صحيفة البلاد:
2025-08-06@02:59:01 GMT

معرض «المهمل»

تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT

معرض «المهمل»

يقول الفنان مشعل العمري عن تجربته الجديدة التي يقدمها بهذا المعرض:
للفنّان عين ترى ما لا يراه سواه؛ عينٌ تلتقط الجمال في قلب التالف والمهمل، وتعيد إليه الحياة والمعنى؛ فتغدو القطع المتروكة على قارعة الطريق، والأشياء التي فقدت قيمتها في نظر الناس، خامةً ثمينةً في يد الفنّان تتحوّل إلى عملٍ فنّي ينبض بالدهشة والرمزية.


تقوم تجربتي الفنية في هذا المعرض على مبدأين متكاملين:
أولًا: حماية البيئة من آثار التلوث والضرر الذي يصنعه الإنسان، عبر جمع بقايا المواد الضارة بالتربة، وإنقاذها من أن تظل عبئًا على الأرض.
ثانيًا: استدامة نفع الأشياء؛ إذ يُعاد تدويرها وتوظيفها في مجال الفن بعد أن تنتهي وظيفتها الأصلية، فتولد من جديد في صورة أعمال تشكيلية، تحمل رسالة جمالية وإنسانية وبيئية.
كانت شرارة هذه الرحلة الفنية الأولى في لحظات المشي المسائي، حين اعتادت عيني تتبّع الأرضية المزدحمة بقطع البلاستيك، وبقايا الحديد، وبقايا الإنارة والسباكة المهملة، التي لم تعد صالحة للاستعمال. تلك القطع التي التقطتها من الشوارع؛ لتصبح نواة مجموعتي الفنية الخاصة؛ موادّ انتزعتها من مصير الإهمال لتخضع لفكرتي وتشارك في صناعة الجمال.
في المرسم، تبقى هذه المواد حبيسة الانتظار أيّامًا وأحيانًا سنوات، حتى تلوح الفكرة فجأة؛ فتبدأ رحلة بناء اللوحة أو المجسّم: من اختيار الألوان وأحجام القطع، إلى نسج العلاقات بينها في تكوين فنيّ يضفي عليها روحًا جديدة.
ورغم أنّ معرفتي التقنية بفنون الريليف وبأسرار هذا التكوين لم تكن عميقة في البداية، إلّا أنّ الفن بطبيعته إلهامٌ واستغراقٌ وشغف. هو حالة من النشوة والتذوّق الخالص، أقرب ما تكون إلى سُكرٍ جميلٍ يستولي على الفنان في لحظة صفاء، فيصنع من هذه القطع عملًا فنيًّا يدهش الناظر وينقله إلى عوالم غرائبية وسحرٍ خاص.
هذا المعرض هو ثمرة تلك اللحظات؛ دعوة لرؤية الجمال في غير المألوف، وتأمل قدرة الفن على إعادة تعريف ما هو تالف ومهمل… ليغدو في النهاية أغلى وأثمن .

[email protected]

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

معرض المدينة المنورة للكتاب 2025 يختتم فعالياته بمشاركة أكثر من 300 دار نشر محلية ودولية

اختتمت هيئة الأدب والنشر والترجمة فعاليات النسخة الرابعة من معرض المدينة المنورة للكتاب 2025، الذي أُقيم خلال الفترة من 29 يوليو الماضي إلى 4 أغسطس الجاري، تحت شعار "المدينة تقرأ"، في رحلة معرفية استمرت سبعة أيام، استضاف خلالها أكثر من 300 دار نشر ووكالة محلية ودولية، موزعة على أكثر من 200 جناح.

ورفع الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة، الدكتور عبداللطيف الواصل، شكره للقيادة الرشيدة -أيّدها الله- على دعمها المتواصل للحراك الثقافي في المملكة، مؤكّدًا في ختام فعاليات المعرض أن هذه التظاهرة تجسّد رؤية المملكة الثقافية المتجددة، وتُعد محطة مهمّة في مسار تطوير صناعة النشر وترسيخ الوعي المعرفي لدى المجتمع.

