رأي اليوم:
2025-05-27@23:01:45 GMT

هل يفعلها مجلس الشعب السوري؟

تاريخ النشر: 24th, July 2023 GMT

هل يفعلها مجلس الشعب السوري؟

الدكتور خيام الزعبي أبدأ مقالي هذا اليوم بتساؤل جوهري متداول بين أبناء هذا الوطن وهو: هل يفعلها مجلس الشعب ويحجب الثقة عن الحكومة السورية، سؤال مهم‏…‏ لكن الإجابة عليه بتقديري هو فرصة لاستعراض قوته واستعادة ثقته بين المواطنين التي  كانت بالنسبة لنا بمثابة الحصن الذي يحمي وطننا الكبير “سورية”. في هذه الظروف الاستثنائية يحبس المواطن السوري أنفاسه إثر تراجع غير مسبوق في سعر صرف عملة بلاده أمام العملة الأجنبية، في وقت تخطت الليرة السورية عتبة 10 ألاف ليرة مقابل الدولار الواحد ومواصلة انخفاضها الى مستويات قياسية غير مسبوقة تاركة المواطنين العيش بمخاوف انهيار اقتصادي ومعيشي وهواجس مشهد ما ستؤول إليه الأسواق هناك.

بالمقايل تواجه سورية، من بين مشاكل وأزمات عدة، ظاهرة الفساد التي تنخر في جسد الدولة والمجتمع وتتفاقم يوماً بعد يوم، وتبدو مكافحة الفساد معقدة بسبب خطورة القضية التي تفتك بحياة المواطن، والتي تؤسس للانتهازيين والوصوليين البيئة المناسبة، و السؤال الذي يُثار هنا هو: أين دور مجلس الشعب من كل ذلك؟ الحقيقة التي يجب أن تقال، يمثل مجلس الشعب دستورياً صوت الشعب، لكن لا تبدو الحكومة مهتمة لصوت الشعب، وفي السنوات الأخيرة لم يحدث أي تحرك حقيقي فعلي للبناء المؤسسي في سورية، والسر في ذلك يعود إلى عدم توافر خارطة طريق للأداء الحكومي والأداء البرلماني بسبب غياب شبه تام للمعرفة الاقتصادية والسياسية ولأدواتهما شعبياً ونخبوياً. من الواضح حتى الآن لم نسمع ببرلماني وقف وسط جمهوره متعهداً بتحقيق مطالبهم في حياة كريمة تتلاءم وغنى سورية بثرواتها وعاهدهم بالتنحي عن المسؤولية إن لم يتم ذلك، أو رفع صوته كاشفاً لعبة الفساد داخل أي مؤسسة من المؤسسات الحكومية. على خط موازٍ، يُسجل على أغلب الأعضاء السوريين انقطاعهم شبه التام عن الشعب، وغيابهم المطلق عن ناخبيهم، كما تعاني وسائل الإعلام بمختلف مستوياتها، سورياً ودولياً من مشكلة الوصول إليهم، حتى يكاد يكون الظهور الإعلامي للبرلمانيين محصوراً في بضعة أسماء ويتكرر ظهورها إعلامياً في كل مناسبة وهذا يتنافى مع مبدأ الشفافية التي هي جزء حيوي في النظام الديمقراطي . الواقع ينذر بفشل كبير، ولا شيء تم تصحيحه، فالفساد مستشرٍ إلى أبعد حدود، وكل يوم واقعة جديدة ، والهدر لم يتوقف، ولا إصلاحات كاملة أخذت مسارها الصحيح، ما تم هو بقاء المواطن يرزخ تحت ثقل الفقر بسبب غلاء الأسعار. ولهذا فإن الدور المنوط لأعضاء المجلس في هذه المرحلة الحساسة مهم، ويتمثل بالرقابة على عمل الحكومة من خلال المتابعة الدورية لعمل الوزارات وأدائها، والعمل على تشكيل لجان برلمانية خاصة للتحقيق في قضايا الفساد وأيضاً إنشاء آلية لمراقبة عمل ونشاط أعضاء البرلمان و زيادة التغطية الإعلامية لنشاط مجلس الشعب الذي يجب أن تخصص لجلساته ساعات أسبوعية في إحدى المحطات السورية، والعمل على تعميم ممارسة الحوار بما يعزز الوحدة الوطنية. في خضمّ التطورات المتسارعة للأحداث في سورية، ماذا  فعل مجلس الشعب ،هل أوفى بالوعود والعهود التي قطعها على نفسه في حملاته الانتخابية من برامج وشعارات، بتوفير الاحتياجات الإدارية والخدمية الرئيسية التي يحتاجها المواطن وهي الأمن والصحة والإسكان والرغيف اليومي، والمواطن يتطلع إلى تلك الوعود التي لم يتحقق الكثير منها، وذلك مما جعل المواطن في أزمة ثقة حقيقة أدت بالمواطن إلى حالة من اليأس وفقدان الثقة بالمؤسسات الحكومية.

