المحتوى ليس الملك.. الجزيرة تسأل ونيل باتيل يجيب
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
يعد "نيل باتيل" أحد أكثر الخبراء في مجال التسويق وإنتاج المحتوى الرقمي خلال العقد الماضي، فبحسب مجلة "فوربس" العالمية يعد أحد أفضل 10 مسوقين على مستوى العالم في التسويق الإلكتروني.
وهو المؤسس المشارك لشركة إن بي ديجتال آند سبسكرايبرز التي يسعى من خلالها إلى مساعدة الأفراد والشركات في مجال التسويق الإلكتروني من خلال مقالاته.
ويعتبر من أشهر المسوقين على مستوى العالم، وأثر كثيرا في مجال التسويق الإلكتروني على وجه الخصوص، وفي ريادة الأعمال بشكل عام، واستفادت من خدماته في مجال التسويق الإلكتروني العديد من الشركات العملاقة مثل أمازون وإتش بي.
الجوائز والتكريماتالعديد من المواقع والشخصيات يقدرون نيل على دوره في مجال التسويق الإلكتروني ومن هؤلاء:
فوصفته صحيفة "وول ستريت" بأنه أحد كبار المؤثرين على شبكة الإنترنت، وحاز جائزة من الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما كشخص من ضمن أفضل 100 رائد أعمال عالميا، وتقول فوربس إنه أحد أفضل 10 مسوقين في العالم، وتقول مجلة "إنتبونير" إنه أنشأ واحدة من أكثر 100 شركة رائعة، كما أنه كاتب ذائع الصيت في "نيويورك تايمز".
والتقت الجزيرة بنيل على هامش قمة الويب التي عقدت في قطر، واستمرت لـ4 أيام، حيث كان أحد المشتركين في جلسة مهمة غيرت العديد من المفاهيم حول إنتاج المحتوى بعنوان "المحتوى ليس الملك" وكان لنا معه الحوار التالي:
في مجال تحسين محركات البحث، ما أهم الإستراتيجيات التي توصي بها الشركات لتحسين تصنيفها في البحث عام 2024؟يمكن لمنتجي المحتوى تبني عدد من الأدوات التي تساعدهم على معرفة ما يريد جمهورهم أن يطلعوا عليه الآن، فمثلا أداة مثل "آنسر ذي ببلك" (Answer the public) تجعلك على اطلاع دائم بما يبحث عنه الناس في وقت معين.
%15 من محاولات البحث في غوغل هو عن أشياء جديدة لم يسبق أن بحث عنها أحد لذلك فعند استخدامك لهذه الأدوات سيصبح لديك كمية من المواضيع التي يمكنك تغطيتها سواء في موقعك، أو على منصات التواصل التي يبحث عنها المستخدم، ولا يوجد الكثير منها على الإنترنت، وهذا طبعا سيعود بالفائدة على تصنيف موقعك في المراتب المتقدمة.
كيف يمكن إنشاء محتوى لا يجذب الجمهور فحسب، بل يحولهم أيضا إلى عملاء مخلصين؟الأساس في هذا الموضوع هو أن تقوم بإنشاء محتوى جديد وعدم تكرار المحتوى الموجود، دائما ما كان المحتوى الأصيل جاذبا لشهية العملاء، مما يجعل علامتك أو موقعك مختلفا عن الآخرين، فلا أحد يحب المقلدين.
الأمر الثاني هو الاعتماد على خبراتك ومهاراتك أكثر من الاعتماد على إنشاء محتوى لا تعرف عنه شيئا فقط لجذب الجمهور، فأحيانا أرى العديد من الشركات تسعى لعمل محتوى لا يتناسب مع جمهورها فقط لأنه جذاب لفئة معينة، مما يجعلهم ضحية الاتجاهات، وليس لديهم الشخصية الكافية التي تجعل العملاء مخلصين لهم.
لا يهم إن كان المقال طويلا أم قصيرا المهم هل هو مناسب لما يريده الجمهور، ويحفزه للتفاعل معه، واقصد بالتفاعل بالنسبة للمحتوى المكتوب أو المرئي هو هل يستمر العميل لآخر المحتوى أم أنه يخرج منه؟
في حالة خرج العميل من المقال أو الفيديو بدون أن ينتهي فاعلم أن هذه علامة سيئة ستوضع من قبل الخوارزمية على محتواك، وإذا تكرر ذلك فللأسف محتواك لن يصل لشريحة كبيرة من متابعيك، فقد حكمت عليه.
