قال موقع "ميديا بارت" إن الاتحاد الأوروبي توصل في اللحظة الأخيرة إلى تسوية بشأن دفع مساهمته السنوية لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وذلك بدفع 50 مليون يورو من أصل 82 مليونا مقررة وتقسيط الباقي على دفعتين.

وصوّت البرلمان الأوروبي للمرة الأولى على قرار قدمته المجموعة اليسارية يطالب بـ"وقف فوري ودائم لإطلاق النار" في غزة، كما يدعو الاتحاد الأوروبي "ودوله الأعضاء إلى تزويد أونروا بالدعم والتمويل الكافي، لتمكينها من مواصلة عملها الإنساني الحيوي".

ورحب المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني على الفور بقرار الاتحاد، وقال إن "هذا القرار يأتي في لحظة حرجة"، خاصة أن منظمته في حاجة ماسة إلى هذه المساهمة لمواجهة الوضع الإنساني الكارثي في غزة، بعد أن أعلنت 18 دولة تعليق مدفوعاتها، وذلك على خلفية اتهامات إسرائيل لـ12 من موظفي الوكالة بالمشاركة في هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهي "مزاعم" لم يتم دعمها حتى اليوم بـ"أي دليل"، بحسب الممثل الأوروبي الأعلى للشؤون الخارجية جوزيب بوريل.

خطر مالي وشيك

ومن أجل مساعدة وإيواء وتعليم ما يقارب 6 ملايين لاجئ فلسطيني في الأراضي المحتلة ولبنان والأردن وسوريا تحتاج الأونروا إلى 70 مليون دولار شهريا، وقد حذر لازاريني من أن الوكالة "على وشك الانهيار"، وأن قدرتها على تنفيذ التفويض الذي منحتها إياه الجمعية العامة للأمم المتحدة "مهددة بشكل خطير"، في وقت يتواصل فيه قصف إسرائيل لقطاع غزة منذ قرابة 5 أشهر.

وأكدت المتحدثة باسم أونروا تمارا الرفاعي للموقع أن "تمويل الاتحاد الأوروبي هذا بالغ الأهمية" للحفاظ على جميع خدمات الأونروا وإرسال رسالة "بأن أوروبا تدعم المهمة والخدمات الأساسية التي تقدمها الوكالة، فضلا عن دورها في تحقيق الاستقرار في منطقة مضطربة للغاية في هذا الوقت".

ومع أن دولا عدة داخل الاتحاد الأوروبي علّقت أو أجّلت مدفوعاتها فإن الاتحاد الأوروبي -وهو ثالث أكبر مانح بعد الولايات المتحدة وألمانيا- لم يلوح رسميا بمثل هذا الإجراء، بل إن المفوض الأوروبي المسؤول عن المساعدات الإنسانية يانيز لينارتشيتش أكد أن "نقص الأموال ستكون له عواقب كارثية".

وظل الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل يذكّر بالدور الحيوي الذي تلعبه أونروا لسكان غزة، موضحا أن قطع أموال الوكالة سيكون بمثابة "عقاب جماعي"، وأكد المتحدث باسم بوريل لـ"ميديا بارت" أنه "لا يزال مقتنعا بأن وقف تمويل أونروا سيكون خطيرا وستكون له عواقب وخيمة للغاية".

لكن أحد موظفي المفوضية -تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته- قال إن دفع المبلغ المستحق على أقساط عدة "إشارة سيئة"، ويخشى أن هذا الحذر من الاتحاد الأوروبي لن يساعد الوكالة على استعادة ثقة الدول الأخرى.

بوتنغا: إعطاء الأموال بالتقسيط وسيلة لوضع أونروا تحت الضغط السياسي، هذه تسوية سيئة، في غزة هناك مجاعة، والناس يأكلون العشب، علينا أن ندفع المال فورا

وقال عضو البرلمان البلجيكي اليساري مارك بوتنغا مستنكرا "إن إعطاء الأموال بالتقسيط وسيلة لوضع أونروا تحت الضغط السياسي، هذه تسوية سيئة، في غزة هناك مجاعة، والناس يأكلون العشب، علينا أن ندفع المال فورا".

أما عالم البيئة الفرنسي منير ساتوري فقال "نحن ندين الاستهزاء بقرار المفوضية الأوروبية، إن قطع المساعدات التي تنتظرها أونروا بإلحاح اليوم يعني معاقبة المدنيين وتجويعهم".

