د.حماد عبدالله يكتب: "تقديس الكفائة" !!
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
لا بد من أن نقدس الكفاءات القادرة فى بلادنا على الخروج من أزماتنا –إن تقديس الكفائة هى أهم سمات الحضارة الغربية الحديثة.
ولعل هذا ينطبق على مقولة هامة –وهى " أن كل ما أصبح ممكنا هو بالضرورى مرغوب فيه "
ولعل بقراءتنا لنظريات التقدم فى بلاد سبقتنا إقتصاديًا وإجتماعيًا وسياسيًا نرى بأن الكفاءة هى المعيار الرئيسى والأساسى للتقدم إلى شغل وظيفة إدارية سواء كانت فى شركة أو مصنع أو فى حكومة على مستوياتها الإدارية المختلفة من مدير قطاع إلى مدير مكتب الوزير إلى الوزير نفسه –ولعلنا قد جربنا ذلك أخيرًا – إن الكفائة هى التى يمكن أن تقودنا إلى بر الأمان بتكلفة أقل !
ولعل قرائة سريعة فى كتاب (الأمير ) لميكيافيلى والذى فيه يرفع لواء الدعوة إلى أن (الغاية تبرر الوسيلة ) هو حقًا التفسير الصحيح للرسالة التى حملها هذا الكتاب للأجيال اللاحقة !!
إلا أن الواقع الحادث اليوم فى كل وكالات الأنباء عن الأحداث العالمية أو الإقليمية أو المحلية –تثبت بأن الغاية سواء كانت نبيلة أو مجحفة ليست هى الهدف ولكن الوسيلة التى تتبع هى التى تستحق الدراسة وتستحق العناية من أصحاب القرارات المؤثرة فى المجتمعات.
ولعل الكفائة هنا –من خلال ممارسات "ميكيافيلية" تعطينا مفهوم أخر إذ ليس الكفائة وحدها تهتم وتفتش بهدف النمو والتنمية –مع إهمال طبيعة هذه الأشياء التى تجرى تنميتها ؟
ولعل هذا يقودنا إلى درس فى الاقتصاد يقول– إن الإقتصادي لا يتدخل بتقييم الغايات أو الحاجات وتمحيص ملائمتها أو مشروعيتها أو أخلاقياتها، ليست هذه هي مهمته – وإنما مهمته هي تحقيق أكبر كفائة ممكنه فى توزيع الموارد (أي الوسائل )المحددة بين الحاجات أو الغايات غير المحدودة.
فيكفى أن يكون الهدف مطلوب من بعض الناس ومستعدين لدفع ثمن له، فلايهم بعد ذلك ما إذا كان جديرا أو غير جدير بالسعي من أجله، ومن الإفتراضات الأساسية فى نظرية الاستهلاك أن المستهلك يريد دائما المزيد، بصرف النظر عن هذا الذي يريد مزيدًا منه (من كتابات الأستاذ جلال أمين ) ولعل تقديس الكفاءة مع إهمال الهدف النهائي منها مثل تمجيد السرعة، بصرف النظر عن طبيعة العمل الذي تؤديه هذه السرعة مضاعفة سرعة المواصلات.
بغض النظر عن جدوى الرحلة أصلًا ومضاعفة كفائة وسائل الإتصال ونقل المعلومات، أيًا كانت قيمة المعلومات أو محتوى الرسالة التى ا يجرى توصيلها؟
إن تمجيد الوسيلة على حساب الغاية – يذكرنا بما يقولونه ناقدى الحضارة الغربية – بأنهم قالوا " كل ما أصبح ممكنا هو بالضرورة مرغوب فيه " فإذا كان عبور الاطلنطى فى ساعتين بدلا من اربع ساعات قد أصبح ممكنا تكنولوجيا – فلا بد أنه جدير بالتطبيق !
إن الكفائة فى بلادنا – ومنذ حقبات متعددة من الزمن اصبح لا قيمة لها – حيث إقترنت الاختيارات بأهل الثقة مره – وبأصحاب المصالح مرات وبالمعارف والأقارب والأخوة مليون مرة... رحم الله أهل الكفائة فى بلادنا !!
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
حماد يجري زيارة إلى جامعة الحماية المدنية في بيلاروسيا
أجرى رئيس الحكومة الليبية أسامة حماد، زيارة إلى جامعة الحماية المدنية التابعة لوزارة حالات الطوارئ في العاصمة مينسك.
جاء ذلك بحضور نائب رئيس الوزراء فيكتور كارانكيفيتش، ورئيس الجامعة إيفان بوليفودا، وعدد من المسؤولين المختصين في مجالات الحماية المدنية وإدارة الكوارث.
ورافق رئيس الحكومة خلال الجولة كلٌّ من مدير الجهاز الوطني للتنمية جبريل البدري، ورئيس المؤسسة الوطنية للتعدين عمر البصير.
واطلع حماد، خلال الزيارة، على مجالات التدريب المتقدمة التي تُقدمها الجامعة للكوادر المختصة في التعامل مع الطوارئ والحالات الاستثنائية، بما في ذلك تدريب رجال الإطفاء على العمل في بيئات صعبة وفي حالات الطوارئ القصوى، بالإضافة إلى تنفيذ أعمال الإنقاذ، ومكافحة حرائق النفط والغاز، والاستجابة للحوادث الكيميائية والإشعاعية.
كما اطَّلع رئيس الحكومة والوفد المرافق له، على البرامج التدريبية الخاصة بعمليات الإنقاذ الطارئة في النقل البري والجوي والمرتفعات، ودورات القيادة والمهام العمليَّاتية والتكتيكية لوحدات الإنقاذ، إضافة إلى حضوره التدريب العملي ومحاكاة حوادث الحرائق والانفجارات.
وأكد رئيس الحكومة، خلال الزيارة، أهمية تعزيز القدرات الوطنية في مجال الطوارئ والإنقاذ، مشيدًا بخبرات الجامعة ودورها الحيوي في تدريب الكوادر الفنية، ومشيرًا إلى ضرورة الاستفادة من التجربة البيلاروسية لتعزيز جاهزية فرق الطوارئ الليبية، ضمن إطار التعاون المستمر بين البلدين.
وتُوِّجت الزيارة، بالاتفاق على إنشاء معهد تدريب ليبي – بيلاروسي في ليبيا، بنظام توأمة البرامج التدريبية، وتبادل خبرات المدربين في مجالات متعددة، منها: الوقاية، والإنقاذ الطارئ، والسلامة الصناعية، وإدارة الاستجابة، والتحقيق في الحرائق، والدفاع المدني.
وتُعد جامعة الحماية المدنية التابعة لوزارة حالات الطوارئ في جمهورية بيلاروسيا مركزًا تدريبيًّا متخصصًا يقدم برامج متعددة المستويات للوقاية من حالات الطوارئ والاستجابة لها، إضافة إلى عضويتها في المنظمة الدولية للدفاع المدني، وتتعاون مع عدة منظمات دولية، منها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتأتي هذه الزيارة في إطار سلسلة اللقاءات الرسمية التي يجريها رئيس الحكومة في جمهورية بيلاروسيا، بهدف تعزيز قدرات الكوادر الوطنية، ورفع مستوى جاهزيتها في مواجهة مختلف أنواع الطوارئ والكوارث، بما يضمن حماية المواطنين والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة.