في يوم السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك 1437هـ الموافق 17 يوليو 2015م، أعلن عن الانتصار العظيم الذي أسعد قلوب اليمنيين أجمع، والمتمثل بتحرير العاصمة المؤقتة عدن من مليشيا الانقلاب الحوثية التي دمرت المدينة وعاثت فيها فسادا.

 

فمن عدن انطلقت عملية التحرير إلى باقي مدن الجنوب، وصولا إلى تحرير قاعدة العند الإستراتيجية بمحافظة لحج مطلع أغسطس من العام 2015 م، في عملية تحرير متسارعة، لاتزال مستمرة إلى اليوم لتحرير اليمن من المليشيات الحوثية الممولة من إيران.

 

حيث كانت عدن هي بوابة الانتصار الكبير الذي يطمح فيه اليمنيون، لتحرير اليمن واستعادة الدولة اليمنية، وصولا إلى بناء الدولة الاتحادية، التي توافق عليها اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني الشامل.

 

وعلى الرغم من تحرير المدينة على يد أبطالها الحقيقيين الذين ضحى عدد منهم بدمائهم ونالوا شرف الشهادة، إلا أن المدينة عادت ووقعت مرة أخرى بيد لصوص الانتصارات والمستغلين الذين بدؤوا بتنفيذ مخططاتهم لاغتيال وإخفاء وتشريد من تبقى من رموز هذه المعركة التاريخية.

 

ذكرى مجيدة

 

يقول سامر عبد الله العدني إن هذا اليوم يمثل ذكرى مجيدة وغالية على قلوب أبناء عدن واليمنيين بشكل عام، حيث سطرت فيه الملاحم البطولية في الدفاع عن مدينة السلام والتعايش، وقدم أبناء عدن خلالها التضحيات الجسيمة لتحرير مدينتهم وتطهيرها من الغزو الحوثي الصفوي الطائفي.

 

ويضيف "سامر" وهو أحد أبناء المدينة المشاركين في معركة التحرير خلال تصريح خاص لـ "الموقع بوست"، إن يوم 27 من رمضان سيظل رمزا على مدى الأزمان، وسيحتفل بهذا اليوم أبناء المدينة جيلا بعد جيل، فرحا بالانتصار العظيم الذي حققه أبناء المدينة، بعد أن تخلى عنها الجميع وتركوها لقمة سهله لمليشيا الحوثي الانقلابية عام 2015 م.

 

وأكد أن أبناء عدن كان لهم دورا بارزا في معركة التحرير، حيث كان دورهم هو العامل الأول والرئيسي لتحرير المدينة، وذلك بفضل توحد أبناء المدينة بمختلف شرائحهم، وتمكنهم من تسطير أروع الملاحم البطولية التي أذهلت العدو خلال أربعة أشهر من المقاومة، وأجبرته على الرحيل من هذه المدينة والعدوة إلى الكهوف التي خرجوا منها.

 

وأشار إلى أن مدينة عدن تعاني منذ تسع سنوات من تحريرها وحتى اليوم، من وضع كارثي واقتصاد متهاوي وتدهور للعملة وتدني مستوى مرتبات الموظفين، وهو ما ضاعف وفاقم من معاناة أبناء المدينة، دون أن تولي القيادة السياسية أي اهتمام لمعاناتهم، على الرغم من كل التضحيات التي قدموها منذ اجتياح الغزو الحوثي للمدينة وحتى اليوم.

 

وأوضح أن كل ما يرجوه أبناء عدن اليوم من القيادة السياسية، هو الوقوف الجاد لتقييم الأولويات ومعالجة التدهور الاقتصادي بشكل عاجل في مدينة عدن وجميع المحافظات المحررة، وتحسين الوضع المعيشي، والنهوض بالبنية التحية لهذه المدينة، التي تدمرت خلال الحرب وبعدها.