واليوم الشعب السوري يتطلع إلى وضع قضاياه المهمة على طاولة الجد وبشكل فاعل في العلن دون تستر، من أجل تحقيق طموحاته والمشاركة في البناء. ومن هذا المنطلق يجب علينا المساهمة في بناء هذا الوطن الذي من أبسط حقوقه علينا المحافظة عليه والمشاركة في بناءه وعدم ترك الوطن للناهبين والفاسدين وغيرها من الفئات التي ظهرت علينا في الآونة الأخيرة وسلبت ونهبت أحلام أبناء هذا الوطن المغلوب على أمره، بعد كل ما سبق، ألا يحقّ لنا أن نتساءل: هل  سيطالب أعضاء البرلمان السوري باستقالة الحكومة وحجب الثقة عنها، أثناء الانعقاد الاستثنائي للمجلس غداً على خلفية تردي الأوضاع المعيشية للمواطن السوري وتدهور سعر الصرف لليرة السورية ؟ كون لهم الحق الدستوري والسلطة الرقابية على الحكومة من خلال مسائلة الوزراء، وحجب الثقة عن أحدهم أو الحكومة برمتها.

ولأن الأمر كذلك فإننا أمام دورٍ مهم لأعضاء مجلس الشعب، ومهام وطنية كبرى ترتبط بمستقبل البلاد، وأماني السوريين وتحمل آلامهم، وكذلك أمانة دماء الشهداء الزكية التي روت تراب هذا الوطن في معارك التحرير. وأخيراً…..هل نستيقظ  من غفلتنا ونصلح من شأننا ثم ندرك هول ما يُخطّط لنا ونعمل على إجهاضه قبل فوات الأوان ؟! هذا مرهون بوعينا وقدرتنا على الصمود في المرحلة المقبلة. كاتب سياسي سوري Khaym1979@yahoo.com

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: مجلس الشعب هذا الوطن

إقرأ أيضاً:

في ذكرى معركة الكرامة.. حماد يشيد بالجيش ويجدد العهد بمواصلة البناء وتحقيق تطلعات الشعب

???? حماد: معركة الكرامة صحوة وطن واستعادة للسيادة الليبية ????????

ليبيا – أكد رئيس مجلس الوزراء في الحكومة الليبية أسامة حماد، في كلمته خلال الاحتفال بالذكرى الحادية عشرة لمعركة الكرامة، أن هذه المعركة كانت صحوة وطن وبداية طريق نحو استعادة الدولة والسيادة والهيبة، مشيدًا بتضحيات رجال القوات المسلحة والقوات المساندة الذين واجهوا الإرهاب والتطرف بكل شجاعة.

???? تضحيات رجال الجيش أنقذت الوطن ????️

وشدد حماد على أن رجال الجيش والقوات المساندة كانوا سيوفًا لا تلين وقلوبًا لا تهاب، حملوا راية الوطن في أصعب الظروف وانتفضوا ضد قوى الظلام والتطرف والإرهاب، وصانوا الأرض والكرامة والسيادة بدمائهم الطاهرة.

???? تجديد العهد بالبناء والوفاء ????

وأوضح رئيس الحكومة أن الاحتفال بهذه الذكرى ليس مجرد استذكار للماضي، بل هو تجديد للعهد بمواصلة البناء والوفاء للدماء التي بُذلت، وتعزيز مؤسسة عسكرية وطنية موحدة ومحترفة تسير وفق خطط مدروسة بقيادة حكيمة وقوية، مؤكدًا التزام حكومته بتوفير كافة سبل الدعم للقوات المسلحة.

???? القوات المسلحة هي من فتحت طريق التنمية ????️

ولفت حماد إلى أن الأمن والاستقرار الذي تحقق على أيدي القوات المسلحة في مناطق واسعة من ليبيا هو ما فتح الطريق أمام إعادة التنمية والإعمار في جنوب ليبيا وشرقها وأجزاء واسعة من المنطقة الغربية، مشددًا على استمرار جهود الحكومة لإعادة البناء وتحقيق تطلعات الشعب الليبي.

???? تحية لأسر الشهداء وجنود الوطن ????️

وتقدم حماد بتحية تقدير وعرفان لأسر الشهداء والجرحى والمصابين، ولكل أفراد القوات المسلحة المرابطين على الحدود والثغور والثكنات، واصفًا إياهم بصمام أمان الوطن، كما وجه الشكر والتقدير لقيادات المؤسسات التشريعية والعسكرية ولكل من ساهم في تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية الحالية.

???? تأكيد على الوفاء لدماء الشهداء ????????

واختتم رئيس الحكومة كلمته بالترحم على أرواح الشهداء، مجددًا العهد بالبقاء أوفياء لدمائهم الزكية والاستمرار في طريق البناء والتوحيد والنهوض بليبيا الحرة المستقرة والآمنة.