وأفاد الدكتور الواصل أن هذه النسخة شهدت توسّعًا غير مسبوق في عدد المشاركين، وتنوّعًا ثريًا في الفعاليات الثقافية التي راعت مختلف الفئات العمرية والاهتمامات الفكرية، مما جعلها تجربة ثقافية متكاملة، مشيرًا إلى أن المعرض وفّر فرصًا واسعة للناشرين والكتّاب المحليين، وأسهم في تسهيل الوصول إلى الكتاب، وتعزيز المحتوى السعودي، وشهد إطلاق مبادرات نوعية، كمنطقة الكتب المخفضة، وتحديث البنية التقنية، مما عزّز من تفاعل الزوّار وجودة التجربة.

وأوضح أن الهيئة تعمل على بناء منظومة مستدامة لصناعة النشر والترجمة، لتكون المملكة مركزًا ثقافيًا فاعلًا، ومنصة دولية لتداول المعرفة، مبينًا أن هذا المعرض يعد لبنة أساسية في مشروع وطني لبناء اقتصاد إبداعي، وتوسيع الأثر الثقافي السعودي عالميًا.

وشهدت النسخة الحالية من المعرض إقبالًا لافتًا من الزوّار باختلاف أعمارهم وهواياتهم، وتفاعلًا كبيرًا مع البرنامج الثقافي الذي قُدِّم عبر نخبة من الأدباء والمثقفين، من خلال ندوات وورش عمل تناولت موضوعات نوعية تشغل الساحة الأدبية، وساعدت الزوّار على تطوير مهاراتهم المعرفية.

واستقطبت أجنحة المعرض مشاركة متزايدة من دور النشر المحلية والدولية، إلى جانب منصة توقيع الكتب التي شهدت تدشين إصدارات جديدة لعدد من الأدباء والكتّاب السعوديين، فضلًا عن مشاركة أجنحة عدة جهات حكومية وهيئات ثقافية، استعرضت أحدث مبادراتها وجهودها في المجال الثقافي.

وخصّص المعرض منطقة متكاملة للطفل، حظيت بإقبال مميز من الأطفال والعائلات، الذين استمتعوا ببرامجها المتنوعة، سعيًا إلى تعزيز قدراتهم المعرفية، واستكشاف مواهبهم الإبداعية، وتوسيع آفاقهم الثقافية.

وحرصت هيئة الأدب والنشر والترجمة خلال هذه النسخة على توظيف التقنيات الحديثة لتعزيز تجربة الزوّار، بدءًا من التذاكر الإلكترونية لتسهيل الدخول، ووصولًا إلى استخدام الخرائط التفاعلية لتمكين الزائر من تحديد مواقع الفعاليات والخدمات ودور النشر بكل سهولة ويسر.

يُذكر أن تنظيم هيئة الأدب والنشر والترجمة لمعرض المدينة المنورة للكتاب 2025 في نسخته الرابعة، جاء برؤية متجددة وهوية مميزة، تواكب أحدث مستجدات صناعة النشر، ليشكل امتدادًا لنجاحات النسخ الثلاث الماضية، ويؤكد أهمية المدينة المنورة ومكانتها في المشهد الثقافي السعودي، ضمن مبادرة "معارض الكتاب" الإستراتيجية، التي تسعى إلى تمكين صناعة النشر، والنهوض بالوعي المعرفي والثقافي، والارتقاء بجودة الحياة، والإسهام في النمو الاقتصادي الوطني.

هيئة الأدب والنشر والترجمةمعرض المدينة المنورة للكتاب 2025قد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • سائليني يا شآم.. مثقفون سوريون يحذرون من الخراب الثقافي بعد إلغاء الحفلات الفنية في معرض دمشق الدولي
  • انطلاق معرض «تمكين وسمو» لدعم قطاع ريادة الأعمال في محافظة ظفار
  • معرض المدينة المنورة للكتاب 2025 يختتم فعالياته بمشاركة أكثر من 300 دار نشر محلية ودولية
  • فيروز التي أَسْعَدت في يوم حزنها
  • اليوم.. انطلاق أعمال معرض "تمكين وسمو" في ظفار بمشاركة 75 مؤسسة
  • معرض المدينة المنورة للكتاب 2025 يختتم فعالياته
  • معرض المدينة المنورة للكتاب 2025 يختتم فعالياته بمشاركة أكثر من 300 دار نشر
  • تنشيط السياحة تشارك بـ معرض BIT 2026 الإيطالي
  • انطلاق معرض موتوريكس إكسبو 2025 بعد غد في مدينة المعارض بدمشق