الإمارات تلوح بوقف الجسر التجاري البري مع إسرائيل
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
وجهت الإمارات تحذيرا شديد اللهجة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بوقف تشغيل الجسر البري التجاري، إذا لم تدخل المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وفقا لما أفادت شبكة “آي 24 نيوز” الإسرائيلية، نقلا عن مصادر لم تكشف عنها.
وذكرت مصادر الشبكة الإسرائيلية أن “ثقة الإمارات بحكومة نتانياهو تراجعت” من جراء الإغلاق المتكرر للطرق والمعابر أمام إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
ولم يعلن البلدان رسميا عن وجود جسر تجاري بري يربطهما، بعد أن تطرقت وسائل إعلام إسرائيلية عدة إلى هذا الخط في ديسمبر، بعد أن بدأ المتمردون الحوثيون شن هجماتهم في منطقة البحر الأحمر، وتحديدا منذ نوفمبر الماضي.
والشهر الماضي، ذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، أن تعطل الملاحة في البحر الأحمر وسط الهجمات المستمرة التي يشنها الحوثيون المدعومون من إيران، دفع سفن الشحن والخدمات اللوجستية الإسرائيلية للتحول لطرق برية بديلة لنقل البضائع من الشرق الأقصى إلى إسرائيل، عبر السعودية والأردن.
وتعد شركة الشحن الإسرائيلية “منتفيلد لوجستكس” من بين الشركات المشاركة في إنشاء طريق تجاري يلتف حول البحر الأحمر، عن طريق إرسال البضائع من موانئ دبي والبحرين برا، على شاحنات تمر عبر الإمارات والسعودية والأردن، وتنتهي في الموانئ الإسرائيلية، بحسب الصحيفة.
وكان الأردن نفى في ديسمبر الماضي، مرور مثل هذا الجسر عبر أراضيه.
ويواجه نتانياهو ضغوطا دولية متزايدة لحماية المدنيين وتخفيف المعاناة الإنسانية في قطاع غزة، بعد بلوغ الحرب في القطاع شهرها السادس.
وأدت الحرب إلى نزوح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتكدس العديد منهم في خيام مؤقتة في رفح جنوبي القطاع، وسط شح في الغذاء والإمدادات الطبية الأساسية.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو ربع السكان يواجهون خطر المجاعة، وأن المساعدات المتدنية لا تكاد تلامس الحد الأدنى للاحتياجات اليومية. وتركز وكالات الإغاثة الآن جهودها على توصيل المساعدات عبر البحر.
وقال مصدر حكومي في قبرص، إنه من المقرر أن تبحر سفينة تحمل نحو 200 طن من المساعدات، الاثنين، في حين قال الجيش الأميركي إن السفينة “جنرال فرانك إس. بيسون” في طريقها أيضا لتقديم مساعدات إنسانية لغزة عن طريق البحر، بحسب رويترز.
وقبل أيام، قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، في خطاب حالة الاتحاد، إن الولايات المتحدة ستبني ميناء بحريا مؤقتا قبالة ساحل غزة لتسهيل توصيل المزيد من المساعدات.
وجاء ذلك بعد تقديم الولايات المتحدة ودول عربية عدة، من بينها الإمارات، مساعدات عبر عمليات إنزال جوي، لكن وكالات الإغاثة تقول إن تلك المساعدات لا يمكنها تعويض الإمدادات عبر البر.
واستجابة للأزمة الإنسانية في غزة، قدمت الإمارات خطة للإدارة الأميركية تقترح إنشاء ميناء بحريا في غزة بدعم من رجال الأعمال الفلسطينيين والإماراتيين، وفقا لتقرير الشبكة الإسرائيلية.
ورفض مكتب نتانياهو التعليق على التقرير الذي نشرته “آي 24 نيوز”، التي قالت إن ذلك يشير إلى حساسية الوضع والتعقيدات المحيطة بتوصيل المساعدات إلى غزة، وسط التوترات الإقليمية.
