يبدو أن المثلية الجنسية، ستحدث أزمة جديدة في قارة أفريقيا، بعدما أقر برلمان غانا تشريعا صارما ضد المثليين، وهو أمر يعيد إلى الأذهان القانون الذي أصدرته أوغندا العام الماضي وأحدث أزمة كبيرة مع الولايات المتحدة والبنك الدولي.
وأقر البرلمان في غانا، الأربعاء الماضي تشريعا يكثف حملة القمع على حقوق المثليين وأولئك الذين يروجون للمثليات أو المثليين أو غيرها من الهويات الجنسية أو النوعية غير التقليدية في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا.


وفي السابق كانت عقوبة ممارسة الجنس مع المثليين تصل إلى السجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، بينما يفرض مشروع القانون الجديد عقوبة السجن لمدة تصل إلى خمس سنوات بتهمة "الترويج المتعمد أو الرعاية أو الدعم لأنشطة LGBTQ+"، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز للأنباء.
ووصفت "رويترز" القانون الجديد في غانا ضد المثليين، بأنه من أقسى القوانين من نوعه في أفريقيا، وقد رعى ائتلاف من الزعماء التقليديين المسيحيين والمسلمين والغانيين هذا التشريع.
وقالت أنجيل ماكسين، أول موسيقي متحول جنسيا في غانا وناشطة في مجتمع المثليين، لـ"رويترز": "قلبي مكسور ومدمر في هذه اللحظة، هذا كل ما يمكنني قوله الآن".
وبعد التصويت في البرلمان، سيتم تقديم مشروع القانون إلى الرئيس الغاني نانا أكوفو أدو، وبعد ذلك يكون أمامه سبعة أيام للموافقة أو رفض الموافقة، وفقًا لدستور غانا.
وإذا وافق، يصبح مشروع القانون قانونا وتجنب أكوفو أدو النقاش الساخن حول مشروع القانون، لكنه قال إنه سيرد بمجرد تصويت البرلمان عليه.
وقالت ويني بيانييما، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز التابع للأمم المتحدة، في بيان، إن مشروع القانون سيؤثر على الجميع إذا أصبح قانونا، مضيفة أن القوانين العقابية كما يجسدها مشروع القانون، تشكل عائقا أمام القضاء على الإيدز وتقوض في نهاية المطاف صحة الجميع.
وأضافت بيانييما في البيان: "سيؤدي ذلك إلى تفاقم الخوف والكراهية، ويمكن أن يحرض على العنف ضد المواطنين الغانيين، وسيؤثر سلبا على حرية التعبير وحرية التنقل وحرية تكوين الجمعيات". وأضافت: "إذا أصبح قانونًا، فإنه سيعيق الوصول إلى الخدمات المنقذة للحياة، ويقوض الحماية الاجتماعية، ويعرض نجاح التنمية في غانا للخطر".
في السياق نفسه، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانا انتقدت فيه إصدار غانا لقانون ضد المثلية الجنسية، وقالت "إن الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق إزاء إقرار البرلمان الغاني للتشريع، الذي أطلق عليه رسميًا "مشروع قانون الحقوق الجنسية الإنسانية والقيم الأسرية"، والذي من شأنه أن يهدد حريات التعبير والصحافة والتجمع التي يحميها الدستور لجميع الغانيين". وأضافت الخارجية الأمريكية في بيانها الصادر الأربعاء الماضي، أن مشروع القانون يسعى إلى تجريم أي شخص يُعرف ببساطة بأنه LGBTQI +، بالإضافة إلى أي صديق أو عائلة أو عضو في المجتمع لا يبلغ عنهم".
وأشارت إلى أن الحد من حقوق مجموعة واحدة في المجتمع يقوض حقوق الجميع وتكرر الولايات المتحدة دعوة الغانيين الذين حثوا على إعادة النظر في دستورية مشروع القانون لحماية حقوق جميع الأفراد في غانا.
وزعمت أن من شأن مشروع القانون أيضًا أن يقوض الصحة العامة والإعلام والمساحات المدنية والاقتصاد في غانا وقد ذكرت تحالفات الأعمال الدولية بالفعل أن مثل هذا التمييز في غانا من شأنه أن يضر بالنمو التجاري والاقتصادي في البلاد.
واختتمت الخارجية الأمريكية بيانها بالقول: "إن تقاليد غانا المتمثلة في التسامح والسلام واحترام حقوق الإنسان هي مصدر للاستقرار والازدهار الذي ظل لفترة طويلة بمثابة نموذج تحتذيه البلدان في جميع أنحاء العالم وهذا التشريع يتعارض مع هذه القيم، وإذا أصبح قانونا، فإنه يقوض هذا التقليد الجدير بالثناء".
ويشي البيان الأمريكي بتهديدات لغانا بشأن العلاقات الاقتصادية مع المؤسسات الدولية وهو نفس النهج الذي اتبعته واشنطن مع أوغندا التي أصدرت العام الماضي قانونا ضد المثلية.
المثلية في أوغندا
ويعيد البيان الأمريكي إلى الأذهان موقف الولايات المتحدة من أوغندا التي أصدرت قانونا ضد المثلية الجنسية في أغسطس من العام الماضي ٢٠٢٣ تسبب في دخولها في أزمة مع واشنطن التي طردتها من قانون "أجوا" إلى جانب تهديد البنك الدولي.
وعلق البنك الدولي أي تمويل لأوغندا بسبب قانون مكافحة المثليين، حيث تعهد البنك بعدم الإفراج عن أي أموال جديدة للدولة الواقعة في شرق أفريقيا.
وقال البنك الدولي، إن قانون مكافحة الشذوذ الجنسي في أوغندا يتناقض بشكل أساسي مع قيم المؤسسة المتمثلة في الإدماج وعدم التمييز، مضيفا أنه يعتقد أن رؤيته للقضاء على الفقر لا يمكن أن تنجح إلا إذا شملت الجميع، بغض النظر عن العرق أو الجنس وقالت إن قانون أوغندا يقوض تلك الجهود.
وقبل شهور من إقرار أوغندا القانون هددها الرئيس الأمريكي جو بايدن، في شهر مايو ٢٠٢٣ بتوقيع عقوبات ضدها حال لم تتراجع، وقال «يعد سن قانون مناهضة المثلية الجنسية في أوغندا انتهاكا مأساويا لحقوق الإنسان العالمية- انتهاكًا لا يليق بالشعب الأوغندي، وهو انتهاك يهدد آفاق النمو الاقتصادي الهام للبلد بأكمله». 
وبالفعل أعلنت الولايات المتحدة في مستهل العام الجاري، استبعاد أوغندا من مزايا قانون النمو والفرص في أفريقيا (أجوا)، وسينهى المرسوم الذي أصدره الرئيس الأمريكي جو بايدن في ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٣ فعليًا قدرة كمبالا على تصدير سلع معينة إلى الولايات المتحدة دون ضريبة إضافية.
فهل يتكرر السيناريو الأوغندي في غانا ؟
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المثلية الجنسية غانا أوغندا الولایات المتحدة المثلیة الجنسیة مشروع القانون البنک الدولی فی غانا قانون ا