ويشعر هؤلاء البرلمانيون الأوروبيون بالانزعاج الشديد من الأخطاء التي ارتكبتها المفوضية الأوروبية بعد هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 مباشرة عندما قدمت رئيستها أورسولا فون دير لاين "دعمها اللامشروط" لإسرائيل وعندما أعلن المفوض الأوروبي لشؤون التوسع والجوار أوليفر فارهيلي عن "تعليق" كل تمويل الاتحاد الأوروبي لفلسطين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی فی غزة

إقرأ أيضاً:

“إسرائيل” تمنع المفوضة الأوروبية للمساواة من دخول غزة

#سواليف

أعلنت #مفوضة_الاتحاد_الأوروبي للمساواة وإدارة الأزمات، #حاجة_لحبيب، أمس الجمعة عند معبر_رفح على الجانب المصري، أنها كانت تعتزم زيارة قطاع #غزة خلال زيارتها لمصر، إلا أن #سلطات_الاحتلال الإسرائيلي رفضت منحها #تصريح_العبور.

وأوضحت لحبيب، أن #الفلسطينيين ما زالوا يُقتلون يومياً على يد الجيش الإسرائيلي، مشيرة إلى أن 347 فلسطينياً لقوا حتفهم منذ بدء سريان اتفاق #وقف_إطلاق_النار، بينهم 67 طفلاً. وأشارت إلى أن المرحلة الأولى من الاتفاق بدأت في 10 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عقب حرب استمرت عامين شنتها “إسرائيل” بدعم أميركي على غزة منذ أكتوبر 2023.

وقالت المفوضة الأوروبية إنها كانت تخطط لمعاينة الأوضاع في غزة بنفسها، لكنها لم تحصل على تصريح الدخول، معربة عن حزنها العميق تجاه ما آلت إليه الأوضاع في القطاع، ووصفته بأنه أصبح “مقبرة لآلاف المدنيين”، بمن فيهم العاملون في مجال الإغاثة.

مقالات ذات صلة “تمهيدا لعمليات برية”.. ترامب يعلن إغلاق المجال الجوي فوق فنزويلا 2025/11/29

وأضافت أن نحو 600 من طواقم المساعدات قُتلوا أثناء محاولتهم إنقاذ الأرواح، فيما تعيش آلاف العائلات بين الركام بلا مأوى أو حماية من برد الشتاء، محذرة من شتاء كارثياً بحسب توقعات الخبراء.

وجددت لحبيب التأكيد على ضرورة استمرار وقف إطلاق النار والالتزام بالقانون الدولي كسبيل وحيد لحماية المدنيين، مشددة على أهمية الانتقال إلى المرحلة الثانية التي تشمل نزع سلاح حركة حماس وإعادة من تبقى من الأسرى.

وأشارت إلى بدء إيصال جزء من المساعدات إلى الفلسطينيين في غزة، لكنها شددت على أن الكميات الحالية غير كافية، داعية إلى فتح كافة المعابر لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.

وارتكبت “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 -بدعم أميركي أوروبي- إبادة جماعية في قطاع غزة، شملت قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا واعتقالا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة أكثر من 240 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين معظمهم أطفال، فضلا عن الدمار الشامل ومحو معظم مدن القطاع ومناطقه من على الخريطة.

مقالات مشابهة

  • «موقف مصر ثابت».. استمرار تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين عبر معبر رفح
  • مصر تواصل تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين عبر معبر رفح
  • مصر تواصل تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين بغزة عبر معبر رفح
  • الهلال الأحمر: قافلة "زاد العزة" الـ84 تحمل أطنانًا من المساعدات للفلسطينيين
  • أونروا: إسرائيل تحتجز المساعدات وغزة تواجه كارثة إنسانية
  • وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي يناقشون سبل دعم أوكرانيا وتعزيز الجاهزية العسكرية الأوروبية
  • الهلال الأحمر يرسل 280 ألف سلة غذائية و55 ألف قطعة ملابس شتوية للفلسطينيين
  • “إسرائيل” تمنع المفوضة الأوروبية للمساواة من دخول غزة
  • المفوضية الأوروبية: نحتاج لرؤية جبال من المساعدات تصل إلى غزة
  • الاتحاد الأوروبي: الوضع الإنساني في غزة كارثي وضرورة الضغط لضمان دخول المساعدات العاجلة