وفشلت الجهود الدولية لوقف مؤقت للحرب وإدخال المزيد من المساعدات التي تشتد إليها الحاجة وذلك بعد أن ذكرت تقارير إعلامية أن حركة حماس “متمسكة” بموقفها المتشدد الرامي بوقف دائم لإطلاق النار.
وكانت شرارة الحرب اندلعت يوم 7 أكتوبر، وأسفرت عن مقتل حوالي 1200 شخص معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، بحسب السلطات الإسرائيلية.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: اسرائيل الامارات
إقرأ أيضاً:
الإمارات: الحرب في السودان بلا منتصر والإغاثة يجب أن تتدفق دون عوائق
أكدت وزيرة دولة في الإمارات لانا نسيبة أولوية تنفيذ هدنة إنسانية في السودان بشكل فوري، وركّزت على ضرورة بناء مسار واضح يقود نحو وقف دائم لإطلاق النار ثم انتقال منظم إلى حكومة مدنية مستقلة تضع البلاد على طريق الاستقرار.
وأوضحت نسيبة خلال مؤتمر صحفي أن الإمارات تجري مشاورات منتظمة حول الصراع المروع في السودان، واعتبرت أن قرار البرلمان الأوروبي دعم جهود الوساطة يشكّل خطوة تدعم المسار الدبلوماسي، ولفتت إلى أن وزراء الخارجية الأوروبيين شددوا في ختام اجتماعهم الأخير على أن الهدنة الإنسانية الفورية تشكّل شرطًا أساسيًا للانتقال إلى تسوية دائمة، وأكدت أن الإمارات تنسق باستمرار مع الشركاء الأوروبيين حول شروط التهدئة.
وأشارت إلى أن بيان المجموعة الرباعية الصادر في سبتمبر يمثل خطوة تاريخية نحو وقف القتال وإنهاء الحرب الأهلية بين الطرفين المتنازعين، وبيّنت أن البيان رسم خريطة طريق واقعية لخفض التصعيد، واعتبر أن السودان لا يجب أن يكون مستقبلُه رهينةً لجماعات متطرفة أو دولةً هشة يجد فيها الإرهابيون ملاذًا، وركّزت على أن الحكومة المدنية المستقلة هي المسار الوحيد نحو سودان آمن ومستقر.
وفي سياق متصل، أكد المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات أنور قرقاش أن الهدنة الإنسانية واستمرار المساعدات دون عوائق يشكّلان ضرورة ملحة، واعتبر أن الحرب الدائرة في السودان لا تحمل لأي طرف فرصة لتحقيق نصر، وكتب في منشور عبر منصة إكس أن الإمارات تتعهد بتقديم 550 مليون دولار لدعم الفئات الأكثر ضعفًا حول العالم وتركّز في السودان على ضمان وصول المساعدات واستمرارها دون عرقلة.
وأضاف قرقاش أن الحرب لا يمكن كسبها وأن الوقت حان لإنهاء الحسابات القاسية المرتبطة بخفض المساعدات الإنسانية، واعتبر ذلك رسالة مباشرة إلى الأطراف التي تواصل عرقلة وصول الإغاثة.
وحمّلت وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي في الإمارات ريم الهاشمي الأطراف المتحاربة في السودان وهي الجيش وقوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معهما مسؤولية الهجمات المتكررة على المدنيين وتعطيل الممرات الإنسانية، واعتبرت أن تلك الانتهاكات تزيد معاناة السكان وتدفع الأوضاع نحو مزيد من التدهور.
وذكرت التقييمات الإنسانية الحديثة أن أكثر من ثلاثين مليون شخص في السودان يحتاجون إلى مساعدة عاجلة أو حماية، وأشارت إلى أن قرابة اثني عشر مليون شخص نزحوا منذ اندلاع القتال في أبريل 2023 ووجد السودان نفسه أمام أكبر أزمة نزوح في العالم.