يبدو أن "إسرائيل تحولت من "حرب الظل" إلى الاستهداف المباشر والمكشوف لإيران"،  وذلك بعد أن قامت باغتيال عدد من قادة فيلق القدس في قصف على مبنى ملحق بالقنصلية الإيرانية بدمشق، بمن فيهم القائد البارز محمد رضا زاهدي.

هذا ما جاء في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، التي لفتت قبل الحديث عن السيناريوهات المحتملة إلى أن إسرائيل التي التزمت حتى الآن بالقواعد الضمنية وغير الرسمية لـ"حرب الظل" السرية غيرت إستراتيجيتها بهجومها على هذا المبنى الذي يستضيف قادة فيلق القدس المسؤولين عن العمليات في سوريا ولبنان أي أنها وجهت ضربة مباشرة لإيران.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4صحيفة روسية: المفاوضات أو خراب أوكرانياlist 2 of 4نيويورك تايمز: دعوة ترامب إسرائيل لإنهاء الحرب تثير قلق حلفائهlist 3 of 4بلومبيرغ: حرب الظل بين إسرائيل وإيران دخلت مرحلة جديدةlist 4 of 4طبيبة عملت في غزة: هذه حرب على الأطفال!end of list

واعتبرت هآرتس، في مقال لكاتبها آلون بنكاس، أن ما قامت به إسرائيل هو "الشيء الصحيح والحتمي"، غير أنها حذرت من أن اختيار التوقيت لم يكن موفقا بالنظر إلى سياق وظروف الحرب المستمرة في غزة، وهو ما حول هذا الهجوم إلى "عمل متهور من التصعيد المتعمد الذي قد لا يقتصر على توسيع كبير للحرب فحسب، بل قد يشمل أيضا إقحام الولايات المتحدة، وهو ما يتوقف على نطاق الانتقام الإيراني وتوقيته.

لكن ما هي الطرق المحتملة للانتقام الإيراني؟ هذا ما حدده بنكاس في 4 سيناريوهات:

أولا، أن تلتزم إيران بسياستها القديمة المتمثلة في عدم الرد الفوري، بل الانتظار بصبر للانتقام في زمان ومكان وهدف يتم اختياره بعناية ويتناسب مع الضرر الرمزي والحقيقي الذي أحدثه الهجوم الإسرائيلي.

لكن أهمية الأهداف التي ضربتها إسرائيل ورمزيتها والاحتجاج السياسي في طهران الذي يطالب بالانتقام لاستعادة الشرف والردع، وسمعة إيران بين وكلائها، يجعل هذا خيارا صعبا ولكنه لا يزال ممكنا، وفقا للكاتب.

العلم الإيراني مثبت بالجدار مع تصاعد الدخان بعد ما قالت وسائل إعلام إيرانية إنها غارة إسرائيلية على مبنى قريب من السفارة الإيرانية في دمشق (رويترز)

ثانيا، أن إيران لم يعد لديها خيار سوى الرد بسرعة وبشكل متناسب، وبالتالي تستهدف السفن والسفارات والأفراد الإسرائيليين في الخارج. ويعتمد هذا على المعلومات الاستخباراتية والفرصة السانحة، وهما عنصران من المرجح أن تمتلكهما إيران، غير أن المشكلة في هذا الخيار هي أنه يطلق العنان لعملية من الخطوات التصعيدية المتبادلة.

أما الخيار الثالث، فهو التوجه نحو تصعيد كامل من خلال حزب الله في لبنان وإشراك إسرائيل في جبهة ثانية أكثر فتكا وتكلفة بكثير مما كانت عليه في غزة.

ويثير هذا الخيار، وفقا للكاتب، سؤالا حاسما فيما يتعلق بمستوى السيطرة والنفوذ الإيراني على حزب الله: هل تستطيع طهران فعلا إجبار الحزب على الانخراط في حرب من شأنها أن تعيث فسادا في لبنان؟

والرابع، هو سيناريو يوم القيامة، حيث تقوم إيران الغاضبة والتي تحس بالإهانة بهجمات لا تقتصر على أهداف إسرائيلية مهمة، بل تشمل أيضا أهدافا أميركية في الخليج العربي.

لكن الكاتب استبعد هذا الخيار بوصفه "غير معقول وغير عقلاني"، غير أن بنكاس أردف يقول إن للتصعيد عادة خصوصياته، وما قد يكون غير مقصود في البداية يمكن أن يتحول بسرعة إلى صراع أوسع نطاقا، على حد تعبيره.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

ما مميزات الصاروخ متعدد الرؤوس الذي استخدمته إيران ضد إسرائيل؟

أثار الجيش الإسرائيلي -الخميس- الكثير من الجدل والتكهنات بشأن طبيعة الصاروخ الذي استخدمته إيران في ضرباتها الأخيرة، إذ قال إنه "متعدد الرؤوس الحربية، مما يشكل تحديا جديدا لدفاعاتنا".