 

لصوص الانتصارات

 

يقول الناشط الإعلامي وأحد المشاركين في معركة تحرير عدن، أكرم البجيري، إنه في 17 يوليو 2015 أعلن عن تحرير مدينة عدن، والتي تم اختيارها لاحقا لتكون عاصمة مؤقتة لليمن.

 

ويؤكد البجيري في تصريح خاص لـ "الموقع بوست" إن هذا النصر العظيم جاء بعد أشهر من القتال خاضه أبناء عدن تحت مسمى المقاومة الشعبية، وبدعم وإسناد التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، لدحر مليشيات الحوثي الانقلابية التي عاثت في المدينة فسادا وأحالتها إلى دمار.

 

ويضيف البجيري بأن مدينة عدن، على الرغم من تحريرها ودحر مليشيا الانقلاب منها، إلا أنها وقعت تحت وطأة لصوص الانتصارات والمستغلين الذين فروا منها عندما اقتحمت جماعة الحوثي المدينة، وقالوا إن الحرب لا تعنيهم، قبل أن يعودوا بعد تحريرها لينتقموا من مدينة عدن وأبنائها.

 

وقال البجيري إن لصوص الانتصارات عادوا فور تحرير المدينة ينعقون فيها من جديد، وبدؤوا بتنفيذ مخططاتهم واستهداف قيادات كان لها دورا بارزا في مقاومة الحوثيين وتحرير عدن، وذلك من خلال تدشينهم لسلسلة اغتيالات واعتقالات وإخفاء قسري ومطاردات وتشريد استهدفت كثير من أبطال معركة تحرير عدن.

 

وتطرق في سياق تصريحاته لـ "الموقع بوست" إلى أسماء عدد من أبرز أبطال معركة التحرير الذين تم تصفيتهم واعتقالهم من قبل عصابات الخراب، حيث كان من بينهم قائد مقاومة البريقة الشيخ راوي سمحان، وقائد مقاومة المعلا مفيد شكري، والذي تم مطاردته وتشريده خارج عدن، إضافة إلى القيادي البارز في المقاومة أبو أسامة السعيدي الذي ما يزال يقبع في سجون هذه العصابات السرية حتى اليوم.

 

وأشار إلى أن أهالي عدن وشبابها ضحية لهؤلاء اللصوص الذين لم يضيفوا ولم يقدموا لعدن شيئا، وكانوا في كل مرة يتم فيها اجتياح عدن وتدميرها يفرون إلى قراهم تاركين عدن وأبناءها يحاولون مداواة جراح مدينتهم، ليعودوا فور التئام الجروح يختطفون النصر والتضحيات التي قدمها أبناء المدينة وينهبون خيرات وثروات عدن.

 

وأوضح أنه على الرغم مرور تسعة أعوام على تحرير عدن إلا أن المدينة التي تعيش تحت حكم لصوص الانتصارات، ما زالت تعاني من غياب الأمن فيها وتدهور الخدمات، وتجاهل متعمد لأسر الشهداء والجرحى الذين بفضل تضحياتهم نحتفل اليوم ونحن نتألم لما يعانيه الأبطال الحقيقيون لهذه المعركة التي سطرت حروفها بدماء وتضحيات أبطالها.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: عدن تحرير عدن اليمن مليشيا الحوثي الحرب في اليمن أبناء المدینة أبناء عدن مدینة عدن على الرغم تحریر عدن

إقرأ أيضاً:

الـتأطير والمقاطعة

#الـتأطير و #المقاطعة
م. #أنس_معابرة

تعالى النباح في الآونة الأخيرة المُهاجم للمقاطعة التي يخوضها الغيورون على هذه الأمة، أولئك الذين يرفضون التعامل مع شركات ومؤسسات ودول تدعم الاحتلال وجيشها الذي يقتل الأطفال والمدنيين، حتى لو كان ذلك عبر شراء علبة من مشروب غازي، أو مسحوق تجميل.