الاتجاه الذي أرى أنه سيصبح حاسما للجميع سواء شركات أو أفراد هو التركيز على الجودة بدلا من الكم، هذا أصبح الآن هو الاتجاه حتى بالنسبة للخوارزميات، فالعدد الكبير من المحتوى غير التفاعلي سيؤدي إلى حجب محتواك عن كثير من العملاء، لأن الخوارزمية ستتعامل معه على أنه محتوى رديء، ويجب الحد منه.
في حين إن كان محتواك متفاعلا، حتى لو لم يكن بالوفرة التي تراها مناسبة، فستعامله الخورازميات على أنه محتوى جيد، ويجب نشره لعدد أكبر من الناس.
هل يمكنك مشاركة تقنيات النمو لقاعدة العملاء أو المبيعات والتي يمكن للشركات الناشئة استخدامها لتوسيع قاعدة مستخدميها بسرعة دون ميزانية كبيرة؟سوف أخبرك بواحدة اعتبرها أفضل التقنيات للنمو أعط عملاءك شيئا بدون مقابل، سواء منتج أو دورة أو ملف أو خدمة، دائما ما كنت أرى أن إهداء العميل شيئا بدون مقابل أفضل من وضع ميزانيات على زيادة التفاعل والتسويق وشراء النقرات وأيضا لن يكلفك مبالغ طائلة.
من خلال خبرتك، ما أكبر التحديات التي يواجهها رواد الأعمال عند محاولتهم تنمية أعمالهم التجارية عبر الإنترنت، وكيف يمكنهم التغلب على هذه التحديات؟التحدي الأكبر أمام رواد الأعمال في هذا الإطار هو تركيزهم على زيادة عدد المتابعين والمشاهدات بدلا من تحويل هؤلاء المتابعين لعملاء دائمين، فما أهمية وجود مليون متابع على موقع يبيع منتجا إن لم ينعكس هذا الرقم على المبيعات، ولكن للأسف نجد أن معظم نماذج العمل الحالية لرواد الأعمال محاولة جذب أكبر عدد من الجمهور دون التركيز بكيفية تحويلهم لمشترين أو عملاء مخلصين.
في البلاط الملكي للتسويق الرقمي من الملك، ومن الملكة، ومن المهرج، ومن الفارس في نظر نيل باتيل؟الملك هو التفاعل، المحتوى هو الملكة، المهرج هو تحديث المحتوى، وفارس البلاط هو الروابط.
لو كانت خوارزمية البحث في غوغل رجلا، ما أول شيء ستقوله له؟سأقول له كيف يمكن أن تكون أقل تحيزا؟ لأنك في بعض الأحيان يجب أن تسكت ولا تجيب، لأن إجابتك متحيزة بشكل واضح.
ختم نيل باتيل اللقاء بدعوة منتجي المحتوى أن يغيروا نظرتهم إلى عملية صنع المحتوى الحديثة، وأن لا يركزوا على الذكاء الاصطناعي في عملية الإنتاج، فما زال الطريق طويلا أمام هذه التكنولوجيا للحاق بالعمل المعتمد على البشر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی مجال التسویق الإلکترونی العدید من
إقرأ أيضاً:
الرعب يعود إلى ألكاتراز.. هل تتحول الجزيرة من متحف إلى سجن قريبا؟
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزمه إعادة فتح سجن "ألكاتراز" الشهير، الذي تحوّل منذ أكثر من 6 عقود إلى متحف سياحي ومعلم تاريخي بارز في خليج سان فرانسيسكو، ليعود إلى وظيفته الأصلية كمركز لاحتجاز "أشد المجرمين عنفا وخطورة في أميركا"، على حد وصفه.
وكان السجن الفدرالي الواقع على جزيرة نائية في خليج سان فرانسيسكو، قد أُغلق في عام 1963 بعد 29 عاما من استخدامه لعزل المجرمين الذين يُصنفون من بين "الأخطر"، ومنذ ذلك الحين، تحول إلى مقصد سياحي يجتذب أكثر من مليون زائر سنويا.
وعبر منصته الخاصة "تروث سوشيال"، كتب ترامب أن النسخة الجديدة من "ألكاتراز" ستكون موسّعة وستعيد للولايات المتحدة قدرتها على عزل المجرمين المتسلسلين الذين، حسب تعبيره، "ينشرون الرعب والدماء في الشوارع". وأضاف أن أميركا في الماضي لم تتردد في حماية مواطنيها عبر عزل هؤلاء الأفراد الخطرين، وأنه لا مكان بعد الآن للتسامح مع من ينشرون العنف والفوضى في المجتمع.
