بعد «باطرفي».. هل ستؤثر إمارة «العولقي» على سلوك «تنظيم القاعدة» بجزيرة العرب؟
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
في خّضم محاولات تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية لاستعادة سيطرته ونفوذه مرة أخرى على جنوب اليمن، بعدما نجحت القوات المسلحة الجنوبية خلال السنوات الأخيرة الماضية، في دحر التنظيم وتكبيده هزائم كبيرة خسر على إثره نفوذه في الجنوب؛ فقد أعلن التنظيم الإرهابي على لسانه مسؤوله الشرعي مساء 10 مارس 2024، في تسجيل بثته مؤسسة الملاحم (الذراع الأعلامية للتنظيم) وفاة «خالد باطرفي» زعيم التنظيم الرابع منذ فبراير 2020، وتعيين «سعد العولقي» ليكون الزعيم الخامس للتنظيم الإرهابي في اليمن.
وتجدر الإشارة أنه لم يتم الإعلان عن السبب وراء وفاة «باطرفي» إلا أن اللافت أن المسؤول الشرعي للقاعدة لم يقل أن الزعيم السابق استشهد أو قتل في ضربة أمريكية كسابقيه، وهو ما يؤكد ما أعلنته مصادر يمنية مطلعة بأن سبب الوفاة يرجع إلى معاناة «باطرفي» مع المرض الذي اشتد عليه خلال الفترة الأخيرة، خاصة أن آخر ظهور له كان في أكتوبر الماضي مشيدًا بعملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة.
من هو «العولقي»؟
والزعيم الجديد لتنظيم القاعدة في اليمن هو «سعد بن عاطف العولقي» المكنى بـ«أبي الليث» من مواليد ثمانينات القرن الماضي، وهو يمني الجنسية من مديرية الصعيد في محافظة شبوة جنوب اليمن، وينتمي إلى قبيلة «العوالق» أحد أبرز القبائل الناشطة في جنوب اليمن، وقد انضم إلى التنظيم عام 2010، وتولي منصب "امير ولاية شبوة" حتى عام 2014، ثم عين عضوا في مجلس شورى التنظيم والمسؤول عن "إدارة العمليات"، وكان يطلق عليه بأنه الرجل الثاني في تنظيم القاعدة باليمن بعد «باطرفي»، وقد وضعت وزارة الخارجية الأمريكية في نوفمبر 2021، مكافأة مالية تقدر بـ 6 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.
ويعد «العولقي» الزعيم الخامس للقاعدة في جزيرة العرب، إذ كان أول زعيم للتنظيم هو «قائد الحارثي» والثاني هو «ناصر الوحيشي» والثالث فهو «قاسم الريمي» والثلاثة قتلوا في غارات أمريكية، أما الزعيم الرابع الذي توفي جراء المرض هو «باطرفي».
اتجاهات التنظيم
وفي ضوء ما تقدم، يبقي التساؤل الذي يبرز مع مقتل أو وفاة رأس التنظيم، هو كيف سيكون شكل ومستقبل التنظيم خلال الفترة المقبلة مع القيادة الجديدة؟، وحول ذلك يقول بعض المراقبين للشأن اليمني أن تنظيم القاعدة باليمن سيتأثر كثيرًا بتولي «العولقي» زعامة التنظيم، وذلك على المستويين المالي والهيكلي والعلاقة مع الجماعات الإرهابية الأخرى خاصة الحوثيين والإخوان، فمن الناحية المالية، هناك رؤية مفاداها أن «العولقي» سيكثف جهوده من أجل توفير الوسائل المالية واللوجستية اللازمة للتنظيم والتي فشل فيها «باطرفي»، وذلك من خلال استغلال علاقته الجيدة مع القبائل اليمنية في محاولة استعادة السيطرة على محافظات الجنوب الغنية بالثروات النفطية.
ومن الناحية الثانية، سيعمل «باطرفي» على احتواء الخلافات العميقة التي نشبت في عهد زعيم التنظيم السابق، من خلال توحيد جميع القيادات ودحض أية انقسامات قد تؤثر على عمليات التنظيم الإرهابي خلال الفترة المقبلة، أما الاتجاه الثالث والأخير، يكمن في تعزيز العلاقة مع ميليشيا الحوثي وحزب الإصلاح اليمني الإخواني لمحاربة القوات اليمنية من اجل استعادة السيطرة على الجنوب.
تحول مرتقب
وحول ذلك، يقول «هشام النجار» الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز» أن وفاة «باطرفي» قد تكون عاملًا في تغييرات داخل التنظيم فرع اليمن والجزيرة العربية خاصة أنه شهد انشقاقات وخلافات داخلية كثيرة طوال الفترة الماضية وعلى المستوى العلاقات كان هناك خلاف بشأن قضايا كثيرة وملفات إقليمية وبالتالي فإن القيادة الجديدة سيكون لها توجهات مختلفة.
