في الذكرى التاسعة للعدوان الأمريكي – السعودي على اليمن، والذي بدأ في 26 آذار / مارس 2015، وما يزال ممتدًا بأشكال مختلفة وأهمها الحصار، لا بد من الإضاءة على ما وصل إليه اليمن اليوم من قدرات وتأثير وقوة على الصعيد الإقليمي، وربما أيضًا على الصعيد الدولي، وذلك من خلال إجراء مقارنة موضوعية بين ما كان عليه قبل العدوان ومعه، وما وصل إليه بعد تسع سنوات من الحرب والضغوط المختلفة وعلى الجوانب والمستويات كافة.


طبعًا، في كلّ عام، تأخذ ذكرى العدوان كامل الاهتمام: من داخل اليمن نظرًا إلى كونها شكّلت نقطة مفصلية في تاريخ البلاد على الصعد كافة: السياسية والشعبية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية، ومن خارج اليمن كونه استطاع أن يسرق الأنظار والأضواء بصموده وثبات أبنائه، ويفرض نفسه بقوّة، بمواجهة أطراف خارجية، إقليمية وغربية، تملك فارقًا شاسعًا في الإمكانات والقدرات على المستويات العسكرية والمالية كافة.
أما هذا العام، فقد أخذت ذكرى العدوان السعودي – الأمريكي على اليمن اهتمامًا مضاعفًا واستثنائيًا، كون هذا البلد اليوم، وبقدراته وبإمكاناته وحضوره الإقليمي، يفرض موقفًا تاريخيًّا غير مسبوق في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني وقضيته، بمواجهة العدوّ الصهيوني في عدوانه على غزّة وفلسطين، والمدعوم من قوى غربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
أولًا: في البعد العسكري
في المقارنة بين قدرات اليمن العسكرية قبل العدوان العام ٢٠١٥ وقدراته حاليًا، يتبيّن لنا أنه لا مجال للموازنة بتاتًا، فاليوم تفرض الوحدات العسكرية اليمنية نفسها بصورة لافتة وصادمة، في مناورة عسكرية برية وبحرية وجوية، من خلال امتلاكها لإمكانات ضخمة على صعيد الأسلحة النوعية، وخاصة في المسيّرات المختلفة المهام والصواريخ الباليستية والبحرية. وبواسطة هذه الأسلحة النوعية، يقارع اليمن اليوم، مروحة واسعة من القوى العسكرية الغربية القوية، وخاصة الأمريكية والبريطانية المنتشرة في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، بتنفيذ حصار خانق وفاعل على الموانىء الإسرائيلية في فلسطين المحتلة، نصرة للشعب الفلسطيني في غزّة وفي الضفّة الغربية والقدس.
ثانيًا: في البعد القوميّ
بعد تسع سنوات من العدوان السعودي – الأميركي عليه، والذي كان بغطاء ما يسمّى “التحالف العربي”، يفرض اليمن نفسه بمواجهة العدوان الأميركي – الصهيوني على الشعب الفلسطيني، لاعبًا أساسيًا، إذ يبرز من بين هؤلاء العرب الذين شكلوا هذا التحالف ضدّه في آذار من العام ٢٠١٥، حاميًا أول لقضية فلسطين، والتي من المفترض أن تكون قضية هؤلاء العرب أعضاء ذلك التحالف الذي فرضه الأمريكيون ضدّ اليمن؛ وفي الوقت الذي يخاذل أغلب هؤلاء العرب قضية فلسطين، ارتهانًا أو خوفًا أو خيانة، يقف اليوم اليمن المحاصر، في ذكرى مرور تسع سنوات على العدوان عليه، موقفًا قويًا وثابتًا وشجاعًا ومشرِّفًا، ليشكّل رأس الحربة في الدفاع عن قضية فلسطين وعن قضية كلّ هؤلاء العرب.
ثالثًا وأخيرًا: في البعد الاستراتيجي
انطلاقًا من الموقع الجغرافي الحيوي لليمن على بحر العرب وعلى البحر الأحمر، حيث كان هذا الموقع أحد أهم أهداف العدوان عليه منذ تسع سنوات، نظرًا إلى قدرة التأثير الاستراتيجي التي يمكن لهذا الموقع أن يؤمّنها لمالكه، وبهدف انتزاع هذه الميزة من أبنائه، يفرض اليوم اليمن نفسه طرفًا فاعلًا من الأقوى بين الأطراف الإقليمية، لا يمكن تجاوزه أو تجاهل قدراته وإمكاناته وحقوقه. وبمعزل عن المواجهة الحاصلة اليوم بين أطراف محور المقاومة وكيان العدو على خلفية الحرب على غزّة وفلسطين، استطاع اليمن، وبعد مرور تسع سنوات على العدوان، أن يثبت نفسه لاعبًا قويًا متمكّنًا، في بقعة جغرافية استراتيجية، قد تكون الأكثر حساسية في العالم.
كاتب ومحلل عسكري لبناني

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

منافسات قوية في اليوم الثالث من العرض الدولي الثامن لجمال الخيل العربية

 

