بوابة الوفد:
2025-05-20@08:40:23 GMT

غزة على بعد خطوة من المجاعة

تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT

تروس الدبلوماسية الأمريكية تطحن الوعود ؛ وسكان غزة يموتون الآن. والمجاعة تقتل الأطفال فى الشمال. وحذرت الأمم المتحدة من أن أكثر من ربع سكان الإقليم أصبحوا على بعد خطوة واحدة من المجاعة.
وفى هذا السياق، عمليات الإنزال الجوى الأمريكية التى بدأت منذ عدة أيام تقدم حلولاً تافهة لدرجة أنها تكاد تكون مهينة. وعادة ما تكون الملاذ الأخير للتسليم فى بيئات معادية؛ وهذه المرة، يتمثل العائق أمام المساعدات فى وجود حليف للولايات المتحدة يعتمد هو نفسه على المساعدات الأمريكية.


ويبدو أن توجه واشنطن نحو خطاب أقوى منفصل تماماً عن الحقائق على الأرض، حيث قتل أكثر من 30 ألف شخص، وفقاً للسلطات الصحية فى غزة. وقد ترك الحديث الصعب المتأخر لنائبة الرئيس كامالا هاريس، الذى حثت فيه على وقف فورى لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع وإطلاق سراح الرهائن وفتح المعابر وزيادة تدفق المساعدات قائلة: «لا أعذار».  وغرد جو بايدن قائلاً إنه «لن يتوانى» فى الضغط من أجل التوصل إلى مثل هذه الصفقة والمساعدات – ولكن على عكس السيدة هاريس، لم يذكر إسرائيل بالاسم.
وكما اعترفت الولايات المتحدة، فإن عمليات الإنزال ليست بديلاً عن نقاط الدخول الجديدة والقوافل الكبيرة. إن المنح التى تم تسليمها ضئيلة. إنهم يخدمون الأقوياء، وليس الأكثر احتياجاً؛ يمكنهم تعريض أولئك الذين من المفترض أن ينقذوهم للخطر. وكلما طال أمد الهجوم الإسرائيلى، تدهور الوضع الأمنى وتزايد اليأس. إن مقتل أكثر من 100 شخص عند نقطة توزيع المساعدات الأسبوع الماضى، عندما تجمعت حشود مسعورة حول الشاحنات وفتحت القوات الإسرائيلية النار، يتطلب إجراء تحقيق كامل ومستقل. 
إن فتح المزيد من طرق المساعدات أمر ضرورى، خاصة بالنسبة للشمال، وهناك حاجة إلى تدفق المزيد من المساعدات. ولا تزال السلطات الإسرائيلية تعيد شاحنات بأكملها عندما تفشل قطعة واحدة فى الحصول على موافقتها. ويجب على المانحين، بمن فيهم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، أن يستأنفوا أيضاً مساعداتهم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، كما فعل الاتحاد الأوروبى جزئياً، بعد تعليقها بسبب مزاعم إسرائيل بأن بعض موظفيها تورطوا فى الفظائع التى وقعت فى 7 أكتوبر، والتى اتهم محققو الأمم المتحدة بارتكابها. ينتظرون الأدلة. إن جهود الإغاثة واسعة النطاق فى غزة مستحيلة بدون الوكالة.
ومهما كان حجم المساعدات التى يتم تسليمها، فإن الاحتياجات سوف تتضاعف مع استمرار الصراع. ورغم أن الولايات المتحدة أشارت إلى أن إسرائيل تقترب من قبول اتفاق وقف إطلاق النار محدد المدة، فإن حماس لم تقدم بعد قائمة بأسماء الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم، واستمرار الحرب يشكل المفتاح لآمال بنيامين نتنياهو فى البقاء. وليس سراً أن الولايات المتحدة تفضل التعامل مع حكومة يقودها بينى جانتس، عضو مجلس الوزراء الحربى والمنافس السياسى لنتنياهو. 
ويتعين علينا أن نرى ما إذا كان موقف الإدارة الأمريكية المتغير قد يخلف أى تأثير أكبر فى الداخل. تفصلنا ثمانية أشهر عن الانتخابات، وتبدو استطلاعات الرأى مثيرة للقلق بشكل متزايد بالنسبة لبايدن. بدأت عمليات الإنزال الجوى والتوبيخ بعد أيام من تصويت 100 ألف ديمقراطى فى ميشيجان غير ملتزمين بدعم الرئيس فى الانتخابات التمهيدية بالولاية. ومن الصعب تصديق أنهم سيتمكنون من استعادة العديد من هؤلاء الناخبين فى الوقت الذى يهدد فيه السيد نتنياهو بشن هجوم واسع النطاق على رفح، العجيب أن الولايات المتحدة توفر الأسلحة المستخدمة لخلق الكارثة التى تدينها.
د. مصطفى محمود
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى محمود الولايات المتحدة غزة على بعد خطوة من المجاعة الهجوم الإسرائيلي الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يتمسك بإبادة واحتلال غزة ويقر بضغوط لإدخال مساعدات

إسرائيل – أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، إصراره على مواصلة إبادة واحتلال غزة، وأقر بوجود ضغوط خارجية خلف اعتزامه السماح بإدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.

