جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-14@14:45:12 GMT

"قُل إنَّ الأمر كُله لله"

تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT

'قُل إنَّ الأمر كُله لله'

 

سلطان بن ناصر القاسمي

يسعى الإنسان دائمًا لتحقيق أهدافه في حياته، ويجب عليه أن يدرك بوضوح أن تحقيق تلك الأهداف يتطلب التوفيق من الله سبحانه وتعالى، إضافة إلى الإصرار والإرادة القوية من جانبه، وحديثنا في هذا الشأن تحت جانبين أساسيين: الجانب الداخلي المتعلق بالروحانيات، والذي يتطلب التأمل والتفكير.

لنبدأ أولاً بالسعي الداخلي المتجسد في الروحانيات، مثل العبادات كالصيام والصلاة والزكاة والصدقات، وكذلك الاستغفار وغيرها.

تلك الأعمال ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالدعاء إلى الخالق، مع توجيه النية والطلب للتواصل معه وطلب الاستجابة منه، مصداقاً لقوله تعالى "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ" (غافر: 60)، وقال "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" (البقرة: 186).

وهنا لا يُشترط أن تحدث الاستجابة على الفور، فقد تُؤَجَّل إجابة الدعاء بمشيئة الله تعالى لأسباب تخفى علينا، وعلينا أن نثق بأن كل ما يُؤَجَّل من طلباتنا يأتي بخير أو يبعد عنَّا شرًا مُحتمًا. فقد يكون الله يُريد تبديل الشيء المُؤَجَّل بشيء أفضل بالنسبة لنا، حتى لو استمر التأخير لفترة طويلة.

إنَّ التركيز في السعي الداخلي يبدأ بأولوية إصلاح الذات وتحسينها، قبل الانغماس في تحقيق الأهداف أو تصحيح الآخرين، حيث ينبغي للفرد أن يتساءل لماذا يجب أن يبدأ بإصلاح الذات أولًا؟ الجواب يكمن في أن هذا العمل ينمي الثقة المطلقة بأن كل عطاء يأتي من محبة وثقة، دون أن يكون مدفوعًا بالحاجة أو الفقر، كما  يجب أن يرتبط هذا الإدراك بالثقة بالله، الذي هو المعطي والرازق. فعندما يتعرض الشخص لعدم التقدير أو عدم الشكر على عطائه، يمكنه أن يجد القوة واليقين في رضا الله وحده. لذا، من الضروري بشدة أن يهتم الفرد بنفسه أولًا، ولتحقيق ذلك، يجب أن يدرك حقيقته وأهدافه، ويبتعد عن تلطيف الآخرين على حساب نفسه، ويتخلى عن توقعات ردود أفعالهم.

ومن الأهمية بمكان أن يكون للإنسان وعي بما يريده في الحياة، ومن ثم يمكنه تقديم الجهد اللازم واتخاذ الخطوات الضرورية لتحقيقه. ولكي يكون لديك القدرة على تحقيق ما ترغب فيه، يجب أن تبذل الجهد في تغذية نفسك بالمعرفة والتدريب المناسبين، وتربط هذا الاجتهاد بالعبادة والروحانيات بنية صادقة وعلاقة قوية مع الخالق، مؤمنًا بقدرته. على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في ممارسة نشاط رياضي معين، فعليك اختيار الرياضة التي تستمتع بها بدلًا من الالتزام بتوقعات الآخرين، فالتركيز على هذا الجانب يشكل نوعًا من النمو الشخصي الداخلي. ويمكن أيضًا أن تواجه تحديات مثل رغبتك في الارتباط بشريكة حياة معينة وتجد صعوبة في ذلك، ولكن يجب أن تتذكر أن ما يحدث لديك قد يكون خيرًا لك في المستقبل، فقد يحمل الله لك شيئًا أفضل وأكثر تناسبًا لمستقبلك، وهذا بيان في قوله تعالى: "وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" (البقرة: 216).

وعندما تدرك أولًا أن الحاجات التي يُسهِّلها البشر لك هي بيد الله، وأن مرضك الذي يعجز الأطباء عن علاجه فشفاؤه بيد القادر جل جلاله، وأن كل الأمور التي أثَّرت فيك وألمتك، مهما كانت عظيمة، هي بيد الله وحده، فإنك لا تستحق قلقًا، بل على العكس، يجب عليك الاعتماد على الله، فالأمور كلها تعود إليه.

