يقول #محللون #سياسيون إن الخلاف الأميركي الإسرائيلي الحالي يدور حول ما يريده كل طرف من #الحرب بالدرجة الأولى، معربين عن قناعتهم بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو يحاول تحقيق كل ما يمكنه تحقيقه من أهدافه حتى لو تعارض ذلك مع المصالح الأميركية في المنطقة.

وفي حين تواصل #واشنطن محاولاتها إثناء إسرائيل عن شن عملية برية في مدينة رفح جنوبي قطاع #غزة، أكد نتنياهو أنه أبلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني #بلينكن عزمه المضي قدما في الهجوم حتى لو لم يحظ بموافقة الولايات المتحدة، لأنها تعني “الانتصار الكامل على حركة المقاومة الإسلامية #حماس”، وفق قوله.

وخلال وجوده في إسرائيل يوم الجمعة، جدد بلينكن رفض الولايات المتحدة أي عملية عسكرية في رفح دون ترتيبات تضمن سلامة أكثر من مليون إنسان في المنطقة حاليا.

ويعود هذا الموقف بالدرجة الأولى إلى تضارب الأهداف بين واشنطن وتل أبيب، كما يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية الدكتور حسن أيوب.

مقالات ذات صلة إصابة سفينة في هجوم قبالة سواحل المخا اليمنية 2024/03/24

#تضارب في #الأهداف

فقد أكد أيوب خلال مشاركته في برنامج “غزة.. ماذا بعد؟”، أن جوهر الخلاف بين إدارة جو بايدن ونتنياهو هو أن واشنطن -بالتعاون مع دول عربية- تريد استغلال الحرب لإعادة ترتيب المنطقة سياسيا وأمنيا بما في ذلك قطاع غزة، بينما يريد نتنياهو تحقيق كل ما يمكنه خلال الحرب بغض النظر عن مصالح واشنطن أو ترتيباتها المستقبلية.

لذلك، يعتقد أيوب، أن الوفد الإسرائيلي الذي سيزور واشنطن هذا الأسبوع سيركز على أمرين أساسيين هما وضع محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر ومدى إمكانية التوصل لترتيبات أمنية مع القاهرة بشأنه.

ويرى أيوب أن محور فيلادلفيا أمر “شديد الحساسية” بالنسبة لواشنطن بسبب رفض المصريين أي وجود عسكري إسرائيلي فيه، مشيرا إلى أن حديث بلينكن خلال وجوده في القاهرة يوم الخميس يعكس عدم التوصل لتوافق مع مصر بشأن هذه المنطقة حتى الآن.

أما الأمر الثاني، فهو رغبة إسرائيل في الحصول على مزيد من مقاتلات (F-15) و(F-35) وبعض الذخائر لتقوية أوضاعها على الحدود مع لبنان تحسبا لتطور الحرب هنا، كما يقول أيوب.

بالتالي، فإن واشنطن من خلال تأكيد وزير دفاعها لويد أوستن لنظيره الإسرائيلي يوآف غالانت عدم قدرته على إقناع المؤسسات الأميركية بتقديم مزيد من السلاح لتل أبيب، “تحاول إبقاء الأمور تحت سيطرتها هي لا سيطرة نتنياهو الذي لا يمكنه أبدا دخول رفح دون دعم أميركي”، حسب أيوب.

خلاف شكلي

ورغم التصعيد الكبير بين إدارة بايدن ونتنياهو فإن الفلسطينيين يشكون كثيرا في حقيقة هذا الخلاف ويرونه شكليا وليس جوهريا، كما يقول المحلل السياسي إياد القرا.

ووفق القرا، فإن الغزيين يعتقدون أن واشنطن شريك أساسي في الحرب، “وهم يعيشون حالة خوف وترقب للهجوم الذي يعتقدون أنه قادم بشكل أو بآخر، لأنهم لا يعرفون إلى أين سيذهبون”

وأضاف القرا “الفلسطينيون يثقون في أن أميركا شريكة في الحرب، ويرون أنها مصممة على عملية رفح رغم حديثها عن حماية المدنيين”.