المهاجمون للمقاطعة مدعومون بلا شك، إما من المؤسسات والشركات التي تضررت جراء المقاطعة، وقاربت على اعلان افلاسها واغلاق فروعها، وخسرت الجزء الأكبر من قيمة أسهمها في أسواق التداول، أو هم مدعومون برغبات وأهواء شخصية بعد أن “تضررت مصالحهم” كما يدّعون، وكأنهم لا ينتمون لهذه الأمة، ويعيشون بمعزل عن المصائب التي يسوقها الاحتلال ومعاونيه.

وقد يكونون من الذباب الالكتروني الذي يعمل لصالح الاحتلال، ويحاول الإشارة إلى عدم جدوى المقاطعة، وكأن الناس اليوم لا يتابعون أسواق الأسهم، ولا يرون أفرع الشركات التي تدعم الاحتلال وهي خاوية على عروشها.

مقالات ذات صلة أسرار البحتري 2024/06/10

لقد آتت المقاطعة أُكلها رغم أنوفهم، ونرى بأعيننا ما يمكن أن يفعله الشعب الواعي، الذي يعلم مصلحته جيداً، ويرفض الانسياق وراء الإعلانات والعروض والخصومات المغرية، وسيترك تلك البضاعة لتكسد وتصدأ، ولن تجد من يلتفت اليها.

ويستخدم المهاجمون للمقاطعة اليوم أسلوب التأطير، والتأطير مصطلح يشير الى حالة تأطير للمعلومات، أو وضعها في إطار بحيث يُؤثر الإطار على طريقة تعامل الافراد مع المعلومة رغم عدم تغير مضمونها.

وعادة ما يسخر هؤلاء من المقاطعة، ويدعون المقاطعين إلى التخلي عن الملابس أو السيارات، أو التوقف عن استلام حوالات المغتربين، غيرها من المنتجات الغربية إذا كانوا مقاطعين.

لهؤلاء نقول: نعم نحن مقاطعون، وقد نستخدم بعض الأدوات والمنتجات الغربية، ولكننا نحاول أن نقتصر في ذلك على الأدوات الضرورية التي ليس لها بديل حالياً، ومتى ما وجدنا بديلاً عنها سنتركها إلى غير رجعة، ولن نعود لها حتى بعد نهاية الحرب.

لن أخسر شيئاً حينما اقاطع وجبة طعام لمطعم يفتخر بدعمه للاحتلال، ولن أخسر شيئاً عندما أترك علبة المشروب الغازي لتصدأ في مستودعات الشركة الوقحة التي تكابر وتتحدى المقاطعين، ولكنني سأكسب ديني وعروبتي وكرامتي وانسانيتي.

لقد وضع دانتي وصفاً للجحيم، فكان على شكل طبقات، وعندما سئل عن طبيعة الأشخاص الذين يقبعون في قعر الجحيم فأجاب: “هم هؤلاء الذين لا يتخذون موقفاً في الأزمات الأخلاقية”، ولا يوجد أزمة في الأخلاق والضمير كالتي يعيشها العالم اليوم، وعدم اتخاذك لموقف يتناسب مع حجم الجرائم التي يقوم بها الاحتلال هو غياب للضمير، وفقد للإنسانية، وتخل عن المسؤولية.

مقالات مشابهة

  • ‎شاهد| الحجاج يوثقون ذكرى الرحلة الإيمانية في المدينة المنورة
  • لاوديكيا التركية.. رحلة عبر الزمن في مدينة زيوس التاريخية
  • خطط التنمية والتطوير في مدينة مطرح
  • الـتأطير والمقاطعة
  • حملات تموينية تفتيشية على محال الجزارة بالعاشر من رمضان
  • القاهرة الإخبارية: الاحتلال يواصل قصف رفح الفلسطينية طيلة ساعات الليل
  • أفراح آل الحسيني والشريف
  • كتّاب إسرائيليون: تحرير الأسرى في غزة لم يكن نصرا إستراتيجيا
  • كرامي: إننا أبناء مدرسة الاستشهاد من أجل لبنان ومن أجل العروبة
  • مدير المخابرات: الوطن يمر بمرحلة تحرير تأسيسي