والخير الحقيقي يكمن في الثقة بالله تعالى، والاستسلام لقضائه، والرضا بتدبيره. فإذا عشت حياة ممتلئة بالامتنان والشكر لله، فهذا هو السر الحقيقي للسعادة. ومن جهة أخرى، هناك أشخاص يؤدون العبادات دون أن يثقوا أن ما يريدونه سيتحقق إلا بوساطة البشر، فإذا لم يتلقوا المساعدة المأمولة، يثير ذلك غضبهم ويؤدي إلى حقد وضغينة. ولكنهم لا يدركون أن أي مساعدة تأتي من الإنسان هي بالأساس من الله، فلذلك يجب أن تكون الثقة بالله أقوى، ويجب علينا أن نسعى بروحانية أكبر وأن نراجع أنفسنا لنتأكد من أننا نثق بالله بصدق. لذا ينبغي علينا الاستغفار وزيادة الصدقات وتنقية النفوس، لنبقى على اتصال دائم مع الخالق السميع البصير.

وبعد أن تعرفنا على السعي الداخلي ينتقل اهتمامنا الآن إلى السعي الخارجي، الذي يتجلى في الجهود التي يبذلها الإنسان من خلال التفاعل مع الآخرين والمؤسسات البشرية، ويُعرف هذا السعي بالأسلوب الحركي، حيث يسعى الفرد إلى تحقيق أهدافه من خلال التفاعل مع العوامل البشرية المحيطة به، سواء كان ذلك من خلال التواصل مع أفراد آخرين، أو باللجوء إلى جهات حكومية أو خاصة، أو حتى من خلال المواقع الإلكترونية التي تعتمد على تفاعل البشر. ويترتب على هذا النهج مجموعة من الأمور المرتبطة بتحقيق الأهداف، فعلى سبيل المثال، فإن التقدم للحصول على وظيفة يتطلب غالبًا جوانب دراسية أو تدريبية لكسب الخبرة والتأهيل اللازم، كما يتضمن ذلك في بعض الأحيان اللجوء إلى الآخرين للمساعدة في البحث عن الفرص المناسبة.

ومن خلال هذه الجهود، يشكل الفرد أجزاء رئيسية في سعيه الحركي الخارجي، مما يفتح أمامه أبواب الفرص وتحقيق الأهداف المنشودة. وبالتالي، يتماشى السعي الداخلي والخارجي للفرد معًا، مما يمهد الطريق أمام تحقيق الرزق وتحقيق الأهداف. وتؤكد الآيات القرآنية على أهمية عمل الإنسان وجهوده في هذه الحياة الدنيا، وأنه لا ينفع الإنسان إلا عمله وتحصيله فحسب، ومن ذلك قوله تعالى: "وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى" (النجم: 39) فالآية صريحة في أن الإنسان لا ينفعه إلا عمله وسعيه، ويفهم منها أنه لا ينتفع أحد بعمل أحد، وبالمقابل، فقد جاءت آيات أخرى، تدل على أن الإنسان ربما انتفع بعمل غيره؛ من ذلك قوله تعالى: "وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ" (الطور: 21).

إذن.. كلا الأسلوبين الداخلي والخارجي يرتبط بالرزق وهو من عند الله سبحانه وتعالى، فهو الرزاق وهو المعطي وكل ذلك لابد أن يرتبط بشكر الله تعالى على نعمه، وليعلم الإنسان أن الأرزاق مقسمه من الله وهي مختلفة وغير متساوية بين البشر، هكذا تقتضي حكمة الله عز وجل .. ولله في خلقه شؤون، ولو تساوت الناس في كل أمورها لأختل قانون التوازن الفطريّ بين البشر الذي أوجده الله للكون، قال تعالى: "أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ" (الزخرف: 32).

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أمر له أثر عظيم في دوام العشرة بين الزوجين.. الأزهر للفتوى يوضحه

قال مركز الازهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن التجمل ودوام المحافظة على حسن الهيئة له أثر عظيم في دوام العشرة بين الزوجين؛ فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَتَزَيَّنَ لِلْمَرْأَةِ، كَمَا أُحِبُّ أَنْ تَتَزَيَّنَ لِي الْمَرْأَةُ، لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 228]». [مصنف ابن أبي شيبة].

وراعت الشريعة الإسلامية ما فُطِرت عليه النفس الإنسانية من ميول ورغبات، فجعلت سدَّ حاجات الإنسان فيما جُبِلتْ عليه نفسه من المقاصد الشرعية التي تحثه على السعي في تحصيلها دون إفراطٍ أو تفريط؛ قال تعالى: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [الملك: 14].

ومن الأمور التي فُطِرَت عليها النساء حبُّ الزينة، فشَرع لهنَّ لأجل ذلك من وسائلها ما لم يُشرع للرجال كالحرير والذهب، قال تعالى: ﴿أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ﴾ [الزخرف: 18].

