كيف تتعامل مع المراهق ناكر الجميل؟
تاريخ النشر: 27th, July 2023 GMT
عمان- تربية المراهق مهمة مليئة بالتحديات والتقلبات، لكون هذه المرحلة العمرية تعد فترة حرجة من التطوّر تتّسم بالسعي إلى الاستقلال وبناء الهوية. وغالبا ما يشعر الآباء بخيبة أمل عندما يلاحظون أن ابنهم المراهق "ناكر للجميل" لا يدرك معنى الامتنان وأثره في الحياة.
لذا، فإن التعامل مع المراهق أمر صعب يتطلب الصبر والتفاهم والرحمة.
وترصد المستشارة التربوية والنفسية الدكتورة رولى أبو بكر بعض العلامات الشائعة التي تشير إلى أن ابنك المراهق يعاني من عدم الامتنان والشعور بالنعم التي لديه، ومنها تجاهل جهود الآخرين، وعدم تقدير الوقت والطاقة والموارد التي يستثمرها الأهل فيهم.
وقد يُظهر المراهقون، أيضا، إحساسا بالاستحقاق، معتبرين أنهم يستحقون معاملة خاصة أو مكافآت من دون بذل الجهد اللازم. وقد يحاول الجاحدون منهم التركيز على ما ينقصهم بدلا من الاكتفاء بما لديهم، والحصول على الامتيازات كأمر مسلّم به، ويجدون صعوبة في تحمل المسؤولية عن أفعالهم، وغالبا ما يلومون الآخرين على أخطائهم.
تعزو المستشارة أبو بكر السلوك الجاحد لدى المراهقين إلى عوامل عدة، معتبرة أن فهم هذه الأسباب يساعد الآباء في معالجة المشكلة بشكل أكثر فعالية.
وتوضح أن المراهقة تتميز بتغيّرات هرمونية وإدراكية وعاطفية كبيرة يمكن أن تؤثر في نظرة المراهق إلى الحياة والتفاعل مع الآخرين. ويعد تأثير الأقران أيضا عاملا مهما، إذ غالبا ما يعطي المراهقون الأولوية لآراء أقرانهم.
وتضيف "قد يتبنون مواقفهم وأفكارهم من وسائل الإعلام المنتشرة وثقافة المستهلك التي تبث للمراهقين رسائل مادية تتّسم بالإشباع الفوري، ما يعزز لديهم الشعور بالاستحقاق. كما يفتقرون إلى الخبرة الحياتية، ما يجعل من الصعب عليهم فهم قيمة الامتنان".
وتنصح المستشارة الوالدين باتخاذ خطوات استباقية لتعزيز النعم التي لديهم ولدى أبنائهم، وترى أن على الآباء أن يكونوا قدوة يحتذى بها وأن يظهروا الامتنان في حياتهم اليومية من خلال التعبير عن التقدير والشكر للأشياء البسيطة.
و"غالبا ما يعكس المراهقون سلوك آبائهم. لذا، فإن الانتباه إلى أفعالنا أمر ضروري. ومن المهم إيجاد بيئة آمنة ومفتوحة لابنك المراهق للتعبير عن مشاعره واهتماماته"، وفق تعبير رولى أبو بكر.
وترى المستشارة التربوية والنفسية أن تحديد توقعات معقولة لابنك المراهق، وتشجيعه على تحمل المسؤوليات والعمل على تحقيق أهدافه؛ أمور يمكن أن تعلمه قيمة الجهد والمكافآت المكتسبة من خلال العمل الجاد، بدلا من الاستحقاق. وقد يساعد الحد من المادية ابنك المراهق على تقدير الأمور المهمة حقا في الحياة.
تقول المستشارة التربوية والأسرية الدكتورة أمل بورشك إن الامتنان يعكس الشعور بالرضا وراحة البال والأمان بسبب تقدير ما تلقاه الفرد من أشياء جيدة مادية أو معنوية. وهذا الأمر يمكن تعليمه للطفل عن طريق القصص وكتابة موقف ما على قصاصة ورقية تعبيرا عن كل من يشعر تجاهه بالامتنان، على أن يحتفظ بها في صندوق ويضع في ألبوم الصور التي تذكره بمواقف تتطلب الامتنان.
