بوليتيكو: نتانياهو يبحث إجراء انتخابات مبكرة
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
كشفت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، يبحث فكرة الدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة، "وما إذا كان ذلك التكتيك الأفضل بالنسبة له، في محاولة لإبقاء قبضته على السلطة مع تصاعد الضغوط في الداخل والخارج".
ونقلت الصحيفة عن أحد مساعدي نتانياهو الحاليين، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أنه "تم استكشاف هذا الخيار لأول مرة في جلسات استراتيجية منتظمة في ديسمبر الماضي، حتى قبل أن يدعو عضو مجلس الوزراء الحربي غادي آيزنكوت، إلى ضرورة إجراء انتخابات في أقرب وقت".
وفي فبراير الماضي، قال آيزنكوت، وهو رئيس أركان سابق يتمتع بشعبية كبيرة في الجيش الإسرائيلي، إنه يجب إجراء انتخابات قريبا من أجل استعادة ثقة الجمهور في الحكومة، في أعقاب هجمات السابع من أكتوبر التي شنتها حماس.
واندلعت الحرب إثر هجمات حماس، المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى، والتي أسفرت عن مقتل نحو 1200 شخص في إسرائيل، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
في المقابل، قتل نحو 31 ألف شخص في قطاع غزة، أغلبهم نساء وأطفال، وفق السلطات الصحية في غزة، إثر العمليات العسكرية الإسرائيلية المدمرة، فيما نزح مئات الآلاف من منازلهم متجهين إلى جنوبي القطاع، في محاولة للنجاة.
والأسبوع الماضي، سارع نتانياهو وحزبه الليكود، إلى انتقاد زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي، تشاك شومر، ردا على دعوته الصريحة لإسرائيل لإجراء انتخابات.
وفي خطاب لاذع، حذر شومر من أن إسرائيل تخاطر بالتحول إلى دولة "منبوذة" على المستوى الدولي، ما لم تغير مسار حملتها العسكرية في غزة وتتبنى حل الدولتين، قائلا إن نتانياهو يمثل "عقبة أمام السلام".
وشومر مؤيد لإسرائيل بقوة منذ زمن طويل، وهو أكبر مسؤول أميركي يهودي منتخب.
وحسب "بوليتيكو"، تمثل تصريحات السيناتور الأميركي مؤشرا آخرا على إحباط الديمقراطيين الأميركيين، لأنهم يخشون أن تؤدي الحرب في غزة وما يترتب عليها من ارتفاع في عدد القتلى المدنيين، إلى خسارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، للناخبين الشباب في نوفمبر المقبل.
وردا على ذلك، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي لشبكة "سي إن إن"، الأحد، أن تعليقات زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ الأميركي "غير ملائمة على الإطلاق". بينما قال حزب الليكود، إن إسرائيل ليست "جمهورية موز"، مؤكدا أن نتانياهو يقود سياسة تحظى بـ "تأييد عام كبير"، وفقا لما نقلت رويترز.
ووفق "بوليتيكو"، فبينما "يحاول نتانياهو التشبث بالسلطة، فإنه يواجه مطالب متناقضة بشأن اتجاه الحرب، إذ يضغط السياسيون المعارضون الذين انضموا إلى حكومة الحرب منذ فترة طويلة، من أجل التوصل إلى اتفاق مع حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) لتأمين عودة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة".
من جانبهم، "يضغط المشرعون من حزب الليكود، فضلا عن اليمينيين المتطرفين في الائتلاف الحاكم، من أجل استمرار العمليات العسكرية بأقصى سرعة، إلى أن يتم (القضاء على حماس)"، كما أنهم يرفضون تماما المطالب الأميركية والأوروبية بخطة "اليوم التالي" التي تتضمن مفاوضات حقيقية لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة.
ووفقا لضابط المخابرات السابق في الموساد، ديفيد ميدان، فإن "نتانياهو يريد البقاء في السلطة، لكن إذا تخلى عن شكوكه طويلة الأمد بشأن حل الدولتين، أو إذا وقّع على أي شيء أكثر من وقف قصير لإطلاق النار، فإن ائتلافه سيخسر، وستنهار الحكومة".
من جانبه، يقول نداف شتراوشلر، الخبير الاستراتيجي الذي عمل سابقا مع نتانياهو، لصحيفة "بوليتيكو": "بيبي (لقب نتانياهو) في موقف حرج؛ لديه مشاكل كبيرة أينما توجه. لكن لديه دائما خطة وأكثر من خطة، حيث يقول دائما إن عليك أن تأتي بخطتين، ثم تقرر في اللحظة الأخيرة أيهما الأفضل".
مخاوف نتانياهووتشير "بوليتيكو" إلى أن أحد أكبر مخاوف نتانياهو، يتمثل في "انطلاق الاحتجاجات ضده قريبا مرة أخرى"، وأنها هذه المرة "قد تجعل مظاهرات العام الماضي ضد خططه للإصلاح القضائي تبدو ضئيلة".