لماذا لا يستجيب الله دعائي؟.. الإفتاء تحذر من 3 أفعال شائعةأدعية الحج من مغادرة المنزل إلى الوصول للأماكن المقدسة.. احفظها الآن

وقال العلامة الواحدي في "التفسير الوسيط" (4/ 67، ط. دار الكتب العلمية): [قال المبرد: تقدير الآية: أوتجعلون له ﴿مَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ﴾؟ يعني: البنت تنبت في الزينة] اهـ.

وحث الشرع الشريف الزوجة على التزين والتجمل للزوج وطلب الحُسْن في نظره؛ لما ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أَيُّ النِّسَاءِ خَيْرٌ؟ قَالَ: «الَّتي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ» أخرجه الإمام أحمد في "المسند"؛ قال الملا علي القاري في "مرقاة المفاتيح" (5/ 2132، ط. دار الفكر): [(قال: التي تسره)؛ أي: زوجها، والمعنى تجعله مسرورًا (إذا نظر)؛ أي: إليها ورأى منها البشاشة وحسن الخلق ولطف المعاشرة، وإن اجتمعت الصورة والسيرة فهي سرور على سرور، ونور على نور] اهـ.

وقال الإمام المناوي في "التيسير بشرح الجامع الصغير" (1/ 528، ط. مكتبة الإمام الشافعي): [(إذا نظر) إليها؛ لأن ذَات الجمال عون لَهُ على عِفَّته ودِينه] اهـ.

وعن بَكْرَة بنت عقبة: أنَّها دخلت على أمِّ المؤمنين السيدة عَائِشَةَ رضي الله عنها وهي جالسةٌ في مُعَصْفَرَةٍ، فسألتها عن الْحِنَّاءِ؟ فقالت: "شَجَرَةٌ طَيِّبَةٌ وَمَاءٌ طَهُورٌ". وسألتها عن الـحِفَافِ؟ فقالت لَها: "إِنْ كَانَ لَكِ زَوْجٌ فَاسْتَطَعْتِ أَنَّ تَنْزِعِي مُقْلَتَيْكِ فَتَصْنَعِيهِمَا أَحْسَنَ مِمَّا هُمَا فَافْعَلِي" أخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى".

وقول السيدة عائشة رضي الله عنها: "أَنْ تَنْزِعِي مُقْلَتَيْكِ فَتَصْنَعِيهِمَا أَحْسَنَ مِمَّا هُمَا" نصٌّ في مشروعية استعانة المرأة بما من شأنه تجميل وجهها وتحسين هيئتها وإزالة ما قد لَحِقَ بها من أمور تؤثر في زينتها.

قال الإمام بدر الدين العيني الحنفي في "عمدة القاري شرح صحيح البخاري" (20/ 193، ط. دار إحياء التراث العربي): [ولا يمنع من الأدوية التي تزيل الكلف وتُحَسِّن الوجه للزوج، وكذا أخذ الشعر منه، وسئلت عائشة رضي الله تعالى عنها عن قشر الوجه فقالت:.. إن كان شيء حدث فلا بأس بقشره] اهـ، وبمثله قال العلامة ابن الملقن في "التوضيح لشرح الجامع الصحيح" (25/ 45، ط. دار النوادر).

وقال العلامة ابن مفلح الحنبلي في "الفروع" (1/ 161، ط. مؤسسة الرسالة): [ويتوجه وجه إباحة تحمير ونقش وتطريفٍ بإذن زوج فقط] اهـ

وفى فتوى سابقة لدار الإفتاء المصرية، وجهت نصيحة أسرية لكل اثنين من المتزوجين ، قائلة "لكل منكما حقوقٌ على الآخر، فلا ينشغل أحدكما بما له ويتناسى ما عليه".

وقالت دار الإفتاء في نصائحها للمتزوجين على صفحتها الرسمية، أن الزواج حقوق وواجبات مشتركة بين الزوجين، قال الله تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثۡلُ ٱلَّذِي عَلَيۡهِنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِ﴾ [البقرة: 228]؛ يعني: للمرأة حق على زوجها.

وللرجل حق على زوجته، فيجب على الزوج تلبية احتياجات زوجته النفسية: كالاحتواء والاحترام والشعور بالأمان والمشاركة في الرأي، وكذا الاحتياجات المالية: من نفقة وكسوة وطعام وشراب وغيرها، وكذا الاحتياجات الاجتماعية: كالسماح لها بزيارة والديها وأقاربها.

ويجب على المرأة أيضًا أن تراعي حقوق زوجها عليها، كالطاعة وحسن العشرة، وذلك حتى تستقيم الحياة بينهما وينعما بالاستقرار.