وعندما يلاحظ الأهل أن ابنهم المراهق ناكر للجميل بأقواله وسلوكياته، يمكنهم اتباع النصائح التالية، وفق بورشك:
وضّح له معنى الامتنان الذي يكسبه بأنه شعور بالتفاؤل ويُجمّل حياته، كونه يزيد من تركيزه على العمل والدراسة ويتعارض مع شعور الأنانية والغرور لديه. يمكن اكتسابه من خلال بعض التمارين والعادات، مثل تدوين ملاحظات عن مواقف تتطلب الامتنان. وفي البداية، قد يكون صعبا، ولكن مع الممارسة اليومية والاستجابة لفترة أطول، تصبح عادة وتظهر لديه النتائج الإيجابية. دعه يفكر في الأشخاص الذين ساعدوه ويحبهم وظلوا إلى جواره في الأوقات الصعبة والجيدة؛ فهذا يُحسِّن السلوك لديه، ويجعله يفكر في مساعدة الآخرين والتطوع مع الغرباء، ما يعود عليه بفوائد جسدية ونفسية، كما يحسن من نومه ويكسبه نوعا من التصميم والإرادة القوية.تحت عنوان "لماذا ابني المراهق جاحد جدا؟"، نشر موقع "بارنتنغ فور برين" (Parentingforbrain) نصائح للتعامل مع هذا النوع من المراهقين، ومنها:
لا تطلب الامتنان: الامتنان عاطفة يجب الشعور بها من أجل التعبير عنها بشكل حقيقي. وإذا كنت تريد أن يكون ابنك المراهق ممتنا، فلا يمكنك المطالبة بالامتنان، إلا إذا كنت تريده أن يقول "شكرا" بلا شعور.
أشر إلى الجحود باحترام: تجنب إلقاء اللوم على ابنك المراهق وفضحه. وبدلا من ذلك، اطرح أسئلة تحضّه على التفكير، وساعده على فهم ماهية المشكلة، واشرح بلطف لماذا من الجيد تقدير ما لديه.
ساعد المراهق على ملاحظة اللطف: لمساعدة ابنك على الشعور بالامتنان، الفت نظره إلى المدة التي تسير فيها الأمور على ما يرام بالنسبة إليه، وساعده على فهم أو تذكر الأسباب والأشخاص وراء تلك الأحداث.
علّمه التعاطف: يطور الأطفال التنظيم الذاتي عندما يكون آباؤهم مستجيبين ودافئين. ويعد التدريب على المشاعر من جانب الآباء، أيضا، وسيلة فعّالة لتعليم تنظيم المشاعر.
أظهر امتنانك تجاه المراهق: إذ إن توجيه الشكر إلى الابن على جهوده هو أفضل طريقة لتعليمه الامتنان.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ختام مشروع معالجة الدوافع الاقتصادية للهجرة غير الشرعية
شهدت المستشارة أمل عمار رئيسة المجلس القومي للمرأة فعاليات حفل ختام مشروع "معالجة الدوافع الاقتصادية للهجرة غير الشرعية" الذى ينفذه المجلس بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي، بحضور وتشريف السفير وائل بدوى نائب مساعد وزير الخارجية لشئون الهجرة واللاجئين ومكافحة الاتجار بالبشر والسيدة ان كوفود مستشارة ومدير فريق الشمول الاجتماعي والحوكمة بالاتحاد الاوروبي، الدكتور احمد غنيم الرئيس التنفيذي للمتحف المصري الكبير، بمقر المتحف المصر الكبير.
وافتتحت المستشارة أمل عمار كلمتها بتعبيرها عن الفخر والامتنان، من قلب المتحف المصري الكبير، مؤكدة أن التاريخ يقف شاهدًا على عظمة حضارة لا تعرف الرحيل، حيث انه ليست صدفة أن يكون هذا الصرح العظيم هو مكان احتفالنا، فكما خُلِّدت آثار أجدادنا بين جدرانه، نُخلّد نحن اليوم خطوات نساء مصريات قررن أن يصنعن أثرًا مختلفًا في واقعهن، في قُراهن، وفي مستقبل وطننا.
وتقدمت المستشارة امل عمار بخالص الشكر والتقدير للدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي التى انطلق المشروع وحقق نجاحاته الكبيرة فى ظل توليها رئاسة المجلس القومي للمرأة ، تقدمت بخالص الشكر والتقدير للاتحاد الأوروبي على هذه الشراكة المثمرة.
