قال الشيخ أحمد جودة المهدي، أستاذ العلوم الشرعية بالأزهر الشريف ووكيل مشيخة الطرق الصوفية، إن المسجد له حُرمة وأي خروج عن السلوك القويم ليس من التصوف، والسلوك في الحضرة أساسه الالتزام والخشوع، مشيرا إلى أن الحضرة النقشبندية تقوم على الذكر وقراءة القرآن والدعاء والصلاة على النبي ودروس العلم  

 

وأضاف المهدي، خلال لقائه ببرنامج مملكة الدراويش تقديم الإعلامية قصواء الخلالي المذاع على قناة الحياة، أن السلوكيات المُصطنعة والمُبالغ فيها داخل المساجد والأضرحة مُحرمة شرعاً ونرفض الدخلاء على الصوفية.

 

وأوضح أن الشيخ أبو الحسن الشاذلي والشيخ ابن عطا الله السكندري من أبرز الدراويش وأكابر الصوفية وكانوا في وصال مع الله.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أحمد جودة المهدي مملكة الدراويش التصوف المسجد قصواء الخلالي

إقرأ أيضاً:

الشيخ سعد البريك.. حين يصمت المنبر ويرحل الفارس

الحقيقة الأولى

لا مفرّ للمنبر من الصمت، ولا من الفارس من الرحيل؛ فكل صوت دعوي ينحسر حين يرحل صاحبه، ويبقى صدى علمه وأثره في النفوس.

الحقيقة الثانية

العلماء ميراث الأمة وبناة صروحها المعرفية؛ ولا يبقى العلم بقاءً حقيقياً إلا بقبض العلماء، فهم شجرة تنمو أجيالاً بعد رحيل أغصانها.

الحقيقة الثالثة

كل إنسان يُقاس بمنجزاته؛ فالمجد لا يُكتسب بالادعاء، وإنما بالعمل الصادق في الدعوة والتعليم والجهاد في سبيلٍ يسّر الله لفاعله الخير.

“وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون”

في يوم السبت 3 مايو 2025م، فقدت المملكة العربية السعودية والعالم الإسلامي داعيةً فذًّا ومعلّمًا نابهًا، انه الشيخ سعد البريك، صوت المنبر الشجي وقد رحل عن عمرٍ يناهز 63 عامًا.. ترك وراءه حزنًا عميقًا في قلوب محبيه وتل…

صوت النحل

كان رحمه كثير الترحال في الدعوة إلى الله ودعم قضايا المسلمين ومن القصص التي لا تُنسى يقول لي:

لما وصلت اول مره للصومال، نمت في فندق وقريب منه مسجد وقبل الفجر بحوالي ساعة صحيت على همهمات خفيفة كأنها أصوات النحل طلعت من الغرفة وسألت احد العاملين ماهذه الاصوات؟

قال: هذا صوت أطفال تحفيظ القرآن، يحضرون لساحة المسجد قبل الفجر بساعة تقريبا ويجلسون في الساحة يقرؤون ويحفظون القرآن الكريم

نزلت كي أراهم بعيني، لقيتهم مجموعة صغار جالسين على الحصير يرددون الآيات بخشوع تأثرت من عزيمتهم وبساطتهم، ورحت أحييهم بكلمة طيبة

ويقول لي: أجمل ما في الموضوع أنهم يبدأون يومهم بكتاب الله قبل لا يسمعوا الأذان نفسه، كأنهم النحل يجمعون رحيق الإيمان في سكون الصباح

أي أمة هذه وشبابها يصحون على كتاب الله؟

لحظة الخبر وصدى الذكريات

صدمني نبأ وفاة اخي وصديقي وشيخنا “أبا عبد الله” عبر وسائل التواصل الاجتماعي أثناء رحلتي مع ابني محمد في القطار من فيينا إلى براغ..

حينها شككت في بداية في الخبر، ثم تأكدت بعد بحثٍ سريع في قوقل، بعدما انتشر خبر رحيله كما تنتشر النار في الهشيم..

توقفتُ صامتًا لأستحضر شريط ذكرياتي معه – علمه، جهده، حضوره الذي لا يُعوَّض – فمسكت قلمي مسرعًا، وأنا مدركٌ أن حقه علينا أعظم من أن تُسبره الكلمات.