لكن النازحين -حسب المحلل السياسي الفلسطيني- “يرجحون أن يبدأ الهجوم بعد البدء في المرحلة الأولى من المفاوضات التي يريد نتنياهو تقسيمها إلى 3 مراحل، حتى يتسنى له إعلان الانتصار على حماس وربما وقف الحرب الشاملة والبدء في عمليات نوعية”.

وبغض النظر عن طبيعة الخلاف بين واشنطن وتل أبيب، فإن أيوب يرى أن نتنياهو “نجح في تحصين نفسه ضد الضغوط الأميركية من خلال استعانته بحلفائه في الكونغرس واللوبي الصهيوني، ومن الضغوط الداخلية بتقوية تحالفه السياسي”.

ليس هذا وحسب، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي -والحديث لأيوب- “ما زال قادرا على فرض ضغوط فعالة على إدارة بايدن من خلال حلفائه في مجلسي الشيوخ والنواب واللوبي الصهيوني، بعدما حصر الحديث كله عن عملية رفح بينما تعمل أميركا مع بعض العرب من أجل ترتيب إقليمي جديد في غزة”.

واستدل أيوب على حديثه بقوله إن الرد الإسرائيلي على مطالب حركة حماس من أجل المضي في صفقة التبادل، الذي شمل رفض وقف الحرب وعودة النازحين للشمال “يناهض الرؤية الأميركية تحديدا، مضيفا “لا أتوقع ضغطا أميركيا أكبر على نتنياهو لتغيير مواقفه”.

إلى جانب ذلك، فإن الهجوم المتزايد على نتنياهو من جانب المشرعين الأميركيين وبعضهم من الصهيونيين المتشددين “لم يمنع تمرير ميزانية العام الجديد التي استبعدت تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، وهو أمر يعكس تصميم واشنطن على تصفية الوكالة كما يريد نتنياهو”، حسب أيوب.

وخلص أيوب إلى أن نتنياهو لو تمكن من مخاطبة الكونغرس بشقيه خلال الفترة المقبلة “سيكون قد انتصر تماما على بايدن بل وضمن خسارته الانتخابات المقبلة”.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: محللون سياسيون الحرب نتنياهو واشنطن غزة بلينكن حماس تضارب الأهداف

إقرأ أيضاً:

انضمت للجيش وتقاتل لجانبه.. هل تسعى مجموعات السودان المسلحة لمقابل سياسي؟

الخرطوم- تتصاعد المخاوف في السودان من تعدد المجموعات العسكرية والكتائب التي تقاتل إلى جانب الجيش النظامي في مواجهة قوات الدعم السريع.

ويحذِّر مراقبون من أن عدم وجود رؤية واضحة لمستقبل هذه المجموعات بعد الحرب يمكن أن يهدد أمن واستقرار البلاد ويدخلها في دورة جديدة من العنف، كما حذَّروا من الاستجابة لمطالب بعض المجموعات بدور سياسي ثمنا للقتال مع الجيش.

ودفعت الحرب الدائرة في السودان منذ أبريل/نيسان 2023 تشكيلات ومجموعات عسكرية منظمة وأخرى شعبية للانخراط طواعية في القتال بجانب الجيش لدحر قوات الدعم السريع، وإجبارها على التراجع والاستسلام.

ووضع آلاف الشباب المسلحين أنفسهم تحت خدمة الجيش والشرطة في الولايات لتأمين مناطقهم التي انسحب منها الدعم السريع بعد هزيمته بمعارك في ولايات سنار والجزيرة وشمال ولاية النيل الأزرق وجنوب ولايتي النيل الأبيض ونهر النيل.