وأكدت المستشارة امل عمار ان مشروع معالجة الدوافع الاقتصادية للهجرة غير الشرعية يعد واحد من أهم المشروعات التى نفذها المجلس، فهو المشروع الذى حمل على عاتقه قضية بالغة الأهمية تمس حاضر ومستقبل مجتمعاتنا، ألا وهي الهجرة غير الشرعية، وتحديدًا أبعادها الاقتصادية، موضحة أن معالجة أسباب الهجرة غير الشرعية تبدأ من الجذور، من دعم المرأة والشباب، ومن توفير فرص التدريب والتأهيل، ومن تعزيز ثقافة ريادة الأعمال والعمل اللائق، مؤكدة ان المشروع يعد تجسيدًا حقيقيًا لإيماننا في المجلس بأن تمكين المرأة اقتصاديًا هو حجر الأساس في مواجهة الكثير من التحديات الاجتماعية والاقتصادية ومنها الهجرة غير الشرعية فبخلاف أن المرأة هى نصف المجتمع، فهي القادرة على بناء جيل جديد واعٍ ومتمكن، حين تُمنح الفرصة ويُفتح أمامها باب الأمل والعمل.
وأشارت المستشارة امل عمار ان المشروع استهدف توفير بديل للهجرة غير الشرعية من خلال التشجيع على تنمية المشروعات وإيجاد فرص عمل للمرأة والشباب بمحافظات البحيرة والغربية في الدلتا، الأقصر والمنيا في صعيد مصر.
وأكدت المستشارة أمل عمار أن المشروع جاء استكمالًا للجهود الوطنية في ضوء تبني مصر استراتيجية متكاملة للقضاء على الهجرة غير الشرعية، وتشكيل اللجنة التنسيقية لمكافحة الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية بقيادة السفيرة نائلة جبر، حتى أصبحت نموذجًا دوليًا ناجحًا في مكافحة الهجرة غير الشرعية، وسط إشادة دولية بتعامل الدولة المصرية مع هذا الملف، في ظل حرصها على الالتزام بالاتفاقيات الدولية، حيث نجحت في وقف تدفقات الهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى ذلك نجحت مصر في ضبط حدودها البرية والبحرية، كما حرصت مصر على تدريب وتأهيل الشباب بالتعاون مع عدد من وزارات ومؤسسات الدولة، بجانب التعاون مع الشركاء الدوليين لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتناولت المستشارة امل عمار النجاحات التى حققها المشروع منذ اطلاقه، إلى نماذج تعتبر من اهم نجاحات للمشروع سوف يمتد اثرها لغيرها ، أولها وصول منتجات السيدات للعرض داخل المتحف المصري الكبير وهذا ليس مجرد تسويق لمنتج، بل هو تكريم لهوية واعتراف بقدرة المرأة المصرية على تحويل التراث إلى قيمة اقتصادية، والإبداع الشعبي إلى حرفة معاصرة، فوسط عظمة الحضارة، تقف منتجات الأيدي الماهرة للمرأة المصرية كامتداد طبيعي لروح الأجداد، ورسالة تقول إن المرأة اليوم، كما الأمس، صانعة للتاريخ، للاقتصاد، وللجمال.
وثمنت رئيسة القومي للمرأة عرض هذه المنتجات من قلب هذا الصرح العالمي هو احتفاء بالإبداع المحلي، ودعوة للعالم كي يرى في كل قطعة حكاية امرأة، وقرية، وحلم لم يهاج بل بقي هنا، ينمو ويزدهر على أرض مصر، حيث نجحت سيدات المشروع فى تقديم منتجات بجودة وحرفية عالية بفضل جهود خبراء المشروع والاستشاريين، ونجحوا نجاح أكبر فى إشهار جمعيات تعاونية خاصة بهن وهو ما اعتبره النموذج الثانى لنجاح المشروع، وما يبعث على الفخر فى هذا السياق هو أن الجمعية التعاونية ليست فقط إطارًا اقتصاديًا، بل مساحة آمنة للتمكين، والتدريب، وبناء الثقة حيث تمنح المرأة صوتًا في اتخاذ القرار، ومكانًا في سوق العمل، وشبكة دعم تمتد من فكرة صغيرة إلى مشروع منتج، ومن منتج بسيط إلى استقرار أسرة كاملة، وتصبح المرأة جزءًا من كيان جماعي يضمن لها الاستمرارية، ويكسر حاجز العزلة الاقتصادية والاجتماعية، إنها أداة لا تُقدَّر بثمن في محاربة الفقر، وتقليص دوافع الهجرة، وصناعة جيل يؤمن بالفرصة داخل وطنه.
وأكدت المستشارة امل عمار حرص المجلس القومى للمرأة على إطلاق ختم التاء المربوطة ليكون بمثابة وسيلة لتشجيع كل سيدة أن تقدم منتجات بمعايير الجودة والاستدامة المطلوبة مما يؤهلها للحصول على الختم الذي يعد إرساءا لمنظومة وطنية مستدامة لتمكين المرأة المصرية اقتصاديًا.