إقرأ أيضاً:

النواب يوافق على المادة الأولى من مشروع قانون الإيجار القديم

 

أقر مجلس النواب، خلال الجلسة العامة اليوم، برئاسة المستشار الدكتور حنفى جبالى، رئيس المجلس، نص المادة 1 من مشروع قانون الإيجار القديم، وذلك وفقا لما وردت دون إجراء تعديل عليها.

وتنص المادة على الآتي:

"تسري أحكام هذا القانون على الأماكن المؤجرة لغرض السكنى والأماكن المؤجرة للأشخاص الطبيعية لغير غرض السكنى وفقا لأحكام القانونين رقمي 49 لسنة 1977 في شأن تأجير وبيع الأماكن وتنظيم العلاقة بين المؤجر والمستأجر، و136 لسنة 1981 في شأن بعض الأحكام الخاصة بتأجير وبيع الأماكن وتنظيم العلاقة بين المؤجر والمستأجر".

وشهدت مناقشة المادة مقترحات بتعديل على المادة، الأول مقدم من النائب اشرف الشبراوي، الذى طالب بإضافة القانون رقم 6 لسنة 1997 لنص المادة.

وعلق المستشار محمود فوزى، وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسيى، قائلا:" لا علاقة للقانون سالف الذكر بالموضوع المطروح".

وفى ذات الصدد، اقترحت النائبة سميرة الجزار، إضافة نص يلزم الحكومة بعمل حصر شامل ودقيق لكل الوحدات وتصنيف المواطنين مستأجري هذه الوحدات التابعة لنظام قانون الإيجار القديم لسهولة حصولهم على الوحدات المطلوبة فيما يخص السكن البديل المزمع إنشاؤه.