حق الزوجة على زوجها

قال الشيخ أحمد وسام، مدير إدارة البوابة الإلكترونية بدار الإفتاء، إن الأصل في العلاقة بين الزوجية أنها مبنية على المودة والرحمة، مشيرًا إلى قوله تعالى: « وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)»الروم.

وأضاف وسام، في فيديو بثته دار الإفتاء على يوتيوب، ردًا على سؤال: “ما هي حقوق الزوج على زوجته؟”، أن الله تعالى قال: « الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ»النساء، مشيرًا إلى أن الله تعالى فضل الرجال على النساء في أمور، وفضل النساء على الرجال في أمور أخرى، وأن الله تعالى عقب بـ "وبما أنفقوا" ليدل على أن النفقة حق من حقوق المرأة على زوجها.

وذكرت الإفتاء، أن النصوص الشرعية تقضي بأن لكل من الزوجين قِبل الآخر حقوقًا تجب مراعاتها والقيام بها؛ لتدوم رابطة الزوجية ولا تنفصم عراها، مؤكدة أنه من حق الزوج على زوجته: أن تطيعه فيما هو من شؤون الزوجية مما ليس فيه معصية لله تعالى، أما شؤونها الخاصة بها كأن يمنعها من التصرف في مالها أو يأمرها بأن تتصرف فيه على وجه خاص فلا تجب عليها طاعته فيه؛ لأنه ليس له ولاية على مالها.

الحقوق الزوجية للطرفين
ولفتت دار الإفتاء في فتوى لها، إلى أنه من حقه عليها أن تحفظ بيته وماله وأن تحسن عشرته وأن من حقه عليها أيضًا أن يمنعها من الخروج من بيته إلا لحاجة يقضي بها العرف، ولزيارة أبويها ومحارمها.

وتابعت دار الإفتاء أن له أيضًا أن يمنعها من إدخال أحد في بيته والمكث فيه (غير أبويها وأولادها ومحارمها فليس له منعها من إدخالهم ولكن له منعهم من المكث في البيت).

وأشارت إلى أن من حق الزوجة على زوجها أن يراعي العدل والإحسان في معاملتها وأن ينفق عليها ولو كانت غنية، منوهةً بأن من حقها أن يسكنها في بيت خالٍ عن أهله؛ لأنها تتضرر من مشاركة غيرها فيه وتتقيد حريتها إلا أن تختار ذلك؛ لأنها بهذا الاختيار تكون قد رضيت بانتقاص حقها.

وأردفت أنه كما يجب أن يكون المسكن خاليًا عن أهله؛ يجب أيضًا أن يكون خاليًا عن أهلها ولو ولدها من غيره؛ لما ذكر من التضرر وتقييد الحرية، وأن للزوج منع أهلها من السكنى معه في بيته.

واستطردت دار الإفتاء طبقًا لهذه النصوص: فلا يجوز شرعًا للزوجة أن تخرج عن طاعة زوجها، وأن تتصرف في المنزل بما تشاء مما لا يرضى عنه الزوج متخذة من مساعدته في المعيشة ذريعةً لذلك، مضيفة أنه لا يجوز لها شرعًا أيضًا أن تُسكِن في منزل الزوجية أحدًا من أقاربها أيًّا كانت درجة قرابتهم بغير رضا الزوج.

واسترسلت أن إنفاق الزوجة على أقاربها؛ فإن كان الإنفاق عليهم من مالها الخاص فليس للزوج منعها منه؛ لأنها حرة في التصرف في مالها، لافتةً إلى أنه إن كان الإنفاق عليهم من مال الزوج فإنه لا يجوز لها ذلك شرعًا.

طباعة شارك حق الزوجة على زوجها العشرة بين الزوجين التجمل

مقالات مشابهة

  • الأوقاف: الزلازل من جنود الله وآياته التي تقرع بها القلوب
  • خصائص الأشهر الحرم .. الأزهر للفتوى يوضحها
  • سنن نبوية قبل عيد الأضحي .. تعرف عليها
  • هل الزلزل غضب من الله.. دار الإفتاء: آية من آيات الله
  • المراد من البيوت في قوله تعالى: «فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ»
  • حكم التضحية بالأبقار المستنسخة .. علي جمعة يجيب
  • أمر له أثر عظيم في دوام العشرة بين الزوجين.. الأزهر للفتوى يوضحه
  • ملتقى الجامع الأزهر: رسولنا حث على طلب الشفاء وعدم الاستسلام للمرض‏
  • وزير الداخليّة: كلّ ما يتمّ تداوله بعيد كل البعد عن الحقيقة
  • الأزهر للفتوى يحدد شروط استجابة الدعاء وكيفية تحقيقها