خريطة المسلحين

وانضمت إلى الجيش منذ الأسابيع الأولى للحرب مجموعات عسكرية عدة، ضم بعضها شبانا كانوا يقاتلون في جنوب السودان قبل انفصاله ضمن قوات الدفاع الشعبي في عهد الرئيس السابق عمر البشير وتم حلها في 2020.

وبلغت المليشيات المقاتلة مع الجيش 12 مجموعة؛ أبرزها كتائب "البراء بن مالك"، و"الطيارين"، و"البرق الخاطف"، و"السائحون" و"البنيان المرصوص"، وأكد قادة هذه الكتائب أنهم يقاتلون تحت راية الجيش وسيسلمونه أسلحتهم بعد الحرب وينصرفون لوظائفهم وأعمالهم.

إعلان

والتحق بقوات الجيش كذلك عناصر من كيان "غاضبون بلا حدود" وهي من المجموعات الشبابية التي برزت خلال الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الرئيس السابق عمر البشير.

كما انضم للجيش في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أبو عاقلة محمد كيكل قائد قوات درع السودان التي أسسها مطلع العام 2022، قبل أن يلتحق بقوات الدعم السريع ويصبح قائدا لها في ولاية الجزيرة وسط السودان، ومن ثم انشق عنها وشارك مع قواته في استعادتها في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وفي ولاية غرب كردفان المتاخمة لإقليم دارفور وجنوب السودان، شكل 6 آلاف من شباب 6 محليات بالولاية "قوات احتياط" توزعوا في "سرايا" و"كتائب" و"فصائل" ويقاتلون مع الجيش في ولايتهم.

إعادة تموضع

في بداية الحرب أعلنت قوى من حركات مسار دارفور التي وقَّعت اتفاق سلام مع الحكومة في جوبا، تمسكها بالحياد لكنها غيرت موقفها وقررت في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 الدخول في المعارك للقتال مع الجيش السوداني، ضد قوات الدعم السريع، وهما حركتا تحرير السودان بقيادة حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي والعدل والمساواة بزعامة وزير المالية جبريل إبراهيم.

وكذلك أقرت حركة تحرير السودان بقيادة والي وسط دارفور مصطفى طمبور الوقوف بجانب الجيش، وقوات التحالف السوداني بقيادة حاكم ولاية غرب دارفور خميس أبكر التي اتهمت الدعم السريع باغتياله.

كما انضمت للقتال إلى جانب الجيش أيضا "حركة تحرير السودان-المجلس الانتقالي" برئاسة صلاح رصاص الذي انشق في يوليو/تموز 2024 عن رئيس الحركة الهادي إدريس، وتم تعيينه لاحقا عضوا في مجلس السيادة خلفا له.

وكذلك انشق عبد الله يحيى عن قوى تجمع تحرير السودان، برئاسة الطاهر حجر وتحالف بقواته مع الجيش وعُيّن أيضا عضوا في مجلس السيادة خلفا لرئيسه السابق.

وفي أبريل/نيسان الماضي انحازت حركة العدل والمساواة السودانية الجديدة بقيادة منصور أرباب، إلى جانب القوات المسلحة " لدحر التمرد الغاشم والقضاء عليه" حسب تعبير زعيمها عقب لقائه رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان.

اللواء بشير مكي الباهي الذي كلفه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان قائدا للمقاومة الشعبية (مواقع التواصل) المقاومة الشعبية

وفي شرق السودان أعلنت 3 حركات مسلحة الأسبوع الماضي تشكيل قوة مشتركة في منطقة قرقر الحدودية في دولة إريتريا.

إعلان

وتضم القوة مؤتمر البجا بقيادة موسى محمد أحمد، وحركة تحرير شرق السودان بقيادة إبراهيم دنيا، والحركة الوطنية للعدالة والتنمية في شرق السودان بقيادة محمد طاهر سليمان بيتاي.