كلمات وداع من محبيه

ضجّت مواقع التواصل بالحزن والدعاء، ونعاه محبوه بـ”المدرسة الدعوية المتنقلة”، مشيدين بوسطيته وجهوده في نشر الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والتكافل والدعوة الى الله

لهذا أعاد كثيرون نشر محاضراته ومقاطع من خطبه.

وكم كنت أتمنى أن يُطلق اسمه على مركز دعوي متكامل، إلى جانب تسمية شارع ايضا باسمه في مدينة الرياض، وفاءً لعطائه وتخليدًا لأثره الدعوي وجهوده في خدمة دينه ووطنه وأمته.

التعازي بالوالدين

وما اسرع الايام حين تعدها ما أسرع الأيام تجري بنا دون ان نشعر.. تبدو سرعه الأيام مخيفه..!

رُبَّ باكٍ عَلى مَيتٍ وَباكِيَةٍ

لَم يَلبَثا بَعدَ ذاكَ المَيتِ أَن بُكِيا

وَرُبَّ ناعٍ نَعى حيناً أَحِبَّتَهُ

ما زالَ يَنعى إِلى أَن قيلَ قَد نُعِيا

فلا انسى انني عزّيت ابا عبدالله بوفاة والده ووالدته قبل تسعة أشهر، وكان بينهما في الوفاة يومين تقريباً، ودُفنا في قبرين متجاورين.

ويبدو أن برّه وحبهما لم يسمح له بالبقاء بعيدًا عنهما طويلاً، فرغبت روحه باللحاق بهما

اللهم اجمعنا وإياهم وآبائنا وأمهاتنا والحبيب المصطفى ﷺ وجميع المسلمين في جنّات النعيم.

الوداع الأخير

اختتم حياته في ذاك المشهد المهيب حين صلى عليه الناس في جامع الراجحي يوم الأحد، ووري الثرى بمقبرة النسيم وسط حضورٍ كثيف من العلماء والمسؤولين والدعاة وسواد كبير من محبيه.

وكان دائمًا يردد قول الحبيب ﷺ: “خير الناس أنفعهم للناس”. ونحسبه كذلك، والله حسيبه.

الحَمدُ لِلَّهِ طوبى لِلسَعيدِ وَمَن

لَم يُسعِدِ اللَهُ بِالتَقوى فَقَد شَقِيا

كَم غافِلٍ عَن حِياضِ المَوتِ في لَعِبٍ

يُمسي وَيُصبِحُ رَكّاباً لِما هَوِيا

وَمُنقَضٍ ما تَراهُ العَينُ مُنقَطِعٌ

ما كُلُّ شَيءٍ يُرى إِلّا لِيَنقَضِيا

وحين يصمت المنبر … ويرحل الفارس، يظل أثره

صدقة جارية في قلوب من عرفه وعاش على بركته

رحم الله شيخنا سعد وأسكنه الفردوس الأعلى، وجعل علمه وعطاءه صدقةً جارية في ميزان حسناته.

أخبار السعوديةأخر أخبار السعوديةالشيخ سعد البريكبشر الصابريند.عبد الله القفاريقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • بسبب التشاجر داخل المساجد.. الأوقاف توجه تحذيرا بشأن حرمة بيوت الله
  • عضو السياسي الأعلى الزايدي يعزّي في وفاة الشيخ أحمد الزايدي
  • فتاوى تشغل الأذهان.. حكم التضحية بالأبقار المستنسخة..هل الطواف يُغني عن ركعتي تحية المسجد الحرام؟.. هل يجب الوضوء أو الاغتسال قبل الوقوف بعرفة؟
  • "التعليم" تصدر تعليمات لتنظيم الفعاليات المدرسية: تعزيز السلوك الإيجابي والهوية الوطنية
  • في حوار خاص لـ "الفجر".. هاني المهدي يكشف أسرار القوة الناعمة لمصر عبر اللغة العربية
  • ترقبوا.. كلمة لأمين عام حزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في الـ8:30 مساءً
  • مدير الأحوال المدنية يؤكد الالتزام بمكافحة الفساد وتحسين جودة الخدمات
  • الشيخ سعد البريك.. حين يصمت المنبر ويرحل الفارس
  • ثواب حسن معاملة الخادم في الإسلام.. علي جمعة يكشف عنها
  • علي جمعة: السنة النبوية أرست مبدأ المساواة واحترام الكرامة الإنسانية دون تمييز طبقي