وبشأن العلاقة بين «القاعدة» والتنظيمات الإرهابية الأخرى، يوضح الدكتور «محمود الطاهر» الباحث السياسي اليمني، أن زعيم تنظيم القاعدة في اليمن، لم يمت طبيعيا وانما بتصفية داخلية، نتيجة تحفظه على التحالف بين القاعدة والحوثي، والولاء لايران.
ويضيف «الطاهر» في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز» أن زعيم تنظيم القاعدة الجديد «سعد العولقي» من اكبر الداعمين للتحالف بين الحوثي والقاعدة، تحت ظل ودعم ايران لهم، ولذلك فإن الفترة المقبلة ستشهد الكثير من التعاون بين التنظيمات الثلاث لاسيما بعد الاجتماعات المكثفة خلال الايام الاخيرة في صنعاء والحديدة لمواجهة ما يسمونه العدوان الامريكي البريطاني.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: باطرفي سعد العولقي تنظيم القاعدة الحوثي إيران تنظيم إرهابي تنظیم القاعدة
إقرأ أيضاً:
مع تغير خطط العيد.. مواطنون ومقيمون لـ «العرب»: تحديد أيام العطلات يجذب الجمهور لقضاء إجازة العيد بالدوحة
أكد مواطنون ومقيمون أن قرار تحديد أيام العطلات الرسمية في قطر، بما فيها إجازة عيد الأضحى المبارك لخمسة أيام، من اليوم التاسع إلى الثالث عشر من ذي الحجة، ساهم في تشجيعهم على قضاء الإجازة في الدوحة.
وقالوا» إن القرار دفع عشاق السفر إلى إعادة التخطيط للبقاء بالدوحة، مستفيدين من تنوع الفعاليات الترفيهية والعروض المحلية.
وأوضحوا في تصريحات لـ»العرب» أن الدوحة تزخر بالعديد من الخيارات الترفيهية والسياحية خلال العيد، مثل الأسواق الشعبية، المجمعات التجارية، المرافق السياحية، الأندية الرياضية والشبابية، والمنتجعات والفنادق التي تقدم عروضًا خاصة. هذه الأنشطة توفر أجواء مثالية للعائلات والأطفال للاستمتاع بإجازة مميزة دون الحاجة للسفر خارج البلاد. ولفتوا إلى أن قضاء إجازة العيد في الدوحة يعتبر فرصة للحفاظ على صلة الأرحام وإعمار المجالس القطرية واستقبال المهنئين من الأهل والأقارب وأبناء الفريج.
وأكدوا إن السياحة الخارجية، ليست مناسبة خلال العطلات القصيرة معربين عن تعجبهم ممن يستغلون الإجازة مهما كانت قصيرة في السفر للخارج.
ومع ذلك، أكد البعض أهمية السفر خلال العطلات الرسمية، مهما كانت قصيرة، لتجديد النشاط والترويح عن النفس. في المقابل، لاحظ آخرون تراجع ظاهرة «سياحة العطلات»، مشددين على أهمية التخطيط المسبق للإجازة وفقًا للإمكانيات المالية واهتمامات الأسرة.
غازي الغاطي: فرصة لاستكشاف معالم جديدة وصلة الأرحام وإعمار المجالس
أكد غازي الغاطي أن السياحة الخارجية، ليست خلال العطلات القصيرة مستغربا ممن يستغلون الإجازة مهما كانت قصيرة في السفر للسياحة، مبينا أن العديد من المواطنين يفضلون قضاء إجازة العيد في الدوحة.
ولفت إلى أن قضاء إجازة العيد في الدوحة يعتبر فرصة للحفاظ على صلة الأرحام وإعمار المجالس القطرية واستقبال المهنئين من الأهل والأقارب وأبناء الفريج.
وقال: «يقوم مجلس كل عائلة بالتجمع وتبادل التهاني واستقبال المهنئين من أبناء العائلات الأخرى وتقديم ضيافة العيد لهم أو بما يعرف لدى المواطنين فالة العيد، والتي تتكون من أصناف متنوعة بين المأكل والمشرب مثل العصيدة والهريس والتمر والقهوة القطرية والحلوى والمعجنات المملحة، وأيضا سلال الفواكه والموالح.»
وأوضح أن الدولة تزخر بالأماكن التراثية ووجهات التسوق خلال أيام عيد الأضحى المبارك، منوها بوجود العديد من البرامج والفعاليات الترفيهية التي تقام في مواقع مختلفة في الدوحة لتعزز من الأجواء الاحتفالية وتنشر السعادة والبهجة بين الجميع على مدى 4 أيام متتالية.
الدكتور عيسى الحر: يجب تحقيق التوازن بين الأنشطة المختلفة
أكد الدكتور عيسى الحر، مرشد تربوي وأسري، أهمية تحقيق التوازن في الإجازة بين استخدام التكنولوجيا والحصول على نوم صحي، خاصة لدى الأبناء. سواء كانت الإجازة داخل أو خارج الدوحة.
