منظمة دولية للهجرة تقول إنه حالة عدم الحصو على التمويل المناسب للقيام بأنشطتنا، فسنضطر إلى التقليل بشكل كبير من أنشطة المنظمة داخل السودان قبل نهاية شهر أبريل، وأتكلم هنا عن مصفوفة تتبع النزوح التي تتعقب أعداد النازحين بشكل دقيق داخل السودان

التغيير: وكالات

يواجه السودان فصلاً كئيباً آخر في تاريخه المضطرب بعدما تسببت الحرب التي اندلعت بين الجيش القومي وقوات الدعم السريع منذ عام في أكبر أزمة نزوح في العالم، والتي شهدت تجاوز عدد النازحين داخل وخارج البلاد 8.

5 مليون شخص، بحسب تصريحات منظمة الهجرة الدولية في مقابلة مع (CNN) الاقتصادية.

ويقول المدير الإقليمي للمنظمة، عثمان البلبيسي، إن واحداً من كل 8 نازحين على مستوى العالم من السودان، وإن أزمة السودان لا تحظى بالاهتمام المناسب على مستوى الدعم اللوجيستي والاقتصادي.

وأضاف، «نتحدث الآن عن أزمة غذائية حقيقية، فما يزيد على 18 مليون سوداني يعانون سوء التغذية، ومنهم 5 ملايين شخص على حافة المجاعة، ونسبة كبيرة من هذا العدد هم من النساء والأطفال.

أعلنت الأمم المتحدة أن السودان يحتاج إلى مساعدات بقيمة 2.7 مليار دولار للوصول إلى 14.7 مليون شخص من أصل 24.8 مليون شخص بحاجة ماسة للمساعدات.

وأوضح البلبيسي أن ما وصل حتى الآن يمثل 5 في المئة فقط؛ مما طلبته منظمات الأمم المتحدة، وذلك بسبب «الخطط المالية لكثير من الدول، واختلاف الأولويات، وزيادة عدد الأزمات في العالم، لهذا نتمنى أن يكون مؤتمر باريس القادم فرصة مناسبة لجميع الدول للقيام بواجبها نحو السودان وإعطاء الأزمة السودانية ما تستحقه من اهتمام، وينعكس هذا في حجم التمويل المتناسب مع الاحتياجات»، على حد قوله.

ويعتبر قطاع الاستجابة للاجئين أهم قطاع يحتاج إلى المساعدات، ويصل حجم المساعدات المطلوبة للقطاع إلى 631.2 مليون دولار، بحسب تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

وعلى الرغم من الاحتياجات الإنسانية الهائلة في جميع أنحاء السودان، فقد تم تخفيف المتطلبات المالية لتلبية تلك الاحتياجات؛ بسبب بيئة العمل المقيدة وعدم وجود ممرات آمنة.

نقص التمويل

وحذّر البلبيسي قائلاً، «نحن كمنظمة دولية للهجرة إذا لم نحصل على التمويل المناسب للقيام بأنشطتنا، فسنضطر إلى التقليل بشكل كبير من أنشطة المنظمة داخل السودان قبل نهاية شهر أبريل، وأتكلم هنا عن مصفوفة تتبع النزوح التي تتعقب أعداد النازحين بشكل دقيق داخل السودان، إلى جانب الرعاية الصحية والدعم النفسي والاجتماعي، بالإضافة إلى المساعدات غير الغذائية والمساعدات العينية، فهذه الأنشطة ستتأثر إلى حد بعيد».

لم يتعافَ الاقتصاد السوداني من الأزمات المتلاحقة التي ألمّت بالبلاد خلال السنوات الماضية، وخصوصاً بعد سقوط الرئيس السابق عمر البشير وما تلا ذلك من جائحة كورونا وتأثيرها في الاقتصاد المحلي والعالمي، ثم أحداث أكتوبر تشرين الأول 2019 وتولى رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان الحكم، وأخيراً الآثار الاقتصادية للحرب الروسية الأوكرانية.

وأدى تراكم هذه العوامل إلى ارتفاع معدل التضخم إلى أعلى مستوياته على الإطلاق ليصل إلى 359.1 في المئة في عام 2022.

رغم ذلك، توقع صندوق النقد الدولي أن يشهد السودان نمواً بنسبة 1.2 في عام 2023 بعد انكماش اقتصادي امتد لسنوات.

لكن أحدث إحصائيات البنك الدولي تشير إلى انكماش الاقتصاد السوداني بنسبة 12 في المئة، كما يتوقع صندوق النقد انخفاض الناتج المحلي بنسبة تقارب 18 في المئة.

ويحذّر البلبيسي من أن هذه المعدلات «مرتفعة للغاية» وتعكس حجم الأزمة الحالية في السودان.

وقال البلبيسي إن هذه الزيادات لم يواكبها أي زيادة في دخل المواطنين، بل خسر الكثير منهم موارد رزقهم، وهم الآن يضطرون للتعامل مع هذه الأزمة الاقتصادية، ومن انعكاسات هذه الأزمة أن ما يقرب من 18 مليون شخص يعانون سوء التغذية حتى الآن، منهم 5 ملايين على حافة المجاعة.