البلاد (الرياض)
تواصلت فعاليات العرض الدولي الثامن لجمال الخيل العربية الأصيلة في مركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية بديراب، حيث شهد اليوم الثالث منافسات حافلة في فئات المهرات عمر (3) سنوات، والأفراس لأعمار (4–6) سنوات، و(7–9) سنوات، و(10) سنوات وما فوق، وسط حضور واسع من المهتمين وتفاعل لافت من محبي الخيل العربية، في دلالة على قوة المشاركة واتساع قاعدة المنافسين في هذه النسخة. وجاءت بداية المنافسات مع فئة المهرات أعمار (3) سنوات، حيث شهدت المجموعة الأولى تفوق المهرة أريانا اتش إي لمربط المدرع بحصولها على المركز الأول، تلتها أميرة اليمين لقيصر العرب في المركز الثاني، ثم لولوه رغوان لمربط رغوان في المركز الثالث، وفي المجموعة الثانية، حققت المهرة لولوة العاليات لعبدالله العبيد المركز الأول، تلتها دي رايه لمربط الراجحية في المركز الثاني، ثم إس إم مدرّه لمربط النو في المركز الثالث. وفي فئة الأفراس أعمار (4–6) سنوات، واصلت المنافسات حضورها القوي، إذ حققت في المجموعة الأولى الفرس مزون الدرعية لمسفر الهاجري المركز الأول، تلتها بي اتش إن غنايم لبدر الهملان في المركز الثاني، ثم لولوه الرفاع لمربط الصياقل في المركز الثالث، وفي المجموعة الثانية، جاءت دي دنياي لمربط القريان في المركز الأول، تلتها أسماء مزنه لفلاح العجمي في المركز الثاني، ثم ميار العمرية لمربط العريب في المركز الثالث، وشهدت المجموعة الثالثة تفوق الفرس إيكو إنستازجا لمربط هورايزن بالمركز الأول، و نوف عذبة لمربط عذبة في المركز الثاني، ثم إكسالتيد إمبارس جي إن كي لمربط النصار في المركز الثالث. وفي فئة الأفراس أعمار (7–9) سنوات، جاءت المجموعة الأولى بتفوق الفرس زهرة العناية لمربط اليمين في المركز الأول، و إس إم جي إيفانا لمربط إيحاء في المركز الثاني، ثم رويال أصيلة لمربط FRD في المركز الثالث، وفي المجموعة الثانية، حققت الفرس دي غرام للخيالة السلطانية المركز الأول، و ذاخرة عذبة لمربط المناف في المركز الثاني، ثم رشيدية الخشاب لمربط الأهلية في المركز الثالث. وفي فئة الأفراس أعمار (10) سنوات وما فوق، حققت في المجموعة الأولى الفرس جمانة دي إي أل بالازوتو لمربط كيو أم المركز الأول، تلتها اكسبكتيشن لمربط السيد في المركز الثاني، ثم أجا سلينا لمربط البارقة في المركز الثالث، وفي المجموعة الثانية، جاءت كاب بيانكا لعزام القاسم في الصدارة، تلتها ع ج رهيدا لمربط الصياقل في المركز الثاني، ثم ماي هوز ذات قيرل لمربط الخشاب في المركز الثالث. وبلغ عدد الخيل المتوّجة اليوم (90) ، فيما تأهل (18) جوادًا لمرحلة نهائيات البطولة، وبلغ عدد المرابط المتوّجة (79) مربطًا، مقابل (16) مربطًا تمكنت من التأهل. وتتواصل فعاليات العرض الدولي على مدى خمسة أيام، ضمن نسخة تُعد من الأكبر والأكثر تنافسية، بمشاركة مرابط محلية ودولية تعكس أهمية الخيل العربية ومكانتها المتنامية في المملكة.

مقالات مشابهة

  • بعد سجنه 5 سنوات.. استئناف نجل عبد المنعم أبو الفتوح.. اليوم
  • حاتم عقل: صدمت من مستوى مصر في كأس العرب.. والزملكوية أكثر في الأردن
  • أردني يطلق مبادرة “هَدبتلّي” ويوزع أكثر من 10 آلاف علم وشماغ دعمًا للمنتخب في كأس العرب
  • سيناريوهات البيك أب والتسلّل البرّي.. ما الذي يتدرّب عليه الطيّارون الإسرائيليون اليوم؟
  • السعودية أمام الأردن والإمارات يلاقي المغرب في نصف نهائي كأس العرب
  • مؤسسة بحثية: اليمن في المرتبة التاسعة في قائمة أكثر 10 مناطق للصراع حول العالم مرشحة لتكون الأكثر دموية خلال العام 2026
  • كأس العرب تخطى المليون مشجع
  • المحكمة عن قضية الطفل ياسين: المتهم اعتدى عليه أكثر من مرة في دورات المياه
  • أكثر من مليون مشجع في مدرجات كأس العرب 2025… نسخة استثنائية في الحضور الجماهيري
  • منافسات قوية في اليوم الثالث من العرض الدولي الثامن لجمال الخيل العربية