وشدد على ضرورة وضع الشاشات بعيدًا قبل النوم والانخراط في أنشطة مهدئة مثل قراءة كتاب أو الاستماع إلى محتوى صوتي هادئ أو ممارسة تقنيات الاسترخاء، وجعل غرف النوم خالية من الأجهزة الإلكترونية.
وأوضح الحر أن ذلك يساعد على تحقيق بيئة مواتية للنوم تعزز الاسترخاء، مشيرا إلى ضرورة تحديد روتين وجدول ثابت للنوم، حتى في عطلات نهاية الأسبوع بحيث يساعد هذا في تنظيم الساعة البيولوجية الداخلية للجسم ويعزز أنماط النوم الصحية.
الساعة البيولوجية
وأشار إلى أن الدراسات العلمية تثبت احتياج الأبناء إلى نحو 9 ساعات من النوم ليلًا لتجنب الإرهاق نهارًا، كما تفيد الدراسات الحديثة بأن السهر يضعف ذكاء الأطفال واستيعابهم، فيما يساعد النوم المبكر على زيادة مستوى ذكائهم وقدراتهم الذهنية والإدراكية.
ونوه الدكتور عيسى الحر بدور أولياء الأمور في مساعدة أطفالهم على ضبط ساعتهم البيولوجية والحفاظ على أنماط نوم صحية، مع ظهور التكنولوجيا والجداول الأكاديمية المتزايدة.
وقال: «غالبًا ما يجد الطلاب صعوبة في إعطاء الأولوية للنوم، حيث تقع على عاتق الوالدين مسؤولية تثقيف أطفالهم حول أهمية الراحة الكافية ووضع روتين نوم ثابت، يتضمن ذلك تحديد أوقات نوم منتظمة وساعات استيقاظ، وخلق بيئة نوم هادئة ومريحة قبل النوم، من خلال الانخراط بنشاط في عادات نوم أطفالهم».
راشد المري: تراجع ظاهرة «سياحة العطلات»
قال راشد المري إن إجازة العيد سواء كانت قصيرة أم طويلة تمنحه الفرصة لاستعادة نشاطه الوظيفي على عكس الإجازة الأسبوعية التي تشبه الوجبات السريعة، مشيرا إلى أن الاستراحة من الأعمال لعدة أيام له آثار جيدة وإيجابية من حيث استعادة النشاط الوظيفي وإعادة ضبط «النفسية».
وأوضح أن إجازات الموظفين والعاملين في المؤسسات العامة والخاصة ربما تختلف عن طبيعة اجازات أصحاب الأعمال والمشاريع إضافة إلى سياسة وقوانين الموارد البشرية وقواعد العمل الحكومي والخاص، لافتا إلى أن الأمر يعود لكيفية إدارة الإنسان لنفسه وفهم احتياجاته بما لا يتعارض مع احتياجات العمل أيضاً.
وأكد أنه شخصيا لا يحب استغلال الإجازات القصيرة في السفر خارج الدولة - كما يفعل البعض - بقدر ما يخطط لاستغلال الإجازة مع أسرته في الدوحة والاستمتاع بها على أكمل وجه، مبينا أن خمسة أيام مدة كافية وكفيلة من وجهة نظره بأن تجدد النشاط الذهني والبدني خاصة مع تراجع ظاهرة سياحة العطلات والرغبة في استغلال الاجازات القصيرة بالشكل الأمثل والتخطيط لها أو الاستمتاع بها.
أحمد حسين: الأنشطة السياحية تثري العطلة
أشاد السيد أحمد حسين، خبير سياحي، بالفعاليات التي تنظمها قطر للسياحة احتفالاً بعيد الأضحى المبارك، منوهاً بدورها في إحداث المزيد من التنشيط للسياحة الداخلية.
وأكد أن العروض الفنية التي تنظمها قطر للسياحة خلال احتفالات الأعياد متميزة ومتنوعة من حيث تحقيق الترفيه الراقي والإسهام في إثراء أيام العطلات بكل جديد وعصري في عالم الفنون والترفيه. وأشار إلى أن العديد من المواطنين اعتادوا مع ذلك على قضاء إجازة العيد في الخارج واختاروا الوجهات المفضلة في هذه المناسبات، مثل المملكة العربية السعودية ودبي ولندن. وتشهد معظم المناطق السياحية في قطر تنظيم فعاليات متنوعة خلال عطلة العيد، حيث تنظم كتارا باقة من الفعاليات والعروض الفنية والأنشطة الترفيهية التي تستمر على مدارِ أيام العيد حتى الساعة العاشرة مساءً، وتشمل عروض الفرق الموسيقية والشعبية التي تقدم عروضها خلال أيام العيد وأيضًا عيدية كتارا للأطفال ومجموعة متنوعة من الفعاليات التي تجذب الجمهور.