ويواجه أكثر من ثلث السكان انعدام الأمن الغذائي، بحسب برنامج الأغذية العالمي، ما يجعله أحد أكثر مجالات الدعم إلحاحاً.

وفي 2022، قدّرت الأمم المتحدة احتياجات الأمن الغذائي في السودان بمبلغ 437.9 مليون دولار لعام 2023، وارتفع هذا الرقم إلى 581.2 مليون دولار لعام 2024 بسبب تداعيات الحرب.

ونتيجة للاشتباكات، أُغلقت العديد من محلات البقالة والمخابز والمطاحن، ما أدى إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي في البلاد، كما نُهبت المساعدات الغذائية من مخازن المنظمة الدولية للهجرة ومفوضية شؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي وغيرها من المنظمات الدولية غير الهادفة للربح.

وما زاد الطين بلّة أن الأزمة الاقتصادية التي كان يمر بها السودان قبل الصراع الأخير حَدّت من القدرة الاقتصادية للأفراد، وتسبّبت في تفاقم حاد في أسعار معظم السلع الأساسية مثل الوقود والسلع المنزلية والغذاء، في حين ارتفعت الأسعار بنسبة 33 في المئة منذ بداية الحرب عام 2023.

وفي ظل الظروف الراهنة، يواجه السودان تحديات جسيمة وسط أزمة إنسانية متفاقمة لا تجد الاهتمام الكافي على الصعيد الدولي، ما يعيق جهود توفير الدعم اللوجيستي والاقتصادي الضروري لمواجهتها، ومع حاجة السودان الماسّة إلى المساعدات لتلبية احتياجات الملايين يبرز التحدي الأكبر المتمثل في تأمين التمويل اللازم والضغوط الاقتصادية المتزايدة، والذي يؤدي إلى تفاقم معاناة الشعب السوداني.

الوسومآثار الحرب في السودان الحرب المساعدات الإنسانية حرب الجيش و الدعم السريع منظمة الهجرة الدولية

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان الحرب المساعدات الإنسانية حرب الجيش و الدعم السريع منظمة الهجرة الدولية الأمم المتحدة داخل السودان ملیون شخص فی المئة

إقرأ أيضاً:

المجاعة تحاصر غزة و9 من كل 10 أطفال يعانون فقرا غذائيا (فيديو)

يعاني أطفال غزة من المجاعة بسبب الحرب الصهيونية والحصار المفروض على القطاع منذ 8 أشهر يمنع عنهم الماء والطعام ودمر المدارس والمستشفيات. 

المقاومة الفلسطينية تعلن استهداف جنود وآليات الاحتلال بأنحاء قطاع غزة الدفاع المدني الفلسطيني: كل القوانين الدولية التي تتحدث عن الإنسانية سقطت في غزة

وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، أن 9 من كل 10 أطفال في غزة يفتقرون إلى العناصر الغذائية الأساسية التي تضمن نموهم وتطورهم الصحي.

وقالت أن النظامين الغذائي والصحي في قطاع غزة انهارا ببسبب الحرب على القطاع منذ 8 أشهر، ما أدى إلى عواقب كارثية على الأطفال وأسرهم.

وأوضحت أن البيانات التي جمعت بين ديسمبر 2023 وأبريل 2024، أظهرت أن 9 من كل 10 أطفال في قطاع غزة، الذي يتعرض للقصف الإسرائيلي منذ أكتوبر الماضي، يعانون من فقر غذائي حاد، مما يعني أنهم يعتمدون على مجموعتين غذائيتين أو أقل يوميًا للبقاء على قيد الحياة.

عدد شهداء غزة

أعلنت وزارة الصحة في غزة، ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي الى 37296 شهيد و 85197 اصابة منذ السابع من اكتوبر الماضي.

وعبر حساب الوزارة على فيسبوك، أشارت إلى أن الاحتلال الاسرائيلي ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 30 شهيد و 95 اصابة خلال ال 24 ساعة الماضية، وذلك في التقرير الاحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الاسرائيلي المستمر لليوم ال 253 على قطاع غزة .

مقالات مشابهة

  • غزة تبدأ أول أيام عيد الأضحى تحت القصف وشبح المجاعة وإسرائيل تتكبد خسارة في رفح
  • عزوف كبير عن شراء الأضاحي في صنعاء بسبب الأزمة الاقتصادية
  • غزة تستقبل عيد الأضحى مع استمرار الحرب وانتشار المجاعة
  • المجاعة تحاصر غزة و9 من كل 10 أطفال يعانون فقرا غذائيا (فيديو)
  • في ظل الحرب والحصار.. شبح المجاعة يحوم على رؤوس الغزيين
  • تقرير: برشلونة منع فريق السيدات من تبادل القمصان بسبب الأزمة الاقتصادية
  • الأمم المتحدة: أكثر من مليون فلسطيني قد يواجهون المجاعة بحلول منتصف تموز
  • قالت إنه يواجه أكبر أزمة إنسانية على وجه الكوكب .. 315 مليون دولار من أمريكا للسودان
  • واشنطن تعلن تقديم 315 مليون دولار مساعدات إنسانية للسودان
  • مجاعة كارثية تواجه 765 ألف سوداني الأشهر المقبلة