيادة روسيا على القرم ولوغانسك ودونباس، وهو ما ترفضه أوكرانيا في الوقت الحالي.
وأكد الدكتور ملحم أن الشكل النهائي للتسوية الذي قد ترضى موسكو عنه يجب أن يتضمن انسحابًا كاملًا للقوات الأوكرانية من مقاطعة دونيتسك، مع اعتراف أوكرانيا بسيادة روسيا على القرم ولوغانسك ودونباس، مقابل وقف إطلاق النار عند خطوط الجبهتين في زابوروجيا وخيرسون، واعتبار خط الجبهة الحالي هو الخط النهائي.
وأوضح أن هذا الموقف يعكس رغبة روسيا في تثبيت مكتسباتها العسكرية والاستراتيجية، ومنح نفسها ضمانات واضحة قبل أي اتفاق سلام أو تسوية نهائية، مؤكدًا أن أي تسوية مستقبلية ستعتمد على مدى التزام الأطراف بتنفيذ هذه الشروط بشكل كامل.