وفيما يلي النص الكامل للكلمة كما ورد على لسان رئيس مجلس الوزراء أسامة حماد :

بسم الله الرحمن الرحيم:

السيد رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، السيد القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير أركان حرب بلقاسم حفتر، السادة منتسبو المؤسسة العسكرية، والسيدات والسادة الضيوف الكرام كلٌّ باسمه وجميل وصفه:

أرحب بكم جميعًا أجمل ترحيب في هذا اليوم الوطني المجيد، والذي نحتفل فيه بالذكرى الحادية عشرة لثورة الكرامة. نقف اليوم وقفة عز وإجلال أمام تضحيات رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، كانوا سيوفًا لا تلين، وقلوبًا لا تهاب، حملوا راية الوطن يوم خذله الكثيرون وانتفضوا ضد قوى الظلام والتطرف والإرهاب، وصانوا أرضه وكرامته وسيادته بدمائهم الزكية.

أيها السادة الحضور الكرام:

ثورة الكرامة لم تكن مجرد مواجهة مع الإرهاب، بل كانت صحوة وطن وبداية طريق جديد نحو تعزيز السيادة وبناء الدولة واستعادة الهيبة التي كادت أن تطمس لولا عزيمة الأبطال من أبناء القوات المسلحة والقوات المساندة. ونحن نشهد اليوم هذا العرض العسكري المهيب، فإننا لا نحيي الذكرى فقط، بل نجدد العهد؛ عهد البناء والوفاء لتلك الدماء الطاهرة، وعهد التمكين لمؤسسة عسكرية وطنية موحدة ومحترفة، تسير بخطى ثابتة وفقًا لخطط مدروسة وتحت قيادة حكيمة وقوية. وإذ نجدد التزامنا بمواصلة العمل المشترك وتوفير كل سبل الدعم الممكنة للقوات المسلحة الباسلة، انطلاقًا من إيماننا الراسخ بدورها المحوري في ترسيخ الاستقرار وبناء مستقبل ليبيا الذي ننشده جميعًا.

الأمن والأمان الذي تنعم به مناطق واسعة من وطننا اليوم، والذي تحقق على أيدي القوات المسلحة، هو من فتح الطريق أمام إعادة التنمية والأمن والاستقرار في جنوب ليبيا وشرقها وفي نطاق واسع من المنطقة الغربية، ونحن نؤكد على عزمنا الكامل على دعم كل الجهود الرامية لإعادة إعمار وبناء ليبيا وتنمية مؤسساتها والعمل من أجل مستقبل أفضل يحقق تطلعات الشعب الليبي.

وفي هذا المقام يشرفني أن أتوجه بتحية تقدير وعرفان لأُسر الشهداء والجرحى والمصابين، ولجميع أفراد القوات المسلحة الذين يواصلون أداء مهامهم الوطنية بكل إخلاص على الحدود وعلى الثغور وفي الثكنات، ويشكلون صمام الأمان لمسيرة الوطن. وكل الشكر والتقدير والامتنان لقياداتنا التشريعية والعسكرية ولكل من ساهم في تحقيق ما وصلنا إليه اليوم من أمن واستقرار وإعمار وتنمية، والشكر موصول أيضًا للسادة في رئاسة أركان الوحدات الأمنية على حسن التنظيم والاستعداد لهذا الحفل المهيب.

ختامًا:

نترحم على أرواح شهدائنا الأبرار، ونجدد العهد بأن نبقى أوفياء لدمائهم الزكية، وأن نستمر في طريق البناء والتوحيد والنهوض بالوطن العزيز.

عاشت ليبيا حرة وآمنة ومستقرة.

مقالات مشابهة

  • تأكيداً على وحدة الشعب السوري وتلاحمه.. المهندس كده يلتقي وفداً من الطائفة الشيعية الكريمة
  • البنك المركزي السوري: 3 مصارف أردنية تعمل في سورية ونستهدف زيادة عددها لتعزيز الاقتصاد
  • الحكومة العراقية تدين وترفض سياسة التجويع التي يتعرض لها الفلسطينيون
  • الحكومة العراقية تندد بسياسة التجويع بحق الشعب الفلسطيني
  • اللواء أبو قصرة: سنبني جيشاً له عقيدة عسكرية وطنية تحمي الشعب السوري
  • اللواء أبو قصرة: نتعاون مع وزارة الداخلية في ملاحقة فلول النظام وضبط السلاح وحصره بيد الدولة ومنع أي تعديات أو تجاوزات على الشعب السوري
  • في ذكرى معركة الكرامة.. حماد يشيد بالجيش ويجدد العهد بمواصلة البناء وتحقيق تطلعات الشعب
  • عزيزي القائد… الوطن ليس مسرحًا للخطابة، بل كرامة شعب تُنتهك يوميًا
  • تشييع مهيب لشهيد الواجب الوطني عبدة أقزع في الحديدة
  • كفاكم هرطقة