ويقول شتراوشلر إن "تسريح جنود الاحتياط الإسرائيليين، الذين يتهمون نتانياهو بالفشل في منع هجمات حماس في 7 أكتوبر، من المرجح أن يحفز أي احتجاجات مناهضة".
ويضيف: "إذا لم يروا إنجازات في غضون أشهر قليلة، فسيبدأ حوالي 300 ألف من جنود الاحتياط في التسريح والعودة إلى ديارهم. ومن دون أدنى شك، سيبدأ بعضهم في الاحتجاج والمطالبة بإجراء انتخابات".
رغم ذلك، تظهر استطلاعات الرأي دلائل على أن الأمور "قد تتأرجح لصالح نتانياهو"، منذ أن انفصل عضو الحزب السابق، جدعون ساعر، و3 مشرعين آخرين عن تحالف الوحدة الوطنية، الذي يضم بيني غانتس، منتقد نتانياهو منذ فترة طويلة، حسب "بوليتيكو".
ووفقا لاستطلاع رأي نشرته القناة 14 الإسرائيلية في أعقاب خروج ساعر من الحزب، الأسبوع الماضي، فإنه "سيكون لدى نتانياهو فرصة للبقاء في السلطة"، ومن المحتمل أن تحصل كتلته على "أغلبية في الكنيست بفارق ضئيل".
ومع ذلك، لا يعتقد شتراوشلر أن إجراء انتخابات مبكرة هو "الخيار المفضل" لنتانياهو، مضيفا: "سيحاول الوصول إلى نوفمبر على الأقل، حتى الانتخابات الرئاسية الأميركية".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: إجراء انتخابات فی غزة
إقرأ أيضاً:
دهشة إسرائيلية من عجز الجيش عن هزيمة حماس بعد فقدانها جلّ قوتها
تتزايد دهشة أوساط متعددة في تل أبيب تجاه عجز الجيش الإسرائيلي عن هزيمة حركة حماس في قطاع غزة، رغم فقدانها جلّ قوتها العسكرية، خلال الحرب المدمرة منذ 20 شهرا.
وانتقد كاتب إسرائيلي ادعاءات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو المتكررة بأنه بات على مقربة من هزيمة "حماس"، وترديده عبارات كاذبة، مثل: "على أعتاب النصر الكامل".
وقال الكاتب في موقع "ويللا" العبري نير كيبنيس، إن "تصريحات الحكومة ووزراءها وجنرالاتها بشأن نهاية الحرب حوّلتها من حدث ذي هدف واضح على شيء غامض، ستستمر ما دامت تخدم أهدافهم، وتحافظ على ائتلافهم، وربما لمنع الانتخابات من خلال ادعاءات يحاولون بيعها للجمهور".
وأضاف كيبنيس في مقال ترجمته "عربي21" أن "الفشل بدأ صباح يوم الهجوم المُريع، التي تُخلّد صوره في الذاكرة الجماعية للإسرائيليين، بعد أن اخترق الغزيون الحدود، وجاءوا سيرًا على الأقدام وعلى عربات، عقب اجتياح صباحي لوحدات مُدرّبة ومنسّقة، تُبلغ بعضها عبر شبكة اتصالات، مُجهّزة، ربما ليس بطائرات ودبابات، بل بوسائل مُتنوّعة، طائرات مُسيّرة عطّلت كاميرات المراقبة، مستخدمةً متفجرات، من خلال معدات ميكانيكية وهندسية مُعدّة لاختراق السياج، يليها مقاتلون مُدرّبون على استخدام قاذفات آر بي جي والقنابل اليدوية وغيرها".
وأكد أن "حماس صحيح أنها لم يكن لديها طيارين، لكن كان هناك استثمارٌ بملايين الدولارات في البنية التحتية والتخطيط، ما مكّنها من هذه اللحظة، حين يُمكن لمنظمة مُسلّحة بوسائل تبدو ضئيلة، أن تُلحق ضررًا جسيمًا بدولة ذات جيش قوي ومُجهّز، واليوم فإن أحد أسباب إطالة أمد الحرب هو أن الجنود يواجهون بنية تحتية "لم يواجهها أي جيش من قبل"، حتى أن الجيش الذي يمتلك طائرات متطورة وأنظمة أسلحة متطورة، غير قادر على إخضاعها".
وأشار إلى أن "نتيجة هذه المواجهة أن حماس التي كنا على بُعد خطوة من هزيمتها قبل أكثر من عام ونصف، وكلما بدا أن النصر الكامل عليها وشيك، وكلما قضينا على رأسها، تمكنت من التملص، بل وحتى من تصلب مواقفها في مفاوضات صفقة الرهائن".