وانتقدت الجزار تصريحات وزير الإسكان بشأن الإعلان عن إسكان فاخر وما شابه، قائله:" المجتمعات العمرانية عرضت علينا كنواب وحدات سكنية بملايين، واليوم تعلن عن وجود وحدات ساكنة، مين هيقدر عليها من المستأجرين غير القادرين؟.

وعلق المستشار محمود فوزى، وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، قائلا:" آلية تطبيق القانون إذا المجلس أقره سيتم  من خلال، تلقى الطلبات من أصحاب الصفة عن طريق منصة، سيتم اطلاقها الجميع سيتمكن من الدخول إليها، ومبسطة جدا، وهناك تيسيرات عديدة لتقديم الطلبات، ومن خلال هذه البيانات سيكون هناك تحديد واضح ودقيق لتفاصيل الأعداد المطلوبة.

وتابع:" وثانيا الجهاز المركزى يستطيع أن يجرى مسحًا خاص، فى إطار الجمهورية أو محافظة على حدى، لضمان آلية التطبيق الدقيق، لافتا إلى أن التعداد الشامل سيتم فى 2027، وسيكون لملف الإيجار القديم فى الحصر أولوية خاصة.

واستكمل:" المادة 3 من مشروع القانون نصت على أن " تشكل بقرار من المحافظ المختص لجان حصر في نطاق كل محافظة تختص بتقسيم المناطق التي بها أماكن مؤجرة لغرض السكنى الخاضعة لأحكام هذا القانون إلى مناطق متميزة متوسطة، اقتصادية، على أن يُراعى في التقسيم المعايير والضوابط الآتية:
الموقع الجغرافي ويشمل طبيعة المنطقة والشارع الكائن به العقار مستوى البناء ونوعية مواد البناء المستخدمة ومتوسط مساحات الوحدات بالمنطقة والمرافق المتصلة بالعقارات بكل منطقة من مياه وكهرباء وغاز وتليفونات وغيرها من المرافق وشبكة الطرق ووسائل المواصلات والخدمات الصحية والاجتماعية والتعليمية المتاحة والقيمة الإيجارية السنوية للعقارات المبنية الخاضعة لأحكام قانون الضريبة على العقارات المبنية الصادر بالقانون رقم 196 لسنة 2008، الكائنة في ذات المنطقة.

ويصدر قرار من رئيس مجلس الوزراء بقواعد ونظام عمل هذه اللجان.

وتنتهي هذه اللجان من أعمالها خلال ثلاثة شهور من تاريخ العمل بهذا القانون ويجوز بقرار من رئيس مجلس الوزراء من مدة الانتهاء من أعمالها لمدة واحدة مماثلة، ويصدر قرار من المحافظ المختص بما تنتهي إليه اللجان يتم نشره في الوقائع المصرية ويعلن بوحدات الإدارة المحلية في نطاق كل محافظة.

وتابع:" الحكومة جاهزة لتطبيق القانون وفقا لتعداد 2017، ولكن بما أن هناك تغييرات طرأت على التعداد، سيتم الاحتكام للتعداد الجديد، إضافة لمسألة المسح التي من الممكن أن يجريها جهاز التعبئة العامة، مؤكدا " لدينا مدة كافية لتحديد الاحتياجات وتنفيذ الالتزامات".

مقالات مشابهة

  • مشروع قانون ترامب للموازنة يتعثر في الكونغرس
  • عرض مشروع قانون التعبئة العامة بمجلس الأمة
  • مجلس النواب يقر مشروع قانون الإيجار القديم نهائيا
  • النواب يوافق على المادة الأولى من مشروع قانون الإيجار القديم
  • الشورى يناقش مشروع قانون البيانات الجغرافية
  • صدام جديد بين ترامب وماسك بسبب مشروع قانون الإنفاق
  • مجلس الشيوخ الأميركي يقرّ مشروع قانون ترامب للموازنة
  • أميركا: إيلون ماسك يلوّح بتأسيس حزب جديد ردًا على مشروع قانون ترامب
  • مجلس الشيوخ الأميركي يقر مشروع قانون ترامب للموازنة
  • الشيوخ الأميركي يواصل مناقشة مشروع قانون ترامب للموازنة