ووفق الخبير العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي، فإن الصاروخ متعدد الرؤوس ذو إمكانيات كبيرة جدا يصعب على منظومات الدفاع التصدي إليه.

ويلفت الفلاحي -في حديثه للجزيرة- إلى أن إيران استخدمت اليومين الأخيرين عددا قليلا من الصواريخ لكن بتأثير كبير، مستدلا باختراقها منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية ووصولها إلى أهداف ومنشآت إستراتيجية في إسرائيل محدثة دمارا واسعا.

وحسب الخبير العسكري، قد يكون الصاروخ متعدد الرؤوس عابرا للقارات، إذ يطلق إلى الفضاء الخارجي عبر القارات، ثم يتشظى وتنطلق منه رؤوس متعددة متجهة كل منها إلى هدفه حسب البرمجة لهذا الصاروخ.

وكذلك، فإن الصواريخ الباليستية والفرط صوتية تكون بسرعة كبيرة وتحمل رأسا حربيا قادرا على الانشطار والتشظي إلى مساحات واسعة عندما تصطدم بالأرض.

واستخدمت إيران صواريخ نوعية في ضرباتها الأخيرة مثل "سجيل" و"فتاح" و"خرمشهر" وهو الصاروخ الذي قال الفلاحي إنه متعدد الرؤوس، ولديه قدرة انفجارية عالية ويحدث خسائر كبيرة.

وأطلقت إيران -الخميس- دفعة صواريخ ومُسيرات جديدة تجاه مناطق واسعة من إسرائيل هي الأكبر خلال 48 ساعة، مما أسفر عن إصابة العشرات، فضلا عن دمار واسع داخل تل أبيب.

وبشأن ما إذا كان أحد الصواريخ الإيرانية التي أطلقت ذا طبيعة عنقودية، أوضح الخبير العسكري أن القنابل العنقودية والصواريخ المستخدمة بهذا المجال تنفجر قبل أن تصل إلى الأرض و"عندما تصل تبدأ بالانفجار في مناطق متعددة أو باتجاهات متعددة".

لكن عندما يصطدم صاروخ بالأرض، ثم بعد ذلك تتشظى منه كثير من الرؤوس الحربية، فهذا يعني -وفق الفلاحي- أن هناك نمطا جديدا من الصواريخ يمكن أن تعمل عليه إيران بهذا الاتجاه.

إعلان

واستدرك الخبير العسكري بالقول إن بعض المتفجرات من القنابل العنقودية يمكن أن "تنفجر ولا تنفجر في الوقت ذاته، إذ تبقى تعمل كألغام بمجرد اللمس أو القرب منها".

وخلص إلى أن ما جرى اليوم يتمثل بـ"صاروخ يحوى (قنبلة انشطارية أو عنقودية) يتشظى إلى أماكن متعددة".

وأشار الفلاحي إلى أن دولا قليلة في العالم تمتلك صواريخ متعددة الرؤوس مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا والهند، لافتا إلى أن إيران تمتلك تقنية هذه الصواريخ التي تتشظى بعد ذلك إلى عدة صواريخ تنطلق كل منها باتجاه هدف معين، حسب البرمجة التي وضعت.

وكانت إيران قد بدأت ضرباتها الصاروخية -ردا على هجمات إسرائيلية واسعة النطاق على أراضيها- بصواريخ من طراز "عماد" و"قدر" و"خيبر شكن" واستهدفت شمالي إسرائيل ووسطها وجنوبها.

مقالات مشابهة

  • أبناء إب يحتشدون في 180 مسيرة إسنادا لغزة وتأييداً للرد الإيراني
  • ما مميزات الصاروخ متعدد الرؤوس الذي استخدمته إيران ضد إسرائيل؟
  • ثلاثة سيناريوهات محتملة لحرب إسرائيل وإيران
  • قادة إيران المغتالين.. أبرز الشخصيات العسكرية الإيرانية التي استهدفتها إسرائيل
  • إسرائيل: مقـ.تل رئيس أركان إيراني و30 قائدًا بـفيلق القدس
  • السيد القائد يدعو لمليونية غدا .. نصرة لغزة وتأييدا للرد الإيراني
  • 3 سيناريوهات محتملة.. الاحتلال الإسرائيلي يؤجل امتحانات الثانوية العامة
  • غموض في الأجواء.. ما الذي ضربته إيران ولم تعلن إسرائيل عنه؟
  • أفيخاي أدرعي يسخر من اغتيال قادة عسكريين إيرانيين
  • الهجوم الإسرائيلي على إيران .. الخيار شمشون!