وأدى انتشار قوات الدعم السريع في الخرطوم وولايات وسط البلاد، إلى استنفار عشرات الآلاف من المواطنين وتلقيهم تدريبا عسكريا لاستعادة مناطقهم. وكانوا قد اشتكوا من التأخر في تسليحهم، ما أثار جدلا وانتقادات للقيادة العسكرية التي كانت تخشى من انتشار السلاح وإساءة استخدامه.

وتدخلت القوات المسلحة لتنظيم المستنفرين في المقاومة الشعبية على امتداد الولايات، وكلَّف قائد الجيش البرهان في مايو/أيار 2025 اللواء المتقاعد بشير مكي الباهي رئيسا للجنة القومية للاستنفار والمقاومة الشعبية.

الإصلاح الشامل

من جهته، يرى نائب رئيس هيئة الأركان والمتحدث باسم الجيش الأسبق الفريق محمد بشير سليمان أن عدم حسم مستقبل الحركات والمجموعات المسلحة التي تقاتل إلى جانب الجيش النظامي قبل نهاية الحرب سيهدد أمن واستقرار السودان.

ويقول للجزيرة نت: إن القيادة الحاكمة ينبغي أن تستعين بلجنة قومية وخبراء لوضع رؤية لإصلاح وتطوير القوات المسلحة تراعي التوازن الجهوي والديمغرافي، واستصحاب آراء قيادات الحركات المسلحة التي وقعت اتفاق سلام مع الحكومة.

ويضيف الفريق سليمان أن رؤية مرحلة ما بعد الحرب ينبغي أن تكون شاملة لمعالجة القضايا السياسية والمطالب التي تدعو بعض المجموعات لحمل السلاح في إطار بناء دولة حديثة.

أما الصحفي والكاتب المهتم بشؤون الحركات المسلحة بكري المدني، فيرى أن اتفاق جوبا بين الحكومة والحركات المسلحة في دارفور والنيل الأزرق الموقع في 2020 يقضي بدمج قواتها في القوات النظامية "جيش، شرطة ومخابرات"، وبدأت بعضها في ذلك وخاصة الحركة الشعبية-شمال برئاسة مالك عقار.

إعلان

ويقول للجزيرة نت: إن الحركات المسلحة التي انحازت للجيش، جاء انتساب مقاتليها أثناء الحرب، حسب ما كشف عنه جبريل إبراهيم.

ويعتقد أن انتصار الجيش في الحرب سيفرز روحا إيجابية تدفع الجميع لدمج عناصرهم في القوات النظامية، ولكن سيصعب ذلك حال الدخول في تسوية سياسية مع الدعم السريع وعودتها للمشهد.

ويرجح المتحدث ذاته أن قوات درع السودان وقادة المجموعات التي تقاتل تحت راية المقاومة الشعبية لن تغادر المشهد بعد نهاية الحرب، بل ستعزز وجودها بالحصول على وضع سياسي والمشاركة في السلطة.

مقالات مشابهة

  • انعكاسات صفر تخصيب على المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن
  • أكسيوس عن مسؤول في البيت الأبيض: ترامب أرسل إلى نتنياهو رسالة يريد منه إنهاء حرب غزة
  • الشيباني: الكل يقف إلى جانب سوريا اليوم وبالتأكيد هناك من لا يريد استقرارها لكنها أصوات شاذة لا قيمة لها
  • «حشد» تدين مواصلة الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في غزة
  • محللون: احتلال غزة لن يكون سهلا وواشنطن محبطة وتريد وقف الحرب
  • محللون: عربات جدعون لن تحقق أهداف إسرائيل والاغتيالات لن تضعف حماس
  • إدارة ترامب تهدد نتنياهو والوفد الإسرائيلي يبقى بالدوحة ليوم إضافي
  • أزمة تخصيب اليورانيوم تهدد بنسف المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن
  • انضمت للجيش وتقاتل لجانبه.. هل تسعى مجموعات السودان المسلحة لمقابل سياسي؟
  • هدنة غزة تصطدم بـ عربات جدعون.. ماذا يريد نتنياهو؟