ولم يُغلق سجن "ألكاتراز" في ستينيات القرن الماضي، بسبب قسوته فقط، بل أيضا لتكلفته الباهظة. فحسب بيانات "مكتب السجون الفدرالية"، فإن تشغيل السجن كان يكلّف 3 أضعاف السجون الأخرى، إذ بلغت التكلفة اليومية لكل سجين نحو 10 دولارات، مقابل 3 دولارات في مؤسسات أخرى مثل سجن "أتلانتا" الفدرالي. كما أن الجزيرة كانت تعتمد كليا على نقل المواد الغذائية والمياه عن طريق القوارب، مما ضاعف أعباء التشغيل.
أضف إلى ذلك أن مباني السجن بدأت في التآكل بفعل الرطوبة البحرية، وتدهورت ظروف العيش داخله، مما دفع وزير العدل آنذاك، روبرت كينيدي، إلى إصدار قرار الإغلاق، ثم تحولت الجزيرة إلى معلم تاريخي عام 1972.
ورغم إعلان ترامب، لم تحدد الجهات المعنية بعد موعدا رسميا لإعادة تأهيل السجن أو استخدامه، كما لم تقم "هيئة المتنزهات الوطنية" بأي تغييرات على جدول الزيارات أو على نشاط المتحف القائم على الجزيرة. وتشير التقديرات إلى أن المشروع سيتطلب أعمال ترميم شاملة، نظرا لتدهور البنية التحتية للمباني القديمة.
إعلانفي هذا السياق، قالت الأستاذة الجامعية في علم الاجتماع بجامعة هاواي، آشلي روبن، إن إعادة تشغيل "ألكاتراز" لن تتم قبل سنوات، ومن المحتمل أن يتجاوز الجدول الزمني مدة ولاية ترامب الرئاسية إذا أعيد انتخابه. كما أكدت أن الهدف من هذه الخطوة أقرب إلى الرمزية السياسية منه إلى التطبيق الفعلي، خاصة أن قدرة السجن الاستيعابية لم تتجاوز 336 نزيلا في أفضل حالاته.
وعلى مدى 29 عاما، عُرف سجن "ألكاتراز" بأنه المكان الذي يُرسل إليه أخطر المجرمين وأكثرهم تمردا على الأنظمة الإصلاحية الأخرى. ومن أبرز من نزلوا فيه: آل كابوني، وجورج كيلي "رشاش"، وألفين كاربيس "المرعب"، وروبرت ستراود المعروف بلقب "رجل الطيور". هؤلاء لم يكونوا مجرد أسماء مشهورة، بل كانوا رموز لعصر الإجرام في أميركا.
كان السجن يحتوي على زنازين ضيقة لا تتعدى مساحتها 1.5 × 2.7 متر، ولم يتجاوز عدد نزلائه في أي وقت 300 سجين. وكان الحراس يعيشون مع عائلاتهم على الجزيرة المعزولة، التي شكلت بيئة صعبة ومعزولة للأطفال والأسر.
ورغم تأمينه المشدد، شهد السجن 14 محاولة هروب فاشلة شارك فيها 36 سجينا، انتهى أغلبهم إما بالقبض عليهم أو موتهم أثناء المحاولة. لكن ما يضفي على السجن هالته الأسطورية هو العملية التي نُفذت عام 1962، حين نجح 3 سجناء في حفر جدار الزنزانة بملاعق بدائية، وصنعوا طوقا من معاطف مطاطية، وهربوا عبر مياه الخليج. لم يُعثر عليهم بعدها، ولا تزال قصتهم غامضة حتى اليوم، رغم ترجيح السلطات أنهم غرقوا.
أصبحت جزيرة "ألكاتراز" رمزا ثقافيا حاضرا في المخيلة الأميركية، خاصة من خلال أفلام مثل "طائر ألكاتراز" (Birdman of Alcatraz)، و"الهروب من ألكاتراز" (Escape from Alcatraz)، و"جريمة قتل من الدرجة الأولى" (Murder in the First)، و"الصخرة" (The Rock) التي جسدت قصصا مستوحاة من السجن الشهير. وتحولت الجزيرة لاحقا إلى محمية طبيعية لطيور البحر، التي تملأ المكان بحرية بعدما كان رمزا للقيد.
إعلانوقد أطلق البحارة الإسبان على الجزيرة اسم "لا إيسلا دي لوس ألكاتراس"، أي "جزيرة البجع"، تيمنا بالطيور التي كانت تملأ سماءها ومياهها.
اليوم، تعود الجزيرة إلى الواجهة، ليس من باب السياحة هذه المرة، بل كرمز جديد لسياسة "الصرامة" التي يتبناها ترامب، والتي تسعى إلى إعادة الاعتبار لفكرة العزل العقابي عبر سجن يحمله التاريخ والرمزية، في وقت يتصاعد فيه الجدل حول العدالة الجنائية في الولايات المتحدة.