نتنياهو قال في تسجيل مصور بثه على منصة تلغرام: “سنسيطر على (نحتل) جميع أراضي قطاع غزة، هذا ما سنفعله”.

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 174 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين.

ولليوم الـ79 تواصل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.

ودافع نتنياهو عن قرار حكومته السماح الاثنين، بإدخال مساعدات إنسانية محدودة للغاية إلى غزة، بعد منعها منذ 2 مارس/ آذار الماضي.

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي الاثنين عن منسق أنشطته بالأراضي الفلسطينية غسان عليان إن “9 شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية، بينها أغذية للأطفال، ستدخل غزة عبر الأراضي الإسرائيلية في الساعات المقبلة”.

نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، اعتبر أن الوضع بات يستلزم استئناف إدخال المساعدات إلى غزة لمواصلة إسرائيل هجومها العسكري.

وأضاف: “أعضاء مجلس الشيوخ (الأمريكي) الداعمون لإسرائيل يأتون إليّ ويقولون: سنقدم لكم كل المساعدة التي تحتاجونها لكسب الحرب، السلاح والدعم في الأمم المتحدة، ولكن لا نطيق رؤية صور المجاعة الجماعية” بغزة.

ووفق وسائل إعلام عبرية، بينها هيئة البث الرسمية والقناة “12” الخاصة، فإن إدخال المساعدات المرتقب يأتي تحت وطأة ضغوط وتهديدات أمريكية وأوروبية بفرض عقوبات على إسرائيل.

وزاد نتنياهو أنه إلى أن يتم إنشاء مراكز لتوزيع مساعدات بجنوب غزة، تحت حراسة الجيش الإسرائيلي، فإن حكومته ستسمح بدخول “الحد الأدنى” من المساعدات، لمنع المجاعة الجماعية.

ومتجاهلا حدوث المجاعة بالفعل، أردف: “يجب ألا نصل إلى حالة مجاعة، فلن نحظى بدعم جوهري ودبلوماسي ونتمكن من تحقيق النصر (إذا حدث ذلك)”.

نتنياهو مضى قائلا: “ننشئ منطقة خاضعة لسيطرة الجيش، حيث يمكن لجميع سكان غزة الحصول على الغذاء والدواء، ويتزامن هذا مع ضغط عسكري كبير”.

وتروج تل أبيب وواشنطن لخطتين لتوزيع المساعدات، وسط إقرار إسرائيلي بأنهما تهدفان إلى إفراغ شمال القطاع من الفلسطينيين عبر تحويل مدينة رفح (جنوب) إلى مركز رئيسي لتوزيع الإغاثة، وجلب طالبي المساعدات إليها.

وتأتي خطوة إدخال المساعدات المرتقبة ضمن تفاهمات بين حركة الفصائل والولايات المتحدة، في إطار صفقة إطلاق الحركة سراح الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر في 12 مايو/ أيار الجاري.

بموازاة ذلك تشهد قطر حاليا مفاوضات غير مباشرة بين حركة الفصائل وإسرائيل، في محاولة لإبرام اتفاق لإنهاء حرب الإبادة وتبادل أسرى.

وأكدت “حماس” مرارا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين “دفعة واحدة”، مقابل إنهاء حرب الإبادة وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة والإفراج عن أسرى فلسطينيين.

لكن نتنياهو يتهرب بطرح شروط جديدة، أحدثها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، وهو ما ترفضه الأخيرة ما دام الاحتلال الإسرائيلي مستمرا.

وتتهم المعارضة وعائلات الأسرى نتنياهو بمواصلة الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولا سيما الاستمرار في السلطة.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • أونروا تحذر: غزة على حافة المجاعة وتطالب برفع الحصار الإسرائيلي فورًا
  • 91 شهيدا اليوم في غزة وناتنياهو يعلن توجهه للسيطرة على كامل أراضي القطاع
  • "واشنطن بوست": مقربون من ترامب يقولون لإسرائيل سنتخلى عنكم إذا لم توقفوا الحرب
  • الأونروا: غزة بحاجة لـ600 شاحنة مساعدات على الأقل يوميًا لمواجهة المجاعة
  • «أوكسفام»: قطاع غزة يواجه المجاعة ويحتاج إلى مساعدات إنسانية عاجلة
  • نتنياهو يتمسك بإبادة واحتلال غزة ويقر بضغوط لإدخال مساعدات
  • الهدنة الهشة: هل تخاطر الهند بخرق وقف إطلاق النار توسطت فيه الولايات المتحدة؟
  • أكسيوس: الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل وحماس لقبولهما مقترحا محدثا لوقف إطلاق النار
  • الرئيس السيسي: أطالب الرئيس ترامب ببذل كل ما يلزم من جهود لوقف إطلاق النار فى غزة
  • ننشر نص كلمة الرئيس السيسي في القمة العربية ببغداد